من وراء الفضائيات الجزائرية ..؟
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
من وراء الفضائيات الجزائرية ..؟
نحن فى عصر الإعلام الموجه و عصر الآنترنت ، فلا سياسة و لا إقتصاد و لا ثقافة و لا فكرة بدونهما ، و فى ظل غياب الوعي و قلة الإدراك لدور و مفهوم الإعلام يحدث الإختراق الذى يؤدى إلى الإنهيار الداخلى.
الإعلام الجزائرى المكتوب الذى كان فى قمة تألقه سنوات بداية التسعينات نتيجة الحرية و المسؤولية التى تمتع بها واجه إرهاب أعمى فى ما بعد بدخول الجزائر العشرية الحمراء و دفع ضريبة الثمن غاليا مثله مثل الشعب و الجيش الجزائرى حيث إنقسم أنذاك بين إعلام مهلل للحل الأمنى و أخر داعيا للحل السلمى و إنتصرت المصالحة الوطنية فى النهاية لننعم اليوم بالأمن و الأمان .
هذا الأمن الداخلى و السلم الأهلى أزعج بعض الجهات الأجنبية و التى ما فتئت تحفر هنا و هناك حتى تبقى دول و أنظمة العالم العربى المعروف عنها بعداوتها إتجاه الغرب و إسرائيل كي تُوقعها فى حفرة التقسيم و مستنقع الفتنة و الإقتتال الداخلى و الدمار و الخراب و الدخول فىنفق مظلم بلا نهاية ، نجحت فى دول معينة كالعراق و ليبيا و سوريا و اليمن و نجحت نسبيا فى تونس و مصر و لبنان و هي اليوم تسعى لنقل هذا الخراب نحو الجزائر و لن تستثنى فى المستقبل حتى الأنظمة الملكية المعروف عنها أنها أنظمة متأمركة و متصهينة و التى ساهمت بشكل مباشر فى زراعة هذا الربيع العبرى داخل دول ما يسمى الربيع العربى.
الجزائر تبقى من الدول المستهدفة بل و من الأولويات الملحة و المستهدفة فلم يبقى من الباقة العربية سوى الجزائر كي يكتمل المشهد المأساوى ، لكن مشكلتهم فى الجزائر أنها دولة خرجت للتو من عشرية دموية حمراء و شعبها مثل الشعب اللبنانى يرفض أي مغامرة أو مؤامرة تستهدف أمنه و إستقراره و العودة به إلى الوراء بعد تجربة الماضى الدموى.
فما العمل إذن بخصوص الجزائر أو ماهو البديل المتاح حتى نُلحق هذا البلد بركب القتل و الدمار ؟
للإجابة على هذا السؤال نحتاج العودة إلى معرفة الحقائق و الوقائع التى حدثت بكل من العراق و ليبيا و سوريا و قبلهما تونس و مصر و بعدهما اليمن .. الأمر إحتاج لسنوات عديدة من التخطيط و التجهيز لنصل إلى مثل هذه النتائج الكارثية على جميع الأصعدة ، لأن التغيير الذي يكون للأسوأ لا نريده و هذا التغيير أت على كل أخضر و يابس حيث أنه إستهدف الشعب قبل شخصية الرئيس و الدولة قبل النظام حيث أن المؤامرة إستهدفت الكل دون تفريق إستهدفت البشر و الشجر و حتى الحجر .
النغيير الذى صدّروه لبلداننا العربية بدأ قبل عقد من الزمن بحرب الخليج الأولى تلكم الحرب العبثية بين إيران و العراق التى إنتهت بخسارة كلا الطرفين كان أساسها و شعارها الإختلاف الطائفى و كان محورها التصدى للمد أو الهلال الشيعى أما وقودها فهو المال الخليجى الذى كان دائما حاضرا لإشعال النار ، هي نفسها الحرب التى نشهدها اليوم بأدوات مختلفة ستنتهى حتما إلى نفس النتيجة الكارثية .
حتى تصل الفكرة للقارئ العربي علينا أن نفترض أن هنالك خلاف مذهبى هو فى الحقيقة موجود و حاصل بين أبناء الشعب اليهودى داخل فلسطين المحتلة كون إسرائيل هي عدوتنا الأولى ، نقوم نحن العرب بتغدية هذا الخلاف ليتحول إلى صراع داخلى يؤدى إلى إختلاف سياسى و إنهيار إقتصادى و إقتتال داخلى و إستنزاف للجيش الصهيونى فما ما الذى سيحصل بعد ذلك ..؟
أكيد سيخدم ذلك الإختلاف و الإقتتال إن حدث و الذى يستهدف الداخل الإسرائيلى دولتا و شعبا و كيانا قضيتنا الأولى و ينتهى حتما بتحرير فلسطين ، الأن نعكس الأية و نطرح السؤال : ما الذى سيستفيده الكيان الصهيونى المُتحكم فى عواصم القرار الغربى و تحديدا القرار الأميريكى من تغدية الخلاف المذهبى و السياسى داخل دولنا العربية ..؟
إستمرارية هذا الكيان السرطانى فى ضعفنا و تشتتنا و إقتتالنا ، و حياته متعلقة بجيوشنا العربية لأن ما أخد بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة لذلك كان المستهدف الأول الجيش ثم الشعب و الدولة القومية .
حتى نغدى هذا الإختلاف و الخلاف المذهبى أو الطائفى أو الإثنى أو القبلى نحتاج لإعلام مُحرض و دعاة فتنة و متحدثين سياسيين نخرجهم للساحة و نلمع صورتهم ، بالإضافة إلى ذلك نحتاج إلى مال لا ينضب و طبعا قبل هذا و ذاك نحتاج إلى مجموعة من الأغبياء السدج المضحوك عليهم و الرعاع المُتحكم فيهم ليتصدروا المشهد الدموى ، و دائما فى هكذا قدارة يحضر المال الخليجى ليكون له الدور الأكبر فى عمليات الدعم و التمويل .
و هذا ما تم فعله و تطبيقه داخل دولنا العربية ، و ما نشهده اليوم من هذه الفوضى الخلاقة القائمة على تقسيم المقسم كان نتاج لجهد دؤوب على مدى السنوات السابقة .
بعدالإستقلال مباشرة للدول العربية كانت هنالك فكرة القومية العربية التى كانت تهدف لإرساء قواعد الوحدة العربية و التكامل الإقتصادى العربي عن حسن نية قد نتفق أو نختلف حول أسباب و نتائج الفكرة لكنها كانت فكرة طموحة ذات أهداف نبيلة و لم نكن نستمع تحت ظلها مثلا عن أي إختلاف مذهبى أو إثنى داخل دولنا العربية القومية كان الجهد منصب نحو خدمة المفهوم العام للأمة العربية و بدل ما كنا نطمح للوحدة العربية صرنا اليوم نطمح للحفاظ على دولنا القومية المهددة بالإنقسام جراء هذا الربيع العبرى .
كان هدفنا و قضيتنا و قبلتنا الأولى هي فلسطين ، و لم نكن نستمع بشيء إسمه الشيعة إلا بعد إنتصار ثورة الخمينى فى إيران و قبلها كان الشاه الإيرانى على علاقة وطيدة بالأمريكان لكن فكرة الإستقلال و السيادة هي التى كانت تزعج الدول الغربية فراحت تغدى لغة الخلاف المذهبى بين المسلمين ، لأجل ذلك ظهر مصطلح الشيعة و السنة و العرب و الأكراد بعد الاحتلال الأمريكى للعراق الذى تم زراعة فكرته الهدامة و زراعة هذه الفتنة بين أبناء البلد الواحد منذ اليوم الأول للغزو ، فالفتنة موجودة تحتاج فقط من يوقظها.
الأن نعود إلى ما حصل فى تونس و فى مصر ، ألا تتفقون معىأن هنالك صورة طبق الأصل لأحداث تونس و مصر من فرقعة فردية تتحول إلى تظاهرات صاخبة بالعاصمة في الساحات الرئيسية أمام وزارة الداخلية و تسليط إعلامي كبير عربى و غربى غير مسبوق على الأحداث .. إلى إطلاق نار من قبل مجهولين على المتظاهرين لتأجيج الشارع ضد النظام إلى تمدد الأحداث إلى ردة فعل الجيشان إلى الخطابات المتتالية للرئيسان التونسي و المصري التي لقيت ردات فعل إعلامية متضاربة ... إلخ من الأحداث، إلى غاية يوم فرار الأول و إستقالة أو إقالة الثاني .. و كأن المُخرج الذى أخرج لنا مشاهد تونس هو نفسه الدي أخرج لنا مشاهد مصر ، نفس السيناريو و نفس الفيلم مع بعض الإختلاف .
إن أكبر خطء إرتكبه النظام و الإعلام و الشعب السورى هو عدم متابعتهم لأحداث ليبيا و غفلتهم عما كان يُخطط لسوريا من خلال محاولة إستنساخ التجربة الليبية في سوريا ، و أكبر خطء إرتكبه النظام و الإعلام و الشعب الليبي هو عدم متابعته لتعامل النظام الجزائري مع تظاهرات 12 فبراير .
كانت الجزائر هي المستهدفة بعد مصر مباشرتا ، و كلنا يتدكر تظاهرة 12 فبراير 2011 م في الجزائر العاصمة التي حاولت إستنساخ سيناريو الفوضي الخلاقة ( في إنتظار سيناريو أخر بعد أن تم إفشاله ) و ذلك برفع شعار إسقاط النظام أو بالأحرى إسقاط مؤسسات الدولة الجزائرية بعد نجاحها في الخروج سليمة معفاة من فترة العشرية الحمراء و تم تصويب كل أجهزة الإعلام الثقيلة أنذاك نحو الجزائر فى إنتظار الخبر العاجل ، حيث توفرت أنداك ثلاثة عوامل مشتركة كانت حاضرة بقوة في كل من ليبيا و سوريا ، العامل الأول هو طلة الشيخ عباس المدني زعيم جبهة الإنقاد المقيم في قطر بصفته رجل دين من خلال قناة الجزيرة (العامل الثاني ) و دعوته المجتمع الدولي ( العامل الثالث ) للتدخل و لتحمل مسؤوليته أمام ما يحدث في الجزائر ، إذن الإسلاميون برؤوس دعاة الفتنة و الضلال ، و قطر و تركيا و دول الخليج بإعلامها و مالها ، و المجتمع الدولي المتمثل في الدول الغربية الكبرى ( فرنسا و بريطانيا و الو م أ ) و من خلفهم الكيان الصهيونى كانوا على أتم الإستعداد للإنقضاض على الجزائر علما أن هذه العوامل الثلاث المشتركة هي من ساهمت في تدمير كل ليبيا وسوريا فى ما بعد .. لكن وعي ويقظة الشعب و النظام في الجزائر على حد سواء أنذاك حال دون حدوث الكارثة إضافتا إلى تجربة العشرية السوداء ، ليعاودوا الكرة مؤخرا من بوابة مدينة غرداية لعلهم ينجحوا .
السبب الرئيسي لتعاطف الشعب و النظام الجزائري مع سوريا دولتا و شعبا و نظاما و رئيسا هو متابعتنا شبه اليومية للأحداث الليبية و كشفنا لحقيقة التضليل الإعلامي و التآمر بحكم الجوار و فهمنا للهجة الليبية ، ولو أن الشعب السوري تابع الأحداث في ليبيا كما تابعها الشعب الجزائري لما سقط في فخ التضليل الإعلامي و لما وقع ضحية مؤامرة دنيئة خُطت بليل دامس ضده و ضد كيان دولته .. لكن الإشكال الدي كان حاصلا - في إعتقادى - بين النظام الليبي و حزب الله بخصوص قضية إختفاء أمينه السابق الإمام موسى الصدر أفضى إلى عدم تسليط الإعلام السورى الضوء على ما صرنا نسميه النسخة الليبية الأصلية لما سيحصل لاحقا في سوريا .
سيف الإسلام القدافي كان قد أشار إلى المثال الجزائري غداة أحداث بنغازى هو قال كنا نحتاج لبضعة ألاف من أفراد مكافحة الشغب كما حدث في الجزائر ليطوقوا المدينة و ليضبطوا الأمن ويحُولوا دون وقوع الضحايا وليفوتوا الفرصة على المتربصين بأمن و إستقرار البلد ، لكن غياب الخبرة و نقص التجربة لذى قوات الأمن في كل من ليبيا و سوريا في التعامل مع الأحداث أدى إلى تدحرج كومة الثلج إلى الأسفل ، بالإضافة إلى أن الإعلام الرسمي و غير الرسمي في الجزائر واكب الأحداث بالصوت و الصورة و على مدار الساعة و لم يغرس رأسه في التراب كما فعل ذلك الإعلام الرسمي في كل ليبيا و سوريا أثناء بداية الأحداث .
الفراغ الإعلامي هو الدى مكّن وسائل الإعلام و خاصة قناة الجزيرة و العربية من تبوأ مقعدها في الأحداث الأولية التي وقعت في كل من ليبيا و سوريا ، فكانت صانعة للحدث مفبركة للصور و الفيديوهات كاذبة على الناس الذين وثقوا فيها نتيجة المصداقية و الشعبية التي بنتها على مدى السنوات الماضية ، هؤلاء الأغبياء الحمقي الدين صدقوا الإعلام الكاذب المضلل هم من كوّنوا الحاضنة الشعبية لكمشة الخونة و العملاء و الجواسيس الدين صدرتهم الدول الغربية ليتصدروا المشهد الإعلامى و الأمنى و الوقائع فى بداية الأحداث و ليكونوا الموجهين لمجموع الجهلة و خريجي السجون و العاهات الإجتماعية التي كانت تنتظر فرصتها للتنفيس عن حقيقتها الإجرامية و عن ساديتها التي سوف تصدمنا مستقبلا.. فكانوا بحق أدوات تهديم و معاول تدمير لكل ما تم تشييده من قبل الدولة الوطنية الحديثة .
و طبعا وجد التيار الإسلامي بفرعيه الإخواني و السلفي الوهابي ( الأول صنيعة بريطانية و الثاني صنيعة سعودية ـ أمريكية ) الذى سيفرخ لنا تنظيمات إرهابية أكثر دمويتا ، وجد في موجة المظاهرات و الفوضى العارمة بحكم تنظيماته السابقة الفرصة السانحة لركوب الموجة و تقدم الصفوف للإنقضاض على مقاليد الحكم خدمتا لمشروع الشرق الأوسط الجديد لأن الغاية تبرر الوسيلة في معتقداتهم المريضة و بالتالي هم مستعدون للتحالف مع الشيطان للوصول و للبقاء في السلطة و طبعا دون أن نهمل دور بعض فتاوى الجهاد من قبل شيوخ الفتنة و الضلال ، فنفس الفتاوى التي نالت من حرمة دماء الشعب الجزائري و الجيش الجزائرى والتي تراجع عنها بعض هؤلاء الشيوخ بعد إنتصار الدولة الجزائرية على العصابات الإرهابية ( خاصة علماء آل سعود الدين شجعوا الجهاد في أفغانستان لإسقاط الإتحاد السوفياتي خدمتا للأجندة الأمريكية و غدوا الإقتتال بين العراق و إيران بين السنة و الشيعة و هاهم اليوم يعلنون الجهاد في سوريا قبل أن تأتيهم أوامر الأسياد بالكف عن ذلك و لو نفاقا ، و لا ننسى دور مفتى النيتو الشيخ القرضاوى في ليبيا .. لاحظوا كلهم يبتعدون عن القدس و المسجد الأقصى ) نفس هذه الفتاوى تم إستساخها في في عدد من البلدان العربية و الإسلامية لاحقا .
بعدها قام إعلامهم بشيطنة كل من يتبع إلى النظام و حولوا السلوكات الخاطئة لبعضهم ( عن قصد لأنه بإمكان شراء دمة هؤلاء العناصرأو عن غير قصد ) إلى مشجب ينشرون عليه كل كوارث البلاد السابقة و الحاضرة و للتحريض لأن الشيطان يسكن في تفاصيل تلكم الصور الأولى، جميعنا يتذكر بداية الأحداث في ليبيا عندما تحولت المظاهرات السلمية المطلبية إلى مظاهرات مسلحة و كيف تم شيطنة عناصر قوات النظام من قبل الإعلام المضلل بشكل ممنهج و صادم بحيث لا يترك للمشاهد مجال للتحليل و للنقاش في غياب البديل الإعلام الرسمي أو المحايد و اليوم بعد سقوط نظام القدافى تم إستهداف المتظاهرين السلميين فى كل من بنغازى و طرابلس و قُتل العشرات دون تسليط إعلامى أو هبة دولية لحماية االمدنيين ، حتى يعلم الجميع أن القصف الإعلامى قد سبق القصف العسكرى ، و تذكرون فى البداية عندما كان المتظاهرين يرفعون لافتات تُرى من الخلف في إخراج موجه فقط لقنوات بعينها ألم تسأولوا أنفسكم لما كان الإخراج بهذا الشكل ومن كان يلتقط تلكم الصور و يمنتجها و يرسلها عبر النت و كم من الأموال دُفعت لهذا الغرض..؟ و هل جميعها صور حقيقية ثم كيف تمت عملية إنتقال تلكم المظاهرات تحت عنوان التحريض الإعلامي إلى أماكن أخرى..؟ نفس المشهد تكرر في سوريا ، و لكن بمجرد ما بدأ الناس يدركون حقيقة التضليل و الكذب الممنهج نتيجة وجود إعلام معاكس أمروا مجرميهم و مفسديهم بإستهداف الكهرباء.
بعدها قامت مجموعة من المتظاهرين ( كمشة الخونة و الجواسيس ) بالهحوم على مراكز الشرطة و المرافق العمومية كما هجموا على الثكنات العسكرية حيث واكب الإعلام المضلل تحركات المسلحين للتغطية على جرائمهم قد تتذكرون ذلك المشهد المروع لجنود ليبيين موثقي الأيدي تم تصفيتهم بدم بارد و لم تجد قناة الجزيرة و غيرها من قنوات التضليل من القول سوى أنهم جنود بسطاء تم إعدامهم لرفضهم الأوامر بإطلاق الرصاص على المتظاهرين و إتضح في ما بعد بالبرهان و الدليل أن المجموعات المسلحة التى سيطرت على المدينة بقوة السلاح هي من قتلتهم ومسحت السكين في قوات النظام و تكرر نفس المشهد في سوريا عندما تم تصفية العشرات من قوات الأمن بدم بارد ، ثم ألا تذكرون تلكم الكذبة الفضة من قبل قناة الجزيرة و الإعلام الغربي بأن القدافي يقصف في شعبه و إتضح في ما بعد براءته من ذلك لأن الهدف الرئيسي من هذه الكدبة كان التحضير لخطوة إعلان حضر جوي دولي بدعوى حماية المدنيين أفضي في النهاية لإستغلال هذا المبرر ليكون بداية ممنهجة لإستخدام القوة العسكرية لإسقاط النظام في ليبيا و أكبر خطء إرتكبه النظام الليبي هو عدم إكتراثه بالحضر الجوى وعدم إهتمامه بضرورة وجود حليف روسي أو صيني إلى جانبه فى مجلس الأمن للنقض ، ولقد تعلمت كل موسكو و بكين من هذا الدرس جيدا و أخدته كعبرة ، و إلى غاية اليوم لم ينسى الروس تلكم الخدعة و الكدبة الغربية لأجل ذلك إستخدموا الفيتو كذا من مرة لصالح سوريا و لأجل ذلك هم يتحسسون من عبارة الوضع الإنساني فأعداء الإنسانية صاروا حماتها.. ثم لاحظوا جيدا مجموعة بسيطة من المسلحين بإمكانها خطف و إرتهان سكان مدينة بحالها و فرض منطقها على كل المدنيين حيث من يرفض الإنصياع لأوامرهم يتم تصفيته فورا في غياب عناصر الأمن المنسحبة أو الخائفة ، و بهذه المجموعات المجهولة الإنتماء نجحوا في السيطرة على بنغازى بعدما سرقوا السلاح و قتلوا الجنود و هجموا على الثكنات وبعد إنسحاب بقية عناصر الأمن بأمر فوقي بشهادة عميل ساركوزى عبد الجليل مصطفى بحكم نقص الخبرة في التعامل مع هكدا شغب و فوضى ، ولا ننسى السلاح أصلا كان موجودا بشهادة عراب الثورات العربية الصهيوني برنار ليفي في ليبيا ، حاولوا تكرار نفس التجربة في مدينة حمص إنطلاقا من باب عمر ولا ننسى أصلا الأنفاق التي حُفرت في ذلك المكان و في عدة أمكنة إحتاجت لأشهر من الإعداد و الحفر دليل أن السلاح ونية التسليح كان موجودان حتى قبل التظاهرات السلمية فلما فشلوا في تحقيق ذلك حولوا تركيزهم نحو مدن الحدود كمدينةحلب بحكم جوارها للحدود التركية و نجحوا في ذلك .
ثم كرروا هذا السيناريو فى أوكرانيا دليل أن هذا السيناريو صالح لكل الأماكن و هو سيناريو عابر للقارات قد يصل إلى الجزائر فى غفلة منا، و تذكرون الإعتراف الذى صدر أنذاك على لسان الناطقة الرسمية بإسم الإتحاد الأوروبى ، قناص واحد يقف فى الوسط يقتل هذا الطرف ثم يقنص الطرف المقابل ليختلط الحابل بالنابل و يتهم كل طرف الأخر بالقتل و تشتعل النيران .
لاحظوا جيدا كانوا يطلقون إعلاميا على قوات الأمن الليبية في الإعلام المضلل كتائب القدافي و كأنهم ليسوا من الشعب الليبي و كأنهم تابعين للقدافي بصفة شخصية ( شخصنة منصب الزعيم و كأن المشكلة تكمن في القدافي و ليس فيهم وفي مخطط التآمر على ليبيا ) في محاولة بارزة لتحليل سفك دمهم و عندما لم تفلح هذه الحيلة إنتقلوا إلى بث إشاعة إستعانة القدافي بالمرتزقة الأفارقة ، كرروا ذلك في سوريا من خلال إطلاق تسمية قوات الأسد على قوات النظام السوري و شبيحة الأسد على مؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد أيضا في محاولة بارزة لتحليل سفك دماء كل من يعمل مع النظام أو يتعاطف معه بمن فيهم العلامة الشهيد رمضان البوطى ( شخصنة منصب الرئيس ليكون عنوان لمطلبهم الجوهري في تنحية الرئيس بشار الأسد من دون المرور عبر إنتخابات حرة و نزيهة يكون مشاركا فيها ).. بهذه التسميات و النعوت هم يريدون توصيل رسالة مفادها أن هؤلاء ليسوا من أبناء الشعب و بالتالي يجوز قتلهم و سحلهم و تعديبهم أي أنهم يطبقون مقولة من ليس معنا فهو ضدنا .. كما لعبوا على الحساسية العربية المتعلقة بحرمة الإعتداء على الشرف فإستخدموا الإغتصاب كعنوان بارز لمزيد من عملية صب الزيت على النار فكانت تمثيلية إيمان العبيدى في ليبيا التي إدعت تعرضها للإغتصاب أمام الإعلام قبل أن يفضحها لسانها و يفتضح أمرها فى ما بعد ، وكُررت نفس القصص و الحكايا في سوريا لنستيقظ ذات يوم على قصة عجوز قائد ميداني معارض يغتصب في حفيدته أما حكايا السبي و جهاد النكاح ( الإغتصاب ) و العقد الجنسية لهؤلاء المغتصبين ( الركض وراء حكايا حور العين ) وبيع القاصرات في مخيمات اللاجئين فيطول شرحها.. على طريقة رمتني بدائها و إنسلت ، ثم جاء دور التسليط الإعلامي على عملية تمرد و فرار بعض القادة العسكريين الليبيين طمعا في الحكم أو في المال و على رأسهم كان اللواء المغتال عبد الفتاح يونس ( إغتالوه بعد إنتهاء دوره ) تكررت هذه العملية في سوريا بشكل واسع نتيجة التغطية الإعلامية حتى يقنعون الأغبياء الحمقي من الشعب السورى أن هؤلاء الفارين من الجيش يدافعون عن أنفسهم في إنتظار الخطوة الأهم ألا و هي تسليح البلد وجلب المرتزقة من القوات الخاصة إلى ليبيا تحت غطاء جوي للعصابة الدولية المسماة النيتو ( تركيا كانت حاضرة بقوة أنذاك و ستكرر نفس الدور في سوريا بحكم الجوار ) أما في سوريا فقد تم جلب لها كل موبقات الدنيا و مرتزقة العالم من التكفريين و من المجرمين للتخلص منهم و النيل من الأمن القومى الداخلي السوري ، ليأت الدور بسرعة على الخطوة التالية قصد إعطاء تمثيل سياسي لهكدا أعمال إجرامية و تمرد و خروج على النظام ، فتم صناعة الإئتلاف الليبي المعارض في مخابر باريس برعاية الصهيونى برنار ليفي و تكررت نفس التجربة بصناعة الإئتلاف السوري المعارض في مخابر إسطنبول ثم تعددت المخابر بحسب الدعم المالي و التسليحي لكن الأصل هو المخبر الأمريكي و الصهيوني.. و طبعا لا ننسى دور الجامعة العربية في إضفاء صفة الشرعية على هكدا نمادج غير شرعية وفقا لأوامر الأسياد ، نأت الأن إلى الجانب الإنساني الدى تم فبركته بعناية على الحدود نتيجة ترويع الناس إعلاميا في إنتظار بداية معارك الحدود للسيطرة على المراكز و المدن الحدودية، فلقد تم و بسرعة البرق بناء مخيمات للاجئيين الليبيين في تونس بدعم قطري ـ إماراتي و أسكنوا فيه أهالي قبيلة الزنتان و غيرهم و في ما بعد تم إتخاد هذه المخيمات كمراكز للتدريب و لتسليح الشباب قصد الهجوم على الداخل الليبي فلعبت تونس نفس الدور القدر الدى ستلعبه كل من تركيا والأردن في سوريا ( الأولى حليف قوي للنيتو شاركت في تدمير ليبيا و الثانية معروف عنها سياسة الخبث و النفاق و الطعن في الظهر ) و حتى لبنان لم ينأي عن نفسه ، وزير الخارجية السوري وليد المعلم تنبه للأمر في البداية و تساءل عن المخيمات التي لا تبني إلا على الحدود و أمل كثيرا في وعي الشعب السورى لهكدا مخطط جهنمي فإتضح في ما بعد حجم هدا الوعي و سقط الجميع في فخ المؤامرة الإعلامية.. كانوا يلعبون على عوامل الإختلاف القبلي في ليبيا و الطائفي في سوريا و نجحوا إلى حد ما في زراعة الفتنة التى هي شرط أساسي و ضرورى لكل إقتتال داخلي .
عندما إمتص النظام الليبي حجم الضربة الأولى و إستعاد زمام المبادرة و إستعد لفرض الأمن و طرد العصابات الإجرامية المسلحة تم تدخل النيتو ، و عندما إستيقظ الإعلام الليبي و نجح في الرد على الأكاذيب و الأباطيل الإعلامية وتفوقت قنواته ( خاصة قناة الليبية و الشبابية ) على الفضائيات العربية و الغربية تم قصف القنوات الرسمية الليبية من قبل حلف النيتو ، لاحظوا كان جل ثوار النيتو يحملون معهم كاميرات و هواتف نقالة حتى لقبوا بثوار الفيديو كليب لأن عملهم كان ينحصر في التكبير و التهليل بعد كل غارة جوية حيث كان دورهم فقط الإستعراض الإعلامي أو الإجهاز على الجرحي فالعمل هو عمل الأسياد التي تعربد في الأجواء الليبية ، نأت الأن إلى سوريا لنشهد تكرار نفس السيناريو فبسبب تفوق الإعلام السوري و تحوله من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم ( خاصة قناة الإخبارية و قناة الدنيا و قناة سما ) تم منع بث قنواته الرسمية من قبل الجامعة العبرية ، و كلما تقدم الجيش العربي السوري و نجح في إستعادة السيطرة على المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية كلما جن جنون الغرب و الأعراب و سارعت تل أبيب لقصف سورية حتى وصل التهديد إلى محاولة التدخل العسكري تحت دريعة إستخدام السلاح الكيماوي لولا المبادرة الروسية ، و تبقي التهديدات الأمريكية بالتدخل العسكري واردة ، مع نفس الملاحظة السابقة فثوار الفيديو كليب من الجانب السورى يتمتعون بحس سينمائي فتجد أغلبيتهم يحملون كاميرات تصوير لأن الإعلام لعب دور مهم فى نشر الفوضى الخلاقة فهم لا يأبهون لعملية تصوير الجريمة و المجزرة ( عملية الدبح و التنكيل و التعديب و قطع الرؤوس كانت ترتكب من قبل التكفريين في ليبيا ثم إنتقلت إلى سوريا ) لأنهم يدركون أن المحكمة الدولية ستطارد الأبرياء فقط أما الأسياد من الإستخبارات الغربية و العربية والتركية و أدواتهم الإجرامية فهم في منأي عن الإستجواب و الخضوغ للعدالة الفعلية .
لتبقي أخر مشاهد المعركة الإعلامية قبل سقوط العاصمة الليبية في المخيلة فهي إحتاجت لتنجح توفر شرطان أساسيان : شراء دمة القادة المكلفين بالحامية العسكرية لمدينة طرابلس و ثانيا مواكبة ذلك بإرسال موجة من الهجوم الكاسح من قبل ثوار النيتو تحت دعم غطاء جوي مكثف تتقدمهم القوات الخاصة الغربية ، تبقي هذه المشاهد حلما يصعب تكراره في سوريا.
لو تم دراسة ما حدث فى ليبيا من قبل السوريين لوفروا على أنفسهم كل هذا الجهد و الوقت لنصل فى النهاية إلى حقيقة أن الدور الإعلامي و الإستخباراتي على درجة كبيرة من الخطورة على الجزائر دولتا و شعبا و نظاما ، و سيحاولون تغيير الخطة أو تعديلها قصد إلحاق الجزائر بكل من ليبيا و سوريا .
هنالك إعلام راعى للإرهاب و مبرر للإجرام تحت مسمى رفع راية الجهاد حيث ظهرت فضائيات سلفية تكفيرية تمولها دول الخليج ، و هنالك إعلام متضامن مع الإرهاب و الإجرام و لا نستثنى الإعلام الجزائرى منه ، فالحرب النفسية و الإعلامية التى أدت إلى سقوط عواصم عربية كبغداد و طرابلس قبل أن تسقط عسكريا أساسها علم النفس السياسى و الإجتماعى الذى يبرع فيه اليهود لأجل ذلك رأينا إعلام مقاوم يحاول الوقوف فى وجه هذه الأرمادة الإعلامية المعادية .
لكن ما يهمنا اليوم هو الإعلام الجزائرى المتمثل فى الفضائيات الجزائرية العاملة داخل التراب الجزائرى كيف يتعامل مع الأحداث الخارجية و الداخلية ..؟
و ما المُراد منه و ماهو دوره فى هذه المرحلة الحساسة التى تمر بها الجزائر ..؟
قبل الإجابة على هذا السؤال نحتاج للعودة ثانيتا إلى ليبيا ، لنسأل أين الإعلام العربى و الغربى مما حصل و يحصل اليوم فى ليبيا من صراع و إقتتال ، هذا الإعلام حرض و ضلل و كذب الذى كان يتبع ثوار النيتو كظلهم فى كل مكان إختفى فجأة من المشهد بعدما تبين للجميع حقائق الجرائم و المجازر و المظالم و عمليات التعديب التى إرتكبها هؤلاء فى حق خصومهم من أنصار الزعيم الشهيد معمر القدافى ..؟
الواقع الدي نشهده في ليبيا يؤكد لباقي الأغبياء الذين مازلوا يعتقدون أن ما حدث في البلاد هو ثورة شعبية قصد الحصول على الحرية و الديمقراطية و العدالة الإجتماعية ماهي إلا كدبة كبيرة ، يكفي طرح السؤال عن أي حرية و ديمقراطية يتحدثون لنعرف الجواب..؟ أهي حرية سب و قدف النظام السابق أم حرية التبعية لأي محور قطري كان أو فرنسي أو تركي أو إمريكي ..؟ حرروا أنفسكم من أسيادكم قبل أن تشنفوا أسماعنا بعبارات هي أكبر من أن يدركها عقلكم الصغير ـ إن كان لديكم عقلا ـ و أي ديمقراطية هده التي تتحدثون عنها ..؟ ديمقراطية فرض الرأي على أنصار و مؤيدي القدافي الدين مازالوا يشكلون الأغلبية الصامتة في البلاد ..؟ أم الهجوم ظلما و عدوانا و إنتقاما بعد سقوط نظام القدافى على مدن سرت و بني وليد و سبها وورشفانة والعجيلات و المشاشية و الجفرة و مؤخرا أضيفت للقائمة بنغازى و درنة بعدما فرخ لنا ثوار النيتو ما يسمى بتنظيم داعش فى ليبيا ، كل هذا فعلتموه فى الليبيين الأحرار الشرفاء لأنهم فقط يختلفون معكم و يرفضون سياسة فرض الأمر الواقع ، ومادا عن عمليات التصفية العنصرية التي تعرض و يتعرض لها أهالي تورغاء و قبيلة التبو ..؟ هل يمكن لأي ليبي شريف مؤيد للشرعية هل يمكنه رفع صوته أو العلم الأخضر في الساحة الخضراء بطرابلس و قد رأينا كيف تم قمعهم مؤخرا بالسلاح عندما خرجوا فى مظاهرات سلمية لأنهم رفضوا قرارات الإعدام الصادرة فى حق رموز النظام السابق ..؟ مئات الألاف من اللاجئيين الخائفون من عمليات التصفية و الإنتقام في دول الجوار فى مصر و تونس و الجزائر ينتظرون بفارغ الصبر العودة إلى البلد الذي عاشوا فيه أحرار أعزاء .
ثم عن أي عدالة يتحدثون ..؟ عن عملية إعتقال معمر القدافي و تعديبه و قتله و التنكيل بجثته ..؟ أم حكم الإعدام على نجله سيف الإسلام القدافىو باقى رموز النظام ، أم عن ألاف الأسرى الذين يتم تعديبهم من دون محاكمة عادلة في سجون مصراتة و طرابلس و الزاوية ..؟
هل يمكن لأي ليبي أن يرفع دعوى قضائية ضد قادة عدوان النيتو الدي إستهدف المدنيين و قتل منهم الألاف ، و هل يمكنه رفع نفس الدعوى القضائية ضد الجماعات المسلحة التي إستهدفت المتظاهرون في بنغازى و طرابلس عدة مدن ليبية ..؟ و عن أي نماء و إستثمار يتحدثون و شركات دول العصابة الدولية التابعة للنيتو في صراع مستمر على تقاسم كعكة النفط و نهب ثروات الشعب الليبي و الإستحواد على أمواله المغتصبة ..؟
حكام ليبيا الجدد الدين صدعوا رؤوسنا بشعاراتهم البراقة هم أسوأ ما أنجبت ليبيا فى تاريخها الحديث بين سياسيين إنتهازيين متسلقين و بين عصابات و جماعات مسلحة تفرض في منطقها و بين إسلاميون منافقون يسعون لإقامة شرع الله و هم أبعد خلق الله عن تعاليم ديننا الحنيف و سنة نبينا الكريم نبي الرحمة و المحبة و السلام ـ عليه الصلاة و السلام ـ ، فالبلاد اليوم أصبحت مستباحة بلا سيادة و لا حرية و لا عدالة و لا تقدم و لا نمو ولا هم يحزنون .. على من تكدبون ..؟ علينا أم على أنفسكم ..؟
هم يريدون لهذا النمودج أن يسود في سوريا ..؟
هم يريدون اليوم فوضى خلاقة مستمرة في ليبيا ، و يراهنون على حرب طويلة الأمد في سوريا تستنزف فيه كل القدرات العسكرية للجيش العربي السوري و الإقتصادية لكل أبناء الشعب السوري .
هذا يذكرنا بنفاق الإعلام الغربى أمام الجرائم الصهيونية ضد الشعب الفسطينى و العربى ، فهو بين هيص و ميص عندما يتعلق الأمر بأحداث دموية يذهب ضحيتها الإنسان الغربى لكن بمجرد ما تنطلق طائرات و صورايخ العدو الصهيونى قتلا و تدميرا فى شعبنا الفلسطينى و العربى تنطفئ الكاميرات بقدرة قادر و يعم الصمت المطبق و نتحول من عملية التضليل الإعلامى إلى عملية التعتيم الإعلامى .
و السؤال الذى يطرح نفسه أين الإعلام الجزائرى خاصة المرئي اليوم و ما محله من الإعراب مما يُخطط للجزائر إعلاميا و سياسيا و أمنيا ..؟
فى البداية نجحت قناة الجزيرة القطرية فى إستقطاب المشاهد الجزائرى و العربى و لكن بعد إنكشاف دورها القدر فى أحداث الربيع العبرى ( مثل كبش العيد الذى سمّنوه ليدبوح يوم العيد) ليتحول المشاهد الجزائرى عنها أخرجوا لنا قناة المغاربية التى يرأسها أسامة عباس المدنى المقيم فى قطر ، القناة ممولة قطريا و كأن قطر أحرص على الديمقراطية و الحرية و العدالة و الشعب الجزائرى منا نحن الجزائريين أصحاب البلد و لكن بمجرد ما بدأ المشاهد الجزائرى يشتم فى رائحة قدرة صادرة من القناة من خلال الكذب و التضليل التى رفعت شعار حق يُراد به باطل مثلها مثل قناة الحوار و كلاهما يبثان برامجهما من مدينة لندن عاصمة التآمر على فلسطين الأرض و الشعب و هما اللذان يدعيان حرصهما على القضية الجوهرية للأمة العربية القضية الفلسطينية .
بعد تراجع كل من قناة الجزيرة و رديفتها التابعة لها قناة المغاربية من حيث عدد المشاهدين و المتابعين داخل الجزائر كان لابد من خلق بديل لا يشكل خطر مباشر على نظام الحكم أو الأمن و الإستقرار داخل الجزائر بديل يلعب نفس الدور الإعلامى القدر من دون ضجيج فجاءت بعض الفضائيات الجزائرية و خرجت للساحة الإعلامية و فرضت نفسها .
و السؤال : من يُمول و يُدعم تلكم القنوات ماليا و إشهاريا ..؟؟؟
معلوما لذى الجميع أن ثلثي الإعلام الغربى مُسيطر عليه يهوديا فهو تابع للوبى الصهيونى لأن المال اليهودى تحول إلى نفود سياسى و إعلامى و مالى فأي رئيس أو حزب أو نائب برلمانى يريد الوصول إلى الحكم يمر عبر رضى ذلك اللوبى المُسيطر على الإعلام الغربى، أما فى عالمنا العربي فثلثي الإعلام العربي مُسيطر عليه خليجيا و أنظمة مماليك دول الخليج معروف عنها تبعيتها للغرب و للأمريكان تحديدا .
و حتى نعرف من يمول هذه الفضائية الجزائرية من تلك الحرة المستقلة علينا طرح السؤال : ماهو موقف هذه الفضائية مما حدث و يحدث فى ليبيا و سوريا و اليمن ؟
قبل حرب عدوان النيتو على ليبيا لم تكن القنوات الجزائرية الخاصة موجودة حتى نحكم عليها ، و لكن بخصوص الحرب الكونية الدائرة ضد سورية فإن أي قناة تستخدم عبارة قوات بشار الأسد بدل عبارة الجيش العربى السورى أو قوات النظام السورى هي قناة ممولة خليجيا .
قناة الشروق و الوطن و البلاد و الهقار و و بدرجة أقل قناة دزاير و الجزائرية كلها تستخدم عبارة قوات الأسد فهي ممولة خليجيا لكن للأمانة يتم إستخدام هذه العبارة بصفة متفاوتة بحسب تدفق المال الخليجى ، لكن قناة الشروق و الوطن تحديدا الأكثر إستخداما.
و أي قناة جزائرية خاصة تستمد أخبارها بخصوص سورية من مصادر بعينها معروف عنها كذبها و تضليلها و تبعيتها للطرف المعادى للنظام السورى ، و تُزين أفعال المعارضة المسلحة و تغطى على جرمها و مجازرها بحق البلاد و العباد و تكتفى بالتنديد بما تسميه جرائم النظام السورى هي قناة ممولة خليجيا .
أي قناة جزائرية تستخدم عبارة النظام الإنقلابى بمصر و عبارة تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق و الشام بدل عبارة داعش هي قناة ممولة إخونيا إما من طرف قطر أو من تركيا، لأنه لا يمكننا الوقوف على الحياد بخصوص هذا التنظيم الإرهابى ، قناة الشروق و الوطن و الهقار و البلاد أحيانا تسعمل العبارة الأولى و هي نفس العبارة التى تستخدمها قناة الجزيرة .
فالمهنية و الموضوعية الإعلامية تتطلب منا إستخدام عبارات محايدة لا مع هذا الطرف أو ذاك كالقول : قوات النظام و المجموعات المسلحة بذل قوات الأسد و المجموعات المعارضة ، أو على الأقل الحياد الإعلامى يتطلب الدعوة للحل السلمى و للحوار فى ما يخص الأوضاع فى سورية و ليبيا و اليمن.
فمن جهة ترفض السلطات الرسمية التمويل الخارجى للجمعيات الوطنية و المحلية من دون إذن من وزارة الداخلية و من جهة يترك الباب مفتوحا على مصرعيه بخصوص الفضائيات الجزائرية ،فكيف يُعقل أن نسمح بتدخل المال الخليجى فى قنواتنا الخاصة .. لم يفعلها إرهابيينا فى سنوات التسعينات عندما رفضوا التدخل الخارجى و فعلها إعلاميونا ..!؟
كل قناة جزائرية خاصة ممولة خليجيا الهدف من تواجدها هو محاولة توجيه المشاهد الجزائرى إعلاميا داخل الجزائر و خارجها بهدف خدمة مصلحة أجنبية خليجية كانت أو غربية فى مقدمة للوصول إلى ما يريدون ، قد تستغرق المدة بضعة أشهر أو سنوات لكنها ستصل حتما إلى نقطة التقاطع مع الإعلام المعادى للجزائر دولتا و شعبا و جيشا و نظاما.
لقد رأينا كيف أن المشاهد الأمريكى و الغربى يُقتاد كالحمار من أدنه اليمنى إلى اليسرى نحو توجه سياسى يخدم مصلحة اللوبى الصهيونى فى العالم من خلال البرمجة العصبية لعقله خاصة فى مجال الأخبار السياسية المقدمة له و لم يستطع الأنترنت تنوير عقل المشاهد الغربى بحكم تبعيته هو أيضا لنفس اللوبى.
فالأصوات العاقلة لا يتم إستضافتها فى القنوات العربية حتى تسهل عمليات غسيل الدماغ و إستقطاب المغرر بهم إعلاميا فى مقدمة ليقوموا بالعمل القدر من خلال حروب الوكالة بدل التدخل العسكرى المباشر من قبل حكومات الدول الغربية .
أما فى الجزائر فهنالك عمل دؤوب لإقتياد المشاهد الجزائرى نحو نفس المصير لكن هذه المرة بطريقة ذكية و غير مباشرة و طويلة المدى ، العمل حاليا يجرى على قدم و ساق بقصد الوصول إلى هدفين أساسيين :
الهدف الأول : هو محاولة إقناع المشاهد الجزائرى و الوصول به إلى نتيجة أن ما حدث بإسم الربيع العبرى من قتل و دمار ليس بمؤامرة خارجية و أنه تحول ديمقراطى إيجابى و أن تداعياته السلبية ماهي إلا أعراض جانبية لابد منها و لقد حاولوا التغطية عن ذالك الرابط الذى يجمع بين المال الخليجى و علماء الدين و المسلحين الذين يخدمون تحت إمرتهم من جهة و بين مخطط التآمر الصهيو - غربى على المنطقة العربية من جهة أخرى ، و أبسط مثال على ذلك المساعدة المباشرة التى تقدمها إسرائيل للمسلحين عبر الحدود السورية الفلسطينية لتنظيم جبهة النصرة الإرهابى الذى يحاولون اليوم تلميع صورته إعلاميا خاصة عن طريق قناة الجزيرة بعدما إفتضح أمره و كُشفت حقيقته ، إذ لا يُعقل الوقوف مع بريطانيا صنيعة المآساة الفلسطينية و فرنسا الإستعمارية و الو م أ راعية الإرهاب الصهيونى و الوقوف إلى جانب الغرب عموما ضد النظام السورى أو الليبى ثم نعارضهم بخصوص موقفهم من القضية الفلسطينية لأن هذا إسمه قمة النفاق السياسى.
لا ننسى أن أنظمة مماليك الخليج و الأتراك و أسيادهم الغربيين فى بلدانهم يدعون دائما للحوار و السلم و الأخوة و إحترام النظام و فى بلداننا يدعون لغير ذلك أو لعكس ذلك .
الهدف الثانى : هو تشويه صورة الطرف الذى يؤمن و يقول بنظرية المؤامرة و تسفيه رأيه السياسى و تضخيم أخطائه و التعتيم على خطايا غيره من باب فى وجود عكس المعنى يُعرف للمعنى معنى ، تماما مثل حكاية الراعى الصغير مع الكذب و إدعائه بهجوم الذئاب على قطعانه ففى كل مرة يهرع الناس إليه نجدتا و فى المرة الأخيرة التى كان فيها صادقا لم يأت لنجدته أحد.
هم يريدون إقناع الجزائريين أن لا وجود لمحاولة التآمر على الجزائر دولتا و شعبا و نظاما و أن لا وجود لمخطط ما يستهدف البلد حتى إذا حدثت المؤامرة و نُفدت بأيادى داخلية عميلة بأوامر أجنبية قالوا أن هذا نتاج عمل وطنى فإذا أُسفكت الدماء و دُمرت الأوطان أغلقوا الأدان و الأعين و و أغلقوا قنوات الكذب و التضليل الإعلامى و عادوا إلى التعتيم الإعلامى .
لنأخد عينة من القنوات الخاصة الجزائرية كي نفرق بين الغث و السمن و كيف تعمل ..؟
هنالك قنوات ذات توجه وطنى و أخرى ذات توجه إسلامى ، فأما الوطنية فهي قناة النهار و لاندكس و نوميديا نيوز بإمتياز و قناة المقام و بير بالإضافة إلى قناة كاي بى سى و دزاير و الجزائرية ، أما القنوات ذات التوجه الإسلامى فهي قناة الشروق و البلاد و الهقار و الوطن .
قناة النهار و قناة نوميديانيوز كشفتا الربيع العبرى منذ الوهلة الآولى لظهورها ، و إتخدت موقف مشرف أو حيادى بخصوص ما حدث فى كل من ليبيا و سوريا ، قبل أن يتغير موقف قناة نوميديا نيوز نسبيا بعد الوفاة الغامضة لمديرها السابق رياض سامر ، و تعرضت قناة النهار إلى التهديد و الحرب و منع الإشهار من قبل إمارة قطر بسبب موقفها المؤيد للنظام الجزائرى بخصوص ليبيا و سوريا ، هذا يدل على مدى إستقلالية القناة من التبعية للمال الخليجى.
أما غريمتها الأولى قناة الشروق ذات التوجه الإسلامى التى تخصصت فى سرقة الصحفيين و الوجوه الإعلامية من القنوات الأخرى بمضاعفة أجورهم ، فهي التى خُوِل لها الأمر قصد تقديم البديل الإعلامى لكل من قناة الجزيرة و المغاربية لملء الفراغ و هي تنتهج فى نفس أسلوب قناة الجزيرة رغم إدعائها الحفاظ على الأمن الداخلى( سياسة تسمين القناة مثل كبش العيد ) ، هي لا تريد المساس بالأمن القومى الداخلى نتيجة الخطوط الحمر الموضوعة لها لكنها تعمل لتحقيق كلا الهدفان المشار إليهما سابقا لتلتقى مع الطرف الأخر فى المنتصف ، هي قناة ممولة خليجيا و تحديدا هنالك تنافس قطرى - إماراتى و كان من المفروض أن نطرح السؤال : من أين لك هذا يا (علي فضيل) المدير العام لإمبراطورية الشروق لفتح ثلاثة قنوات فضائية و نحن نعلم أن ديون جريدة الشروق اليومى لم تُدفع بعد فأنت مدير لقناة الشروق العامة و الشروق الإخبارية و لم يبقى إلا إطلاق قناة البنة للطبخ لتكتمل الطبخة ، فأي طبخة هادئة تلكم التى تُعد للجزائر عن طريق هذه القناة..؟
من أين له المال ليدفع مرتبات كبيرة للعاملين الذين خطفهم من القنوات الأخرى ، من أين له المال لإنتاج أضخم الأعمال التلفزية داخل و خارج الجزائر ، و لشراء أحدث الأعمال التفزيونية ..؟ علما أن أموال الإشهار لا تغطى كل تلكم التكاليف .
علما أن موقف هذاالمدير معروفا و معلوما بخصوص ما حصل و يحصل فى العالم العربى فهو شارك قناة الجزيرة فى كذبها و تضليلها الإعلامى من خلال جريدته الشروق اليومى سابقا و لا يخفى علينا دور مراسلها ( بوربيع ) الذىكان بوقا إعلاميا لثوار النيتو بليبيا من خلال تنقلاته الميدانية معهم فى المعارك خاصة فى مدينة سرت التى شهدت فضائعهم و جرائمهم الرهيبة أخرها ما فعلوه بالشهيد معمر القدافى و إبنه و وزير دفاعه ثم عوضته اليوم زميلته فى القناة الإخبارية لتواصل نفس جهود التلميع هذه المرة لفريق قوات ( خليفة حفتر ) و خاصة الزنتان على حساب الطرف الأخر مما يدل أن التمويل الإماراتى للقناة قد عوّض التمويل القطرى ، فلا فرق بين الأخبار السياسية بخصوص الوضع فى كل من ليبيا و سوريا و اليمن التى تقدمها القناة عن تلكم الأخبار التى تقدمها قناة الجزيرة أو العربية ، بل وصل الحد بهذه القناة أن إستدعت الوزيرة السابقة ( بن حبيلس ) إلى القناة عبر برنامجها ( الوثيقة ) كي تشكك فى ما توصلت لها لجنة التحقيق
الإعلام الجزائرى المكتوب الذى كان فى قمة تألقه سنوات بداية التسعينات نتيجة الحرية و المسؤولية التى تمتع بها واجه إرهاب أعمى فى ما بعد بدخول الجزائر العشرية الحمراء و دفع ضريبة الثمن غاليا مثله مثل الشعب و الجيش الجزائرى حيث إنقسم أنذاك بين إعلام مهلل للحل الأمنى و أخر داعيا للحل السلمى و إنتصرت المصالحة الوطنية فى النهاية لننعم اليوم بالأمن و الأمان .
هذا الأمن الداخلى و السلم الأهلى أزعج بعض الجهات الأجنبية و التى ما فتئت تحفر هنا و هناك حتى تبقى دول و أنظمة العالم العربى المعروف عنها بعداوتها إتجاه الغرب و إسرائيل كي تُوقعها فى حفرة التقسيم و مستنقع الفتنة و الإقتتال الداخلى و الدمار و الخراب و الدخول فىنفق مظلم بلا نهاية ، نجحت فى دول معينة كالعراق و ليبيا و سوريا و اليمن و نجحت نسبيا فى تونس و مصر و لبنان و هي اليوم تسعى لنقل هذا الخراب نحو الجزائر و لن تستثنى فى المستقبل حتى الأنظمة الملكية المعروف عنها أنها أنظمة متأمركة و متصهينة و التى ساهمت بشكل مباشر فى زراعة هذا الربيع العبرى داخل دول ما يسمى الربيع العربى.
الجزائر تبقى من الدول المستهدفة بل و من الأولويات الملحة و المستهدفة فلم يبقى من الباقة العربية سوى الجزائر كي يكتمل المشهد المأساوى ، لكن مشكلتهم فى الجزائر أنها دولة خرجت للتو من عشرية دموية حمراء و شعبها مثل الشعب اللبنانى يرفض أي مغامرة أو مؤامرة تستهدف أمنه و إستقراره و العودة به إلى الوراء بعد تجربة الماضى الدموى.
فما العمل إذن بخصوص الجزائر أو ماهو البديل المتاح حتى نُلحق هذا البلد بركب القتل و الدمار ؟
للإجابة على هذا السؤال نحتاج العودة إلى معرفة الحقائق و الوقائع التى حدثت بكل من العراق و ليبيا و سوريا و قبلهما تونس و مصر و بعدهما اليمن .. الأمر إحتاج لسنوات عديدة من التخطيط و التجهيز لنصل إلى مثل هذه النتائج الكارثية على جميع الأصعدة ، لأن التغيير الذي يكون للأسوأ لا نريده و هذا التغيير أت على كل أخضر و يابس حيث أنه إستهدف الشعب قبل شخصية الرئيس و الدولة قبل النظام حيث أن المؤامرة إستهدفت الكل دون تفريق إستهدفت البشر و الشجر و حتى الحجر .
النغيير الذى صدّروه لبلداننا العربية بدأ قبل عقد من الزمن بحرب الخليج الأولى تلكم الحرب العبثية بين إيران و العراق التى إنتهت بخسارة كلا الطرفين كان أساسها و شعارها الإختلاف الطائفى و كان محورها التصدى للمد أو الهلال الشيعى أما وقودها فهو المال الخليجى الذى كان دائما حاضرا لإشعال النار ، هي نفسها الحرب التى نشهدها اليوم بأدوات مختلفة ستنتهى حتما إلى نفس النتيجة الكارثية .
حتى تصل الفكرة للقارئ العربي علينا أن نفترض أن هنالك خلاف مذهبى هو فى الحقيقة موجود و حاصل بين أبناء الشعب اليهودى داخل فلسطين المحتلة كون إسرائيل هي عدوتنا الأولى ، نقوم نحن العرب بتغدية هذا الخلاف ليتحول إلى صراع داخلى يؤدى إلى إختلاف سياسى و إنهيار إقتصادى و إقتتال داخلى و إستنزاف للجيش الصهيونى فما ما الذى سيحصل بعد ذلك ..؟
أكيد سيخدم ذلك الإختلاف و الإقتتال إن حدث و الذى يستهدف الداخل الإسرائيلى دولتا و شعبا و كيانا قضيتنا الأولى و ينتهى حتما بتحرير فلسطين ، الأن نعكس الأية و نطرح السؤال : ما الذى سيستفيده الكيان الصهيونى المُتحكم فى عواصم القرار الغربى و تحديدا القرار الأميريكى من تغدية الخلاف المذهبى و السياسى داخل دولنا العربية ..؟
إستمرارية هذا الكيان السرطانى فى ضعفنا و تشتتنا و إقتتالنا ، و حياته متعلقة بجيوشنا العربية لأن ما أخد بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة لذلك كان المستهدف الأول الجيش ثم الشعب و الدولة القومية .
حتى نغدى هذا الإختلاف و الخلاف المذهبى أو الطائفى أو الإثنى أو القبلى نحتاج لإعلام مُحرض و دعاة فتنة و متحدثين سياسيين نخرجهم للساحة و نلمع صورتهم ، بالإضافة إلى ذلك نحتاج إلى مال لا ينضب و طبعا قبل هذا و ذاك نحتاج إلى مجموعة من الأغبياء السدج المضحوك عليهم و الرعاع المُتحكم فيهم ليتصدروا المشهد الدموى ، و دائما فى هكذا قدارة يحضر المال الخليجى ليكون له الدور الأكبر فى عمليات الدعم و التمويل .
و هذا ما تم فعله و تطبيقه داخل دولنا العربية ، و ما نشهده اليوم من هذه الفوضى الخلاقة القائمة على تقسيم المقسم كان نتاج لجهد دؤوب على مدى السنوات السابقة .
بعدالإستقلال مباشرة للدول العربية كانت هنالك فكرة القومية العربية التى كانت تهدف لإرساء قواعد الوحدة العربية و التكامل الإقتصادى العربي عن حسن نية قد نتفق أو نختلف حول أسباب و نتائج الفكرة لكنها كانت فكرة طموحة ذات أهداف نبيلة و لم نكن نستمع تحت ظلها مثلا عن أي إختلاف مذهبى أو إثنى داخل دولنا العربية القومية كان الجهد منصب نحو خدمة المفهوم العام للأمة العربية و بدل ما كنا نطمح للوحدة العربية صرنا اليوم نطمح للحفاظ على دولنا القومية المهددة بالإنقسام جراء هذا الربيع العبرى .
كان هدفنا و قضيتنا و قبلتنا الأولى هي فلسطين ، و لم نكن نستمع بشيء إسمه الشيعة إلا بعد إنتصار ثورة الخمينى فى إيران و قبلها كان الشاه الإيرانى على علاقة وطيدة بالأمريكان لكن فكرة الإستقلال و السيادة هي التى كانت تزعج الدول الغربية فراحت تغدى لغة الخلاف المذهبى بين المسلمين ، لأجل ذلك ظهر مصطلح الشيعة و السنة و العرب و الأكراد بعد الاحتلال الأمريكى للعراق الذى تم زراعة فكرته الهدامة و زراعة هذه الفتنة بين أبناء البلد الواحد منذ اليوم الأول للغزو ، فالفتنة موجودة تحتاج فقط من يوقظها.
الأن نعود إلى ما حصل فى تونس و فى مصر ، ألا تتفقون معىأن هنالك صورة طبق الأصل لأحداث تونس و مصر من فرقعة فردية تتحول إلى تظاهرات صاخبة بالعاصمة في الساحات الرئيسية أمام وزارة الداخلية و تسليط إعلامي كبير عربى و غربى غير مسبوق على الأحداث .. إلى إطلاق نار من قبل مجهولين على المتظاهرين لتأجيج الشارع ضد النظام إلى تمدد الأحداث إلى ردة فعل الجيشان إلى الخطابات المتتالية للرئيسان التونسي و المصري التي لقيت ردات فعل إعلامية متضاربة ... إلخ من الأحداث، إلى غاية يوم فرار الأول و إستقالة أو إقالة الثاني .. و كأن المُخرج الذى أخرج لنا مشاهد تونس هو نفسه الدي أخرج لنا مشاهد مصر ، نفس السيناريو و نفس الفيلم مع بعض الإختلاف .
إن أكبر خطء إرتكبه النظام و الإعلام و الشعب السورى هو عدم متابعتهم لأحداث ليبيا و غفلتهم عما كان يُخطط لسوريا من خلال محاولة إستنساخ التجربة الليبية في سوريا ، و أكبر خطء إرتكبه النظام و الإعلام و الشعب الليبي هو عدم متابعته لتعامل النظام الجزائري مع تظاهرات 12 فبراير .
كانت الجزائر هي المستهدفة بعد مصر مباشرتا ، و كلنا يتدكر تظاهرة 12 فبراير 2011 م في الجزائر العاصمة التي حاولت إستنساخ سيناريو الفوضي الخلاقة ( في إنتظار سيناريو أخر بعد أن تم إفشاله ) و ذلك برفع شعار إسقاط النظام أو بالأحرى إسقاط مؤسسات الدولة الجزائرية بعد نجاحها في الخروج سليمة معفاة من فترة العشرية الحمراء و تم تصويب كل أجهزة الإعلام الثقيلة أنذاك نحو الجزائر فى إنتظار الخبر العاجل ، حيث توفرت أنداك ثلاثة عوامل مشتركة كانت حاضرة بقوة في كل من ليبيا و سوريا ، العامل الأول هو طلة الشيخ عباس المدني زعيم جبهة الإنقاد المقيم في قطر بصفته رجل دين من خلال قناة الجزيرة (العامل الثاني ) و دعوته المجتمع الدولي ( العامل الثالث ) للتدخل و لتحمل مسؤوليته أمام ما يحدث في الجزائر ، إذن الإسلاميون برؤوس دعاة الفتنة و الضلال ، و قطر و تركيا و دول الخليج بإعلامها و مالها ، و المجتمع الدولي المتمثل في الدول الغربية الكبرى ( فرنسا و بريطانيا و الو م أ ) و من خلفهم الكيان الصهيونى كانوا على أتم الإستعداد للإنقضاض على الجزائر علما أن هذه العوامل الثلاث المشتركة هي من ساهمت في تدمير كل ليبيا وسوريا فى ما بعد .. لكن وعي ويقظة الشعب و النظام في الجزائر على حد سواء أنذاك حال دون حدوث الكارثة إضافتا إلى تجربة العشرية السوداء ، ليعاودوا الكرة مؤخرا من بوابة مدينة غرداية لعلهم ينجحوا .
السبب الرئيسي لتعاطف الشعب و النظام الجزائري مع سوريا دولتا و شعبا و نظاما و رئيسا هو متابعتنا شبه اليومية للأحداث الليبية و كشفنا لحقيقة التضليل الإعلامي و التآمر بحكم الجوار و فهمنا للهجة الليبية ، ولو أن الشعب السوري تابع الأحداث في ليبيا كما تابعها الشعب الجزائري لما سقط في فخ التضليل الإعلامي و لما وقع ضحية مؤامرة دنيئة خُطت بليل دامس ضده و ضد كيان دولته .. لكن الإشكال الدي كان حاصلا - في إعتقادى - بين النظام الليبي و حزب الله بخصوص قضية إختفاء أمينه السابق الإمام موسى الصدر أفضى إلى عدم تسليط الإعلام السورى الضوء على ما صرنا نسميه النسخة الليبية الأصلية لما سيحصل لاحقا في سوريا .
سيف الإسلام القدافي كان قد أشار إلى المثال الجزائري غداة أحداث بنغازى هو قال كنا نحتاج لبضعة ألاف من أفراد مكافحة الشغب كما حدث في الجزائر ليطوقوا المدينة و ليضبطوا الأمن ويحُولوا دون وقوع الضحايا وليفوتوا الفرصة على المتربصين بأمن و إستقرار البلد ، لكن غياب الخبرة و نقص التجربة لذى قوات الأمن في كل من ليبيا و سوريا في التعامل مع الأحداث أدى إلى تدحرج كومة الثلج إلى الأسفل ، بالإضافة إلى أن الإعلام الرسمي و غير الرسمي في الجزائر واكب الأحداث بالصوت و الصورة و على مدار الساعة و لم يغرس رأسه في التراب كما فعل ذلك الإعلام الرسمي في كل ليبيا و سوريا أثناء بداية الأحداث .
الفراغ الإعلامي هو الدى مكّن وسائل الإعلام و خاصة قناة الجزيرة و العربية من تبوأ مقعدها في الأحداث الأولية التي وقعت في كل من ليبيا و سوريا ، فكانت صانعة للحدث مفبركة للصور و الفيديوهات كاذبة على الناس الذين وثقوا فيها نتيجة المصداقية و الشعبية التي بنتها على مدى السنوات الماضية ، هؤلاء الأغبياء الحمقي الدين صدقوا الإعلام الكاذب المضلل هم من كوّنوا الحاضنة الشعبية لكمشة الخونة و العملاء و الجواسيس الدين صدرتهم الدول الغربية ليتصدروا المشهد الإعلامى و الأمنى و الوقائع فى بداية الأحداث و ليكونوا الموجهين لمجموع الجهلة و خريجي السجون و العاهات الإجتماعية التي كانت تنتظر فرصتها للتنفيس عن حقيقتها الإجرامية و عن ساديتها التي سوف تصدمنا مستقبلا.. فكانوا بحق أدوات تهديم و معاول تدمير لكل ما تم تشييده من قبل الدولة الوطنية الحديثة .
و طبعا وجد التيار الإسلامي بفرعيه الإخواني و السلفي الوهابي ( الأول صنيعة بريطانية و الثاني صنيعة سعودية ـ أمريكية ) الذى سيفرخ لنا تنظيمات إرهابية أكثر دمويتا ، وجد في موجة المظاهرات و الفوضى العارمة بحكم تنظيماته السابقة الفرصة السانحة لركوب الموجة و تقدم الصفوف للإنقضاض على مقاليد الحكم خدمتا لمشروع الشرق الأوسط الجديد لأن الغاية تبرر الوسيلة في معتقداتهم المريضة و بالتالي هم مستعدون للتحالف مع الشيطان للوصول و للبقاء في السلطة و طبعا دون أن نهمل دور بعض فتاوى الجهاد من قبل شيوخ الفتنة و الضلال ، فنفس الفتاوى التي نالت من حرمة دماء الشعب الجزائري و الجيش الجزائرى والتي تراجع عنها بعض هؤلاء الشيوخ بعد إنتصار الدولة الجزائرية على العصابات الإرهابية ( خاصة علماء آل سعود الدين شجعوا الجهاد في أفغانستان لإسقاط الإتحاد السوفياتي خدمتا للأجندة الأمريكية و غدوا الإقتتال بين العراق و إيران بين السنة و الشيعة و هاهم اليوم يعلنون الجهاد في سوريا قبل أن تأتيهم أوامر الأسياد بالكف عن ذلك و لو نفاقا ، و لا ننسى دور مفتى النيتو الشيخ القرضاوى في ليبيا .. لاحظوا كلهم يبتعدون عن القدس و المسجد الأقصى ) نفس هذه الفتاوى تم إستساخها في في عدد من البلدان العربية و الإسلامية لاحقا .
بعدها قام إعلامهم بشيطنة كل من يتبع إلى النظام و حولوا السلوكات الخاطئة لبعضهم ( عن قصد لأنه بإمكان شراء دمة هؤلاء العناصرأو عن غير قصد ) إلى مشجب ينشرون عليه كل كوارث البلاد السابقة و الحاضرة و للتحريض لأن الشيطان يسكن في تفاصيل تلكم الصور الأولى، جميعنا يتذكر بداية الأحداث في ليبيا عندما تحولت المظاهرات السلمية المطلبية إلى مظاهرات مسلحة و كيف تم شيطنة عناصر قوات النظام من قبل الإعلام المضلل بشكل ممنهج و صادم بحيث لا يترك للمشاهد مجال للتحليل و للنقاش في غياب البديل الإعلام الرسمي أو المحايد و اليوم بعد سقوط نظام القدافى تم إستهداف المتظاهرين السلميين فى كل من بنغازى و طرابلس و قُتل العشرات دون تسليط إعلامى أو هبة دولية لحماية االمدنيين ، حتى يعلم الجميع أن القصف الإعلامى قد سبق القصف العسكرى ، و تذكرون فى البداية عندما كان المتظاهرين يرفعون لافتات تُرى من الخلف في إخراج موجه فقط لقنوات بعينها ألم تسأولوا أنفسكم لما كان الإخراج بهذا الشكل ومن كان يلتقط تلكم الصور و يمنتجها و يرسلها عبر النت و كم من الأموال دُفعت لهذا الغرض..؟ و هل جميعها صور حقيقية ثم كيف تمت عملية إنتقال تلكم المظاهرات تحت عنوان التحريض الإعلامي إلى أماكن أخرى..؟ نفس المشهد تكرر في سوريا ، و لكن بمجرد ما بدأ الناس يدركون حقيقة التضليل و الكذب الممنهج نتيجة وجود إعلام معاكس أمروا مجرميهم و مفسديهم بإستهداف الكهرباء.
بعدها قامت مجموعة من المتظاهرين ( كمشة الخونة و الجواسيس ) بالهحوم على مراكز الشرطة و المرافق العمومية كما هجموا على الثكنات العسكرية حيث واكب الإعلام المضلل تحركات المسلحين للتغطية على جرائمهم قد تتذكرون ذلك المشهد المروع لجنود ليبيين موثقي الأيدي تم تصفيتهم بدم بارد و لم تجد قناة الجزيرة و غيرها من قنوات التضليل من القول سوى أنهم جنود بسطاء تم إعدامهم لرفضهم الأوامر بإطلاق الرصاص على المتظاهرين و إتضح في ما بعد بالبرهان و الدليل أن المجموعات المسلحة التى سيطرت على المدينة بقوة السلاح هي من قتلتهم ومسحت السكين في قوات النظام و تكرر نفس المشهد في سوريا عندما تم تصفية العشرات من قوات الأمن بدم بارد ، ثم ألا تذكرون تلكم الكذبة الفضة من قبل قناة الجزيرة و الإعلام الغربي بأن القدافي يقصف في شعبه و إتضح في ما بعد براءته من ذلك لأن الهدف الرئيسي من هذه الكدبة كان التحضير لخطوة إعلان حضر جوي دولي بدعوى حماية المدنيين أفضي في النهاية لإستغلال هذا المبرر ليكون بداية ممنهجة لإستخدام القوة العسكرية لإسقاط النظام في ليبيا و أكبر خطء إرتكبه النظام الليبي هو عدم إكتراثه بالحضر الجوى وعدم إهتمامه بضرورة وجود حليف روسي أو صيني إلى جانبه فى مجلس الأمن للنقض ، ولقد تعلمت كل موسكو و بكين من هذا الدرس جيدا و أخدته كعبرة ، و إلى غاية اليوم لم ينسى الروس تلكم الخدعة و الكدبة الغربية لأجل ذلك إستخدموا الفيتو كذا من مرة لصالح سوريا و لأجل ذلك هم يتحسسون من عبارة الوضع الإنساني فأعداء الإنسانية صاروا حماتها.. ثم لاحظوا جيدا مجموعة بسيطة من المسلحين بإمكانها خطف و إرتهان سكان مدينة بحالها و فرض منطقها على كل المدنيين حيث من يرفض الإنصياع لأوامرهم يتم تصفيته فورا في غياب عناصر الأمن المنسحبة أو الخائفة ، و بهذه المجموعات المجهولة الإنتماء نجحوا في السيطرة على بنغازى بعدما سرقوا السلاح و قتلوا الجنود و هجموا على الثكنات وبعد إنسحاب بقية عناصر الأمن بأمر فوقي بشهادة عميل ساركوزى عبد الجليل مصطفى بحكم نقص الخبرة في التعامل مع هكدا شغب و فوضى ، ولا ننسى السلاح أصلا كان موجودا بشهادة عراب الثورات العربية الصهيوني برنار ليفي في ليبيا ، حاولوا تكرار نفس التجربة في مدينة حمص إنطلاقا من باب عمر ولا ننسى أصلا الأنفاق التي حُفرت في ذلك المكان و في عدة أمكنة إحتاجت لأشهر من الإعداد و الحفر دليل أن السلاح ونية التسليح كان موجودان حتى قبل التظاهرات السلمية فلما فشلوا في تحقيق ذلك حولوا تركيزهم نحو مدن الحدود كمدينةحلب بحكم جوارها للحدود التركية و نجحوا في ذلك .
ثم كرروا هذا السيناريو فى أوكرانيا دليل أن هذا السيناريو صالح لكل الأماكن و هو سيناريو عابر للقارات قد يصل إلى الجزائر فى غفلة منا، و تذكرون الإعتراف الذى صدر أنذاك على لسان الناطقة الرسمية بإسم الإتحاد الأوروبى ، قناص واحد يقف فى الوسط يقتل هذا الطرف ثم يقنص الطرف المقابل ليختلط الحابل بالنابل و يتهم كل طرف الأخر بالقتل و تشتعل النيران .
لاحظوا جيدا كانوا يطلقون إعلاميا على قوات الأمن الليبية في الإعلام المضلل كتائب القدافي و كأنهم ليسوا من الشعب الليبي و كأنهم تابعين للقدافي بصفة شخصية ( شخصنة منصب الزعيم و كأن المشكلة تكمن في القدافي و ليس فيهم وفي مخطط التآمر على ليبيا ) في محاولة بارزة لتحليل سفك دمهم و عندما لم تفلح هذه الحيلة إنتقلوا إلى بث إشاعة إستعانة القدافي بالمرتزقة الأفارقة ، كرروا ذلك في سوريا من خلال إطلاق تسمية قوات الأسد على قوات النظام السوري و شبيحة الأسد على مؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد أيضا في محاولة بارزة لتحليل سفك دماء كل من يعمل مع النظام أو يتعاطف معه بمن فيهم العلامة الشهيد رمضان البوطى ( شخصنة منصب الرئيس ليكون عنوان لمطلبهم الجوهري في تنحية الرئيس بشار الأسد من دون المرور عبر إنتخابات حرة و نزيهة يكون مشاركا فيها ).. بهذه التسميات و النعوت هم يريدون توصيل رسالة مفادها أن هؤلاء ليسوا من أبناء الشعب و بالتالي يجوز قتلهم و سحلهم و تعديبهم أي أنهم يطبقون مقولة من ليس معنا فهو ضدنا .. كما لعبوا على الحساسية العربية المتعلقة بحرمة الإعتداء على الشرف فإستخدموا الإغتصاب كعنوان بارز لمزيد من عملية صب الزيت على النار فكانت تمثيلية إيمان العبيدى في ليبيا التي إدعت تعرضها للإغتصاب أمام الإعلام قبل أن يفضحها لسانها و يفتضح أمرها فى ما بعد ، وكُررت نفس القصص و الحكايا في سوريا لنستيقظ ذات يوم على قصة عجوز قائد ميداني معارض يغتصب في حفيدته أما حكايا السبي و جهاد النكاح ( الإغتصاب ) و العقد الجنسية لهؤلاء المغتصبين ( الركض وراء حكايا حور العين ) وبيع القاصرات في مخيمات اللاجئين فيطول شرحها.. على طريقة رمتني بدائها و إنسلت ، ثم جاء دور التسليط الإعلامي على عملية تمرد و فرار بعض القادة العسكريين الليبيين طمعا في الحكم أو في المال و على رأسهم كان اللواء المغتال عبد الفتاح يونس ( إغتالوه بعد إنتهاء دوره ) تكررت هذه العملية في سوريا بشكل واسع نتيجة التغطية الإعلامية حتى يقنعون الأغبياء الحمقي من الشعب السورى أن هؤلاء الفارين من الجيش يدافعون عن أنفسهم في إنتظار الخطوة الأهم ألا و هي تسليح البلد وجلب المرتزقة من القوات الخاصة إلى ليبيا تحت غطاء جوي للعصابة الدولية المسماة النيتو ( تركيا كانت حاضرة بقوة أنذاك و ستكرر نفس الدور في سوريا بحكم الجوار ) أما في سوريا فقد تم جلب لها كل موبقات الدنيا و مرتزقة العالم من التكفريين و من المجرمين للتخلص منهم و النيل من الأمن القومى الداخلي السوري ، ليأت الدور بسرعة على الخطوة التالية قصد إعطاء تمثيل سياسي لهكدا أعمال إجرامية و تمرد و خروج على النظام ، فتم صناعة الإئتلاف الليبي المعارض في مخابر باريس برعاية الصهيونى برنار ليفي و تكررت نفس التجربة بصناعة الإئتلاف السوري المعارض في مخابر إسطنبول ثم تعددت المخابر بحسب الدعم المالي و التسليحي لكن الأصل هو المخبر الأمريكي و الصهيوني.. و طبعا لا ننسى دور الجامعة العربية في إضفاء صفة الشرعية على هكدا نمادج غير شرعية وفقا لأوامر الأسياد ، نأت الأن إلى الجانب الإنساني الدى تم فبركته بعناية على الحدود نتيجة ترويع الناس إعلاميا في إنتظار بداية معارك الحدود للسيطرة على المراكز و المدن الحدودية، فلقد تم و بسرعة البرق بناء مخيمات للاجئيين الليبيين في تونس بدعم قطري ـ إماراتي و أسكنوا فيه أهالي قبيلة الزنتان و غيرهم و في ما بعد تم إتخاد هذه المخيمات كمراكز للتدريب و لتسليح الشباب قصد الهجوم على الداخل الليبي فلعبت تونس نفس الدور القدر الدى ستلعبه كل من تركيا والأردن في سوريا ( الأولى حليف قوي للنيتو شاركت في تدمير ليبيا و الثانية معروف عنها سياسة الخبث و النفاق و الطعن في الظهر ) و حتى لبنان لم ينأي عن نفسه ، وزير الخارجية السوري وليد المعلم تنبه للأمر في البداية و تساءل عن المخيمات التي لا تبني إلا على الحدود و أمل كثيرا في وعي الشعب السورى لهكدا مخطط جهنمي فإتضح في ما بعد حجم هدا الوعي و سقط الجميع في فخ المؤامرة الإعلامية.. كانوا يلعبون على عوامل الإختلاف القبلي في ليبيا و الطائفي في سوريا و نجحوا إلى حد ما في زراعة الفتنة التى هي شرط أساسي و ضرورى لكل إقتتال داخلي .
عندما إمتص النظام الليبي حجم الضربة الأولى و إستعاد زمام المبادرة و إستعد لفرض الأمن و طرد العصابات الإجرامية المسلحة تم تدخل النيتو ، و عندما إستيقظ الإعلام الليبي و نجح في الرد على الأكاذيب و الأباطيل الإعلامية وتفوقت قنواته ( خاصة قناة الليبية و الشبابية ) على الفضائيات العربية و الغربية تم قصف القنوات الرسمية الليبية من قبل حلف النيتو ، لاحظوا كان جل ثوار النيتو يحملون معهم كاميرات و هواتف نقالة حتى لقبوا بثوار الفيديو كليب لأن عملهم كان ينحصر في التكبير و التهليل بعد كل غارة جوية حيث كان دورهم فقط الإستعراض الإعلامي أو الإجهاز على الجرحي فالعمل هو عمل الأسياد التي تعربد في الأجواء الليبية ، نأت الأن إلى سوريا لنشهد تكرار نفس السيناريو فبسبب تفوق الإعلام السوري و تحوله من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم ( خاصة قناة الإخبارية و قناة الدنيا و قناة سما ) تم منع بث قنواته الرسمية من قبل الجامعة العبرية ، و كلما تقدم الجيش العربي السوري و نجح في إستعادة السيطرة على المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية كلما جن جنون الغرب و الأعراب و سارعت تل أبيب لقصف سورية حتى وصل التهديد إلى محاولة التدخل العسكري تحت دريعة إستخدام السلاح الكيماوي لولا المبادرة الروسية ، و تبقي التهديدات الأمريكية بالتدخل العسكري واردة ، مع نفس الملاحظة السابقة فثوار الفيديو كليب من الجانب السورى يتمتعون بحس سينمائي فتجد أغلبيتهم يحملون كاميرات تصوير لأن الإعلام لعب دور مهم فى نشر الفوضى الخلاقة فهم لا يأبهون لعملية تصوير الجريمة و المجزرة ( عملية الدبح و التنكيل و التعديب و قطع الرؤوس كانت ترتكب من قبل التكفريين في ليبيا ثم إنتقلت إلى سوريا ) لأنهم يدركون أن المحكمة الدولية ستطارد الأبرياء فقط أما الأسياد من الإستخبارات الغربية و العربية والتركية و أدواتهم الإجرامية فهم في منأي عن الإستجواب و الخضوغ للعدالة الفعلية .
لتبقي أخر مشاهد المعركة الإعلامية قبل سقوط العاصمة الليبية في المخيلة فهي إحتاجت لتنجح توفر شرطان أساسيان : شراء دمة القادة المكلفين بالحامية العسكرية لمدينة طرابلس و ثانيا مواكبة ذلك بإرسال موجة من الهجوم الكاسح من قبل ثوار النيتو تحت دعم غطاء جوي مكثف تتقدمهم القوات الخاصة الغربية ، تبقي هذه المشاهد حلما يصعب تكراره في سوريا.
لو تم دراسة ما حدث فى ليبيا من قبل السوريين لوفروا على أنفسهم كل هذا الجهد و الوقت لنصل فى النهاية إلى حقيقة أن الدور الإعلامي و الإستخباراتي على درجة كبيرة من الخطورة على الجزائر دولتا و شعبا و نظاما ، و سيحاولون تغيير الخطة أو تعديلها قصد إلحاق الجزائر بكل من ليبيا و سوريا .
هنالك إعلام راعى للإرهاب و مبرر للإجرام تحت مسمى رفع راية الجهاد حيث ظهرت فضائيات سلفية تكفيرية تمولها دول الخليج ، و هنالك إعلام متضامن مع الإرهاب و الإجرام و لا نستثنى الإعلام الجزائرى منه ، فالحرب النفسية و الإعلامية التى أدت إلى سقوط عواصم عربية كبغداد و طرابلس قبل أن تسقط عسكريا أساسها علم النفس السياسى و الإجتماعى الذى يبرع فيه اليهود لأجل ذلك رأينا إعلام مقاوم يحاول الوقوف فى وجه هذه الأرمادة الإعلامية المعادية .
لكن ما يهمنا اليوم هو الإعلام الجزائرى المتمثل فى الفضائيات الجزائرية العاملة داخل التراب الجزائرى كيف يتعامل مع الأحداث الخارجية و الداخلية ..؟
و ما المُراد منه و ماهو دوره فى هذه المرحلة الحساسة التى تمر بها الجزائر ..؟
قبل الإجابة على هذا السؤال نحتاج للعودة ثانيتا إلى ليبيا ، لنسأل أين الإعلام العربى و الغربى مما حصل و يحصل اليوم فى ليبيا من صراع و إقتتال ، هذا الإعلام حرض و ضلل و كذب الذى كان يتبع ثوار النيتو كظلهم فى كل مكان إختفى فجأة من المشهد بعدما تبين للجميع حقائق الجرائم و المجازر و المظالم و عمليات التعديب التى إرتكبها هؤلاء فى حق خصومهم من أنصار الزعيم الشهيد معمر القدافى ..؟
الواقع الدي نشهده في ليبيا يؤكد لباقي الأغبياء الذين مازلوا يعتقدون أن ما حدث في البلاد هو ثورة شعبية قصد الحصول على الحرية و الديمقراطية و العدالة الإجتماعية ماهي إلا كدبة كبيرة ، يكفي طرح السؤال عن أي حرية و ديمقراطية يتحدثون لنعرف الجواب..؟ أهي حرية سب و قدف النظام السابق أم حرية التبعية لأي محور قطري كان أو فرنسي أو تركي أو إمريكي ..؟ حرروا أنفسكم من أسيادكم قبل أن تشنفوا أسماعنا بعبارات هي أكبر من أن يدركها عقلكم الصغير ـ إن كان لديكم عقلا ـ و أي ديمقراطية هده التي تتحدثون عنها ..؟ ديمقراطية فرض الرأي على أنصار و مؤيدي القدافي الدين مازالوا يشكلون الأغلبية الصامتة في البلاد ..؟ أم الهجوم ظلما و عدوانا و إنتقاما بعد سقوط نظام القدافى على مدن سرت و بني وليد و سبها وورشفانة والعجيلات و المشاشية و الجفرة و مؤخرا أضيفت للقائمة بنغازى و درنة بعدما فرخ لنا ثوار النيتو ما يسمى بتنظيم داعش فى ليبيا ، كل هذا فعلتموه فى الليبيين الأحرار الشرفاء لأنهم فقط يختلفون معكم و يرفضون سياسة فرض الأمر الواقع ، ومادا عن عمليات التصفية العنصرية التي تعرض و يتعرض لها أهالي تورغاء و قبيلة التبو ..؟ هل يمكن لأي ليبي شريف مؤيد للشرعية هل يمكنه رفع صوته أو العلم الأخضر في الساحة الخضراء بطرابلس و قد رأينا كيف تم قمعهم مؤخرا بالسلاح عندما خرجوا فى مظاهرات سلمية لأنهم رفضوا قرارات الإعدام الصادرة فى حق رموز النظام السابق ..؟ مئات الألاف من اللاجئيين الخائفون من عمليات التصفية و الإنتقام في دول الجوار فى مصر و تونس و الجزائر ينتظرون بفارغ الصبر العودة إلى البلد الذي عاشوا فيه أحرار أعزاء .
ثم عن أي عدالة يتحدثون ..؟ عن عملية إعتقال معمر القدافي و تعديبه و قتله و التنكيل بجثته ..؟ أم حكم الإعدام على نجله سيف الإسلام القدافىو باقى رموز النظام ، أم عن ألاف الأسرى الذين يتم تعديبهم من دون محاكمة عادلة في سجون مصراتة و طرابلس و الزاوية ..؟
هل يمكن لأي ليبي أن يرفع دعوى قضائية ضد قادة عدوان النيتو الدي إستهدف المدنيين و قتل منهم الألاف ، و هل يمكنه رفع نفس الدعوى القضائية ضد الجماعات المسلحة التي إستهدفت المتظاهرون في بنغازى و طرابلس عدة مدن ليبية ..؟ و عن أي نماء و إستثمار يتحدثون و شركات دول العصابة الدولية التابعة للنيتو في صراع مستمر على تقاسم كعكة النفط و نهب ثروات الشعب الليبي و الإستحواد على أمواله المغتصبة ..؟
حكام ليبيا الجدد الدين صدعوا رؤوسنا بشعاراتهم البراقة هم أسوأ ما أنجبت ليبيا فى تاريخها الحديث بين سياسيين إنتهازيين متسلقين و بين عصابات و جماعات مسلحة تفرض في منطقها و بين إسلاميون منافقون يسعون لإقامة شرع الله و هم أبعد خلق الله عن تعاليم ديننا الحنيف و سنة نبينا الكريم نبي الرحمة و المحبة و السلام ـ عليه الصلاة و السلام ـ ، فالبلاد اليوم أصبحت مستباحة بلا سيادة و لا حرية و لا عدالة و لا تقدم و لا نمو ولا هم يحزنون .. على من تكدبون ..؟ علينا أم على أنفسكم ..؟
هم يريدون لهذا النمودج أن يسود في سوريا ..؟
هم يريدون اليوم فوضى خلاقة مستمرة في ليبيا ، و يراهنون على حرب طويلة الأمد في سوريا تستنزف فيه كل القدرات العسكرية للجيش العربي السوري و الإقتصادية لكل أبناء الشعب السوري .
هذا يذكرنا بنفاق الإعلام الغربى أمام الجرائم الصهيونية ضد الشعب الفسطينى و العربى ، فهو بين هيص و ميص عندما يتعلق الأمر بأحداث دموية يذهب ضحيتها الإنسان الغربى لكن بمجرد ما تنطلق طائرات و صورايخ العدو الصهيونى قتلا و تدميرا فى شعبنا الفلسطينى و العربى تنطفئ الكاميرات بقدرة قادر و يعم الصمت المطبق و نتحول من عملية التضليل الإعلامى إلى عملية التعتيم الإعلامى .
و السؤال الذى يطرح نفسه أين الإعلام الجزائرى خاصة المرئي اليوم و ما محله من الإعراب مما يُخطط للجزائر إعلاميا و سياسيا و أمنيا ..؟
فى البداية نجحت قناة الجزيرة القطرية فى إستقطاب المشاهد الجزائرى و العربى و لكن بعد إنكشاف دورها القدر فى أحداث الربيع العبرى ( مثل كبش العيد الذى سمّنوه ليدبوح يوم العيد) ليتحول المشاهد الجزائرى عنها أخرجوا لنا قناة المغاربية التى يرأسها أسامة عباس المدنى المقيم فى قطر ، القناة ممولة قطريا و كأن قطر أحرص على الديمقراطية و الحرية و العدالة و الشعب الجزائرى منا نحن الجزائريين أصحاب البلد و لكن بمجرد ما بدأ المشاهد الجزائرى يشتم فى رائحة قدرة صادرة من القناة من خلال الكذب و التضليل التى رفعت شعار حق يُراد به باطل مثلها مثل قناة الحوار و كلاهما يبثان برامجهما من مدينة لندن عاصمة التآمر على فلسطين الأرض و الشعب و هما اللذان يدعيان حرصهما على القضية الجوهرية للأمة العربية القضية الفلسطينية .
بعد تراجع كل من قناة الجزيرة و رديفتها التابعة لها قناة المغاربية من حيث عدد المشاهدين و المتابعين داخل الجزائر كان لابد من خلق بديل لا يشكل خطر مباشر على نظام الحكم أو الأمن و الإستقرار داخل الجزائر بديل يلعب نفس الدور الإعلامى القدر من دون ضجيج فجاءت بعض الفضائيات الجزائرية و خرجت للساحة الإعلامية و فرضت نفسها .
و السؤال : من يُمول و يُدعم تلكم القنوات ماليا و إشهاريا ..؟؟؟
معلوما لذى الجميع أن ثلثي الإعلام الغربى مُسيطر عليه يهوديا فهو تابع للوبى الصهيونى لأن المال اليهودى تحول إلى نفود سياسى و إعلامى و مالى فأي رئيس أو حزب أو نائب برلمانى يريد الوصول إلى الحكم يمر عبر رضى ذلك اللوبى المُسيطر على الإعلام الغربى، أما فى عالمنا العربي فثلثي الإعلام العربي مُسيطر عليه خليجيا و أنظمة مماليك دول الخليج معروف عنها تبعيتها للغرب و للأمريكان تحديدا .
و حتى نعرف من يمول هذه الفضائية الجزائرية من تلك الحرة المستقلة علينا طرح السؤال : ماهو موقف هذه الفضائية مما حدث و يحدث فى ليبيا و سوريا و اليمن ؟
قبل حرب عدوان النيتو على ليبيا لم تكن القنوات الجزائرية الخاصة موجودة حتى نحكم عليها ، و لكن بخصوص الحرب الكونية الدائرة ضد سورية فإن أي قناة تستخدم عبارة قوات بشار الأسد بدل عبارة الجيش العربى السورى أو قوات النظام السورى هي قناة ممولة خليجيا .
قناة الشروق و الوطن و البلاد و الهقار و و بدرجة أقل قناة دزاير و الجزائرية كلها تستخدم عبارة قوات الأسد فهي ممولة خليجيا لكن للأمانة يتم إستخدام هذه العبارة بصفة متفاوتة بحسب تدفق المال الخليجى ، لكن قناة الشروق و الوطن تحديدا الأكثر إستخداما.
و أي قناة جزائرية خاصة تستمد أخبارها بخصوص سورية من مصادر بعينها معروف عنها كذبها و تضليلها و تبعيتها للطرف المعادى للنظام السورى ، و تُزين أفعال المعارضة المسلحة و تغطى على جرمها و مجازرها بحق البلاد و العباد و تكتفى بالتنديد بما تسميه جرائم النظام السورى هي قناة ممولة خليجيا .
أي قناة جزائرية تستخدم عبارة النظام الإنقلابى بمصر و عبارة تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق و الشام بدل عبارة داعش هي قناة ممولة إخونيا إما من طرف قطر أو من تركيا، لأنه لا يمكننا الوقوف على الحياد بخصوص هذا التنظيم الإرهابى ، قناة الشروق و الوطن و الهقار و البلاد أحيانا تسعمل العبارة الأولى و هي نفس العبارة التى تستخدمها قناة الجزيرة .
فالمهنية و الموضوعية الإعلامية تتطلب منا إستخدام عبارات محايدة لا مع هذا الطرف أو ذاك كالقول : قوات النظام و المجموعات المسلحة بذل قوات الأسد و المجموعات المعارضة ، أو على الأقل الحياد الإعلامى يتطلب الدعوة للحل السلمى و للحوار فى ما يخص الأوضاع فى سورية و ليبيا و اليمن.
فمن جهة ترفض السلطات الرسمية التمويل الخارجى للجمعيات الوطنية و المحلية من دون إذن من وزارة الداخلية و من جهة يترك الباب مفتوحا على مصرعيه بخصوص الفضائيات الجزائرية ،فكيف يُعقل أن نسمح بتدخل المال الخليجى فى قنواتنا الخاصة .. لم يفعلها إرهابيينا فى سنوات التسعينات عندما رفضوا التدخل الخارجى و فعلها إعلاميونا ..!؟
كل قناة جزائرية خاصة ممولة خليجيا الهدف من تواجدها هو محاولة توجيه المشاهد الجزائرى إعلاميا داخل الجزائر و خارجها بهدف خدمة مصلحة أجنبية خليجية كانت أو غربية فى مقدمة للوصول إلى ما يريدون ، قد تستغرق المدة بضعة أشهر أو سنوات لكنها ستصل حتما إلى نقطة التقاطع مع الإعلام المعادى للجزائر دولتا و شعبا و جيشا و نظاما.
لقد رأينا كيف أن المشاهد الأمريكى و الغربى يُقتاد كالحمار من أدنه اليمنى إلى اليسرى نحو توجه سياسى يخدم مصلحة اللوبى الصهيونى فى العالم من خلال البرمجة العصبية لعقله خاصة فى مجال الأخبار السياسية المقدمة له و لم يستطع الأنترنت تنوير عقل المشاهد الغربى بحكم تبعيته هو أيضا لنفس اللوبى.
فالأصوات العاقلة لا يتم إستضافتها فى القنوات العربية حتى تسهل عمليات غسيل الدماغ و إستقطاب المغرر بهم إعلاميا فى مقدمة ليقوموا بالعمل القدر من خلال حروب الوكالة بدل التدخل العسكرى المباشر من قبل حكومات الدول الغربية .
أما فى الجزائر فهنالك عمل دؤوب لإقتياد المشاهد الجزائرى نحو نفس المصير لكن هذه المرة بطريقة ذكية و غير مباشرة و طويلة المدى ، العمل حاليا يجرى على قدم و ساق بقصد الوصول إلى هدفين أساسيين :
الهدف الأول : هو محاولة إقناع المشاهد الجزائرى و الوصول به إلى نتيجة أن ما حدث بإسم الربيع العبرى من قتل و دمار ليس بمؤامرة خارجية و أنه تحول ديمقراطى إيجابى و أن تداعياته السلبية ماهي إلا أعراض جانبية لابد منها و لقد حاولوا التغطية عن ذالك الرابط الذى يجمع بين المال الخليجى و علماء الدين و المسلحين الذين يخدمون تحت إمرتهم من جهة و بين مخطط التآمر الصهيو - غربى على المنطقة العربية من جهة أخرى ، و أبسط مثال على ذلك المساعدة المباشرة التى تقدمها إسرائيل للمسلحين عبر الحدود السورية الفلسطينية لتنظيم جبهة النصرة الإرهابى الذى يحاولون اليوم تلميع صورته إعلاميا خاصة عن طريق قناة الجزيرة بعدما إفتضح أمره و كُشفت حقيقته ، إذ لا يُعقل الوقوف مع بريطانيا صنيعة المآساة الفلسطينية و فرنسا الإستعمارية و الو م أ راعية الإرهاب الصهيونى و الوقوف إلى جانب الغرب عموما ضد النظام السورى أو الليبى ثم نعارضهم بخصوص موقفهم من القضية الفلسطينية لأن هذا إسمه قمة النفاق السياسى.
لا ننسى أن أنظمة مماليك الخليج و الأتراك و أسيادهم الغربيين فى بلدانهم يدعون دائما للحوار و السلم و الأخوة و إحترام النظام و فى بلداننا يدعون لغير ذلك أو لعكس ذلك .
الهدف الثانى : هو تشويه صورة الطرف الذى يؤمن و يقول بنظرية المؤامرة و تسفيه رأيه السياسى و تضخيم أخطائه و التعتيم على خطايا غيره من باب فى وجود عكس المعنى يُعرف للمعنى معنى ، تماما مثل حكاية الراعى الصغير مع الكذب و إدعائه بهجوم الذئاب على قطعانه ففى كل مرة يهرع الناس إليه نجدتا و فى المرة الأخيرة التى كان فيها صادقا لم يأت لنجدته أحد.
هم يريدون إقناع الجزائريين أن لا وجود لمحاولة التآمر على الجزائر دولتا و شعبا و نظاما و أن لا وجود لمخطط ما يستهدف البلد حتى إذا حدثت المؤامرة و نُفدت بأيادى داخلية عميلة بأوامر أجنبية قالوا أن هذا نتاج عمل وطنى فإذا أُسفكت الدماء و دُمرت الأوطان أغلقوا الأدان و الأعين و و أغلقوا قنوات الكذب و التضليل الإعلامى و عادوا إلى التعتيم الإعلامى .
لنأخد عينة من القنوات الخاصة الجزائرية كي نفرق بين الغث و السمن و كيف تعمل ..؟
هنالك قنوات ذات توجه وطنى و أخرى ذات توجه إسلامى ، فأما الوطنية فهي قناة النهار و لاندكس و نوميديا نيوز بإمتياز و قناة المقام و بير بالإضافة إلى قناة كاي بى سى و دزاير و الجزائرية ، أما القنوات ذات التوجه الإسلامى فهي قناة الشروق و البلاد و الهقار و الوطن .
قناة النهار و قناة نوميديانيوز كشفتا الربيع العبرى منذ الوهلة الآولى لظهورها ، و إتخدت موقف مشرف أو حيادى بخصوص ما حدث فى كل من ليبيا و سوريا ، قبل أن يتغير موقف قناة نوميديا نيوز نسبيا بعد الوفاة الغامضة لمديرها السابق رياض سامر ، و تعرضت قناة النهار إلى التهديد و الحرب و منع الإشهار من قبل إمارة قطر بسبب موقفها المؤيد للنظام الجزائرى بخصوص ليبيا و سوريا ، هذا يدل على مدى إستقلالية القناة من التبعية للمال الخليجى.
أما غريمتها الأولى قناة الشروق ذات التوجه الإسلامى التى تخصصت فى سرقة الصحفيين و الوجوه الإعلامية من القنوات الأخرى بمضاعفة أجورهم ، فهي التى خُوِل لها الأمر قصد تقديم البديل الإعلامى لكل من قناة الجزيرة و المغاربية لملء الفراغ و هي تنتهج فى نفس أسلوب قناة الجزيرة رغم إدعائها الحفاظ على الأمن الداخلى( سياسة تسمين القناة مثل كبش العيد ) ، هي لا تريد المساس بالأمن القومى الداخلى نتيجة الخطوط الحمر الموضوعة لها لكنها تعمل لتحقيق كلا الهدفان المشار إليهما سابقا لتلتقى مع الطرف الأخر فى المنتصف ، هي قناة ممولة خليجيا و تحديدا هنالك تنافس قطرى - إماراتى و كان من المفروض أن نطرح السؤال : من أين لك هذا يا (علي فضيل) المدير العام لإمبراطورية الشروق لفتح ثلاثة قنوات فضائية و نحن نعلم أن ديون جريدة الشروق اليومى لم تُدفع بعد فأنت مدير لقناة الشروق العامة و الشروق الإخبارية و لم يبقى إلا إطلاق قناة البنة للطبخ لتكتمل الطبخة ، فأي طبخة هادئة تلكم التى تُعد للجزائر عن طريق هذه القناة..؟
من أين له المال ليدفع مرتبات كبيرة للعاملين الذين خطفهم من القنوات الأخرى ، من أين له المال لإنتاج أضخم الأعمال التلفزية داخل و خارج الجزائر ، و لشراء أحدث الأعمال التفزيونية ..؟ علما أن أموال الإشهار لا تغطى كل تلكم التكاليف .
علما أن موقف هذاالمدير معروفا و معلوما بخصوص ما حصل و يحصل فى العالم العربى فهو شارك قناة الجزيرة فى كذبها و تضليلها الإعلامى من خلال جريدته الشروق اليومى سابقا و لا يخفى علينا دور مراسلها ( بوربيع ) الذىكان بوقا إعلاميا لثوار النيتو بليبيا من خلال تنقلاته الميدانية معهم فى المعارك خاصة فى مدينة سرت التى شهدت فضائعهم و جرائمهم الرهيبة أخرها ما فعلوه بالشهيد معمر القدافى و إبنه و وزير دفاعه ثم عوضته اليوم زميلته فى القناة الإخبارية لتواصل نفس جهود التلميع هذه المرة لفريق قوات ( خليفة حفتر ) و خاصة الزنتان على حساب الطرف الأخر مما يدل أن التمويل الإماراتى للقناة قد عوّض التمويل القطرى ، فلا فرق بين الأخبار السياسية بخصوص الوضع فى كل من ليبيا و سوريا و اليمن التى تقدمها القناة عن تلكم الأخبار التى تقدمها قناة الجزيرة أو العربية ، بل وصل الحد بهذه القناة أن إستدعت الوزيرة السابقة ( بن حبيلس ) إلى القناة عبر برنامجها ( الوثيقة ) كي تشكك فى ما توصلت لها لجنة التحقيق
بنت الدزاير- عضو نشيط
-
عدد المساهمات : 304
نقاط : 767
تاريخ التسجيل : 25/03/2014
مواضيع مماثلة
» هل يريد الشعب الليبي معرفة من وراء ازمة السيولة ... ومن وراء تجويع الليبيين ؟؟
» الفضائيات العبرية
» شرفاء الجماهيرية ينتشرون في الفضائيات العربية
» الدكتور مصطفى الزائدي:ثوّار الفضائيات !!
» سؤالين محيرين بخصوص شيوخ الفضائيات
» الفضائيات العبرية
» شرفاء الجماهيرية ينتشرون في الفضائيات العربية
» الدكتور مصطفى الزائدي:ثوّار الفضائيات !!
» سؤالين محيرين بخصوص شيوخ الفضائيات
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد