هل تخلص الغرب من القذافي لصالح "داعش"؟
2 مشترك
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة الليبية
صفحة 1 من اصل 1
هل تخلص الغرب من القذافي لصالح "داعش"؟
اوروبا تكتشف وجود "داعش" على حدودها الجنوبية!
تاريخ النشر:05.12.2015
روسيا اليوم
الكاتب:عامر عبد الله
بقدرة قادر، توجهت أنظار الغرب إلى مدينة سرت الليبية بعد هجمات باريس لتكتشف فجأة أن "داعش" أصبح عمليا على حدود أوروبا الجنوبية.
من الصعب بمكان فهم موقف الغرب مما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، فهو من ساعد بقوة في تمهيد الأرض أمام "داعش" في العراق وفعل كل ما يستطيع لفتح حدود دول المنطقة لهم وخاصة في سوريا، بل إن "داعش" وصل إلى سرت عمليا تحت غطاء ضربات الناتو في عام 2011. فلماذا يتفاجأ الغرب في ليبيا وفي سوريا كما تفاجأ قبلا في العراق وهو صاحب اليد الطولى بالدفع بالأحداث في هذه الاتجاه؟.
من سخريات القدر، أن تنظيم "داعش" جعل من مدينة سرت، مسقط رأس الزعيم الليبي معمر القذافي، ملجأ استقطعه لأنصاره من مختلف أصقاع الأرض. وجعل منه مركز تدريب ونقطة انطلاق نحو منطقة الهلال النفطي الليبي شرقا، وربما إلى ما هو أبعد من ذلك. هذه المفارقة تدل على أن الغرب تخلص من القذافي لحساب "داعش" في نهاية الأمر.
بدت أوروبا مؤخرا كما لو أنها استيقظت فجأة لتجد أن تنظيم "داعش" لا يقف على مبعدة منها، بل هو يطل من مدينة سرت، من الساحل الجنوبي للبحر المتوسط ويحدق فيها هازئا ومتوعدا.
وفي هذا السياق يبدو إعلان باريس تنفيذ مقاتلاتها طلعات استطلاعية فوق سرت ومناطق أخرى في ليبيا، بمثابة اكتشاف متأخر لخطر استفحل في هذه البلاد منذ عام 2011. وهو لا يزال يشتد ويتقوى بفضل الظروف التي هيأتها آنذاك مقاتلات الناتو وخصوصا الفرنسية.
لم تساعد معركة التخلص من القذافي "داعش" في أن يجعل من مدينة سرت والمناطق المحيطة ملجأ لأنصاره فحسب، بل وأتاحت له الظروف المواتية ليقيم ما يشبه الدولة هناك بمؤسساتها وتشريعاتها وجيشها ومدارسها وجامعتها ومناهجها التعليمية الخاصة، وأن يجعلها قاعدة لتأهيل مقاتليه وانتحارييه وتدريب أنصاره بما في ذلك الأطفال والفتيان على مختلف أنواع الأسلحة، مستعينا في ذلك بأكثر من 12 معسكرا، كانت تابعة للجيش الليبي وانتقلت ملكيتها إليه في الأشهر الماضية تحت سمع وبصر العالم.
واللافت أن تنظيم "داعش" في سرت" لم يتخف تحت أي ستار. ولم يكن مضطرا لذلك، بل أعلن في مناسبات عديدة تحديه للغرب، أبرزها حين أعدم أوائل العام الجاري 22 قبطيا مصريا على ساحل المتوسط. ورفع حينها أحد جلاديه سكينه أمام أوروبا مهددا روما! ومع كل ذلك ظل "داعش" هانئا في المدينة ولم يعكر صفوه أي شيء، فما الذي تغير بعد هجمات باريس؟
لم يتغير أي شيء ويا للعجب! لقد استشرى التنظيم في المنطقة، وكرس نفسه قوة على الأرض على مدى أكثر من 4 سنوات. بل وجد التنظيم متسعا للابتهاج والاحتفال بهجمات باريس بتوزيع الحلوى في شوارع المدينة، وبتجديد تهديداته للغرب ووعيده بالمزيد.
الأنباء الواردة من ليبيا تؤكد أن مدينة سرت أصبحت قلعة حصينة منعزلة عما حولها، وأن "داعش" يستغل كل ما يقع تحت يديه للاستعداد لمعركة طويلة وبمختلف الأسلحة، مشيرة إلى أنه يقوم بتدريب طيارين في قاعدة القرضابية جنوب المدينة بواسطة جهاز "Flight simulator" الشبيه بقمرة قيادة الطائرة والذي يتيح محاكاة عملية الطيران، والإقلاع والهبوط، وتعليم تحديد المواقع في الأجواء، والتواصل مع المحطات الأرضية.
بالمقابل، يواصل الغرب الذي عبّر مؤخرا عن قلقه وهلعه من تنامي خطر "داعش" في ليبيا، حشد طائراته وسفنه الحربية حول سوريا. وفيما يفعل ذلك، تتحدث وسائله الإعلامية عن إمكانية أن ينتقل التنظيم من العراق وسوريا إلى سرت إذا هُزم، مشيرة إلى وجود معلومات عن توافد المزيد من المقاتلين الأجانب إلى سرت وانتقال قادة للتنظيم من سوريا والعراق إلى هناك.
المحير حقا هو ما الذي يريد أن يفعله الغرب بليبيا وبالبلدان الأخرى في منطقة الشرق الأوسط التي قُطعت أوصالها واستبيحت أراضيها وأجواءها وثرواتها؟ هل تعني هذه التطورات أن الغرب يستعد لحرب ضد "داعش" في ليبيا؟ أم أنه سيواصل دور المتفرج على ما يحدث في شمال إفريقيا إلى أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا طال مخاضها؟
كل الاحتمالات مفتوحة في منطقة الشرق الأوسط، بخاصة بعد أن أفسدت روسيا مخططات الغرب في سوريا بعمليتها الجوية ضد "داعش" التي غيرت قواعد اللعبة في المنطقة.
من جهة أخرى، يظن الغرب أن مواجهة "داعش" في ليبيا أسهل من مواجهتها في سوريا والعراق، نظرا لقرب البلاد من أراضيه ولكونها في متناول قواعده الجوية الأرضية والبحرية.
يبدو هذا التشخيص للوهلة الأولى صائبا، إلا أن الأمر ليس بالسهولة التي يتصورها الكثيرون في الغرب . لقد استشرى "داعش" في ليبيا وأقام مراكز لأنصاره ومقاتليه في مختلف أرجائها بما في ذلك في الجنوب، حيث الصحاري الشاسعة التي تعد متاهة كبرى لا حدود لها. وهو بالتالي سيكون قادرا عند الضرورة على الحركة والانتقال من مركز إلى آخر ضمن رقعة واسعة، وسيكون من الصعب استهدافه من الجو.
من الأرجح أن تتواصل فصول هذه المسرحية الدموية والعنيفة مدة طويلة لأن بقاء وتمدد هذه الظاهرة يدل ضمنيا على أن أطرافا ما لا تزال في حاجة إلى المزيد من الخراب في هذه المنطقة، وهي لن تتسرع في إسدال الستارة حتى إشعار آخر.
تاريخ النشر:05.12.2015
روسيا اليوم
الكاتب:عامر عبد الله
بقدرة قادر، توجهت أنظار الغرب إلى مدينة سرت الليبية بعد هجمات باريس لتكتشف فجأة أن "داعش" أصبح عمليا على حدود أوروبا الجنوبية.
من الصعب بمكان فهم موقف الغرب مما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، فهو من ساعد بقوة في تمهيد الأرض أمام "داعش" في العراق وفعل كل ما يستطيع لفتح حدود دول المنطقة لهم وخاصة في سوريا، بل إن "داعش" وصل إلى سرت عمليا تحت غطاء ضربات الناتو في عام 2011. فلماذا يتفاجأ الغرب في ليبيا وفي سوريا كما تفاجأ قبلا في العراق وهو صاحب اليد الطولى بالدفع بالأحداث في هذه الاتجاه؟.
من سخريات القدر، أن تنظيم "داعش" جعل من مدينة سرت، مسقط رأس الزعيم الليبي معمر القذافي، ملجأ استقطعه لأنصاره من مختلف أصقاع الأرض. وجعل منه مركز تدريب ونقطة انطلاق نحو منطقة الهلال النفطي الليبي شرقا، وربما إلى ما هو أبعد من ذلك. هذه المفارقة تدل على أن الغرب تخلص من القذافي لحساب "داعش" في نهاية الأمر.
بدت أوروبا مؤخرا كما لو أنها استيقظت فجأة لتجد أن تنظيم "داعش" لا يقف على مبعدة منها، بل هو يطل من مدينة سرت، من الساحل الجنوبي للبحر المتوسط ويحدق فيها هازئا ومتوعدا.
وفي هذا السياق يبدو إعلان باريس تنفيذ مقاتلاتها طلعات استطلاعية فوق سرت ومناطق أخرى في ليبيا، بمثابة اكتشاف متأخر لخطر استفحل في هذه البلاد منذ عام 2011. وهو لا يزال يشتد ويتقوى بفضل الظروف التي هيأتها آنذاك مقاتلات الناتو وخصوصا الفرنسية.
لم تساعد معركة التخلص من القذافي "داعش" في أن يجعل من مدينة سرت والمناطق المحيطة ملجأ لأنصاره فحسب، بل وأتاحت له الظروف المواتية ليقيم ما يشبه الدولة هناك بمؤسساتها وتشريعاتها وجيشها ومدارسها وجامعتها ومناهجها التعليمية الخاصة، وأن يجعلها قاعدة لتأهيل مقاتليه وانتحارييه وتدريب أنصاره بما في ذلك الأطفال والفتيان على مختلف أنواع الأسلحة، مستعينا في ذلك بأكثر من 12 معسكرا، كانت تابعة للجيش الليبي وانتقلت ملكيتها إليه في الأشهر الماضية تحت سمع وبصر العالم.
واللافت أن تنظيم "داعش" في سرت" لم يتخف تحت أي ستار. ولم يكن مضطرا لذلك، بل أعلن في مناسبات عديدة تحديه للغرب، أبرزها حين أعدم أوائل العام الجاري 22 قبطيا مصريا على ساحل المتوسط. ورفع حينها أحد جلاديه سكينه أمام أوروبا مهددا روما! ومع كل ذلك ظل "داعش" هانئا في المدينة ولم يعكر صفوه أي شيء، فما الذي تغير بعد هجمات باريس؟
لم يتغير أي شيء ويا للعجب! لقد استشرى التنظيم في المنطقة، وكرس نفسه قوة على الأرض على مدى أكثر من 4 سنوات. بل وجد التنظيم متسعا للابتهاج والاحتفال بهجمات باريس بتوزيع الحلوى في شوارع المدينة، وبتجديد تهديداته للغرب ووعيده بالمزيد.
الأنباء الواردة من ليبيا تؤكد أن مدينة سرت أصبحت قلعة حصينة منعزلة عما حولها، وأن "داعش" يستغل كل ما يقع تحت يديه للاستعداد لمعركة طويلة وبمختلف الأسلحة، مشيرة إلى أنه يقوم بتدريب طيارين في قاعدة القرضابية جنوب المدينة بواسطة جهاز "Flight simulator" الشبيه بقمرة قيادة الطائرة والذي يتيح محاكاة عملية الطيران، والإقلاع والهبوط، وتعليم تحديد المواقع في الأجواء، والتواصل مع المحطات الأرضية.
بالمقابل، يواصل الغرب الذي عبّر مؤخرا عن قلقه وهلعه من تنامي خطر "داعش" في ليبيا، حشد طائراته وسفنه الحربية حول سوريا. وفيما يفعل ذلك، تتحدث وسائله الإعلامية عن إمكانية أن ينتقل التنظيم من العراق وسوريا إلى سرت إذا هُزم، مشيرة إلى وجود معلومات عن توافد المزيد من المقاتلين الأجانب إلى سرت وانتقال قادة للتنظيم من سوريا والعراق إلى هناك.
المحير حقا هو ما الذي يريد أن يفعله الغرب بليبيا وبالبلدان الأخرى في منطقة الشرق الأوسط التي قُطعت أوصالها واستبيحت أراضيها وأجواءها وثرواتها؟ هل تعني هذه التطورات أن الغرب يستعد لحرب ضد "داعش" في ليبيا؟ أم أنه سيواصل دور المتفرج على ما يحدث في شمال إفريقيا إلى أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا طال مخاضها؟
كل الاحتمالات مفتوحة في منطقة الشرق الأوسط، بخاصة بعد أن أفسدت روسيا مخططات الغرب في سوريا بعمليتها الجوية ضد "داعش" التي غيرت قواعد اللعبة في المنطقة.
من جهة أخرى، يظن الغرب أن مواجهة "داعش" في ليبيا أسهل من مواجهتها في سوريا والعراق، نظرا لقرب البلاد من أراضيه ولكونها في متناول قواعده الجوية الأرضية والبحرية.
يبدو هذا التشخيص للوهلة الأولى صائبا، إلا أن الأمر ليس بالسهولة التي يتصورها الكثيرون في الغرب . لقد استشرى "داعش" في ليبيا وأقام مراكز لأنصاره ومقاتليه في مختلف أرجائها بما في ذلك في الجنوب، حيث الصحاري الشاسعة التي تعد متاهة كبرى لا حدود لها. وهو بالتالي سيكون قادرا عند الضرورة على الحركة والانتقال من مركز إلى آخر ضمن رقعة واسعة، وسيكون من الصعب استهدافه من الجو.
من الأرجح أن تتواصل فصول هذه المسرحية الدموية والعنيفة مدة طويلة لأن بقاء وتمدد هذه الظاهرة يدل ضمنيا على أن أطرافا ما لا تزال في حاجة إلى المزيد من الخراب في هذه المنطقة، وهي لن تتسرع في إسدال الستارة حتى إشعار آخر.
الشابي- مشرف عام
-
عدد المساهمات : 5777
نقاط : 15814
تاريخ التسجيل : 04/06/2014
رد: هل تخلص الغرب من القذافي لصالح "داعش"؟
داعش "فزاعه"صنعها الغرب حتى يستخدمها مبرر متى أراد التدخل في الشوون الداخلية لدول التى تملك موارد نفط،ولعل العراق خير دليل
المهاجر الليبي- مشرف عام
-
عدد المساهمات : 4481
نقاط : 6790
تاريخ التسجيل : 20/05/2013
مواضيع مماثلة
» هجوم تنظيم داعش على ميناء السدرة اليوم ، يعتبر ضغط لصالح القوات البريطانية التي سيتم نشرها في ليبيا
» هل سينتصر القذافي الجديد على الغرب؟
» المحلل السياسي العتيد محمد البويصير يرى أن القذافي أختلق العداء مع الغرب
» نحن وقفنا في صف معمر القذافي رغم كل حملات التشويه الكونية وأساطيل الغرب النووية
» بين القذافي و فبراير من يحرق ليبيا...من ينشر الإرهاب لماذا يريد الغرب المصالحة...
» هل سينتصر القذافي الجديد على الغرب؟
» المحلل السياسي العتيد محمد البويصير يرى أن القذافي أختلق العداء مع الغرب
» نحن وقفنا في صف معمر القذافي رغم كل حملات التشويه الكونية وأساطيل الغرب النووية
» بين القذافي و فبراير من يحرق ليبيا...من ينشر الإرهاب لماذا يريد الغرب المصالحة...
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة الليبية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
أمس في 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi
» كلمة مندوب الجزائر في مجلس الأمن بعد الفيتو الأميركي ضد قرار وقف الحرب على غزة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:32 pm من طرف larbi
» مقتل جندي و إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 7:00 pm من طرف larbi
» مقتل جندي إسرائيلي و جرحى من لواء غولاني بمعارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:48 pm من طرف larbi
» بيان المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بشأن استهداف سفينة في البحر الأحمر
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:37 pm من طرف larbi