قطر ، هذا "الصديق" الذي يريد بنا شرا .

وفد اسرائيلي يلتقي بامير قطر ويؤكد على دعم الدوحة

أحمد الحباسى

زيارة برنار هنري ليفي الصهيوني المتطرف إلى تونس دفعت المتابعين إلى طرح علامات الاستفهام و التساؤل حول الداعي و الدافع لهذه الزيارة ” الميمونة” ، بحث الباحثون عن السر و عن الدافع و عن المضيف و عن التوقيت ، جاءت الأجوبة سريعا بأن حركة النهضة التونسية هي سبب البلاء و البلية ، تبين أن عراب “الثورة” الليبية القذرة قد جاء للبحث في سبل التعاون بين حركة النهضة و أزلامها في ليبيا من أنصار الشريعة و بعض العناوين الخافية الأخرى و بين المخابرات الصهيونية القطرية لتأزيم الأوضاع الأمنية في الجزائر انطلاقا من التراب التونسي ، مع طرد هذا المنافق المجرم من طرف المجتمع المدني عادت حركة النهضة إلى عادتها القديمة في إشعال النار ثم التساؤل عن مصدر الدخان ، و عادت محطة الفتنة القطرية قناة الجزيرة في “التبشير” بثورة تونسية ثانية .

تؤكد كل التحاليل و المطالعات الإعلامية أن حركة النهضة الإرهابية هي من أشعلت فتيل الفتنة في قلوب أهلنا في الجنوب التونسي بعلة خروج المرشح الرئاسي رئيس حركة نداء تونس السيد الباجى قائد السبسى “عن النص” في إحدى مداخلاته على محطة فرانس 24 و محطة راديو مونتى كارلو الفرنسية ، يؤكد التزامن بين المظاهرات في الجنوب و بين حملات ” التبشير” القطرية و سابق زيارة برنار هنري ليفي إضافة إلى بعض التهديدات الإرهابية الجدية الصادرة عن القاعدة و أزلامها من أنصار الشريعة التي تحدثت عنها وزارة الداخلية بكثير من الانشغال أن ساعة الصفر قد تحددت لتنفيذ مخطط إرباك الوضع الأمني في تونس للتصويب على الوضع في الجزائر كنوع من العقاب لمساندتها الفاعلة للمؤسسة الأمنية التونسية منذ ما قبل الانتخابات التشريعية و خاصة بعد زيارة رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة إلى الجزائر .

الدور القذر الذي يلعبه الرئيس المؤقت لصالح قطر وبالتبعية للموساد الصهيوني لم يعد خافيا على أحد ، و حالة الغليان الشعبي في الجنوب التونسي هي نتاج لخطاب الكراهية و الحقد الذي يؤثثه رئيس الجنازات و الحـداد في تونس ، و بعمليــة جمـــع و طرح سياسية موضوعية يتبين للمتابعين أن هـناك حالة تشابــك مصالــح بيـــن قطر و تركيا و الموساد و حركة النهضة و الرئيس الأهطل المؤقت غايتها الوحيدة هي إرباك الوضع الانتخابي و الأمني و الاقتصادي و أن هناك مسار معين يتم إتباعه منذ صعود حركة النهضة الإرهابية و ما تبعه من سقوط سياسي و أخلاقي أدى إلى “إنزالها” من الحكم بواسطة حركة تدافع شعبية غير مسبوقة في تونس إلى حد الآن ، بل هناك حديث مستقر و متواتر عن أن هذا الخطاب المكهرب يدخل في إطار تشويش الرؤية الأمنية لتسهيل عملية تمرير الإرهابيين و السلاح من التراب الليبي لغاية “احتلال” مناطق أو منطقة معينة من التراب التونسي كمحطة انطلاق “لتحرير” كامل التراب التونسي و الانتقال لاحقا إلى بقية بلدان المغرب العربي .

تدفع قطر في نطاق تنفيذها المعلن لأجندة صهيونية واضحة المنطقة العربية بكاملها إلى المجهول ، و تمول المحمية الصهيونية الأمريكية “الحملة ” الإخوانية الإرهابية في تونس ، و في نطاق تفكير حزب حركة النهضة التكفيري في علاقته بهذا “الحلف ” أو الحلف الدولي الامبريالي الصهيوني فقد بات واضحا للعيان أن الخطة المرسومة لبث الفوضى في تونس قد أصبح تنفيذ الجزء التالي منها ( الجزء الأول يتعلق بما يسمى بالربيع العربي أو بثورة الياسمين ) موضع تنفيذ ، إذن ، الدفع بالمنصف المرزوقي إلى الترشح الرئاسي هو جزء من خطة الإخوان الرامية إلى إبعاد شبهات توتير الأجواء عن الحركة بعد أن تفطن الشعب إلى كل أو أغلب خططها الجهنمية للتغلغل داخل الجسم الإداري و العسكري و الأمني التونسي ، لكن نسبة التصويت العالية التي تحصل عليها هذا المرشح في الدور الأول من حركة الموت النهضوية كشفت المستور و بينت للرأي العام أن مرشح الحركة هو مرشح قطري فعليا و بالضرورة و أن المنصف المرزوقي هو مرشح الإسلام السياسي التكفيري في تونس بما يعنى أن خطر الإرهاب قد عاد بقوة في المشهد التونسي و بات الوضع الأمني على كف عفريت كما تؤكده “الإنذارات ” المتتالية الصادرة عن وزارة الداخلية.

تريد قطر وتطمح إلى لعب دور إقليمي في المنطقة العربية كان من السهل عليها الوصول إليه لو توفرن النية الصادقة أن تلعبه في المجال الاقتصادي ، لكن قطر لا تريد أن تكون جزءا من منظومة الأمن الاقتصادي العربي و لا أن تكون جزءا من منظومة مواجهة العدو الصهيوني الامبريالي ، و بالنتيجة لا يمكن أن يكون لقطر دور “فاعل” أو مؤثر في وجود دول عربية عديدة تؤدى نفس الدور القطري القذر مثل مصر و السعودية و الأردن و الإمارات إضافة إلى البحرين و الكويت رغـــم أن الجمــــيع لا ينكـــر “نشــاط و حيوية” الدور القطري المسموم منذ صعود الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن ، كما تدرك قطر أن ضرب العمق التونسي و إسقاط الدولة المدنية كما هو أمر صعب نتيجة لوعى المواطن التونسي فهو أمر مستحيل بحكم العلاقة العضوية بين الجزائر و تونس و نظرتهما المشتركة لمفهوم الأمن المتبادل ، و اللعب القطري ، الصهيوني بالأساس ، يدرك هذا المعطى لكنه لا يتراجع رغم ذلك عن هذه المؤامرة.