صحف خليجية معادية تكشف قوة الجيش السوري فهل كانت كبوة؟

علي مخلوف
اعتادت الصحف المعادية لسوريا لا سيما تلك الخليجية منها تناقل الأخبار السوداء أو تلك التي ترفع من معنويات المسلحين في مختلف المناطق، لكن أن تنقل تلك الصحف أخباراً عن تكبد الميليشيات المسلحة للخسائر وتظهر قوة الجيش السوري والقوى التي تسانده فهذا مما يبعث على الحيرة ويثير تساؤلات عدة..

لقد ظهر في اليومين الماضيين قيام الصحف العربية وخصوصاً السعودية مثل " الوطن والمدينة" والكويتية مثل " الرأي والقبس" بنشر أخبار حول العمليات الهجومية التي يتعرض لها "داعش" من قبل المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية في "سوريا"، فضلاً عن خسائره في محيط مطار دير الزور وتراجع "النصرة" عن محيط مطار أبو الظهور..

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون قصد تلك الصحف محاباة الدولة السورية، أو اعتبارها قد تحلت بنية سليمة لنقل ما يجري في سوريا، اللافت فيما نشرته هو عدم تنبهها إلى تفصيل في غاية الأهمية، هذا التفصيل يتمثل بالتركيز على الخسائر الفادحة التي يتكبدها مقاتلو "داعش" و"النصرة" في دير الزور وريف إدلب، والسؤال هنا على يد من يتكبد كل من "داعش والنصرة" تلك الخسائر؟..

إن كانت الصحف الخليجية تريد إبراز "المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية" فالأولى تذكيرها بأن تلك المقاومة تم تشكيلها بإشراف الدولة السورية بعد قيام المئات من شبان الجزيرة السورية بالتطوع من أجل القتال إلى جانب الجيش السوري ودعمه، كما أن الانسحابات التي قامت بها "جبهة النصرة" من محيط مطار أبو الظهور العسكري أتى بعد معارك مع الجيش السوري، يُضاف إلى ذلك مقتل أعداد كبيرة من عناصر "داعش" كان آخرهم عشرين عنصراً في محيط مطار دير الزور العسكري "وفق ما نقلته تلك الصحف أيضاً"..

بالتالي هل فات تلك الصحف هذا التفصيل المهم، وهل وقعت في خطأ لم تنتبه له يتمثل بإظهار جزء من الحقيقة " عن غير قصد" بأن حصاد الجماعات المتطرفة كـ "داعش والنصرة" يتم على أيدي الجيش العربي السوري والقوى الوطنية الأخرى المساندة له والتي شكلتها الحكومة السورية ذاتها وأشرفت عليها؟..

إن تلك الكبوة التي وقعت فيها الصحف الخليجية المعادية لسوريا كانت كرمية من غير رامٍ أظهرت جزءاً بسيطاً مما حاولت تلك الصحف إخفاؤه وتزويره على مدار سنوات، فتأملوا.