منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي


منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

"شارلي إيبدو".. أحــذروا الفــخ الصهيــوني يـا عــرب

اذهب الى الأسفل

 "شارلي إيبدو".. أحــذروا الفــخ الصهيــوني يـا عــرب  Empty "شارلي إيبدو".. أحــذروا الفــخ الصهيــوني يـا عــرب

مُساهمة من طرف السهم الناري الجمعة يناير 09, 2015 8:55 am

 "شارلي إيبدو".. أحــذروا الفــخ الصهيــوني يـا عــرب  1234567

أحمد الشرقاوي

مــن المتضـــرر مــن هــذا الإرهـــاب؟..

بدايــة، وانطلاقا من قيمنا الدينية السمحة التي نؤمن بها عقيدة وممارسة، والمبادىء الإنسانية الكونية المشتركة، وثقافة المقاومة التي نواجه بها الاستكبار ونحارب بها “إسرائيل” وكل أشكال التطرف والتكفير.. ندين أي عمل إرهابي يستهدف المدنيين المسالمين، بغض النظر عن جنسهم ولونهم وعقيدتهم وأفكارهم وتوجهاتهم السياسية حتى لو كانت ضدنا وتمس بقيمنا.

ونستحضر في هذا وصية الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم ) في حجة الوداع التي تضمنت قيما دينية وأخلاقية سامية أوصى المسلمين بها.. منها حرمة اعتداء المسلم على أخيه المسلم سواء بالقتل أو السبي أو الطعن أو الشتم أو الإهانة.. ومنها تحذيره لنا من الاختلاف والتناحر وضرورة أن نقدر قيمة الإنسان كإنسان بميزان التقوى، لأن الناس جميعا إخوة وأبناء آدم وآدم من تراب، وهو ما أوضحه الإمام علي كرم الله وجهه ببلاغته المعهودة حين قال (الناس صنوان، أخ لك في الدين أو أخ لك في الخلق)، فلا عجرفة ولا غرور ولا تعصب عنصري ولا حقد ولا كراهية ولا ضغينة.. ومنها وهذا هو الأهم، وصيته (صلى الله عليه وسلم) لنا بإبطال ما كان من عادات خسيسة عند العرب في الجاهلية وعلى رأسها الثـــأر والانتقـــام.

وبالتالي، فمن يعتقدون أنهم بقتلهم لمن شوهوا صورة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) يثأرون له دفاعا عن الإسلام، هم جهلة مضللون، لا يفقهون لا في الدين ولا في الدنيا، ويعرضون صورة الإسلام والمسلمين لمزيد من التشويه وكأن ما بها لا يكفيها، ويؤججون العداوة والبغضاء ضد الجالية المسلمة في المهجر، التي هي المتضرر الأكبر مما حصل، وقد تدفع ثمن جهلهم غاليا من أمنها ووجودها ومستقبل عيالها، بعد أن أصبح المسلم يخاف أن يمشي في الشارع وحيدا، ويخشى أن يبعث ابنته المحجبة إلى المدرسة أو النادي أو العمل.

لكننا من جهة أخرى، نرفض التعامل مع هكذا أحداث إرهابية بنفاق وفق ازدواجية المعايير كما هو حال الأنظمة العربية والأزهر الذي لم يعد شريفا، وندين ونستنكر الأعمال الإرهابية التي تضرب المسلمين والمسيحيين وغيرهم من المدنيين المسالمين في العالم العربي كما في آسيا وإفريقيا، ونحمل المسؤولية كاملة للحلف الأطلسي والصهيو- وهابي ومن ضمنه الحكومة الفرنسية لدعمهم الواضح والفاضح للإرهاب بكل أنواعه وأشكاله ومسمياته، خصوصا المجازر التي شاركت الحكومة الفرنسية في ارتكابها بشكل مباشر أو غير مباشر، بحق الأبرياء سواء في فلسطين أو سورية أو لبنان أو العراق أو ليبيا أو اليمن أو الجزائر أو تونس أو أفغانستان أو الصومال أو مالي أو غيرها من الدول المستضعفة..

الإرهــاب ومنطــق المؤامــرة

وإذا كنا نعتقد بأنه ليس من الصواب تفسير كل ما يحدث لنا بمنطق المؤامرة، إلا أن الإرهاب الذي ضرب ويضرب عالما العربي والإسلامي هو عين المؤامرة، كما وأن الإرهاب الذي ضرب قلب فرنسا يؤشر بوضوح إلى أن ما حدث، ويتوقع مراقبون أن يتطور لما هو أخطر، كان تم التخطيط له بشكل خبيث ليأخذ أبعادا دولية، يعلم الله وحده كيف ستكون تداعياتها الكارثية، خصوصا على الجالية العربية في المهجر.. ولنا في ما نقول أسبابنا التي سنبسطها في هذا الطرح بالأدلة.

ما من شك أن ما حدث في فرنسا لم يكن سببا في حد ذاته، بل نتيجة لسياسات عدوانية تخريبية انتهجتها فرنسا في إطار حلف أطلسي وصهيو – وهابي لتدمير دول وتفتيت جيوش وتشريد شعوب وتشويه دين سماوي خدمة لمصالح استعمارية تتعلق بالطاقة وأمن “إسرائيل” على وجه الخصوص.. وإذا كان كل هذا ليس مؤامرة فكيف يمكننا إذن تعريف مفهوم المؤامرة؟..

أما ما يتعلق بحادثة شارلي إيبدو فيما عرف بيوم الأربعاء الأسود، والتي أدت لمقتل 12 شخصا بينهم صحفيين (رئيس التحرير وأربعة من كبار رسامي الكاريكاتير والباقي من العاملين بالمؤسسة)، وما تلاها من عمليات انتقامية طالت عديد مساجد المسلمين ومراكزهم الثقافية في مختلف مدن فرنسا، حيث تعرضت لعمليات إطلاق نار عشوائية دون سقوط ضحايا حتى الآن، في استهداف واضح لرموز الإسلام وبيوت الله الآمنة، هذا علما أن المخابرات الفرنسية تعلم علم اليقين أن المساجد ليست هي منبع الإرهاب لأنها مراقبة بشكل دقيق، كما وأن خطاب أئمتها معتدل وبعيد عن الغلو والتحريض، كما وأن من بين كل خمسة مصلين يوجد مخبر مجند من قبل أجهزة الأمن الفرنسية للتجسس على المصلين..

هذا الأمر، دفع بمجهول لإطلاق النار صبيحة الخميس على شرطيين بمنطقة مونت روج جنوب باريس انتقاما مما حصل، ما أدى إلى مقتل شرطية وإصابة موظف في المقاطعة بجروح خطيرة.. وقد تتطور الأمور في الساعات والأيام القادمة لما هو أخطر، إذا لم يتدارك الساسة والمثقفون والإعلام الأمر ويتبنوا خطابا معتدلا يدعو إلى الوحدة والتسامح والتعايش مع ضرورة التفريق بين الإرهاب والإسلام كما يحاول البعض الإيهام، لأن ما يحدث ليس صدام حضارات كما أرادته أمريكا أن يكون، بل حرب الإنسان الحر ضد ثقافة الجهل والبربرية والتوحش والشر التي أفرزتها تعاليم الوهابية التلمودية التي تبشر بها المهلكة “السعودية” خدمة لـ”إسرائيل” منذ عقود..

كل المؤشرات تدل على أن شرارة حرب دموية قد بدأت في فرنسا بين مواطنين فرنسيين مهمشين من أصول مغاربية ومجتمع عنصري أصر على إقصائهم ومعاملتهم بدونية واحتقار كمواطنين من درجة ثالثة، وما انتفاضة ضواحي باريس الشهيرة عن ذاكرة الفرنسيين ببعيدة.. لكن المهم ليس الظاهرة بحد ذاتها التي يعرف الجميع أسبابها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، بل المهم هو معرفة من يسعى للاستثمار فيها وتحويلها إلى جحيم يستفيد من استعار ناره..

أليسوا هؤلاء القتلة الذين ضربوا اليوم قلب فرنسا هم من كانت تقول عنهم الحكومة الفرنسية بأنهم “مقاتلين من أجل الحرية” في سورية؟.. وكانت مخابراتها تدعمهم وتدربهم وتسلحهم وتسمح لهم بالسفر عبر تركيا لقتل المدنيين الآمنين في سورية والعراق، واغتصاب نسائهم، ونهب أموالهم، وتدمير بيوتهم، وهدم مساجدهم وكنائسهم لتهجير المسيحيين منهم، في الوقت الذي كانت الحكومة الفرنسية تحارب إخوانا لهم في عقيدة التكفير في مالي؟..

فلماذا لم نسمع ولو إدانة واحدة من فرنسا والمجتمع الدولي المنافق لما يحدث في سورية والعراق مثلا؟.. ولماذا سارع شيوخ الأزهر لإدانة ما حدث في باريس ضد صحيفة عنصرية معروفة بميولها الصهيونية ولم نسمع لهم حسا تجاه ما يحدث في منطقتنا العربية، وخصوصا ما ترتكبه أمريكا والسعودية وفرنسا وتركيا وغيرها من جرائم يندى لها جبين الإنسانية؟.. أليس هذا قمة النفاق؟..

ودليلنا على ما نقول، هو أن المخابرات الفرنسية تعرف الإرهابيين المجرمين الذين ضربوا في العاصمة الباريسية حق المعرفة، وكانوا يخضعون لحراسة دائمة ومتابعة مستمرة بسبب خلفياتهم وسوابقهم الإجرامية، كما أنها تعرف كل من ذهبوا للقتال في سورية والعراق، لأنها أحصتهم عدا وسجلت أسمائهم فردا فردا حيث وصل عديدهم إلى 1200 “إرهابي” في سورية، ويعلم الله كم عددهم في العراق؟.. ألم تكن الحكومة الفرنسية تفعل ذلك نزولا عند رغبة الأمريكي وتحالفا مع المهلكة “السعودية” معقل الفكر التكفيري في العالم والتي كانت تمول نشاط أئمة الجهل والظلال لعقود خلت في فرنسا بعلم السلطات؟..

فرنســا خانــت مبــادئ ثورتهــا المجيــدة

والحقيقة، أن ما حصل وما قد يحصل في الساعات والأيام القادمة في فرنسا كلها وليس باريس وحدها، تتحمل مسؤوليته كاملة الحكومات الفرنسية المتعاقبة التي تختلف في السياسة وتلتقي عند خدمة “إسرائيل”، وعلى رأسها حكومة ساركوزي اليمينية وحكومة هولاند اليسارية، بسبب انتهاجهم لسياسات داخلية عنصرية في حق الفرنسيين من أصول مغاربية، وسياسات خارجية إجرامية في حق دول وشعوب عربية ومسلمة في آسيا وإفريقيا والعالم العربي، وها هي ليبيا وسورية على سبيل المثال لا الحصر شاهدتان على طبيعة هذه السياسات الانتهازية المجرمة، ولا حاجة لنا للعودة عميقا في التاريخ لنفضحها، فيكفي ما فعلته فرنسا في المغرب العربي، والجزائر على وجه الخصوص، لنتذكر فظاعة وبشاعة إجرام ساسة وعسكر هذه الدولة التي تقول أنها تدافع عن قيم الثورة الفرنسية النبيلة.

مفكرون ومثقفون كبار يفضحون اليوم السياسة الداخلية والخارجية الفرنسية، ويؤكدون أن فرنسا خانت مبادئها حين قررت الانسياق وراء سياسة أمريكا الاستعمارية والتحالف مع السعودية الرجعية والصهيونية المجرمة من أجل أهداف اقتصادية ومصالح سياسية خسيسة..

كل خطابات الحكومات الفرنسية المتعاقبة عن الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة والتعددية والتسامح مع الأقليات باسم حقوق الإنسان سقطت في مستنقع النفاق.. وها هي فرنسا اليوم تحصد ما زرعته بيدها من أشواك، وها هو الإرهاب يرتد عليها ويلدغ اليد التي ساعدته.. ولا حل أمامها اليوم سوى الانقلاب على خياراتها السياسية المدمرة للآخر وللذات، والعودة لمبادىء الثورة الفرنسية المجيدة، وذلك بالدفاع عن حرية الشعوب وحقوقها في فلسطين والبحرين، والعمل على تغيير النظام الظلامي في السعودية منبع الفكر التكفيري في المنطقة والعالم، والأنظمة الرجعية في مشيخات الخليج حيث لا دستور ولا حريات ولا عدالة ولا مساواة ولا من يحزنون، وفي والأردن والمغرب حيث الأنظمة ملكية استبدادية فاسدة ومتعفنة، وفي الجزائر ومصر حيث الشعبين يرزحان تحت نير سلطة العسكر في زمن العولمة والحرية والديمقراطية وثورة المعرفة والمعلومات..

شبهــات تحــوم حــول ما حــدث فـي باريــس

إن ما حدث في باريس كان متوقعا، خصوصا في عز الحملة على الإسلام والمسلمين في أوروبا، والرغبة في تأجيجها ضد الجالية المسلمة في المهجر بتركيز الإعلام المتصهين على مخاوف اليهود في باريس (برنامج فرانس 24 الأسبوع الماضي نموذجا)، والكتابات التي بدأت تحرض على الإسلام والمسلمين وتؤجج مشاعر الإسلاموفوبيا لدى الفرنسيين على غرار ما يحدث في ألمانيا من مظاهرات عنصرية لاستدعاء الثقافة النازية في العصر الحديث، تحضيرا لتركيز النقاش السياسي على مصير السكان الأوروبيين من أصول عربية وإسلامية، لتضييق الخناق عليهم وتشديد القوانين ضدهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم، ودفعهم بالتالي إلى الهجرة نحو بلدانهم الأصلية بطرق خبيثة ناعمة، خصوصا بعد النجاحات التي حققها بعضهم في المجال العلمي والاقتصادي والسياسي وغيره، والرعب من أن يصل أحدهم إلى سدة المسؤولية في الحكومات الأوروبية مستقبلا كما وصل اليهود (ساركوزي نموذجا).. وهي السياسة التي تصب في مصلحة اليمين المتطرف بامتياز، وهذا أمر لا يمكن أن يفسر بالصدفة لأنه يمثل لــب نظرية المؤامرة..

وإلا، كيف يمكننا أن نصدق أن ما حصل في باريس كان مفاجئا في عز الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها السلطات الأمنية في المدن الفرنسية وعلى رأسها العاصمة، خصوصا في المناطق التي يتواجد بها إعلام اليهود الصهاينة ومعابدهم ومحلاتهم التجارية المحروسة بشكل استثنائي على مدار الساعة وأيام الأسبوع.

لأن الهجوم الذي تعرضت له صحيفة ‘شارلي إيبدو’ لم يكن الأول من نوعه الذي يستهدف هذه الصحيفة الصهيونية، ومن قاموا به هذه المرة نفذوه بدرجة عالية من الدقة، ما ينم عن احترافية عسكرية عالية لا تتوفر عادة لدى الخلايا الإرهابية الكلاسيكية كما عاهدناها..

كما أن ظاهرة “الذئاب المنفردة” التي يتم الحديث عنها اليوم ليست ظاهرة بريئة، بل هي وليدة عمل المخابرات لا الجماعات التكفيرية، لأن أحدا في فرنسا لا يمكن أن يصدق أن إرهابيين مدججين بالسلاح ومدربين على حرب العصابات، يخضعون لمتابعة ومراقبة أجهزة الأمن والمخابرات الفرنسية، يستطيعون التنقل بحرية والقيام بعملياتهم الإجرامية ببرودة أعصاب واطمئنان، ومن ثم الفرار بأمان من دون أن يلقى القبض عليهم رغم الكاميرات والحراسة المشددة في كل ركن ومكان، ناهيك عن حساسية المناسبة في أعياد رأس السنة، علما أن الصحيفة ‘شارلي إيبدو’ كانت قد توقعت هجوما دمويا يضرب العاصمة، وقالت أنه لا يجب رفع الإجراءات الأمنية وانتظار نهاية شهر يناير/ كانون الثاني الحالي لمعرفة إن كان الخطر لم يعد قائما..

مــن المستفيــد مـن حادثــة شارلــي إيبــدو؟..

بتاريخ الفاتح من نوفمبر 2011، كنت قد بعثت بخبر إلى صحيفة ببروكسل وأخرى عربية تصدر من المهجر، تحت عنوان “عودة الإسلاموفوبيا إلى فرنسا”، قلت فيه أن مجلة ‘شارلي إيبدو’ الصهيونية تعتزم إصدار عدد خاص يحتوي على صورة كبيرة ساخرة للرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم)، وأشرت إلى أن الهدف من وراء هذا الاستفزاز المتعمد، هو تخويف الفرنسيين من الإسلام وتأجيج العداوة ضد الجالية العربية والمسلمة في فرنسا، دعما للحملة الانتخابية التي كان يخوضها آنذاك الرئيس اليميني من أصل يهودي بولندي ‘ساركوزي’، وهو بالمناسبة نفس أصل والدة أمير قطر السابق.

ولم تمضي 24 ساعة على التحذير حتى شبت النيران بفعل فاعل في مكتب المجلة نتيجة إلقاء شخص مجهول لقنبلة حارقة دون أن يتم إلقاء القبض عليه أو التعرف على هويته. وكان مصدري حينها صديق يهودي شريف ومناصر للشعب الفلسطيني وقضايا العرب العادلة، أراد من خوفه أن يلجأ إلي لثقته بي حتى أعمل على تجنب ما كان مخططا، ووفق ما أكد لي حينها، أن الصحيفة تعيش أزمة مالية خانقة، وهي على وشك الإفلاس، وأن يهودا صهاينة نصحوها بافتعال هجوم بربري ضد “حرية الرأي والتعبير” لترتفع مبيعاتها إلى مستويات قياسية، وأن خير سبيل لذلك هو استهداف المسلمين في أعز رمز لهم ألا وهو الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم).

وبالفعل نجحت الخطة، ولم يعري أحد اهتمام للتحذير الذي نشرته قبل الواقعة، وخرج الساسة والإعلام يستنكرون ويحملون المتطرفين الإسلاميين مسؤولية ما حدث، وعمت العالم المظاهرات التي تابعناها في حينه.. ونتيجة لذلك، فرضت السلطات الأمنية الفرنسية طوقا لحراسة مقر الصحيفة والمعابد اليهودية ومحلاتهم الشهيرة المعروفة بحكم وقوفهم وراء الجريدة ودعمهم لها وتوجيههم لخطها التحريري المناهض للإسلام والمسلمين.

ومن الصدف التي لا مكان لها في عالم السياسة، تم اختراق موقع الصحيفة الإلكتروني بـ 24 ساعة قبل الحادثة، وظهرت عليه صورة لمسجد مكتوب عليها عبارة “لا إله إلا الله”، في محاولة مسبقة لتحديد الفاعل قبل وقوع الحادثة، في محاولة لاستدعاء أحداث الدانمارك الدامية التي خلفت أزيد من 50 قتيلا عقب نشر مجلة محلية مغمورة لرسوم مسيئة للنبي محمد (صلعم).

ولا تختلف لغة اليوم السياسية عن الأمس، حيث طالعنا الرئيس هولاند ومانشيتات الصحف الفرنسية الرئيسة بعبارة مشتركة تقول أن ما تم اغتياله في فرنسا هي “حرية التعبير”.. ومعنى المعنى، أن الإرهاب الإسلامي يهدد أقدس ما لدى الفرنسيين من قيم حضارية وإنسانية “حرية الرأي والتعبير”، الأمر الذي من شأنه أن يوحد الأمة الفرنسية بل والأوروبية والكندية والأمريكية والغربية ضد الإسلام والمسلمين.. وهنا تكمن خطورة المؤامرة المدروسة بدقة متناهية.

لكن في خضم هذا النفاق السياسي والدجل الإعلامي، لا أحد ينتبه أن لحرية التعبير حدود وقيود تنتهي عند بداية حرية المقدس الديني لدى الآخرين، وإلا كيف يمكن تفسير محاكمة وإدانة كل من يتطاول ويشكك في عدد اليهود الذي قضوا في المحرقة النازية (6 مليون)، في حين أن عددهم في ذلك الزمان لم يكن ليتجاوز نصف هذا العدد وفق تقديرات علماء الإحصاء؟ (غارودي رحمه الله نموذجا).. وهل المطالبة بالمراجعة العلمية لواقعة بشرية تاريخية تعتبر مسا خطيرا بمقدس ومعاداة محرمة للسامية تعاقب عليها القوانين الفرنسية، في حين أن الإساءة لديانة سماوية ولمليار ونصف من المؤمنين على مستوى العالم تعتبر من مجال حرية الرأي والتعبير؟.. ما هذا الهراء؟.. وأي عقل يصدق هذا العهر القانوني؟.. وأي منطق يجيز مثل هكذا معايير فاضحة؟..

بعد أسبوع من حادثة إحراق مقر صحيفة شارلي إيبدو، وصلتني رسالة سرية من صديقي اليهودي من باريس تقول حرفيا: “علمنا من مصادر بوليسية سرية، أنه تم إلقاء القبض على 5 مشتبهين يهود تتراوح أعمارهم بين 21 و 26 سنة يوجدون حاليا في الحراسة النظرية، وهم أعضاء ناشطون في “عصبة الدفاع عن اليهود” بفرنسا (LDJ)، واعتاد أحدهم نشر مواد مسيئة للمسلمين عموما والفلسطينيين خصوصا على مواقع ‘افنترنيت’.. ويبدو أننا أمام مؤامرة صهيونية جديدة تستهدف الجالية الإسلامية بفرنسا.. وأن المشتبه بهم فقد اعترفوا بتورطهم في العملية الإرهابية التي استهدفت مقر مجلة ‘شارلي إيبدو’ الباريسية يوم 08 نوفمبر من الجاري (2011).. وأن السبب من وراء هذا العمل وفق نفس المصادر السرية، هو الطلب الذي تقدمت به سلطة ‘رام الله’ أمام مجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”. انتهت الرسالة الأولى.

بعد أيام وصلتني رسالة ثانية من نفس الصديق تقول حرفيا: “علمنا من مصادرنا السرية، أن الشرطة بدورها متواطئة في الحادثة حيث أظهر التحقيق الأولي، وجود عناصر من الشرطة الباريسية بمحيط المجلة قبل وأثناء وقوع الحريق، وأنه تم إطلاق سراح الصهاينة المشتبه بهم وإغلاق التحقيق في القضية، مما يتوجب معه استدعاء كل من ضباط الشرطة المتورطين (Gueant, Copevici, Pechenard) وحل “عصبة الدفاع عن اليهود” (LDJ) لضلوعها في أعمال إرهابية وإجرامية ضد مؤسسات مدنية”.. انتهى نص الرسالة الثانية.

وبالفعل، وجهنا رسالة بمعية أصدقاء أوروبيين للسيد وزير الداخلية، مرفقة بالمعلومات التي كانت معنا وطالبناه بتقديم استقالته، وطالبنا العدالة بأن تأخذ مجراها في القضية، لكن لا حياة لمن تنادي.. لأنه عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، يتغير كل شيء فيداس القانون وتعدم القيم والأخلاق والمبادئ..

وبعد أيام قليلة، وصلنا خبر يؤكد ما أخبرنا به المصدر، من أن السلطات الفرنسية وبأوامر من جهات عليا، تحفظت على القضية برمتها وأطلقت سراح الإرهابيين الصهاينة الخمسة الذين كانوا معتقلين على ذمة التحقيق، وأوعزت لوسائل الإعلام التي تدعى الحرية والاستقلالية، بعدم إثارة هذه القضية من جديد ودفنها في لجة الأحداث وزحمة الأخبار المحلية والدولية حتى يطويها النسيان..

لكننا اليوم نذكر بها كحلقة من حلقات صراع الحضارات القائم بين اليمين الصهيومسيحي في الغرب والإسلام حتى لا تمر المؤامرة، ونعلم أن من قاموا بالمهمة ليسو سوى أدواة تحركها الصهيونية التي أصبحت اليوم تتحكم في “جبهة النصرة” في الجولان و”داعش” في العراق وسورية والذئاب المنفردة المنتشرة بأوروبا، لأن ما حدث بباريس اليوم يشبه إلى حد كبير ما حدث بالأمس مع اختلاف في التفاصيل.

أهـــداف عمليـــة شـــارلي إيبـــدو


والسؤال الذي نعاود طرحه اليوم هو: – هل الحادث الأخير هو محاولة لقطع الطريق على السلطة الفلسطينية لإفشال مسعاها بتقديم طلب جديد لمجلس الأمن بعد فشل المحاولة السابقة في ظل دخول أعضاء جدد للمجلس قريبا؟.. بغض النظر عن رأينا في مساعي السلطة العبثية، لأن ما يهم هو كيف تنظر “إسرائيل” إلى الأمر.

وهل المحاولة هي لخلط الأوراق وتوجيه الرأي العام العالمي تجاه معاداة العرب والمسلمين بدل التركيز على قضية فلسطين؟..

ربما، لكن ما نعلمه اليوم هو أن الحادث الإرهابي الجديد جاء ليحقق مجموعة أهداف واضحة نلخصها في التالي:

* خلط الأوراق لقطع الطريق أمام التعاطف الرسمي والشعبي الذي بدأت تحظى به القضية الفلسطينية ومطالبة الشعوب الأوروبية لحكوماتها بمقاطعة إسرائيل وعزلها بإعتبارها دولة عنصرية مارقة.

* معاقبة حكومة هولاند اليسارية التي ارتكبت جريمة التصويت لصالح قرار إنهاء الاحتلال الصهيوني لفلسطين في مجلس الأمن، الأمر الذي استدعت إثره الحكومة الصهيونية السفير الفرنسي في تل أبيب ووبخته وطالبت تفسيرا رسميا لموقف بلاده الذي اعتبرته معاديا لإسرائيل وداعما لـ”الإرهاب” الفلسطيني.

* انقلاب “دولة” سياسي بامتياز، لحرق أوراق اليسار الاشتراكي والتمهيد لتسلم اليمين الفرنسي بزعامة الصهيوني ساركوزي الحكم في الاستحقاقات المقبلة، وزيادة حظوظ اليمين الفاشي المتطرف وتقديمه كبديل عن اليسار الفاشل في الأمن والسياسة والاقتصاد، خصوصا بعد أن نزلت فرنسا نهاية السنة الفارطة من المرتبة الخامسة إلى المرتبة السادسة في سلم القوى الاقتصادية العالمية الكبرى، وتفاقم أزمة البطالة وتناقص القدرة الشرائية لدى المواطنين الفرنسيين، فجاء الإرهاب ليشكل الضربة القاضية للحكومة الحالية.

* تأجيج الرأي العام الفرنسي والأوروبي ضد العرب والمسلمين مخافة أن ينفذ عناصر من الجالية العربية التي وصلت إلى مستويات أكاديمية محترمة إلى مراكز القرار في أوروبا.

* خلق البيئة المناسبة لتأجيج مشاعر الشباب العربي المسلم المناهض للظلم والعنصرية للخروج من حالة اليأس والانتظار، والانخراط في منظمات إرهابية دموية كـ”داعش” و”النصرة” وأخواتها، وهي دعاية مجانية للإسلام السياسي التكفيري المتطرف تخدم في النهاية أهداف الصهيونية العالمية التي ترغب بإشعال حرب دينية تستمر لعقود حتى إفناء العالم العربي وتفتيته بأيدي الجهلة من أبنائه.

ويجب أن لا ننسى أن اليهود الصهاينة نجحوا أيما نجاح في إيصال اليهود العرب الصهاينة لسدة الحكم في البلاد العربية، والأمثلة أكثر من أن تحصى، لعل آخرها المشير ‘السيسي’ الذي جاء بانقلاب عسكري ضد الديمقراطية وإرادة الشعب المصري وليس ضد الإخوان في القاهرة، وتحالفه وتنسيقه مع “إسرائيل” يتغنى به الصهاينة، وتهديده المبطن لإيران وحلفها بدعوى حماية الأنظمة الخليجية العميلة يتكرر في كل مرة ومن دون مناسبة.

وخلاصة القول أن كل ما يحدث في المنطقة والعالم اليوم ورائه الصهيونية العالمية اليهودية والمسيحية والعربية دعما لـ”إسرائيل”، وتمهيدا لتحقيق النبوءة التلمودية التي يؤمن بها الغرب المسيحي وتشكل القاسم المشترك في الثقافة اليهودية المسيحية.
السهم الناري
السهم الناري
المراقب العام
المراقب العام

ذكر
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى