جنبلاط ما بعد القصير: سوريا تُركت لموسكو وطهران
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
جنبلاط ما بعد القصير: سوريا تُركت لموسكو وطهران
واقعي وليد جنبلاط أكثر من «رفاق» الصف الآذاري. يرصد التطورات السورية بعقل بارد، لا بمنطق الأمنيات والتمنيات. يربطها بحبل «التواطؤ» الرفيع بين «الدب الروسي»، و«البيزنيس مان» الأميركي… وطبعاً «حائك السجاد» الإيراني.
عملياً، هو تقاسم لقالب جبنة المصالح الدولية، التي لا تعترف لا بحقوق الشعوب ولا بدماء أبنائها. ولا تقيسها بمكيال التطلعات الفئوية وطموحاتها المحلية. لا مكان هنا لما يحلم به سعد الحريري أو لما يخطط له فؤاد السنيورة. ولا حاجة طبعاً لمصنع معراب لـ«تدوير» الشعارات. ولا نفع أيضاً لعنتريات معين المرعبي أو خالد ضاهر وحروبهما الصغيرة. كلّ هذه المنظومة ستصبح طبقاً ثقيلاً على معدة الكبار حينما يتحلقون حول طاولة التسويات الدولية.
ولهذا كان يوم سقوط القصير «يوماً حزيناً» في روزنامة «البيك» بسبب الضحايا المدنيين والجرحى، نظراً لقيمة المدينة استراتيجياً، ولما يؤشّر وقوعها بين يديّ الجيش السوري النظامي وحليفه «حزب الله» في لعبة التوازن الإقليمي.
يستعيد رئيس «الاشتراكي» بأسى شريط مواقف الإدارة الأميركية المفترض أنّها أكثر المتحمسين والداعمين للمعارضة السورية، ليدل بالإصبع على انكفاء البيت الأبيض عن المعركة الجارية على ارض بلاد الشام بفعل تردده وامتناعه عن تسليح الثوار بالأسلحة النوعية والمقصود بها مضادات الطائرات. لا بل ذهب الأميركيون أكثر من ذلك، إلى حدّ «المساواة بين مطالب الشعب السوري والمجموعات الإرهابية التي اخترعوها بأنفسهم».
هو بكل بساطة تقاطع للمصالح الدولية بين موسكو وطهران من جهة، وواشنطن من جهة أخرى، أفضى إلى «تحوير» مسار المعارك الدائرة على أرض الأمويين، في حين تسجّل للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند جرأته في الخروج عن هذا التقاطع، كما يرى جنبلاط، «ولكن ما باليد حيلة».
أما النتيجة فصارت واضحة للعيان، كما يراها الزعيم الدرزي: تقدّم ملحوظ لجيش بشار الأسد وتحسّن في وضعيته العسكرية، بعدما تركت سوريا لخيارات موسكو وطهران، بسبب انكفاء واشنطن الفاضح. بتقديره كلّ ما يهم إدارة باراك أوباما من الشرق الأوسط هو تأمين مصالح إسرائيل، وحماية إمدادات النفط التي تتطلب تلاقياً للمصالح الأميركية – الإيرانية. ولهذا سرعان ما تخلت واشنطن عن البضاعة التي قدّمتها للشعوب العربية عن الديموقراطية والتغيير.
ولكن ثمة واقعاً جديداً لا يمكن إغفاله وفق القراءة الجنبلاطية قد يلعب دوراً مستقبلياً في التطورات السورية، وذلك بفعل التدمير والتهجير الذي طال العديد من المناطق والمدن.
ومع ذلك يرى أنّ «الحرب السورية طويلة جداً، ولا تزال في بداية طريقها، لكن ملامح الحرب المذهبية تهدد بنظره المنطقة ككل، بدءاَ من عراقها واليمن وصولاً إلى قلب الشام، ما حوّل الشرق الأوسط إلى جبهتين متصارعتين مذهبياً، وهي أفضل هدية تقدم لإسرائيل».
لبنانياً، وضع جنبلاط «أسلحة» الانتخابات النيابية جانباً، بعدما أنجز التمديد. يحوّل تركيزه إلى العاصمة الشمالية. يؤرقه الجرح الطرابلسي المفتوح، «هذا صراع عبثي يدفع ثمنه المدنيون ويهدد السلم الأهلي، من دون أي وظيفة قد تستثمر في السياسة، لا داخلياً ولا خارجياً».
يعتقد جنبلاط أنّه لا يمكن لهذه الجبهة المجانية أن تؤثر على مجرى الأحداث السورية، و«كل من يعتقد أنّ القنص العابر للمحاور الشمالية سيضعف النظام السوري، يرتكب خطأ استراتيجياً، لأنّه سيستنزف الجيش اللبناني وينهك قواه، وقد يسمح للجيش السوري بالتدخل مباشرة على الأراضي اللبنانية».
لهذا، ينصح جنبلاط التيارات السياسية المعنية على تنوعها، بدعم الجيش اللبناني، لأنه لا فائدة من تحريك جبهة طرابلس التي لا يزال جرحها ينزف منذ العام 1985. وهنا تقع مسؤولية «حزب الله» في ضبط جماعة جبل محسن، كما تقع مسؤولية الوزراء والنواب وكل السياسيين الذين يمونون على أمراء المحاور في باب التبانة والقبة والمنكوبين لضبط الوضع.
يعتقد رئيس «جبهة النضال الوطني» أنّ تأليف الحكومة بات ضرورة قصوى لنقل الخلاف من الشارع وتنظيمه على طاولة مجلس الوزراء.
حتى اللحظة لا يزال الرجل متمسكاً بمبدأ مشاركة «حزب الله» بالحكومة، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لأنه «لا يمكن عزل أحد أو إلغاء أحد»، على الرغم من الحملة التي تقودها دول الخليج، ربطاً بالإجراءات الأوروبية لوضع الحزب على لوائح الإرهاب. إذ يتفهم جنبلاط القلق الخليجي لكنه «لا يُعالج برأيه إلا بحوار خليجي – إيراني، لا سيما وأنّ دولاً عظمى تتحاور مع طهران، تارة بالمباشر، وطوراً بواسطة السلاح».
ولهذا يتمنى ألا يدفع لبنان الثمن، وأن يأخذ «حزب الله» بعين الاعتبار مصلحة اللبنانيين وأمنهم واستقرارهم الداخلي فضلاً عن مصير آلاف العاملين في دول الخليج.
أما بالنسبة للطعنين المقدّمين للمجلس الدستوري من ميشال سليمان وميشال عون، فيلفت جنبلاط الانتباه إلى أنّه يتفهم الشق الدستوري «ولكن ثمة واقعاً يتصل بالاستقرار العام، لا يمكن القفز فوقه»، متمنياً أن يتحلى الجميع بالواقعية لتأمين السلم الأهلي.
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» خروج جرذ ليبى من نفق من منطقه القصير فى سوريا فى اعتقاده بان القصير فى قبضه جرذان سوريا
» قصة الـ 400 جريح الذي توسط لهم جنبلاط لدى حزب الله للخروج من مدينة القصير للعلاج
» هل ستوقف زيارة بندر لموسكو القتال في سوريا أم تغذيه؟
» موسكو وطهران لحماية سوريا حتى ولو ادى ذلك الى الحرب العالمية الثالثة
» جنبلاط يعود الى سوريا بهدوء
» قصة الـ 400 جريح الذي توسط لهم جنبلاط لدى حزب الله للخروج من مدينة القصير للعلاج
» هل ستوقف زيارة بندر لموسكو القتال في سوريا أم تغذيه؟
» موسكو وطهران لحماية سوريا حتى ولو ادى ذلك الى الحرب العالمية الثالثة
» جنبلاط يعود الى سوريا بهدوء
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
أمس في 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi
» كلمة مندوب الجزائر في مجلس الأمن بعد الفيتو الأميركي ضد قرار وقف الحرب على غزة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:32 pm من طرف larbi
» مقتل جندي و إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 7:00 pm من طرف larbi
» مقتل جندي إسرائيلي و جرحى من لواء غولاني بمعارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:48 pm من طرف larbi
» بيان المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بشأن استهداف سفينة في البحر الأحمر
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:37 pm من طرف larbi