العالم بين مكافحة الإرهاب و إزدواجية المعايير

أثارت صور حرق داعش للطيار الأردني معاذ الكساسبة غضب العالم و مؤسساته و رؤساء و ملوك الكثير من الدول ، و منذ بث مواقع تنظيم الدولة لصور تنفيذ الإعدام حرقآ أمتلئت شاشات القنوات الفضائية بالتعزيات و التهديد و الوعيد لداعش ، رغم أننا نرى أن الأمر لا يعدو كونه ذريعة لتدخل بري في سوريا لا أكثر فهو حلقة من ضمن حلقات توجيه الرأي العام العالمي فقط ، المفارقة هنا أن إحراق الطيار الأردني أثار كل هذا السخط و الغضب و كأن الأمر كارثة كونية ، بينما مرت مئات حوادث إحراق و قتل الجنود الليبين مرور الكرام و صمت أمامها العالم صمت الأموات منذ غزوة الناتو التي كانت القوات الجوية الملكية الأردنية مشاركة فيها ، هل هو إستهانة بالدم الليبي أم أن إرهاب الجماعات الظلامية في ليبيا يخدم مصالح تلك الدول فصمتت و لازالت تصمت عنه ، إن طائرات الناتو بمساندة الأردن و الإمارات أحرقت بصواريخها مئات الجنود من أفراد و مراتب الجيش الليبي في عام 2011 ، و بعد ذلك تركت ما تبقى من جنودنا بين يدي الجماعات الإرهابية التي تفننت في تعذيبهم و التنكيل بهم في معتقلات أبسط ما يقال عنها أنها الجحيم بحد ذاته ، و أصبح بقيتهم مطاردين أما مهجرين خارج وطنهم أو يتم إغيتالهم كل يوم على قارعة الطرقات أمام مرئى و مسمع العالم أجمع ، فأي إرهاب و أي مكافحة إرهاب يتحدثون عنها صناع الإرهاب