مصراتة .. دُر إلي الخلف

" المزاريط " الذين زرعوا الحقد و الكراهية من حولهم في كل ليبيا و في طرابلس تحديدا بدؤا ينسحبون من طرابلس و يسحبون في ألياتهم بطريقة تكاد تكون سرية مع الإبقاء على بعض النقاط بحوزتهم , و قدم و ساق في حكومة " السراج ".
الخسائر البشرية و الإقتصادية التي خسرها " المزاريط " علي كل الجبهات أخرها جبهة " سرت " كانت وراء قرار الإنسحاب الجزئي من طرابلس التي إرتكبوا فيها مجازر و جرائم لم تعد تخفى على أحد و لم يعد يقبل بوجودهم حتى " الطرابلسيون الجردان " و مستقبلا و على المدى المنظور سينسحبون من باقي المدن الليبية الأخرى .
الإنكفاء نحو مدينة "مصراتة " و ترك " جردان " الزاوية و الغريان و الخمس و صبراتة و غيرهم مكشوفين سيخلق بعض المشاكل مع حلفائهم و لكنه الإعتفاد هو أنه قرار لا رجعة فيه .
ستستفيد حتما جماعة المقاتلة من هكذا إنسحاب و هذا ما أدى ب " كوبلر " إلي إقتراح تشكيل ثلاثة جيوش ليبية أهمها " جيش مصراتة " و لكن فرحة " بلحاج " لن تدوم طويلا بحكم أن التفاهمات الدولية لم تضع جماعته رهن الحسابات المزمع تطبيقها .
" المزاريط " يعرفون من أين تؤكل الكتف لكن الإسلاميون بفرعيهم الإخواني و السلفي بات دورهم مكشوفا و الخلاص منهم قريبا.
السؤال الذي يطرح نفسه هو : ما علاقة هذا " التكتيت المصراتي " بالتفاهمات و الإتفاقات الدولية التي تجرى مؤخرا في غياب قرار الشعب الليبي ؟
و عندما تسيطر حكومة " السراج " على كل السجون الليبية خاصة تلكم السجون الخاضعة لمصراتة و للمقاتلة نكون أمام مرحلة أخرى من المخطط الغربي لذلك نجدهما يتسابقان اليوم مع الزمن لطرح مزيد من الشروط للضغط و الإبتزاز في انتظار المرحلة المقبلة .
المؤكد أن علاقة " المزاريط " بالمشروع الغربي صارت كعلاقة الأكراد مع الإدارة الأمريكية ، قادة و أفراد و أهالي ـ إلا من رحم ربك ـ صاروا متفقون علي أولوية الخارج علي الداخل .
و المؤكد أن " المزاريط " علي بينة من أمرهم عندما قرروا النفاد بجلدهم و إتخاد كل الإحتياطات اللازمة حتى لا يصبحوا لقمة صائغة بيد الذين ظلموهم في خلال هذه السنوات العجاف التي عاشها الليبيون شرقا و غربا و جنوبا .
حلمهم بحكم ليبيا مازال قائما و لكن حلمهم بالبقاء وسط المحيط العدائي أصبح أولوية اليوم .
و المؤكد أخيرا أن زمن " المزاريط " قارب على النهاية و كما قلناها سابقا المنحنى الذي يصل إلى دروته يبدأ في الهبوط ، و الذين صعدوا بفضل طائرات النيتو سينزلون بأسرع ما يكون عليه الحال عندما يسقطون على رؤوسهم و لا يقومون ثانيتا.