كلمة العميل فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوصاية

كلمة العميل فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوصاية

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الشعب الليبي العظيم
انه لمن دواعي سروري أن يكون حديثي معكم اليوم من قلب عاصمتنا طرابلس، هذه المدينة التى راهن الكثيرون على استحالة دخولنا اليها دون قتال وفوضى، ولكن لله الحمد رأيتم بأنفسكم حرارة الاستقبال وسلمية الدخول دون سقوط قطرة دم واحدة، وما كان ذلك ليحدث الا بجهود شرفاء الوطن الذين كان ولازال شغلهم الشاغل استقرار وأمن ليبيا...
احدثكم لاطلعكم على آخر اعمال المجلس الرئاسي والوضع العام في البلاد، والوقوف على المستجدات والتحديات وخطواتنا القادمة.
أيها الليبيون أيتها الليبيات
كما تعلمون فإن العملية السياسية لم تكن سهلة، دفع ثمنها جميع الليبيين، لتحقيق هدف واحد وهو الاستقرار، الأمن والآمان والحياة الكريمة. وقد وصلنا الآن الى مرحلة التنفيذ الفعلي وليس الكلام الجدلي، لم يعد هناك وقت نضيعه في مناورات سياسية، لذا فنحن نعمل بدون كلل أو ملل لاستكمال الاستحقاقات الواردة في الاتفاق السياسي، وبدأنا منذ وصولنا بعقد سلسلة من الاجتماعات واللقاءات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي وقت قصير جداً التقينا بالمسؤولين والمتخصصين في المؤسسات الأمنية، والمالية والاقتصادية، والهيئات والشركات، ومجالس البلديات، والأعيان والمشايخ، والنساء والشباب، من الشرق والغرب والجنوب.
ونتج عن هذه الاجتماعات وضع خطط وحلول سريعة وفعالة للمشاكل التي تواجه المواطن الليبي، خصوصاً تلك التي تتعلق باحتياجاته اليومية، حيث قمنا بجملة من المعالجات المالية والاقتصادية، كدفع المرتبات المتأخرة وتوفير السيولة النقدية، ورفع سقف النقد الاجنبي المخصص للمصارف للحوالات الخارجية وبطاقات الائتمان، وفتح الاعتمادات مستنديه مخصصة لاستيراد السلع الأساسية والمواد الغذائية. كما قمنا باجرائات مماثلة لتوفير الامدادات والخدمات الطبية العاجلة، ومعالجة مشاكل الكهرباء والطاقة.
كل هذه الاجراءات من شأنها أن تساهم خلال أسابيع قليلة في توفير احتياجات المواطن الأساسية في كل ارجاء الوطن دونما تمييز بين مكان وآخر.
وفي ذات الوقت لم نغفل عن الوضع الأمني حيث قمنا بالتواصل مع القيادات العسكرية والتشكيلات المسلحة في كل مكان، ولمسنا حرصهم وجديتهم في المساهمة معاً لبناء دولة المؤسسات والقانون. وكذلك اجتمعنا مع الفرقاء والمشككين في جدوى الاتفاق السياسي ونتائجه،في محاولات لتقريب وجهات النظر، لأن سياستنا هي الوفاق والتصالح، الأمن والآمان، والازدهار والبناء. حان الوقت لكي ينعم المواطن بخيرات بلاده، وأن ندخل في شراكات حقيقية مع الدول الصديقة والشقيقة على مبدأ الندية، ليعم الخير على الجميع.
قمنا أيضا في هذه الفترة الوجيزة بتشكيل لجنة تتولى ترتيبات استلام مقرات الدولة بالتنسيق مع لجنة الترتيبات الأمنية ووزارة الداخلية، وتمكنا بالفعل من استلام عدد من المقار، والباقي خلال الأيام القليلة القادمة، حيث تكون وزارة الداخلية وحدها المعنية بتأمينها.
اخوتي وأخواتي...
بالتأكيد أن هناك تحدياتٍ حقيقية مازالت في انتظارنا، ولكن نحن نراهن على الزخم والدعم الشعبي، والذي لمسناه منذ دخولنا طرابلس، و كان صداه في كل انحاء البلاد... شرقاً وغرباً وجنوباً.
ندرك جيداً وجوب تحقيق الكثير من المكتسبات السريعة وذلك للتخفيف من معاناة المواطن، وفي نفس الوقت نعمل أن تكون نتائجها ايجابية ، مما يدعم بناء الثقة والشروع في وضع خطط تنموية للمستقبل القريب.
ان حكومة الوفاق الوطني هي حكومة كل الليبيين، الذين يؤيدون الاتفاق والذين يعارضونه، سواء بسواء ونحترم جميع الآراء، ولكن المسؤولية الوطنية تحتم علينا وضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار، بعيداً عن التجاذبات السياسية والجهوية و المناطقية الضيقة، وليس على حساب آمنه وقوته وكرامته. كفانا كلاماً وجدلا .. حان وقت العمل...
ان شرعية هذا المجلس والحكومة المنبثقة عنه نابعةٌ ومستمدةٌ من توافق الليبيين، وقد جاءت بعد حوار ليبي- ليبي دام قرابة العام والنصف، شهدت فيه البلاد فرقة وصراعات وانقسامات في مؤسسات الدولة، بما انعكس سلباً على الوطن ووحدة أراضيه. لذا ندعوا مجلس النواب كطرف من أطراف الاتفاق السياسي ضرورة استكمال استحققاته كونه الجسم التشريعي الوحيد في البلاد، كما نطلب من كافة الأجسام المنبثقة من الاتفاق السياسي الالتزام بالصلاحيات الممنوحة لها دون أي تجاوز، من شأنه ارباك المشهد وزيادة التوتر والخلاف.

أيها المواطنون أيتها المواطنات:
ان تفشي الارهاب المتمثل في تنظيم الدولة "داعش"، مسألة حرجة للغاية لنا جميعا، وليبيا الآن أصبحت ساحة مستباحة له، وشاهدنا كيف أصبح له خلايا ومجموعات في كل مكان، لذا بدأنا بالفعل في وضع استراتيجية ومشروع وطني لانهاء هذه الآفة والقضاء عليها وبسواعد ليبية، وليس عن طريق أي نوع من التدخل الأجنبي، نحن لسنا بمعزل عن العالم ولكن سيادة ليبيا لا تنازل عنها.
وفي هذا الصدد فإن الانقسام السياسي في البلاد ادى الى حالة عدم ثقة بين الليبيين ، و لذلك نسعى ونتطلع الى تنظيم الجهود من أجل خوض معركة الوطن للقضاء على داعش في سرت و المناطق المجاورة وبمشاركة جميع الأطراف، لذا قررنا أن نبدأ اتصالاتنا وبالتنسيق مع وزير الدفاع المسمى لحكومة الوفاق الوطني، وبجميع قيادات الأركان والقيادة العامة للجيش وبكل القيادات العسكرية في الشرق والغرب والجنوب، لنطلب منهم وضع الترتيبات اللازمة لمباشرة عملية تحرير سرت، و خاصة تحديد المتطلبات المالية و الفنية العسكرية، و كذلك إيجاد غرفة مشتركة للعمليات تضمن مشاركة القوات المسلحة الليبية في كافة انحاء البلاد.
لن نسمح بأن تكون معركة تحرير سرت خاضعة للمساومات السياسية والمكاسب الآنية، لقد آن الآوان لاجتثاث داعش من كل أنحاء البلاد، وفي هذا الاطار نحيي جهود أبناء الوطن الشرفاء الذين حاربوا ويحاربون هذا التنظيم في بنغازي ودرنة والسدرة وصبراتة وغيرها من مدن ليبيا، ان حربنا هذه ليست بالمسميات والولائات لأشخاص أو تنظيمات حزبية كانت أو فكرية، انما حربنا باسم ليبيا والولاء فقط للوطن.
وفي النهاية اود ان اذكركم بأننا نواجه عدو لا يعترف بحدود الوطن، وهو من ينتهك سيادتنا ويقتل ابنائنا بأيدي الغرباء، لذا فلننسى خلافاتنا، ولنعمل على توحيد الصفوف، والاستعداد يدٍ بيد لمعركة تحرير سرت..... فالنصر بعون الله قريب.
حفظ الله ليبيا و شرفاءها وجنودها.... و نصرهم على الأعداء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته