هكذا يستغل النظام الاردني ورقة العشائر في سوريا

علي مخلوف
يحاول الملك الإنجليزي بهيئته الأعرابية أن يجد لنفسه موطئ قدم في معمعة الصراع السياسي الإقليمي والعالمي الدائر في المنطقة، مع استمراره بحملات التسول التي باتت صفة لصيقة به، حيث كان ولا زال يعمد إلى بيع مواقف سياسية وتعاون استخباراتي وتقديم تسهيلات للإرهابيين، مقابل ودائع سعودية واستثمارات أعرابية.

طبيعة الرجل الشره لدور كبير له في المنطقة، لا تجعله يكتفي بما يحصل عليه من حملات التسول التي يقوم بها نظامه، كيف يمكن له أن يكون مؤثراً ولو بدرجة بسيطة على الساحة السورية، ورقة العشائر العربية المتواجدة على الحدود الأردنية مع كل من سوريا والعراق هي الوسيلة الأمثل لذلك.

التركيبة العشائرية في تلك المناطق تجعل من الملك عبد الله طامحاً لدور قادم عبرها، لا سيما مع ما أُشيع حول شكوى تلك العشائر المواجهة لتنظيم داعش من نقص الدعم والتسليح الذي تتلقاه من الحكومة العراقية، تلقف الملك الأردني شكوى العشائر معلناً صراحةً أنه من واجب مملكته دعم العشائر "السنية" في غرب العراق وشرق سوريا، في مواجهة داعش.

دخول النظام الأردني عبر البوابة العشائرية إلى كل من سوريا والعراق، سيؤجج حمى الانتماءات والاصطفافات، ما بين عرقية ودينية ومذهبية، ناس معتدون بكرديتهم وآخرون بمذهبيتهم وغيرهم بعشائريتهم وأنسابهم مما يحول المنطقة إلى قطع "بازل" متبعثرة تضيع بسبب فوضى الانتماءات تلك.

كيف ستكون ردة فعل كل من الحكومتين السورية والعراقية على التدخل الأردني ذاك؟ وهل سيُعتبر تصريح الملك الأردني اصطفافاً مذهبياً وعرقياً صريحاً من خلال إيضاحه لانتماء العشائر المذهبي؟! و هل توجد طموحات لنظام عمّان بتشكيل ميليشيا عشائرية تكون مرجعيتها للملك عبد الله، أسوةً بكل تلك الميليشيات المنتشرة والتي تتبع كل منها عاصمةً ما؟! وإن صح ذلك فما هي المهام الأخرى التي يمكن أن تؤديها ميليشيات عشائرية إن تم تشكيلها بإيعاز من عبد الله المنتمي للمحور المعادي لسوريا؟.
عربي برس