لهذه الأسباب ...أمريكا ستعترف آجلآ أو عاجلآ بهزيمتها في سورية ؟!
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
لهذه الأسباب ...أمريكا ستعترف آجلآ أو عاجلآ بهزيمتها في سورية ؟!
هشام الهبيشان
من المؤكد ،إنّ تسارع الأحداث والتطورات الميدانية، وتعدّد جبهات القتال على الأرض السورية والتي يقابلها صمود أسطوري للجيش العربي السوري وما يصاحبها من هزائم وانكسارات وتهاو في بعض قلاع المسلحين، “المعارضين حسب التصنيف الأميركي”، سيجبر الكثير من القوى الشريكة في الحرب على سورية على تغيير موقفها من هذه الحرب والاستدارة نحو التفاوض مع الدولة السورية، في محاولة لتحقيق وكسب بعض التنازلات، لعلها تحقق ما عجزت عن تحقيقه في الميدان، وهذا ما ترفضه الدولة السورية اليوم وفي شكل قاطع، حيث تؤكد القيادة السورية والمسؤولون جميعاً، أنهم لن يقدموا لأميركا وحلفائها أي تنازلات، ويقولون بصريح العبارة “إنّ ما عجزت أميركا عن تحقيقه في الميدان السوري، لن تحققه على طاولة المفاوضات”.
وهنا يعلم جميع المتابعين ،إنه قبل أربع سنوات، اختارت أميركا، وبالشراكة مع بعض أدواتها الإقليمية، وخصوصاً الكيان الصيهوني، سورية لتكون المرحلة الثالثة لاستكمال مشروعها الهادف إلى ضربها وإسقاط محور الممانعة في المنطقة،وهنا بالتحديد يعلم أكثر المتابعين لحروب إمريكا بالمنطقة العربية ” إنّ حرب أميركا التي تحكمها وتديرها اليوم الجماعات المتصهينة النافذة فيها هي حرب طويلة لا تتوقف عند حدود سورية، ولن يكون أولها دعم الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين وإسقاط العراق، ولن يكون آخرها الحرب المعلنة على قوى المقاومة، ففي الجعبة الأميركية الكثير من الخطط المرسومة لهذه البقعة من العالم، لكنّ الرؤية الأميركية تعتمد على إسقاط هدف تلو الآخر بالاعتماد، نوعاً ما، على نظرية أحجار الدومينو.
ما يهمّنا اليوم من كلّ هذا هو أنّ سورية استطاعت خلال هذه المرحلة وبعد مرور أربعة أعوام على الحرب المفروضة عليها، أن تستوعب طبيعة وأهدف وخلفيات وابعاد هذه الحرب ،وخصوصآ الضربة الأولى من أميركا وحلفائها وهي الأكثر صعوبة خلال هذه الحرب المفروضة عليها، وهي ضربة متعدّدة الوجوه والأشكال والفصول وذات أوجه وأهداف عسكرية واقتصادية واجتماعية وثقافية، ومع انكسار معظم هذه الأنماط من الحرب على أبواب الصخرة الدمشقية الصامدة، أجبر الصمود السوري بعض الشركاء في الحرب على سورية على الاستدراة في شكل كبير في مواقفهم وجعلهم يقدمون مجموعة بالونات اختبار للسوريين.
في هذه المرحلة تحديداً يطلّ علينا يومياً مسؤولون وساسة وجنرالات غربيون وإقليميون، يتحدثون عن مثومات وأسار صمود الدولة السورية بعد مراهنتهم على إسقاطها سريعاً، فالقوى المتآمرة على الدولة السورية بدأت تقرّ سرّاً وعلناً في هذه المرحلة، بأنّ سورية 2011 تحديداً، ليست كسورية عام 2015 وما بعد، بعد أن أيقنت أنّها في أفضل حال رغم ما تعرضت له من أعمال تدمير وتخريب وجرائم ارتكبت في حقّ شعبها.
ومن هنا، فإنّ معظم القوى الدولية التي شاركت في الحرب على الدولة السورية أدركت أنّ جميع حصون وقلاع “المعارضة المعتدلة الإمريكية “، أداتها لإشعال فتيل هذه الحرب، تشارف على الانهيار، حتى أنّ بعضها قد انهار فعلاً، وأنّ نسبة كبيرة من الشعب السوري باتت تبتعد كلياً عن أجندتها، بعد أن أدركت أنها كانت ضحية لمؤامرة قذرة تستهدف سورية كلّ سورية، بشعبها ومقوماتها وتاريخها وحضارتها.
وهنا يجب أن لا ننكر أنّ الولايات المتحدة الأميركية كانت رأس الحربة في استهداف سورية، وقد ساهمت في شكل كبير في التحضير للمؤامرة عليها وفي دعم أعدائها وخصوصاً التنظيمات الإرهابية التي تدّعي أنها تحاربها عبر التحالف الكاذب الذي تقوده، وقد حالت حكمة القيادة السورية والعقلاء من السوريين الوطنيين الحريصين على وحدة بلادهم والواعين خطورة المؤامرة عليها، وقوة وتماسك الجيش السوري، ومتانة التحالفات الإقليمية والدولية لسورية مع روسيا وايران وقوى المقاومة، دون تحقيق القوى المعادية أهدافها وأجندتها التقسيمية الهادفة إلى إغراق كلّ الجغرافيا السورية في الفوضى والصراعات.
كان الردّ السوري في الميدان سريعاً على هذه الهجمة، فاليوم يتم حسم جملة معارك في محيط العاصمة دمشق وريفها ، لتأمين المدينة من جهة الجنوب، بالتزامن مع المعارك الكبرى التي تدور في الجنوب السوري، وبالتزامن مع إطباق الجيش على باقي حصون المسلحين الإرهابيين في ريفي حماة وحمص في شمالي وشرقي أرياف المدينتين وبعمليات نوعية وخاطفة، أما في ريف اللأذقية الشمالي ، فقد اقترب الجيش السوري من إحكام سيطرته على الكثير من المواقع الأستراتيجية التي يتحصّن فيها المسلحون.
إنّ تسارع الأحداث والتطورات الميدانية، وتعدّد جبهات القتال على الأرض والانتصارات المتلاحقة للجيش السوري وما يصاحبها من هزائم وانكسارات وتهاو في بعض قلاع المسلحين، “المعارضين حسب التصنيف الأميركي”، سيجبر الكثير من القوى الشريكة في الحرب على سورية على تغيير موقفها من هذه الحرب والاستدارة نحو التفاوض مع الدولة السورية، في محاولة لتحقيق وكسب بعض التنازلات، لعلها تحقق ما عجزت عن تحقيقه في الميدان، وهذا ما ترفضه الدولة السورية اليوم وفي شكل قاطع، حيث تؤكد القيادة السورية والمسؤولون جميعاً، أنهم لن يقدموا لأميركا وحلفائها أي تنازلات، ويقولون بصريح العبارة “إنّ ما عجزت أميركا عن تحقيقه في الميدان السوري، لن تحققه على طاولة المفاوضات”.
ختاماً، وفي هذه المرحلة لا يمكن إنكار حقيقة أنّ حرب أميركا وحلفائها على سورية ما زالت مستمرة، ولكن مع كلّ ساعة تمضي من عمر هذه الحرب تخسر أميركا ومعها حلفاؤها أكثر مما تخسر سورية، ويدرك الأميركيون هذه الحقيقة ويعرفون أنّ هزيمتهم ستكون لها مجموعة تداعيات، فأميركا اليوم مجبرة على الاستمرار في حربها على سورية إلى أمد معين، ولكن لن يطول هذا الأمد، هي اليوم تقف أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الحرب العسكرية المباشرة في سورية، أو الاستدراة في شكل كامل نحو التفاوض العلني مع الدولة السورية، وفي كلا الخيارين أميركا خاسرة، وهذا ما يؤكد أنّ الصمود السوري على مدى أربعة أعوام قد وضع أميركا في أزمة حقيقية وحالة غير مسبوقة من الإرباك في سياستها الخارجية، وهي أزمة ستكون لها تداعيات مستقبلية تطيح بكلّ المشاريع الصهيو أميركية الساعية إلى تجزئة المنطقة ليقام على أنقاضها مشروع “دولة إسرائيل اليهودية” التي تتحكم وتدير مجموعة من الكانتونات الطائفية والعرقية والدينية التي ستحيط بها، حسب المشروع الأميركي.
إنّ صمود سورية هو الضربة الاولى لإسقاط هذا المشروع الذي يستهدف المنطقة كلها، وحسب كلّ المؤشرات والمعطيات التي أمامنا ليس أمام الأميركيين وحلفائهم اليوم سوى الإقرار بحقيقة الأمر الواقع، وهي فشل وهزيمة حربهم على سورية والاستعداد لتحمّل التداعيات.
*كاتب وناشط سياسي –الأردن .
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» لهذه الأسباب انقلب الأعراب على سورية
» لهذه الأسباب تلجأ السعودية إلى إثارة العنف في سورية والعراق ولبنان
» لهذه الأسباب يعرفون عنّا كل شيء !
» لهذه الأسباب لن ينفدوا حكم الإعدام
» لهذه الأسباب تتأخّر الحرب على «داعش»
» لهذه الأسباب تلجأ السعودية إلى إثارة العنف في سورية والعراق ولبنان
» لهذه الأسباب يعرفون عنّا كل شيء !
» لهذه الأسباب لن ينفدوا حكم الإعدام
» لهذه الأسباب تتأخّر الحرب على «داعش»
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi
» كلمة مندوب الجزائر في مجلس الأمن بعد الفيتو الأميركي ضد قرار وقف الحرب على غزة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:32 pm من طرف larbi
» مقتل جندي و إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 7:00 pm من طرف larbi
» مقتل جندي إسرائيلي و جرحى من لواء غولاني بمعارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:48 pm من طرف larbi
» بيان المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بشأن استهداف سفينة في البحر الأحمر
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:37 pm من طرف larbi
» كتائب القسام تستهدف قوة إسرائيلية متحصنة بإحدى العمارات..و قنص ضابط برتبة نقيب
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:29 pm من طرف larbi
» اليمن,,يحيى سريع استهدفنا ام الرشراش بعدة مسيرات
السبت نوفمبر 16, 2024 10:41 pm من طرف larbi