كيفية تدويل عمليات الإصلاح في الشرق الأوسط وشمال افريقيا
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى النقاش الجاد والحوار الهادف
صفحة 1 من اصل 1
كيفية تدويل عمليات الإصلاح في الشرق الأوسط وشمال افريقيا
منذ بداية الحقبة الاستعمارية بالشرق الأوسط في القرن التاسع عشر، ارتبط الشرق الأوسط بصورة وثيقة بالنظام العالمي وتأثرت بشدة بالتحولات التي طرأت عليه. واستمر هذا النمط من العلاقات حتى بعد نيل دول الشرق الأوسط "الاستقلال السياسي" المزيف والذي أعقبه ظهور مشروعين أساسيين بالمنطقة، انطوى كل منهما على مجموعة مختلفة من الافتراضات والمبادئ والترتيبات الأمنية، ودخل الاثنان في تنافس على الهيمنة داخل منطقة الشرق الأوسط خلال حقبة الحرب الباردة،أن كليهما أسفر عن تهميش قضية الديمقراطية بالمنطقة.
بحلول مطلع الخمسينيات ظهر اسم "مشروع الشرق الأوسط" وتمثل أبرز مؤيديه في القوى الغربية، باعتباره منطقة جغرافية غنية بالموارد النفطية وتحوى مجموعة متنوعة من الدول وتهددها قوى خارجية معادية، وترى القوى المناصرة للمشروع ضرورة الربط بين المنطقة والغرب من خلال نظام أمنى ومجموعة من الترتيبات الاقتصادية بمقدورها تحقيق الاستقرار بالمنطقة والحفاظ على المصالح الغربية بها وليست مصالح الدول المنطقة ؟
جاء الإعلان الأول عن المشروع من جانب امريكاعام 1950 عندما اقترحت إنشاء منظمة دفاعية شرق – أوسطية، وأعاد الرئيس الأمريكي "أيزنهاور" طرح الفكرة عام 1953 عندما اقترح إقامة تحالف بين الدول الواقعة شمال الشرق الأوسط بهدف احتواء الاتحاد السوفيتي، والذي ضم كل من تركيا- إيران - باكستان – العراق واستجاب لهذا المقترح كل من العراق وتركيا ووقعا ميثاقا أمنيا في فبراير عام 1955 وتعهدت الدولتان بمقتضاه بالدفاع عن بعضها البعض حال وقوع عدوان أجنبي وانضمت بريطانيا إلى الميثاق في أبريل 1955، وبات يعرف باسم "حلف بغداد"، وقوبل بمعارضة شديدة من قبل أنصار المشروع العربي الإقليمي وخاصة مصر وفى أعقاب اندلاع الثورة العراقية عام 1958، انسحب العراق من الميثاق الذي انتقل مقر رئاسته من بغداد إلى إسطنبول وأصبح يحمل اسم "منظمة المعاهدة المركزية" (المعروفة اختصارا باسم "سنتو").
أما أخر مبادرة طرحت فيها فكرة بناء مشروع يقوم على الهوية شرق - الأوسطية فكانت أثناء الحرب الباردة عندما طرح الرئيس الأمريكي "ريجان" مبدأ "الإجماع الاستراتيجي" بين دول الشرق الأوسط في عام 1982 تحت رعاية بلاده، وجاء ذلك فى أعقاب مجموعة من الأحداث التي شهدها عام 1979 أبرزها توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل وقيام الثورة الإيرانية والتدخل السوفيتي فى أفغانستان وانهيار "منظمة المعاهدة المركزية".
و المقصود من كلمة مصطلح "الإجماع الإستراتيجي" وهو توصل الدول شرق- الأوسطية إلى تفهم عام بأن الاتحاد السوفيتي يشكل التهديد الأكبر للمنطقة - الشيطان وكان من المأمول أن يؤدى هذا "الإجماع" إلى تسوية جميع الصراعات بالمنطقة بصورة تثمر في نهاية الأمر عن علاقة إستراتيجية بين دول المنطقة والشرق الأوسط. وصف أنصار المشروع الإقليمي العربي المؤلفين بصورة أساسية من العناصر القومية العربية والتقدميين ، المشروع شرق - الأوسطي بأنه بدعة غربية، مشيرين إلى أن الشرق الأوسط في حقيقة الأمر يتميز بهيمنة الأمة العربية الواحدة عليه والتي تشترك فيما بينها في مجموعة من الخصائص والمصالح والاعتبارات والأولويات الأمنية، كما تتميز الشعوب العربية بوحدة اللغة والثقافة والموقع الجغرافي، ما يؤهلها لصياغة الاعتبارات الأمنية والاقتصادية الخاصة بها، وينظر هذا الفريق إلى إسرائيل باعتبارها العدو ويشكل التهديد الرئيسي لأمن المنطقة،ويؤمنون بضرورة وضع ترتيبات إقليمية عربية للحد من هذا التهديد، بحيث تتم صياغتها في إطار أمنى عربي. وتمثل ما يسمى بالجامعة الدول العربية التي أنشئت عام 1945 التجسيد الرئيسي لهذا المشروع الخيانى وخاصة بتوقيع اتفاقيتي الدفاع العربي المشترك والتعاون الاقتصادي1950م واتضح أن المشروعين العربي وشرق - الأوسطي أغفلا قضية التغييرات ما يسمى بالديمقراطية بدول المنطقة نتيجة تركيزهما على الصراعات الإستراتيجية العالمية والإقليمية.
بعض أنصار مشروع الشرق الأوسط أبدوا تأييدهم للأنظمة العسكرية التي أطاحت بالحكومات العميلة ، مثلما كان الحال مع حكومة "مصدق" بإيران في أعقاب نهاية الحرب الباردة، عاد التنافس بين المشروعين العربي والشرق - أوسطى من جديد.
وسرعان ما انضم للصراع مشروعان إقليميان آخران هما:
- المشروع الأوروبي متوسطي : الذى يدعمه الاتحاد الأوروبى.
- الحوار بين حلف الناتو ودول حوض البحر المتوسط.
وفى الوقت الذي اتسم المشروع الأول بتعدد أبعاده بتناوله للتغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالدول العربية (المشار إليها في هذا السياق بمصطلح "المتوسطية")، شكل المشروع الثاني بصورة أساسية منتدى لتبادل المعلومات الاستخباراتية، على الأقل حتى عام 2004.
بحلول مطلع الخمسينيات ظهر اسم "مشروع الشرق الأوسط" وتمثل أبرز مؤيديه في القوى الغربية، باعتباره منطقة جغرافية غنية بالموارد النفطية وتحوى مجموعة متنوعة من الدول وتهددها قوى خارجية معادية، وترى القوى المناصرة للمشروع ضرورة الربط بين المنطقة والغرب من خلال نظام أمنى ومجموعة من الترتيبات الاقتصادية بمقدورها تحقيق الاستقرار بالمنطقة والحفاظ على المصالح الغربية بها وليست مصالح الدول المنطقة ؟
جاء الإعلان الأول عن المشروع من جانب امريكاعام 1950 عندما اقترحت إنشاء منظمة دفاعية شرق – أوسطية، وأعاد الرئيس الأمريكي "أيزنهاور" طرح الفكرة عام 1953 عندما اقترح إقامة تحالف بين الدول الواقعة شمال الشرق الأوسط بهدف احتواء الاتحاد السوفيتي، والذي ضم كل من تركيا- إيران - باكستان – العراق واستجاب لهذا المقترح كل من العراق وتركيا ووقعا ميثاقا أمنيا في فبراير عام 1955 وتعهدت الدولتان بمقتضاه بالدفاع عن بعضها البعض حال وقوع عدوان أجنبي وانضمت بريطانيا إلى الميثاق في أبريل 1955، وبات يعرف باسم "حلف بغداد"، وقوبل بمعارضة شديدة من قبل أنصار المشروع العربي الإقليمي وخاصة مصر وفى أعقاب اندلاع الثورة العراقية عام 1958، انسحب العراق من الميثاق الذي انتقل مقر رئاسته من بغداد إلى إسطنبول وأصبح يحمل اسم "منظمة المعاهدة المركزية" (المعروفة اختصارا باسم "سنتو").
أما أخر مبادرة طرحت فيها فكرة بناء مشروع يقوم على الهوية شرق - الأوسطية فكانت أثناء الحرب الباردة عندما طرح الرئيس الأمريكي "ريجان" مبدأ "الإجماع الاستراتيجي" بين دول الشرق الأوسط في عام 1982 تحت رعاية بلاده، وجاء ذلك فى أعقاب مجموعة من الأحداث التي شهدها عام 1979 أبرزها توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل وقيام الثورة الإيرانية والتدخل السوفيتي فى أفغانستان وانهيار "منظمة المعاهدة المركزية".
و المقصود من كلمة مصطلح "الإجماع الإستراتيجي" وهو توصل الدول شرق- الأوسطية إلى تفهم عام بأن الاتحاد السوفيتي يشكل التهديد الأكبر للمنطقة - الشيطان وكان من المأمول أن يؤدى هذا "الإجماع" إلى تسوية جميع الصراعات بالمنطقة بصورة تثمر في نهاية الأمر عن علاقة إستراتيجية بين دول المنطقة والشرق الأوسط. وصف أنصار المشروع الإقليمي العربي المؤلفين بصورة أساسية من العناصر القومية العربية والتقدميين ، المشروع شرق - الأوسطي بأنه بدعة غربية، مشيرين إلى أن الشرق الأوسط في حقيقة الأمر يتميز بهيمنة الأمة العربية الواحدة عليه والتي تشترك فيما بينها في مجموعة من الخصائص والمصالح والاعتبارات والأولويات الأمنية، كما تتميز الشعوب العربية بوحدة اللغة والثقافة والموقع الجغرافي، ما يؤهلها لصياغة الاعتبارات الأمنية والاقتصادية الخاصة بها، وينظر هذا الفريق إلى إسرائيل باعتبارها العدو ويشكل التهديد الرئيسي لأمن المنطقة،ويؤمنون بضرورة وضع ترتيبات إقليمية عربية للحد من هذا التهديد، بحيث تتم صياغتها في إطار أمنى عربي. وتمثل ما يسمى بالجامعة الدول العربية التي أنشئت عام 1945 التجسيد الرئيسي لهذا المشروع الخيانى وخاصة بتوقيع اتفاقيتي الدفاع العربي المشترك والتعاون الاقتصادي1950م واتضح أن المشروعين العربي وشرق - الأوسطي أغفلا قضية التغييرات ما يسمى بالديمقراطية بدول المنطقة نتيجة تركيزهما على الصراعات الإستراتيجية العالمية والإقليمية.
بعض أنصار مشروع الشرق الأوسط أبدوا تأييدهم للأنظمة العسكرية التي أطاحت بالحكومات العميلة ، مثلما كان الحال مع حكومة "مصدق" بإيران في أعقاب نهاية الحرب الباردة، عاد التنافس بين المشروعين العربي والشرق - أوسطى من جديد.
وسرعان ما انضم للصراع مشروعان إقليميان آخران هما:
- المشروع الأوروبي متوسطي : الذى يدعمه الاتحاد الأوروبى.
- الحوار بين حلف الناتو ودول حوض البحر المتوسط.
وفى الوقت الذي اتسم المشروع الأول بتعدد أبعاده بتناوله للتغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالدول العربية (المشار إليها في هذا السياق بمصطلح "المتوسطية")، شكل المشروع الثاني بصورة أساسية منتدى لتبادل المعلومات الاستخباراتية، على الأقل حتى عام 2004.
المهاجر الليبي- مشرف عام
-
عدد المساهمات : 4481
نقاط : 6790
تاريخ التسجيل : 20/05/2013
مواضيع مماثلة
» موسكو: أي هجوم على سوريا سيكون كارثيًّا على الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
» استراتيجية أوباما الانتحارية بين أصدقاء واشنطن وحرق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
» تقرير المرصد الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا-البنك الدولي
» مكتب الدفاع والاستخبارات الامريكي: داعش في ليبيا وشمال افريقيا اصبحت ذات تهديد لايمكن السكوت عنه
» آخر أيام الشرق الأوسط
» استراتيجية أوباما الانتحارية بين أصدقاء واشنطن وحرق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
» تقرير المرصد الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا-البنك الدولي
» مكتب الدفاع والاستخبارات الامريكي: داعش في ليبيا وشمال افريقيا اصبحت ذات تهديد لايمكن السكوت عنه
» آخر أيام الشرق الأوسط
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى النقاش الجاد والحوار الهادف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 12:48 am من طرف larbi
» بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ترحب بإعلان النتائج الأولية للانتخابات البلدية
أمس في 10:47 am من طرف larbi
» مراسل التلفزوين العربي: 4 ملايين إسرائيلي يدخلون الملاجئ وحيفا تتحول لمدينة أشباح
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:23 pm من طرف larbi
» يوم كئيب في تل أبيب» حزب الله يقصف إسرائيل 5 مرات متوالية و4 ملايين في الملاجئ.
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:14 pm من طرف larbi
» عصبة العز وثلة الهوان
الأحد نوفمبر 24, 2024 6:40 pm من طرف عبد الله ضراب
» الاهبل محمد بن سلمان يحاصر الكعبة الشريفة بالدسكوهات و الملاهي الليلية
السبت نوفمبر 23, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
السبت نوفمبر 23, 2024 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi