وجهة نظر خاصة أعيد نشر أساسها وأنطلق منه….....

العربي...............................عن اخي رمضان
................................................................
وجهة نظر خاصة أعيد نشر أساسها وأنطلق منه….....
==============================
أنا مواطن ليبي عملت بالدولة الليبية منذ إلتحاقي بالمؤسسة العسكرية في النظام الملكي وإلى أن إستقلت سنة 1980 بموجب قرار إستقالة من رئيس الدولة الشهيد معمر القذافي . عملت مع الدولة ومن المفترض بأنني أعمل إلى الآن إلاّ أنني معتبر مفصول عن العمل بسبب الغزو والعصيان المسلح في 17 فبراير 2011 . وإتخذت موقفي الذي لا زلت عليه حتى هذه اللحطة من حياتي .

يوم الآربعاء , بتاريخ 23 فبراير 2011 م , بعثت بهذه البرقية تحية لقائد الوطن , أنسخها هنا بكاملها .

برقية إلى قائد الوطن .
العقيد معمر أبو منيار القذافي .
أحييك أيها القائد الجليل العقيد معمر القذافي ,
أحيي فيك ذاتك وجلال الوطن وكبرياؤه ووحدته وعزته ,
أحيي فيك الكرامة والشهامة وعظيم الصبر ,
أحيي فيك الأخلاص والوفاء ,
أحيي فيك كل ما أحبه في وطني ,
وإني لازلت وسأبقى على عهدي لك من الحافظين .
أخوكم وأحد ضباطكم الأحرار ,
النقيب بحار رمضان علي حسين الجبو .
الأخ الدكتور صلاح الدين زارم ,
أمين مكتبنا الشعبي بباريس ,
يرجى التفضل بتعبير هذه التحية ولكم الشكر سلفًا .

وبعد الأستشهاد بعثت بهذا التأبين للسفارة في باريس .
والآن لم يبقى إلاّ أن أحيي روحك وأرواح من قضوا معك دفاعًا عن وطنهم إلى آخر رمق , وأحيي جميع أرواح الليبيين التي صعدت قبل صعود روحك وبعدها إلى مقام الشهداء والصديقين إلى بارئها , بفعل هذا العدوان الشرس في هذه الحرب غير المعلنة , التي سخرت لها أمريكا الشمالية , والقارة الأوربية جميع أساطيلها البحرية والجوية لتقتل أبناء وبنات وطننا من مدنيين وعسكريين , وتصيب عشرات الآلاف بعاهات دائمة , وعشرات الآلاف من الأيتام والثكالى , وعشرات الآلاف من المصابين بصدمة نفسية , وحتى حيواناتنا وأشجارنا لم تسلم من إصاباتهم . غجر وكأنهم قادمون من كوكب آخر , لم يمرّوا بعبر التاريخ ولم يقرؤوا في صفحاته غير ما مدون على العملة النقدية .
نعم أخاطب روحك لأقول بأني ما تخليت على عهدي لك لأنه عهد المواطن لوطنه , وعهد الضابط لقائد جيش وطنه , وعهد الشريف لنفسه . ما طلبت منك يومًا منصبا , ولا طلبت منك رتبا , وما طلبت منك مالا.
طلبت مني أن أكتب أفكاري ففعلت وبأقصى درجات الصدق مع النفس , خاطبتك عن شكاوا بعض المواطنين فإستجبت , وفي كل مرة كنت تسمو عن الناس والأشياء , وكنت أراك نقيًا وأنت منتصب القامة , صدقت القول مثل ما صدقت الفعل والملايين من معزيك , والملايين ممن كانوا مرتابين , وخصومك أيضًا يشهدون لك بذلك , وها أنت الآن وقد تخلصت من أدران المادة , فهنيئًا لك على هذا الأنعتاق وبهذا المجد .
رمضان الجبو
أورليان ـ فرنسا13 ديسمبر 2011م

كيف نخرج مما نحن فيه من مأزق ؟ فإن كان الجميع يريدون الدولة فالدولة لا تكون بغير رئيس ومؤسسات ولا تكون دولة من دون تاريخ , والتاريخ يسطره الناس حسب وجهة نظرهم وتفسيرهم لما عايشوه من واقع . سيكون هناك ليبيون يبغضون الشهيد معمر القذافي ويشتمون سيرته وهناك من يبجلونه ويمدحون فترة كفاحه وأنا أحدهم وفي جميع الأحوال لن يمس لا المدح ولا الشتم بالشهيد بشيء لأنه أصبح في ذمة الله مع الصديقين والشهداء .
ولكن نحن بصدد بداية مرحلة ما بعد غزو وعصيان مسلح إن لم نعود لوحدتنا الوطنية سنكون جميعنا كهول وشباب ومواليد جدد خاسرين للوطن والسيادة . الجميع سيكون خاسر ولا إستثناء لا لغني ولا فقير ولا يتيم ولا أرملة ولا مبتور لأطراف ولا معاق ولا جريح ولا مشرد في الداخل والخارج .
الشهيد معمر القذافي كان الزعيم الذي أيده الناس في جميع مراحل جهاده وكان رئيسًا للدولة الليبية على مدى إثنين وأربعين عامًا , جاء الأوربيون والآمريكيون بأساطيلهم من وراء البحار والمحيطات بأساطيلهم البحرية والجوية للقضاء عليه وعلى دولته بإسم قرار من مجلس الأمن الدولي مبني على أكاذيب صحفية وحطموا الدولة وأوقعونا فيما أصبحنا فيه من مأزق لن نخرج منه إلاّ بعد معاناة يعلم الله إلى متى ندرك سبيل الخروج منها .
يقال بأن العقيدة لدى بعض الدول لا تبيح التضحية بحياة رئيس الدولة من أجل الدولة , وفي وطننا وفي الأول من سبتمبر 1969 لم يتعرض ملك البلاد للقتل بل كانت الأمور مرتبة بحيث يرحل إلى مصر ليقضى بقية حياته هنيئًا في ضيافة رئيس الجارة مصر معززًا مكرمًا إلى أن أدركته الوفاة .
لا أحد منًا أيًا كان موقفه بأن ينزع لا الفترة الملكية بقيادة ملك البلاد محمد إدريس السنوسي رحمه الله و الذي بموجب مراسيمه أصبح بعضنا ضباط في الجيش الملكي , ولا الجماهيرية بقيادة الشهيد معمر القذافي رحمه الله وهو أيضًا تعين بموجب المرسوم الملكي .
لكن الشهيد معمر القذافي قُتل ونكّل بجثمانه وعرض في مشهد تقززت منه أنظار حتى أعدائه الذين جاؤوا لقتله ودمار وطنه وهو أسير من ضمن المجاهدين الذين كانوا معه وإخذوا أسرى ثم قتلوا وهو ما يمثل جريمة حرب . ومن المعلوم أن قتل رؤساء الدول كقتل الأنبياء والرسل . وإلى يومنا هذا كل ما علمناه عن مقتله وما تعرض له وهو على قيد الحياة وإخفاء جثمانه وإبنه والقائد العام للقوات المسلحة الشهيد الفريق أبو بكر يونس جابر غير ما نشر من صور بثتها المحطات الفضائية العدائة الشامتة .
لا يمكننا أن نعيش في الماضي لأننا لا نستطيع أن نتخلص منه من جهة ولا نستطيع أن ننكره لأنه تاريخ دولتنا ووحدتنا الوطنية , فلا كره الملك محمد إدريس السنوسي ولا كره الرئيس الشهيد معمر القذافي يمسهم بشيء ولايفيدنا في مأزقنا بشيء . بينما إنصافنا لتاريخ كلاهما وما فيه من تقديرمن جانبنا كخلف لخير سلف هو أن ننصف تاريخنا الوطني كدولة عضو في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي .
إنصافنا لتاريخ وطننا ليبيا هو بإكرام من قامت على أكتافه وأكتاف من ناضلوا من أجلها منذ مقاومة الغزو الأيطالي إلى سنة 1969 , ومن تحمل مسؤوليتها وصيانة كيانها من 1969 إلى سنة 2011 , وهذا يتحقق بجلب جثمان المغفور له الملك محمد إدريس السنوسي والملكة فاطمة , وجثمان الرئيس الشهيد معمر القذافي والشهيد أبو بكر يونس جابر ومن إستشدوا معهم وإقامة جنائز رسمية بكل الدولة من أجل أحلال السلام مع الماضي لكي لا ينتقل سعير الحرب والنزاع والفرقة لأجيال المستقبل التي تتمنى حياة يسودها السلام والأمن والوحدة الوطنية .
بغير ذلك سنبقى نعول ونحوم في الصراعات التي تستغلها الآطراف الأجنبية التي لا هم لها غير مصالحها التي هي على حسابنا وحساب أجيالنا . وأقول نعم لمجلس النواب رغم أنه غير مكتمل الشرعية ولكنه خطوة لابد منها والأمل هو تعزيزه بترسيخ المجلس الأعلى لشيوخ القبائل والمدن الليبية كمجلس لأمن الدولة الليبية , وإعتماد خطة مقترح الحركة الوطنية الشعبية الليبية لتفعيل المصالحة المجتمعية .

النقيب بحار رمضان الجبو ـ فرنسا 7 نوفمبر 2014 .

هذا الكلام اخذني لعوالم بعيدة