هل تنتقل القيادة الخليجيّة للمعارضة السورية من قطر إلى الرياض؟
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار ومقالات الصحف العالمية
صفحة 1 من اصل 1
هل تنتقل القيادة الخليجيّة للمعارضة السورية من قطر إلى الرياض؟
طارق ترشيشي
إذا صحّ ما تداولته صحف فرنسيّة وبريطانيّة عن نيّة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني التخلّي عن السلطة لنجله تميم (33 عاماً)، وتعهّد رئيس الوزراء ووزير الخارجيّة الحالي الشيخ حمد بن جاسم بالتخلّي عن منصبه أيضاً. وإذا تطوّرت التظاهرات المعارضة لحكومة رجب طيّب أردوغان في المدن التركية، فإنّ تفاعلات الأحداث السوريّة بدأت تظهر في البلدَين الأكثر تشدّداً في التعاطي مع الأزمة السورية.
وإذا رُبِط بين هذه التطوّرات وبين ما يحكى عن تقدّم ميداني للجيش السوري على محاور عدّة جنوب البلاد وشمالها، وأذا أُمعِن النظر في عمق الخلافات داخل صفوف المعارضة السورية الخارجية التي عجزت حتى الآن عن انتخاب رئيس لها، أو تأليف حكومة في المنفى، يكاد السوريّون ينسون اسم رئيسها، يمكن ترداد ما يورِده اليوم كثير من وسائل الاعلام ومراكز الابحاث الغربية، وحتى الاسرائيلية، من أنّ موازين القوى اصبحت تميل لمصلحة الرئيس بشّار الأسد الذي لم تَعُد تُسمع كثير من المطالبات بتنحّيه كشرط لأيّ حلّ سياسيّ.
ويربط المراقبون بين كل هذه التطورات وبين القمّة المرتقبة في ايرلندا بعد ايام بين الرئيسين الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين التي قد تشكّل تحوّلاً في مسار الأزمة السورية لمصلحة الحلّ السياسي والحوار والتسوية.
وإذا كان بعض هؤلاء المراقبين يستبعد ان يكون للغرب، ولا سيّما منه واشنطن، دور مباشر في هذه التطوّرات، وخصوصاً التركية منها، فإنّ أحداً لا يستطيع ان ينكر حجم النقد الذي بدأ يبرز في عواصم الغرب للنموذج الأردوغاني في الحكم كرسالة متعدّدة الاهداف وفي مقدّمها تحجيم الدور التركي المتضخّم في قضايا المنطقة، ومن باب أولى تحجيم الدور القطري نفسه الذي لا يملك الحدّ الأدنى من المقوّمات التي تملكها تركيا. ولا يستبعد المراقبون انتقال قيادة السياسة الخليجية تجاه الأزمة السورية من الدوحة الى الرياض، بحيث تعود الأمور الى طبيعتها في مجلس التعاون الخليجي. ويقرأ هؤلاء المراقبون رسالة الاعتذار التي وجّهها رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي الى علماء المملكة العربية السعودية على أنّها تعبير عن هذا الانتقال، فهذا الشيخ الذي احتضنته الدوحة طويلاً وكان لسان حالها الديني في شؤون المنطقة كلّها بات يشعر بأنّ عليه الانتقال من القارب القطري الى القارب السعودي، وهو ما يفسّر إجراء قناة "العربية" المعروفة الصلة بالرياض مقابلة طويلة مع القرضاوي الذي كانت تحتكره قناة "الجزيرة" القطرية منذ انطلاقتها في أواسط التسعينات.
إنّ هذه المتغيّرات ما كانت لتحصل بهذه السرعة في نظر المحلّلين الاستراتيجيين لولا خطأ الدوحة وأنقرة في تقدير الموقف تجاه الأزمة السورية وتصديقهما أوهاماً باعها إليهما بعض المعارضين السوريّين الذين قدّموا "ساعات صفر" لسقوط الأسد، فيما كان الواقع يكشف تغييرات متتالية في رؤوس المعارضة الخارجية، سواء في "المجلس الوطني" أو في "الائتلاف".
ويفسّر البعض أنّ ضحايا هذه الأوهام لم يعودوا يملكون من سلاح سوى شنّ أعتى حملات التحريض والتجييش المذهبي والطائفي في المنطقة، وفي الهجوم على "حزب الله" خصوصاً بهدف النيل منه وتحميله مسؤولية ما حقّقه الجيش السوري من إنجازات. ولكنّ أوساط "حزب الله" تشير إلى أنّ العيون يجب ان تكون مشدودة الى التفاعلات الاسرائيلية مع هذه التطوّرات وتزايد مخاوف اسرائيل من أن تواجه في الجولان ما واجهته في جنوب لبنان، على يد مقاومة سوريّة ولبنانية وفلسطينية، وربّما عربية وإسلامية يمكن أن تؤدّي الى تغيير جذريّ في الجغرافيا السياسية لهذه المنطقة، خصوصاً أنّ حدود "سايكس بيكو" في المشرق العربي تهتزّ هذه الايام تحت وطأة حركة المسلّحين من سوريا وإليها، سواء على الحدود اللبنانية أو العراقية أو الأردنية.
ويستغرب بعض السياسيين القريبين من فريق 8 آذار انتقادات بعض القوى السياسية إرسال "حزب الله" مقاتلين يدافعون عن خطوط إمداداته في القصير، ويتساءلون: هل يتذكّر بعض هؤلاء المنتقدين أنّهم أنفسهم كانوا يرسلون المتطوّعين من لبنان الى سوريا ويزوّدونهم المال والسلاح، قبل أن يحرّك "الحزب" ساكناً لأكثر من سنتين، بل إنّ بعضهم سبق له أن أرسل مقاتلين الى التشاد في الثمانينات من القرن الماضي لدعم نظام العقيد معمّر القذافي مقابل دعم مالي؟".
فهل يجوز لمن غرق في "التبرّع" بإرسال مقاتلين الى جبهة تبعد آلاف الأميال عن لبنان أن يستنكر إرسال "حزب الله" مقاتلين للدفاع عن خطوط إمداده، فيما يتوعّد الإسرائيليون يوميّاً بأنّهم سيمنعون وصول هذه الإمدادات إليه؟
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» "مجموعة الرياض" للمعارضة السورية ترفض مشاركة أطراف جديدة في جنيف
» قصة التسليح الأميركي للمعارضة السورية
» صحيفة الوطن السورية: "داعش" تنتقل إلى ليبيا
» هل تتوقف تداعيات الأزمة السورية عند تركيا أم تنتقل إلى دول الجوار؟
» الوضع الميداني للمعارضة السورية
» قصة التسليح الأميركي للمعارضة السورية
» صحيفة الوطن السورية: "داعش" تنتقل إلى ليبيا
» هل تتوقف تداعيات الأزمة السورية عند تركيا أم تنتقل إلى دول الجوار؟
» الوضع الميداني للمعارضة السورية
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار ومقالات الصحف العالمية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد