مسلحون معارضون يخوضون معارك على مشارف دوما الى جانب الجيش السوري

وسّع الجيش السوري من عمليته في محيط مدينة دوما معقل المسلحين الارهابيين في الغوطة الشرقية.
العمليات التي كانت تتركز على محور “تل كردي – الريحان”، توسّعت لتشمل “ضاحية الاسد” الواقعة على مشارف دوما وتبعد عنها مسافة قصيرة جداً، في حين تشهد المزارع المتاخمة والتي تبعد كيلومترات عن مركز المدينة، معارك عنيفة بين الجيش والمسلحين.
وبحسب معلومات “الحدث نيوز”، فإن الجيش يعمل وفق تكتيك “قضم المساحات” وتقليص سيطرة المسلحين الميدانية في المزارع وكسر دفاعاتهم وإرجاعهم إلى الخلف، مع إستغلال المساحات التي يُستعاد السيطرة عليها في الغطاء الناري والضغط العسكري على المدينة، وايضاً تاتي لتحد من إستهداف العاصمة دمشق بالقذائف من هذه المناطق.
لكن التطوّر الأبرز الذي سجّل في ميدان القتال على أطراف دوما، هو المشاركة الاولى لـ “جيش الوفاء” او “لواء اليرموك” في المعارك الدائرة حالياً في اطراف دوما. وكما بات معلوماً، فإن هذا الجيش مشكّل من مسلحين معارضين خرجوا على فترات من الغوطة الشرقية وقرّروا قتال “زهران علّوش” إلى جانب الجيش السوري بعد ان تمّت تسوية أوضاعهم. هؤلاء، ووفق مصادر ميدانية عالية الاطلاع لـ “الحدث نيوز”، شاركوا للمرة الأولى في المعارك على المحاور الامامية يوم أمس السبت، بإطار عمليات الجيش الموسعّة في أطراف دوما، وفي إطارٍ عسكريٍ منظّم هو “جيش الوفاء”.
ويعتبر المقاتلون في “جيش الوفاء”، من اصحاب الخبرة العسكرية والإطلاع الميداني على بنية المسلحين العسكرية في دوما وغيرها من مناطق الغوطة الشرقية، وينلكون إحداثيات لمقار عسكرية، كما على علم بتكتيكات المسلحين العسكرية، وكل هذا يساعدهم في حربهم ضد من يحتل قراهم ومدنهم في الغوطة.
بالعودة إلى ميدان المعارك، فقد إستمر الجيش السوري بعملياته الواسعة في محيط دوما لليوم الرابع على التوالي، حيث تركّزت العمليات يوم أمس السبت في ضاحية الاسد التي شهدت اعنف المعارك، بالاضافة إلى محور “تل كردي” الذي يسعى الجيش للتقدم وإستكمال السيطرة على الاجزاء التي لا تزال تحت سيطرة المسلحين، فيما تتقدم قوات من جهة عدرا للمؤازرة. وفي مزارع “الريحان” التي تفصل دوما عن مخيم “الوافدين” نشط الجيش في معارك وإشتباكات على محور المزارع المذكورة محاولاً تحقيق تقدم عسكري.
إلى ذلك، نفذ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺒﺎﻏﺘﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻤﻌﺎﺕ ﻟﻠﻤﺴﻠﺤﻴﻦ في ﻄﺮﻳﻖ ﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻦ “ﻋﺮﺑﻴﻦ – ﻣﺪﻳﺮﺍ” إستطاع تحقيق إستهدافات مباشرة للمسلحين.
في غضون ذلك، أعلن جيش الاسلام في أحد جوامع دوما، عن مقتل 36 مسلحاً بصفوفه في المعارك الدائرة مع الجيش على مشارف دوما، في المحاور المذكورة أعلاه.
هذا وتلقت الجماعات المسلحة خلال اليومين الماضيين ضربات مكثفة أسفرت عن مقتل “أبوزيد قناص”، القائد العسكري لما يسمى “الاتحاد الاسلامي لاجناد الشام”، الذي أغتاله مجهولون وإتهمت “النصرة” بشكلٍ غير رسمي فيه، فيما قتل القيادي في “جيش الاسلام” المدعو “أبو خليل صعب”، وخبير المتفجرات في الجماعة “قتيبة كامل” الملقب “ابو عبدو تفجير”، في ضربة للجيش قبل ايام.
إلى ذلك، أعلن في الغوطة عن إتفاق بين “جبهة النصرة” و “أجناد الشام” يضع حداً للخلاف القائم بينهما. وعلم ان الطرفين توصلا إلى إتفاق يقضي بإحالت كل المواضيع الخلافية العاقلة إلى محكمة خاصة شرعي لتعطي قرارها فيها وتفض النزاع “حقناً للدماء”، كما جاء في بين وزّع في الغوطة.
وكان الخلاف قد تفاقم بين الطرفين بسبب إتهامات متبادلة بمضايقات للمسلحين من الطرفين في مدينة عربين في الغوطة الشرقية.