الأهمية الاستراتيجية لتحرير تدمر
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
الأهمية الاستراتيجية لتحرير تدمر
الأهمية الاستراتيجية لتحرير تدمر بمشاركة روسيا الفعالة
يكتسب تحرير مدينة تدمر أهمية استراتيجية، ويمهد لاجتثاث تنظيم "داعش" الإرهابي، وخاصة في ظل التطورات الميدانية في العراق.
وفضلا عن الأهمية الاستراتيجية، فإن تحرير مدينة زنوبيا يكتسب أهمية رمزية. فالعالم تنفس الصعداء لإنقاذ واحد من أهم المواقع الأثرية في سوريا من عبث ظلاميي "داعش"، الذين طال تخريبهم نسْفَ مواقع مدرجة في سجل اليونسكو للتراث الثقافي العالمي.
ويُعد تحرير تدمر نصرا كبيرا للجيش السوري وحلفائه. وتتيح السيطرة على المدينة، الواقعة في عقدة مواصلات وسط بادية الشام، للجيش السوري التقدم شمالا باتجاه مدينة الرقة، أهم معاقل "داعش" في سوريا، كما يفتح الطريق أمام التقدم إلى دير الزور شمالا، وإلى الغوطة الشرقية لريف دمشق، وريفي السويداء ودرعا جنوبا.
ويسهم هذا التطور المهم في عزل التواصل الجغرافي لـ"داعش" مع أرياف حمص وحماة غربا، والحدود العراقية شرقا. ويضيق الخناق على التنظيم الإرهابي، ويقلص من مساحة سيطرته الجغرافية كثيرا. كما أن تحرير المدينة ينهي سيطرة "داعش" على عدد من حقول الغاز المهمة في محيط المدينة، ويبعد تهديداته المباشرة لجزء مهم من المطارات والقواعد العسكرية للجيش السوري في ريفي حمص الشرقي والشمالي الشرقي.
ويأتي تحرير تدمر بعد نحو شهر من فرض الهدنة بتفاهم روسي-أمريكي، ما مكن الجيش السوري وحلفاءه من التركيز على محاربة "داعش". وتؤكد جميع التقارير أن دحر "داعش" في المدينة جاء بدعم روسي جوي كبير، ومشاركة في القصف، والتشويش على منظومة اتصالات الإرهابيين، وتحديد إحداثيات القصف بعد رصد دقيق لمواقع مقاتلي التنظيم.
وتوضح المشاركة الروسية الفعالة في تحرير المدينة، أن موسكو ملتزمة بمواصلة محاربة الإرهاب، رغم إعلان انسحاب جزء كبير من القوات الروسية قبل أسبوعين. كما تؤكد أن الجانب الروسي أوفى بتعهدات أطلقها وزير الخارجية سيرغي لافروف في وقت سابق، وأعلن فيها أن موسكو سوف تعمل على طرد "داعش" من تدمر، وأنها ستواصل العمل من أجل محاربة الإرهاب، والبحث عن حل سياسي للأزمة السورية في شكل متواز.
ومن المؤكد أن تحرير تدمر بهذه السرعة يضع الولايات المتحدة وحلفاءها في التحالف الدولي في موقف محرج. فمن جهة، يكشف عدم نجاعة غارات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في محاربة "داعش" بالرغم من الإعلان عن ألوف الطلعات والغارات على مواقع التنظيم الإرهابي في سوريا منذ نحو سنة ونصف السنة.
ومن جهة أخرى، فهو يضعها أمام مسؤوليتها في إثبات حقيقة نيتها في محاربة "داعش" بجدية وسرعة.
وأخيرا، فإن تحقيق نتائج سريعة عبر التنسيق بين القوات السورية والجانب الروسي يوضح أن الغارات الجوية وحدها لن تكون مؤثرة في حال غياب تنسيق مع قوى على الأرض؛ ما يضع واشنطن أمام خيارات، ربما لم تكن ترغب فيها. ومنها زيادة التنسيق مع القوات السورية، التي أصبح بمقدورها الآن التقدم نحو مراكز التنظيم في الجزيرة السورية.
وتزداد أهمية تحرير تدمر مع ربطها بإطلاق الجيش العراقي معركة تحرير الموصل، العاصمة الثانية لـ "دولة الخلافة"، وتضييق الخناق على تنظيم "داعش" على طرفي الحدود في سوريا والعراق.
ولكن البناء على تحرير تدمر لا يكتمل من دون إيفاء الجانب الأمريكي بالتزاماته واثبات جديته في محاربة "داعش" عبر زيادة فعالية ضرباته، والتنسيق على الأرض مع القوى الفاعلة، والمنظمة على الأرض في كل من سوريا والعراق.
ولا تكتمل أهمية تحرير المدينة الاستراتيجية إلا بعدد من النقاط الأساسية:
الأولى، البناء على التوافقات الروسية-الأمريكية ومواصلة المعركة لاقتلاع التنظيم من مواقعه في سوريا والعراق.
والثانية، إعطاء تطمينات للسكان المدنيين، الذين اضطروا إلى البقاء في مناطق سيطرة "داعش" بأن المعركة هي لتحريرهم من ظلم التنظيم، وأنهم لن يخضعوا لأي شكل من أشكال الانتقام أو الإقصاء لأنهم لم يغادروا بيوتهم وأراضيهم.
وهنا لا بد من تشكيل قوى محلية تساهم في ترسيخ السلم الأهلي، ومنع بروز صراعات .. يمكن أن تكون بذرة لبروز تنظيمات إرهابية بتسميات جديدة.
وختاما، فإن تقدم هذه القوة أو تلك على الأرض يجب ألا يغير القواعد الأساسية للانتقال السياسي في سوريا، والتي تم التوصل إليها عبر التفاهمات الروسية-الأمريكية من "جنيف-1"، إلى قرار مجلس الأمن الدولي 2254، مرورا بتفاهمات فيينا وميونخ.
ذلك، إضافة إلى فصل واضح بين مسار ونتائج التسوية السياسية، التي يحددها الفرقاء السوريون عبر المفاوضات، وجهود محاربة الإرهاب، والتي يجب أن تنخرط فيها جميع القوى الداخلية والإقليمية بإشراف وإدارة الجانبين الروسي والأمريكي.
سامر إلياس
يكتسب تحرير مدينة تدمر أهمية استراتيجية، ويمهد لاجتثاث تنظيم "داعش" الإرهابي، وخاصة في ظل التطورات الميدانية في العراق.
وفضلا عن الأهمية الاستراتيجية، فإن تحرير مدينة زنوبيا يكتسب أهمية رمزية. فالعالم تنفس الصعداء لإنقاذ واحد من أهم المواقع الأثرية في سوريا من عبث ظلاميي "داعش"، الذين طال تخريبهم نسْفَ مواقع مدرجة في سجل اليونسكو للتراث الثقافي العالمي.
ويُعد تحرير تدمر نصرا كبيرا للجيش السوري وحلفائه. وتتيح السيطرة على المدينة، الواقعة في عقدة مواصلات وسط بادية الشام، للجيش السوري التقدم شمالا باتجاه مدينة الرقة، أهم معاقل "داعش" في سوريا، كما يفتح الطريق أمام التقدم إلى دير الزور شمالا، وإلى الغوطة الشرقية لريف دمشق، وريفي السويداء ودرعا جنوبا.
ويسهم هذا التطور المهم في عزل التواصل الجغرافي لـ"داعش" مع أرياف حمص وحماة غربا، والحدود العراقية شرقا. ويضيق الخناق على التنظيم الإرهابي، ويقلص من مساحة سيطرته الجغرافية كثيرا. كما أن تحرير المدينة ينهي سيطرة "داعش" على عدد من حقول الغاز المهمة في محيط المدينة، ويبعد تهديداته المباشرة لجزء مهم من المطارات والقواعد العسكرية للجيش السوري في ريفي حمص الشرقي والشمالي الشرقي.
ويأتي تحرير تدمر بعد نحو شهر من فرض الهدنة بتفاهم روسي-أمريكي، ما مكن الجيش السوري وحلفاءه من التركيز على محاربة "داعش". وتؤكد جميع التقارير أن دحر "داعش" في المدينة جاء بدعم روسي جوي كبير، ومشاركة في القصف، والتشويش على منظومة اتصالات الإرهابيين، وتحديد إحداثيات القصف بعد رصد دقيق لمواقع مقاتلي التنظيم.
وتوضح المشاركة الروسية الفعالة في تحرير المدينة، أن موسكو ملتزمة بمواصلة محاربة الإرهاب، رغم إعلان انسحاب جزء كبير من القوات الروسية قبل أسبوعين. كما تؤكد أن الجانب الروسي أوفى بتعهدات أطلقها وزير الخارجية سيرغي لافروف في وقت سابق، وأعلن فيها أن موسكو سوف تعمل على طرد "داعش" من تدمر، وأنها ستواصل العمل من أجل محاربة الإرهاب، والبحث عن حل سياسي للأزمة السورية في شكل متواز.
ومن المؤكد أن تحرير تدمر بهذه السرعة يضع الولايات المتحدة وحلفاءها في التحالف الدولي في موقف محرج. فمن جهة، يكشف عدم نجاعة غارات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في محاربة "داعش" بالرغم من الإعلان عن ألوف الطلعات والغارات على مواقع التنظيم الإرهابي في سوريا منذ نحو سنة ونصف السنة.
ومن جهة أخرى، فهو يضعها أمام مسؤوليتها في إثبات حقيقة نيتها في محاربة "داعش" بجدية وسرعة.
وأخيرا، فإن تحقيق نتائج سريعة عبر التنسيق بين القوات السورية والجانب الروسي يوضح أن الغارات الجوية وحدها لن تكون مؤثرة في حال غياب تنسيق مع قوى على الأرض؛ ما يضع واشنطن أمام خيارات، ربما لم تكن ترغب فيها. ومنها زيادة التنسيق مع القوات السورية، التي أصبح بمقدورها الآن التقدم نحو مراكز التنظيم في الجزيرة السورية.
وتزداد أهمية تحرير تدمر مع ربطها بإطلاق الجيش العراقي معركة تحرير الموصل، العاصمة الثانية لـ "دولة الخلافة"، وتضييق الخناق على تنظيم "داعش" على طرفي الحدود في سوريا والعراق.
ولكن البناء على تحرير تدمر لا يكتمل من دون إيفاء الجانب الأمريكي بالتزاماته واثبات جديته في محاربة "داعش" عبر زيادة فعالية ضرباته، والتنسيق على الأرض مع القوى الفاعلة، والمنظمة على الأرض في كل من سوريا والعراق.
ولا تكتمل أهمية تحرير المدينة الاستراتيجية إلا بعدد من النقاط الأساسية:
الأولى، البناء على التوافقات الروسية-الأمريكية ومواصلة المعركة لاقتلاع التنظيم من مواقعه في سوريا والعراق.
والثانية، إعطاء تطمينات للسكان المدنيين، الذين اضطروا إلى البقاء في مناطق سيطرة "داعش" بأن المعركة هي لتحريرهم من ظلم التنظيم، وأنهم لن يخضعوا لأي شكل من أشكال الانتقام أو الإقصاء لأنهم لم يغادروا بيوتهم وأراضيهم.
وهنا لا بد من تشكيل قوى محلية تساهم في ترسيخ السلم الأهلي، ومنع بروز صراعات .. يمكن أن تكون بذرة لبروز تنظيمات إرهابية بتسميات جديدة.
وختاما، فإن تقدم هذه القوة أو تلك على الأرض يجب ألا يغير القواعد الأساسية للانتقال السياسي في سوريا، والتي تم التوصل إليها عبر التفاهمات الروسية-الأمريكية من "جنيف-1"، إلى قرار مجلس الأمن الدولي 2254، مرورا بتفاهمات فيينا وميونخ.
ذلك، إضافة إلى فصل واضح بين مسار ونتائج التسوية السياسية، التي يحددها الفرقاء السوريون عبر المفاوضات، وجهود محاربة الإرهاب، والتي يجب أن تنخرط فيها جميع القوى الداخلية والإقليمية بإشراف وإدارة الجانبين الروسي والأمريكي.
سامر إلياس
الاسد السوري- مشرف
-
عدد المساهمات : 3599
نقاط : 9832
تاريخ التسجيل : 17/08/2015
مواضيع مماثلة
» الأهمية الاستراتيجية لسجن حلب المركزي
» الزعبي: لانتصار جيشنا على الإرهاب في تدمر دلالات شعبية وأخلاقية كبيرة لتحرير أهلنا فيها
» النبك.. الأهمية الاستراتيجية.. هكذا سقط المسلحون
» الأهمية الاستراتيجية لحمص في خريطة سورية العسكرية
» الأهمية الاستراتيجية و النتائج المترتبة على معركة القلمون
» الزعبي: لانتصار جيشنا على الإرهاب في تدمر دلالات شعبية وأخلاقية كبيرة لتحرير أهلنا فيها
» النبك.. الأهمية الاستراتيجية.. هكذا سقط المسلحون
» الأهمية الاستراتيجية لحمص في خريطة سورية العسكرية
» الأهمية الاستراتيجية و النتائج المترتبة على معركة القلمون
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد