بلحاج و الزنتان و تونس .. ماذا يحدث؟

لماذا قرر الإخوانجى المدعو " عبد الحكيم بلحاج " تهديد جماعة الزنتان بشكل مباشر دون سابق إندار ؟
و لماذا تزامن التهديد مع القلاقل الأمنية التى تشهدها ليبيا على حدودها الغربية مع الجارة تونس؟
ثم لماذا يُدرج إسم المهندس سيف الإسلام القدافى تحت السطور فى إطار هذا التهديد المبطن؟
و ما علاقة ذلك بالتصريحات الإعلامية الأخيرة للرئيس الأمريكى باراك أوباما التى لمحت لخطوة التراجع عما بدأت فيه واشنطن فى ليبيا ؟
يجب أن نفهم أن المدعو بلحاج لا يتكلم و لا يتحرك إلا بأمر فوقى ، و فوق بلحاج لا يوجد إلا قطر و تركيا و فوق قرار هاذين البلدين هناك القرار الأمريكى فماذا تريد الو م أ من الزنتان ؟
الزنتان هي اليوم تترنخ تحت حكم داخلى و ضغط خارجى ، لكنهم ليسوا بالأغبياء حتى يتخلون أو يتنازلون عن ورقة سيف الإسلام لغيرهم فهي حياتهم و مستقبلهم و السؤال المطروح ما الذى يريده الأسياد من الزنتان ؟
حياة سيف الإسلام بيد سجانيه و لو كان بمقدور حكام طرابلس و مصراتة الوصول إليه لقتلوه أو سمموه بطريقة ذكية مثلما فعل الصهاينة مع الرئيس الراحل ياسر عرفات - رحمه الله - ، و بقائه حيا لا يعود له شخصيا و لا يعود للزنتان - طبعا الأعمار بيد الله - و لكن بقاء سيف الإسلام حيا يعود بالدرجة الأولى إلى قوة و إرادة الأسياد ، و يكدب من يقول لكم أن أوروبا أقوى نفودا فى ليبيا من الوم أ .
هذا يعنى أن هنالك شيء ما يُحضر و يُطبخ على نار هادئة بعيدا عن الأنظار ، و إخراج مثل هذه الدمى للإعلام يُبين لنا أننا على مقربة جدا من تدوق تلكم الطبخة !؟
شيء أخر يدعوا للتساءل هو : كيف أن الدواعش الذين أفهمونا إعلاميا أنهم يقطنون فى سرت كيف لهم أن ينتشروا و بأعداد كبيرة على الحدود الليبية - التونسية ؟
فلا هم هبطوا لنا من السماء و لا هم خرجوا من تحت الأرض فأين كانوا مختبئين ؟
هل كانوا فى حماية ميليشيات فجر ليبيا أم تحت مظلة التنسيق غير مباشر مع الإستخبارات الغربية ، كما يُنسق ما يُسمى الجيش الحر فى سوريا مع جبهة النصرة و تنظيم داعش ثم إختفى نهائيا ليترك هاذين التنظيمين الإرهابيين يسرحون و يمرحون فى البلد؟
هذا يعنى أن محركي "الدواعش الأخيار " من ميلشيات فجر ليبيا و "الدواعش الأشرار" الذين لم يصابوا بعد بالسعار - لأن هناك كلاب الدواعش الذين مازالوا تحت السيطرة و هناك كلاب الدواعش الذين أصابهم السعار و لم يعودوا تحت السيطرة - قلنا هذا يعنى أنهم أمروهم بالتحضير لشيء ما ؟
قد يكون المستهدف هو أمن الزنتان و الجنوب الصحراوى و خلق قلقة أمنية مع الحدود مع الجزائر و ها قد رأينا بالون الإختبار الذى أرسلوه اليوم للجزائر عبر جنوبها الصحراوى الشاسع حيث كانت جهوزية الجيش الجزائرى عند المستوى المطلوب؟
ثم ما علاقة ذلك بإكتشاف النفط فى الجنوب التونسى حسب مصادر إقتصادية ؟
صرنا نعلم أنه كلما وُجد النفط أو أي ثروة باطنية فى مكان وُجدت معه المؤامرات الغربية ؟
شيء أخر يدعونا للتساءل : عن هذا المدعو " عبد الحكيم بلحاج " السمسار التاجر ، ما علاقته بكل هذه الفوضى الخلاقة المُستحدثة ؟
لاحظوا شيء مهم .. كلما بدأت الأمور تتوضح كلما لفها الغموض أكثر ، و كلما تقدمت ليبيا بخطوة إلى الأمام عادت بخطوتين إلى الوراء ، هذا يعنى أن الخيط الرابط بين المدعو بلحاج و الزنتان و تونس واحد و المُحرك واحد و الهدف واحد ، و يعنى بالضرورة أن العلاقة المتعدية بين من يُحرك بلحاج على علاقة متعدية مع من يُحرك الدواعش و نفس العلاقة مع من يُحرك الزنتان و هو نفسه من إستهدف تونس و يستهدف دول الجوار فى أمنها ، و كلما توتر الوضع الأمنى تدهور الوضع الإقتصادى و كلما تدهور الوضع الإقتصادى أمكن خلق بيئة حاضنة لكل الموبقات و المؤامرات .
عموما ما يهمنا أمن وصحة الدكتور سيف الإسلام القدافى و هذا الرجل إن عاش خمسة سنوات سجينا و أسيرا فسيعيش باقى حياته حرا طليقا ، ثقوا تماما أن الأمور قد خرجت من أيدى سيطرة مُحركي الدمى لأن الشعب الليبى بقبائله صار هو المُحرك الرئيسى حتى و لو لم نشاهد نتائج ذلك فى الميدان فإن الإستخبارات الغربية صارت على علم وثيق بذلك و هذا يعنى أنه أمامنا شهر على أقل تقدير ليخرجوا لنا مدخلات جديدة لم نعهدها فى السابق و إن لمنتظرون.

نسئل الله السلامة للمهندس سيف الاسلام .