على خطوط المواجهة في الشيخ مسكين.. الميلشيات تحصي قتلاها

بعد أن خاض الجيش العربي السوري معارك عنيفة مع الميليشيات المسلحة في مدينة الشيخ مسكين بدرعا أوقع خلالها العشرات معظمهم من جبهة النصرة نقل -في تحرك تكتيكي- عناصره من مواقعها في اللواء 82 الواقع في الحي الشمالي للمدينة إلى مواقع تمكنها من ترصد تحركات الميليشيات من جهة بلدات سحيلية والدلي، إضافة إلى وحدات الجيش المرابطة في القسم الشرقي للشيخ مسكين، فيما نقل المعدات الثقيلة ومنظومة الدفاع الجوي إلى مواقع آمنة في ريف درعا.

ما تبقى داخل اللواء 82 هو جزء بسيط من الأسلحة التي تظهر للمسلحين أنه بكامل عتاده وعدته، وذلك ما جعل الميليشيات تضع كل إمكانياتها ومقاتليها بهدف السيطرة على اللواء.وبحسب شهادات أدلى بها عناصر من الجيش العربي السوري لمراسل شبكة عاجل فإن ذلك من المسائل التي كانت في حسابات القيادة العسكرية في الشيخ مسكين، وفعلاً بدأ الهجوم الأقوى من قبل ميليشيات "الحر" و"جبهة النصرة" و"الفيلق الأول" و"ألوية الفرقان"، عبر المحاور الجنوبية للواء من داخل مدينة الشيخ مسكين ومن الأطراف الغربية والشمالية الغربية، وبمقابله أبدت وحدات الجيش العربي السوري مقاومة شرسة أبقت على اعتقاد الميليشيات المهاجمة بأنها على موعد مع غنائم كبيرة.

ما لم يكن بحسبان الميليشيات المسلحة أنها ستخسر عشرات القتلى خلال أربع ساعات فقط من الاشتباكات مع عناصر الجيش العربي السوري المرابطين في اللواء، مضافا عليه أنها لم تعثر على "الكنز" الذي تصورت العثور عليه من أسلحة ومعدات داخل اللواء.

وهنا السؤال الذي يطرح نفسه.. على ماذا عثرت الميليشيات داخل اللواء ؟

بحسب مصادر ميدانية خاصة، لم تحصل الميليشيات سوى على حاملة لسان ٦ معطلة، وحتى لو تم إصلاحها فإنها غير قابلة للاستعمال بدون منظومة رادارها ، كما حصلوا على عربة شيلكا معطلة البرج، ولا يمكن لها أن ترمي طلقة واحدة.

الواقع أن الميليشيات المسلحة حصلت على أعداد كبيرة من قتلاها وجثثها، معظمهم من القياديين في جبهة النصرة وميليشيات ألوية الفرقان، وما يعرف بالفيلق الأول، وذلك من خلال استهدافات الجيش العربي السوري الجوية والمدفعية، خاصة أن مصادر عسكرية أفادت بتفخيخ الجيش لبعض الأبنية قبل انتقاله من مواقعه في اللواء 82، وهو ما سبب خسائر كبيرة للميليشيات.

أبرز هذه الخسائر قتلى الميليشيات من القياديين ومنهم "أنور فايز البستاني-باسل حسن مرعي (قائد مايعرف بفوج المدفعية الأول)-أديب الزامل-قتيبة غالب صبيحي-زياد أبو خشريف-طلال عريمش-محمد علي أبو خشريف (قائد مايعرف بلواء سرايا الكرامة).-فاروق الفروخ -خالد القواريط-يامن ياسر أبو حلاوة- راكان الجدعان- بلال فياض الفاعوري"، وهؤلاء البعض القليل ممن أمكن توثيق أسمائهم بحسب المصادر العسكرية والميدانية، إذ دمر الجيش سيارتين بمن فيهما من مسلحين لم يكن بالإمكان توثيق أسمائهم بسبب تفحم جثثهم.

خسائر الميليشيات المادية كانت فادحة أيضا، فقد أكدت المصادر العسكرية لشبكة عاجل الإخبارية تدمير 4 سيارات محملة برشاشات ثقيلة من عيار 23 وسيارة محملة برشاش 14.5 إضافة لقاعدتين م/د وسيارات أخرى أيضاً كانت تقل جرحى الميليشيات وجثثهم.

ولا يزال عناصر الجيش العربي السوري يخوضون المعارك داخل مدينة الشيخ مسكين، محققين خسارات كبيرة في صفوف الميليشيات، وإن كانت بعض وسائل الإعلام تحدثت عن خسائر في صفوف الجيش، فإن جردة بسيطة بلغة الأرقام من شأنها أن تكشف عمن حقق مكاسب أكثر في معركة اللواء 82 في مدينة الشيخ مسكين بريف درعا، من كانت خسائره باهظة.