سورية منارة الأمة العربية لكسر ظلام «الهشيم العربي» وفاء معلا: رحلة الحوار بدأت.. والنصر بات قريباً

رشا عيسى

عندما تتحدث عن الحوار الوطني تستفيض السيدة وفاء معلا- عضو مجلس الشعب عن مدينة اللاذقية بشرح مميزات الشعب السوري وقيمه ومبادئه المتمثلة بالشهامة والطيبة والتسامح والقدرة على الحفاظ على سورية لتبقى المنارة للأمة العربية في هذا الظلام الذي يلف المنطقة تحت ما يسمى (الربيع العربي) وهو الخريف الذي تتساقط أوراقه هنا وهناك.. تراهن على ضمير السوريين، وعلى سعة صدر الحكومة، لأن ما يحصل من إرهاب في بعض المناطق هو فكر دخيل على المجتمع السوري، ومن تأثر- تقسم- إنه إما ضحية أو مضلل، مناشدة من بقي في الخارج بالعودة إلى الوطن لأن الكرامة تهدر خارج الحدود.
وتؤكد في حديث لـ (تشرين) أن على الجميع المشاركة في الحوار وعلى كل المستويات حتى تصل سفينة الوطن إلى مرفأ الأمان.. وتقول: إن الرئيس بشار الأسد وضع الرؤية وعلينا إكمالها، الحوار يتم بالكلمة،وبالكلمة نبني المستقبل ونحقق السلام ونحافظ على القلعة السورية. وتضيف: نطلب من الحكومة سعة الصدر لتحتضن أبناءها في السراء والضراء، هناك أبناء يضلون الطريق، ولا بد من الحوار لإعادة المخطئ إلى جادة الصواب، وهي لا تلغي الجهد الحكومي المكثف في هذا المجال و تثني على الجهود المبذولة وترى أن المرحلة المقبلة تحتاج اختيار الأشخاص المناسبين للاستمرار بتهيئة الأجواء المناسبة للحوار.
كل من يعرقل الحوار اليوم ليس له مصلحة باستقرار الوطن وتحقيق الوحدة الوطنية، كما تؤكد معلا.. هؤلاء هم مساندو الإرهاب وأذناب للامبريالية وحماة لمصالحها في المنطقة.
أما عن المشكلات الأخرى فلا اختلاف بين الافرقاء داخل الوطن، فالفساد والتطرف وغيرهما ظواهر منبوذة من الجميع، أما السيادة السورية فليست محل نقاش، تؤكدها معلا، المقدسات السورية لا نسمح أن تمس ولا نقبل أن تكون محل تفاوض... تقول:
الحقيقة، إن كل ما يدور في سورية هو من أجل أن تحيا (إسرائيل) وان تسيطر على المنطقة لكي يمر المشروع الصهيوني وتالياً إضعاف محور المقاومة، لكن هذه الهجمة الشرسة اصطدمت بالمقاومة فنحن ندافع عن أرضنا وبيوتنا ووجودنا وحضارتنا.
وتجدد ثقتها بأبطال الجيش العربي السوري وتقول: يصنعون الانتصارات، وهذا ليس بغريب عنهم فهم أحفاد صلاح الدين وصالح العلي وعدنان المالكي .
لا حوار مع إرهابي، رغم أنها تصر على محاكاة وجدان الجميع في مختلف المستويات، لكن حالة الإرهاب الدخيلة على المجتمع السوري تحتاج بترا من جذورها، وتجفيف منابعها وقطع طرق إمدادها بالمال والسلاح.
تقول: الأزمة في مجملها مصدرها الاستعمار المشهور بسياسة (فرق تسد) ويحاول العودة بمجتمعنا العربي إلى الحضيض لتسود الخلافات الاجتماعية بدل أن تقوم العلاقات بين أبناء المجتمع على أساس المساواة في الحقوق والواجبات وكلنا أبناء سورية التي قدمت التضحية لكل الأمة العربية.
وتتوجه بسؤال للمعارضين المقيمين في الخارج: هل لكم أي تأثير فيمن يحمل السلاح وينتشر في كل مكان ؟ وتجدد: إن هؤلاء أدوات تعمل لمصلحة الدول التي توظفهم لهذه المهمة.
كما تجد انه من الضروري تخفيف الاحتقان عند بعض الفئات، ويتم ذلك بحملات التوعية، وشرح مخاطر المؤامرة الحالية، وتشعر بأن الأزمة تنحدر إلى نهايتها، لكن تخشى من تردي أوضاع المواطنين المعيشية لاحقاً، لكنها توضح أن مطالب اغلب الشرائح اليوم تتمحور حول إعادة الأمن والأمان والسلام إلى سورية.
تذكر العديد من القضايا التي تعمل على حلها مع الوزارات المختلفة، وتستذكر مصير معلمي الوكالة المتضررين من الأزمة كثيرا مثل غيرهم من السوريين والذين عانوا من وزر الازمة كثيرا حتى باتوا عاطلين عن العمل ينتظرون الفرج بعد سنين من التعب والانتظار والتي ذهبت اليوم أدراج الرياح، فلا هم قادرون على العودة إلى المناطق الشرقية التي احتضنتهم خلال الفترة الماضية واوفوها حقها في تعليم أبنائها والالتزام بواجبهم التربوي والأخلاقي، ولاهم قادرون على العمل لأن تخمة المحافظة من المعلمين بلغت ذروتها.
السيدة معلا، التي تمرست بقطاع التربية فترة طويلة والناشطة اجتماعيا في المحافظة والمعروفة من جيل كامل تعلم على يديها، كانت شاهداً حياً على حاجات المحافظة المكتظة بالمهجرين قسرا من مناطق مختلفة،والملقبة بصديقة مراكز الإيواء تعمل مع فريق يساعدها على التخفيف من ألم التهجير وما يترتب على ذلك من دعم مادي ومعنوي.
تؤكد أن الازمة في سورية أساسها اجتماعي ومطالب الناس تتوقف عند حاجاتهم اليومية من توفير فرص عمل، وتخفيض أسعار المواد الأساسية والمحروقات بشكل رئيس، منبهة إلى خطورة مؤشر البطالة المرتفع .
تمارس نشاطها الاجتماعي المكثف، بدءا من الوقوف على حاجات المهجرين ودعم اسر الشهداء و المساعدة ضمن فريق متنوع من المحافظة على تحديد الحاجات التي تحقق نوع من العدالة الاجتماعية .
تقول: أكون دائما على الأرض، أحاول تسوية تفاصيل ولو كانت بسيطة، أعرف جيداً ما يحتاجه المواطن المكتوي اليوم من الحزن والغلاء، ومع ذلك تجده يدافع عن وطنه بقوة، هناك طاقة واسعة لدى المواطن السوري لا يدركها سوى من يختبره عن قرب.
وتؤكد السيدة معلا أن إرادة الحياة كبيرة لدى السوريين، وهي التي ستوفر لهم الإنقاذ من جملة الأزمات النفسية والمادية التي تلحق بهم، واقتناعهم بأن الإرهاب لا موطن له على الأرض السورية سيجعلهم متكاتفين أكثر وحريصين على وحدتهم أكثر من أي وقت مضى.
تقول السيدة معلا: نرحب بأي مبادرة فردية أو جماعية من شأنها المساعدة مهما كانت بسيطة، وتستذكر مبادرات فردية ساهم بها أناس بسطاء ضمن إمكاناتهم المحدودة لإغاثة مهجر أو مساعدة عوائل الشهداء، وترى أن لهذه المبادرات أثراً ايجابياً في النفوس.
متفائلة بالنصر لأننا أصحاب حق ولأننا إخوة بالدم وشركاء بالمصير كما تقول، فالشعب السوري كان ولا يزال الأنموذج المميز للتنوع، وأي خلل قد يحصل لا يعني نهاية حياة من الألفة والإخوة، بل إن المستقبل تجده زاهراً ولاسيما أن هناك سواعد تعمل بشكل كبير على الأرض.