اصرار اوباما على دخول التاريخ من بوابة النووي الايراني
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
اصرار اوباما على دخول التاريخ من بوابة النووي الايراني
نزار عبد القادر
كتب المعلق الاميركي براث ستيفنز في صحيفة «وول ستريت جورنال» مقالاً بتاريخ 10 تشرين الثاني 2014 بعنوان «ماذا لو قالت ايران نعم» وقبلت بما تطالب به الديبلوماسية الغربية من شروط وتنازلات من اجل توقيع اتفاق ـ اطار حول البرنامج النووي الايراني.
ورأى الكاتب بأن «نعم» الايرانية لا تعني على الاطلاق القبول بالشروط الغربية الهادفة الى منع ايران من امتلاك كامل القدرات التقنية للتحول الى قوة نووية متكاملة الاوصال معرفة وانتاجاً، بل ستعني الموافقة مجدداً على اعطاء وزير خارجية اميركا جون كيري فرصة اخرى لاستمرار العملية التفاوضية بعد انتهاء المهلة الراهنة بتاريخ 24 تشرين الثاني، والتي كان قد سبق للديبلوماسية الاميركية شراءها لفترة خمسة اشهر من خلال تخفيف العقوبات عن طهران من اجل تحرير اموال مجمّدة بلغت مليارين وثمانماية مليون دولار.
واستنتج الكاتب بان، المفاوضات التي جرت في مسقط مؤخراً ستضع كيري امام تجربة جديدة، كان قد خبرها الرئيس جيمي كارتر قبله اثناء ازمة الرهائن في السفارة الاميركية في طهران بان القيادات الايرانية كانت جاهزة لاستغلال الموقف الاميركي الضعيف، والذي يسعى الى الخروج من الموقف «المخزي» الذي تواجهه الولايات المتحدة، حكومة وشعباً.
هذا هو الحصاد الذي جنته الديبلوماسية الاميركية بعد سبع سنوات من قرار الرئيس اوباما باعتماد «الديبلوماسية المباشرة» لاعادة بناء العلاقات الاميركية مع دول تشهر خصومتها لاعداءها للولايات المتحدة، مثل ايران وسوريا وكوريا الشمالية. عندما اعلن اوباما ذلك اثناء حملته الانتخابية، تعرّض لانتقادات لاذعة كان ابرزها ما قالته منافسته في السباق الرئاسي هيلاري كلينتون بانه «ساذج». ويبدو بان الرئيس اوباما قد قرر الاستمرار في نفس النهج في تعاطيه مع «الحذاقة والمكر» الديبلوماسيين الايرانيين حتى في اخر سنتين من رئاسته الثانية بالرغم من كل محطات الفشل وخيبة الامل التي واجهت جهوده الديبلوماسية المضنية للانفتاح على ايران من خلال التوصل الى اتفاق حول برنامجها النووي. ويبدو بان اوباما ما زال مصراً علىبذل المزيد من الجهود خلال الربع الاخير من رئاسته من اجل تحقيق الاتفاق المطلوب انطلاقاً من قناعته بان مردوده سيكون كبيراً، وسيؤمن له موقعاً في تاريخ الديبلوماسية الاميركية.
من المتوقع ان يستمر الفريق الديبلوماسي الاميركي في بذل اقصى جهوده حتى اللحظة الاخيرة من اجل تحقيق اختراق ما، وقد يقدم المزيد من التنازلات لايران مع الحرص على تأخير قدراتها على امتلاك السلاح النووي خلال عقد كامل. في الواقع يبدو بوضوح بان الولايات المتحدة والدول الغربية الاخرى المشاركة في المفاوضات قد وصلت الى قناعة بانه لم يعد بامكانها اعادة عقارب الساعة الى الوراء لمنع ايران من الحصول على القنبلة النووية في المستقبل المنظور. وتؤشر المعلومات التي سرّبت مؤخر حول مضمون الرسالة السرية التي ارسلها اوباما الى المرشد علي خامنئي الى وضع الديبلوماسية النووية ضمن الاطار لاقليمي الاوسع، بما فيها عملية مواجهة حالة الفوضى ورأب التشظي الذي تشهده المنطقة، والتي باتت تتطلب وجود أرضية صلبة للتعاون الاميركي ـ الايراني.
في هذا السياق ذكرت المعلومات بأن اوباما قد اشار في رسالته للمرشد خامنئي بان مثل هذا التعاون قد بدأ بالفعل بين الدولتين، وبانه قد اتخذ طابع التحالف «غير المعلن» في الحرب الجارية ضد الدولة الاسلامية في العراق. وتذهب بعض دوائر البيت الابيض الى ابعد من التعاون العسكري في العراق مشيرة الى امكانية توسيع التعاون ليشمل البحث عن حل سياسي للازمة في سوريا، بما في ذلك الاعتراف بمصالح ايران في سوريا، ومن ضمنها اعادة النظر في مستقبل النظام السوري الراهن.
اذا نجحت الجهود الديبلوماسية المكثفة التي تبذلها الخارجية الاميركية في الحصول على «نعم» ايرانية قبل موعد 24 تشرين الثاني، فان السؤال سينصب حول قيمة هذه الموافقة «المبدئية»، وحول مدى جدية ومصداقية ايران بالالتزام بمقتضياتها، ان على الولايات المتحدة ان تدرك من التجارب السابقة بانها ستكون معرضة لانتهاكات متتالية، بحيث تحقق ايران وبصورة تراكمية مجمل الاهداف التي حددتها لبرنامجها النووي، ويرى في هذا الاطار عدد من الخبراء الاميركيين، وعلى رأسها مارك دوبوويتز من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بان الاميركيين سيكتشفون بان هناك محاولات ايرانية دؤوبة لاختراق بنود الاتفاق، وستثير هذه المحاولات الايرانية، موجة من النقاش والجدل داخل دوائر الادارة الاميركية، وبين الادارة والكونغرس، وفي مؤسسات الدراسات المتخصصة، وفي وسائل الاعلام، والتي قد تستغرق اشهراً طويلة قبل التوصل الى اتخاذ قرار واضح وحازم لاتخاذ التدابير الرادعة، والتي قد لا تتعدى الانذار والتهديد بالعودة الى نظام العقوبات الذي كان معتمداً ضد ايران. ويذكر بعض الخبراء بالسلوكية التي اعتمدتها ايران للتقدم في برنامجها النووي بعد اكتشافه عام 2002، بالرغم من كل الجهود الديبلوماسية والضغوط التي مورست باتجاه طهران من اجل اقناعها او اجبارها على وقف برنامجها النووي الطموح… يدور نقاش حاد في الولايات المتحدة حول جدوى الحصول على «نعم» ايرانية في ظل التجارب السابقة مع ايران، مع كل ما ارتكبته من «تجاوزات» وما قامت به من محاولات خداع للتغطية على نشاطاتها السرية النووية سواء في اراك او في عملية بناء منشأة فوردو تحت الارض وغيرها من النشاطات وعمليات اخفاء المعلومات، من الواضح جدا بان ادارة اوباما ستحاول تسويق الموافقة الايرانية على انها نتيجة مباشرة لنجاح نظام العقوبات «القاسي» والذي وضعها على طريق الافلاس والركود الاقتصادي القاتل.
اما في حال اعتماد القيادة الايرانية المزيد من عمليات الابتزاز من خلال رفض القبول بالشروط الراهنة لاتفاق يعقد قبل 24 تشرين الثاني فانه من المتوقع ان يعلن الوزير كيري تعليق المفاوضات، وان يعمل على تقديم مقترحات جديدة، تتضمن اغراءات اضافية للجانب الايراني، مع تحديد مهلة جديدة قد تمتد لاشهر عديدة من اجل التوصل الى الاتفاق المنشود.
يؤكد اصرار اوباما على متابعة اطلاق المبادرات المتتالية باتجاه ايران عبر اربع رسائل سرية وعبر الجهود الديبلوماسية المكثفة للخارجية الاميركية على مدى حاجته لدخول التاريخ من بوابة النووي الايراني، دون اعارة الانتباه الى مخاطر الفشل الكامل، مكررا بذلك الخطأ الكبير الذي ارتكبه بالخروج المبكر من العراق وتحت شعار «القاعدة هي على طريق الهزيمة» فاذا باميركا تقود لمواجهة الدولة الاسلامية في حرب جديدة طويلة ومكلفة.
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» ما هو السبب وراء اصرار اوباما، بان الحرب على داعش "طويلة الامد" شاهد الفيديو.
» هل يسقط الكونغرس الاتفاق النووي الايراني ؟
» هل يلعن التاريخ كل من يواجه روسيا من بوابة القرم؟
» هل يدخل أوباما مزبلة التاريخ من بوابة دمشق؟
» الخارجية الامريكية ::::من أهم نقاط الاتفاق فيما يتعلق بالملف النووي الايراني.
» هل يسقط الكونغرس الاتفاق النووي الايراني ؟
» هل يلعن التاريخ كل من يواجه روسيا من بوابة القرم؟
» هل يدخل أوباما مزبلة التاريخ من بوابة دمشق؟
» الخارجية الامريكية ::::من أهم نقاط الاتفاق فيما يتعلق بالملف النووي الايراني.
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد