د صالح ابراهيم :مؤتمر القبائل الليبية.. بين الطموح والواقع

سوف ينعقد مؤتمر القبائل الليبية يو الأربعاء القادم فى السابع من أكتوبر بمدينة سلوق بالمنطقة الشرقية وان اختيار التاريخ والمكان له دلالات تاريخية مهمة فى وجدان الشعب الليبى مند بداية القرن الماضى وحتى الان
فنفى السابع من أكتوبر عام 1911 بدأء لغزو الايطالي لليبيا والدى استمر لأكثر من أربعة قرون آد انتهى بهزيمة المحور وانتصار الحلفاء فى الحرب العالمية الثانية وتحولت ليبيا من دولة تحت الاحتلال الايطالي الى الانتداب البريطاني الامريكى الفرنسي ولهدا فان التاريخ له دلالاته لدى الشعب الليبى وكدلك المكان حيث ان سلوق هى المكان الدى شنق فيه عمر المختار عام 1931 امام حشد من الليبيين حتى يبين موسيلينى وقرسيانى نهاية المقاومة الليبية التى استمرت ربع قرنا من الزمان كما ان الزعيم الراحل معمر القدافى قد أعطى بعدا تاريخيا لعمر المختار بنقل رفاته من بنغازي الى سلوق وشيد نصبا تذكاريا له فى البقعة التى شنق فيها
كما ان مقاومة الليبيين للاستعمار الايطالي كانت مقاومة قبلية حيت تشكلت كتائب المقاومة او ماسمى بالأدوار على عدد القبائل الليبية لهدا فان القبيلة فى ليبيا تلعب دورا محوريا فى القضايا المحورية الداخلية والخارجية وان تجاهل هدا الدور سيعقد الحالة الليبية سياسيا واجتماعيا ويضر بالأمن الوطنى
ان ليبيا ومند استقلالها عام 1952 تعانى من تصحر فى النخب السياسية وفشلت حتى بعد 2011 فى تأسيس احزاب حقيقية قادرة على ان تكون على مستوى التحديات التى تواجهها البلاد والأخطر من دلك ان مشكلة ليبيا اليوم هى مشكلة اجتماعية حيت أدت الحرب الأهلية أدت الى تمزيق النسيج الاجتماعى وأصبحت العداوات والثارات بين القبائل والمدن الليبية تأخذ أبعادا خطيرة ولهدا فان اي محاولة لإيجاد مخرج سياسى بدون مصالحة مجتمعية تقودها النخب القبلية لن تؤدى الى حلحلة المشكلة
ومن هدا المنطلق تأتى أهمية اجتماع مؤتمر القبائل الليبية التى ادا مااتفقت على برنامج عمل وطنى يبداء بازالة الاحتقانات بين المناطق والقبائل المتصارعة وحل الإشكاليات بينها اجتماعيا فان بقية المشاكل السياسية لم تشكل عائقا لان نجاح برنامج السلم الاجتماعى سيشكل ارضية صلبة للتوافق السياسيى فى حالة تخلص النخب السياسية من الثاتيرات والاجندات الخارجية
ان تجربة أفغانستان التى شكلت مستنقعا أغرقت الاتحاد السوفييتى السابق وفخا للتحالف الغربى اجبر الولايات المتحدة وحلف الناتو على الانسحاب وتعبئة الفراغ السياسيى باللوجيركا او مجلس القبائل وهنا على المجتمع الدولى وخاصة روسيا والصين ان تدعم لتأسيس هدا الكيان الاجتماعى الدى سيزيل عوامل استمرار الحرب الأهلية ويحرم التنظيمات الإرهابية من أية حاضنة اجتماعية ويقطع الطريق على التدخل الأجنبي وفى النهاية يحيل دون تحول ليبيا الى دولة فاشلة والاهم من دلك يحرم الانفصاليين المحليين ًالإقليميين والقوى الكبرى من تمزيق ليبيا الى اكثر من كيان
د صالح ابراهيم
كاتب ليبى