حملات وهمية للتبرّع وشبكات مورّطة:أكياس دم تهرّب إلى ليبيا وتباع للمقاتلين

اكد مصدر مطلع «للشروق» ان هناك حملات وهمية للتبرع بالدم انتشرت مؤخرا في العاصمة وفي عدد من ولايات الجمهورية حيث يتم استغلال المئات من اكياس الدم لبيعها بأسعار خيالية للجماعات المسلحة في ليبيا.
تونس – الشروق:
«الشروق» تفتح ملف الحملات الوهمية التي انتشرت في الفترة الاخيرة داخل مدن تونسية سواء بالعاصمة او في بعض ولايات الجمهورية ...
قال مصدر «الشروق» ان المئات من اكياس الدم تم بيعها مؤخرا داخل التراب الليبي للجماعات المسلحة المنتشرة في المدن الليبية مضيفا ان المهربين يقومون ببيع هذه الكميات بأسعار خيالية مؤكدا في هذا السياق ان سعر الكيس الواحد يباع بـ10 اضعاف سعره الحقيقي وبالعملة الاجنبية.
الحملات الوهمية
كما تطرق مصدرنا الى ظاهرة انتشار الحملات الوهمية للتبرع بالدم حيث يقوم عدد من الاشخاص ومعهم طاقم شبه طبي متكون من ممرضين ومساعدين لهم بدعوة المواطنين للتبرع بالدم بتعلة مساعدة المرضى المحتاجين لأكياس الدم مضيفا انه يتم لاحقا اعطاء هذه الاكياس الى السماسرة الذين يقومون بدورهم ببيعها للمهربين لتنطلق اثرها عملية تهريب هذه الكميات الى التراب الليبي.
مافيا التهريب
تنتهي مهمة السماسرة بجمع هذه الكميات من الدم التي تم الحصول عليها اثر حملات التبرع الوهمية المنتشرة في عدد من ولايات الجمهورية وخاصة القريبة من الحدود التونسية الليبية ويتم في مرحلة ثانية تسليم البضاعة على حد تعبيرهم الى المهربين الذين يتولون لاحقا تهريبها نحو المدن الليبية التي تعرف مواجهات عنيفة بين الجماعات المسلحة.
العملة الصعبة
ويقول محدثنا ان مافيا التهريب تتولى عملية تهريب اكياس الدم التي تم جمعها ويتم تسليمها الى المقاتلين الليبيين مقابل مبالغ مالية ضخمة وجلها بالعملة الصعبة مؤكدا ان المهربين لا يهتمون بالجهة التي يتعاملون معهما حتى ولو كان بها ارهابيون فالاهم بالنسبة اليهم هي الجهة التي تدفع اكثر واسرع خاصة ان اكياس الدم مطلوبة من قبل كل الجماعات المسلحة هناك.
الوزارات والصمت
من جهة اخرى طالب مصدرنا الوزارات المعنية على غرار وزارتي الداخلية والصحة بفتح هذا الملف وتتبع كل من يثبت تورطه في عملية التحيل على المواطنين بتعلة القيام بتبرعات لجمع اكياس الدم مضيفا ان المهربين يجنون مئات الملايين من هذه العمليات المشبوهة وغير القانونية.
و استغرب محدثنا عدم اتخاذ اي اجراءات صارمة تجاه هذه العمليات المشبوهة التي يلقى عناصرها دعما من قبل جهات معينة داعيا الى ضرورة تحذير المواطنين من الحملات الوهمية ومطالبتهم بالترخيص القانوني قبل التبرع بالدم قائلا «من حق كل متبرع معرفة مصير كيس الدم الذي تبرع به».
الاستغلال
وأكد مصدرنا ان اصحاب الحملات الوهمية للقيام بجمع تبرعات للحصول على اكياس دم يوهمون ضحاياهم انهم سيرسلون هذه الاكياس الى غزة او الى السوريين الذين تم تشريدهم من اراضيهم او الى مرضى تونسيين مضيفا ان الشاحنات من الحجم الصغير التي يتم استعمالها من قبل المتهمين يتم كراؤها من مواطنين عاديين.
ممرضون متقاعدون
كما قال مصدرنا ان الاطار شبه الطبي الذي يتعامل مع هذه المجموعات المتهمة بالتحيل على المواطنين تتعامل خاصة مع عدد من الممرضين المتقاعدين الذين يملكون خبرة في هذا المجال مقابل اجرة على كل عملية مضيفا في هذا السياق انه يجب على وزارة الصحة ان تقوم بإجراءات عاجلة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة وتوعية التونسيين بخطورة هذه العناصر .