لم يبقى إلا القليل لتعود الجماهيرية لأهلها

ربّ ضارة نافعة
إحتجنا لأربعة سنوات من القتل و التدمير و التشريد و التعديب و إنتشار الفوضى و الفساد و الظلم و الجور حتى يعود أنصار فبراير إلى رشدهم و يعرفوا حقيقة المؤامرة و يدركوا ماذا إقترفت أياديهم ليتراجعوا و يعلنوا الندم .
اليوم كل الدلائل أصبحت موجودة على الأرض و لا نحتاج لإقناع أحد أن ما حصل فى ليبيا هو نتيجة مؤامرة دنيئة خطط لها أسياد ثوار النيتو و نفدها الخونة العملاء و قبل بنتائجها الجبناء .
اليوم لل يشبه أمسنا القريب عشية سقوط سرت و إعلان عصابة حلف النيتو عن قرارها بتوقيف عملياتها العسكرية فى ليبيا ، اليوم لا يستطيع " ساركوزى " و " كاميرون " و " كلينتون " إستعراض عضلاتهم فى الساحات العامة أمام مجموع الحمقى الأغبياء الذين صفقوا لهم ذات يوم أسود بعد سقوط نظام الشرعية حيث إمتلئت الساحات العمومية أنذاك بهم و بعارهم .
اليوم لم يبقى فى ليبيا إلا ثلاثة مجموعات مسلحة : مجموعة تابعة لمصراتة و مجموعة تابعة لحفتر و مجموعة تابعة للزنتان أما الدواعش و القاعدة و انصار الشريعة فهم يمثلون الوجه الأخر لمصراتة .
هؤلاء جميعا لا يملكون لا الشرعية و لا الشعبية التى إمتلكها القائد الزعيم معمر القدافى.. هؤلاء عراة حفاة أمام شعبهم بدون سلاح و إذا ما إبتعدوا عن سلاحهم ستنهشهم الجموع بعدما خبرتهم و عرفت حقيقتهم .
اليوم نحن أمام وعي جماهيرى واسع يشمل كل الليبيين بدون إستثناء حتى صغار المجرمين و قادتهم التابعين لتلكم المجاميع المسلحة .. اليوم صار الجميع يدرك أن الشهيد معمر القدافى كان ضحية إعلام كاذب و مفبرك و صانع للأحداث و لم يعد هذا الإعلام يستطيع تغطية شمس الحقائق و الوقائع بغربال التضليل الإعلامى لذلك نجده اليوم يغمس رأسه فى تراب التعتيم الإعلامى .
لقد إستهدفوا ليبيا دولتا و شعبا و نظاما و قائدا و لم يستثنوا أحد .
اليوم أؤلئك الذين مازالوا يعتزون بالإثم و يصرون على نجاح نكبة فبراير من جردان النيتو فى إنحسار و إنكسار و لا يغرنكم الحكومة المزمع إقامتها فهي لن تعمر طويلا .
اليوم لم نعد ننتظر سوى فى دنو ساعة الحقيقة أو لحظة التحصيل ، تحصيل حاصل هذا الوعي الجماهيرى الذى كلفنا سنوات من الضياع و الذى سيترجم نفسه فى شكل ثورة و إنتفاضة شعبية طال إنتظارها .
اليوم هناك تجويع ممنهج للشعب الليبى حتى من لم يثور ضد الظلم ثار ضد الجوع ليركبوا ثورة الجياع و ليصححوا مسار " الثورة " لكنهم لا يدركون أن الجائع الواعى أكثر خطورة من الجائع الهمجى .
الثورة الحقيقية قادمة قادمة .. حبّ من حب و كره من كره .
المسألة مسألة وقت و فقط و إن غد لناظره قريب .
دعوها فإنها مأمورة ...