نيات أمريكية لتحريك ملف كيماوي جديد ضد مشق!

علي مخلوف
في خضم حرب التصريحات السياسية بين أقطاب العالم " روسيا وأمريكا" يعمد العم سام إلى رفع سقف مواقفه من الملف السوري الذي ارتأى أن يبرده لفترة وجيزة، لكن على ما يبدو فإن ارتفاع منسوب الدعم للجماعات الإرهابية وسيطرتها على بعض المناطق في إدلب وجسر الشغور وبصرى الشام، جعل واشنطن تعود لرفع بازارها السياسي أمام موسكو حليفة دمشق.
في آخر المواقف الأمريكية المعلنة قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إنه بحث مع روسيا موضوع استخدام سورية للأسلحة الكيماوية، مضيفا أن صبر المجتمع الدولي على ما تفعله الحكومة السورية ينفد، زاعماً أن الحكومة السورية مسؤولة عن أغلبية الهجمات الكيماوية.
كيري لم يتوقف عند هذا الحد، حتى بدأ يدافع عن الجماعات المسلحة بالادعاء أنها لا تمتلك طائرات كي تستخدم سلاحاً كيماوياً، على ما يبدو فإن هذا الدفاع هو بمثابة تشجيع أمريكي لتلك الجماعات في مواصلة إرهابها، أو مكافأة أمريكية على تقدم تلك الجماعات في بعض المناطق.
وساق كيري مزاعمه بأن سلاح الجو السوري يقوم باستخدام السلاح الكيماوي، وأن واشنطن تجمع بيانات تعضد مزاعمها بأن الحكومة السورية مسؤولة عن الهجمات الكيماوية! ما يعني بأن هناك نيات أمريكية جديدة لإعادة تحريك ملف كيماوي جديد ضد دمشق، وهذا أيضاً تلويح أمريكي للروس بأن هناك مواجهة دبلوماسية دولية جديدة عنوانها كيماوي سوري جديد، بمعنى آخر أن موسكو التي استطاعت الوقوف إلى جانب الحليف السوري وتجنيبه ضربة أمريكية قد لا تستطيع فعل ذلك في المرة الأخرى "بحسب ما يريد الأمريكيون التلميح إليه"، واشنطن تريد أن تسعر من ضغوطها السياسية والدبلوماسية على سورية بالتزامن مع زيادة دعم الجماعات الإرهابية، لتكون هناك مرحلة تصعيد من كل الجهات، بل إن محاولة الأمريكي اتهام دمشق بكيماوي جديد، قد يكون غطاءً للجماعات المسلحة باستخدام هذا السلاح في بعض المناطق للسيطرة عليها، لاسيما وأن كيري قد دافع عنها بحجة أنها لا تمتلك طائرات! وكأن هذا السلاح لا يمكن استخدامه إلا عبر الطائرة؟!.
الروس بدورهم سيعمدون إلى التنسيق مع القيادة السورية، وإعادة ترتيب أوراق لعبهم السياسي والدبلوماسي، فالمعركة السياسية القادمة على ساحة اللعب الدولية والإقليمية لن تقل حماوةً عن الميدان.