امريكا تريد قطع الطريق أمام العودة القوية لسيف الإسلام القذافي بتدخلها الجديد

قالت الصحفية والمحللة السياسية، حفصة كارا مصطفى، في مقال لها نشر على موقع "روسيا تو داي" بالإنجليزية تحت عنوان "من المستفيد الحقيقي من الضربات الأمريكية في سرت"
https://www.rt.com/op-edge/354265-libya-strikes-benefit-nato-us/
ان هذه الضربات جاءت لقطع الطريق أمام العودة القوية لنجل العقيد الليبي الراحل، سيف الإسلام القذافي. وأشارت الكاتبة إلى أن الغرب يريد إنقاذ قادة "نظام فبراير" الذين فشلوا في قيادة البلاد والحيلولة دون عودة قيادات النظام السابق. وذكرت الكاتبة أن سيف القذافي وقيادات النظام السابق أصبحوا يحضون بشعبية كبيرة وتوجد مطالب بعودتهم للسلطة في أعقاب خمس سنوات من الفوضى والحرب والدمار في البلاد. وفيما يلي ملخصاً مترجماً لنص المقالة:
*غارات جوية أمريكية في ليبيا : من المستفيد بالفعل؟
اندلعت احتجاجات في ليبيا الشهر الماضي على العمليات العسكرية الفرنسية التي أجريت داخل البلاد دون موافقة السلطات المحلية. وقال مسؤولون ليبيون يوم الاثنين وسط ضجة كبيرة وبكل فخر ان الولايات المتحدة قد بدأت في قصف سرت. وكانت المدينة الساحلية الليبية -مسقط راس القذافي -قد تحولت الى معقل لتنظيم داعش بعد الاطاحة به في عام 2011.  وحقا يا لها من فوضى في ليبيا. فقيادتها الفاسدة، التي وضعت على رأس البلاد على خلفية الهجوم الوحشي لحلف شمال الاطلسي الدي حول بلدا مستقرا في السابق الى واحدة من أكثر المناطق المضطربة في أفريقيا، ترحب الآن بغارات جوية على المدينة المدمرة. في حين أن الهدف من العملية صعب التكهن منذ فمقاتلو داعش تفرقوا، لدلك فان الغارة لا تأتي في وقت مثير للاهتمام.
منذ الاطاحة بنظام القذافي والسقوط السريع للبلاد في حالة من الفوضى والانفلات الأمني، كانت العديد من الليبيين يتوقون لرؤية عودة الحرس القديم، والمعروف باسم الليبيين 'الخضر' في إشارة إلى بيان الزعيم السابق والعلم خلال سنوات حكم الشعب او الجماهيرية. وكانت عودة الخضر إلى الواجهة السياسية مزعجة بالنسبة لأولئك الليبيين الذين هم في السلطة بفضل الناتو والذين كانوا منذ مدة مشغولين بإفراغ خزائن البلاد. وبعد ان انهارت القيادة السابقة تحت وطأة حملة قصف لمدة ستة أشهر طويلة، تمت مداهمة البنوك والشركات المملوكة للدولة مسؤولين جدد معتمدين من الغرب لتولي السلطة. وفي تلك الأيام الأخيرة من عهد القذافي، سعوا لتخليص البلاد من ثرواتها الهائلة، وتوجيه جزء كبير منها إلى حسابات أجنبية حيث لا تزال الأموال محتجزة الى اليوم.
وبما ان الليبيين يطالبون بعودة القيادة السابقة، فان النظام الجديد في حالة تشنج. فلا شك بان عودة الخضر من شأنها أن تؤدي إلى عملية تطهير في صفوف الحكومة من جميع الذين تعاونوا مع قوات التحالف التي يقودها الغرب والتي حولت ليبيا إلى أنقاض وحولت العديد من مدنها إلى موطئ قدم لداعش.
كما ان العودة إلى النظام السابق تشير أيضا إلى أن ما اعتبر "ثورة من أجل الإطاحة بالحكم الوحشي للطاغية" كان عملية دعائية تهدف فقط الى تغيير النظام واتاحة الفرصة للعواصم الغربية لسلب هذا البلد الافريقي في ثرواته الثمينة، وهي النفط. يبدو ان نجل القذافي، سيف، الدي كان في الاسر في الزنتان لأكثر من خمس سنوات، وقيل انه أطلق سراحه في أبريل، سيكون له دور بارز في مستقبل ليبيا . الرسالة الموجهة إلى المجتمع الدولي واضحة: الليبيون يريدون أن يروا عودة الخضر إلى السلطة.
وجود الجيش الفرنسي في ليبيا، كشف فقط بعد مقتل ثلاثة من جنودها، إلى جانب قصف في سرت، يشير مع ذلك إلى أن السلطات المدعومة من الامم المتحدة يتطلعون إلى إحباط جهود لرؤية عودة أنصار القذافي للسلطة. ويصر الأكاديمي الليبي مبروك درباش انه ليس هناك سبب واضح للغارة الجوية، واضاف «هذه القنابل زائدة فداعش قد هزمت تقريبا في هده المنطقة"
مصادر أخرى في ليبيا تصر على انه تم "تصميم" هذه الغارة لزيادة الفوضى المحيطة واغراق البلاد في مزيد من الصراع الداخلي. "أليس من الغريب أنه في كل مرة يبدو أننا نرى بصيصا من النور في نهاية النفق، تأتي الدول الغربية وتقصفنا لتعود بنا من جديد إلى ذلك؟" بالنسبة للكثير من الليبيين فان الوجود العسكري الغربي لا يمكن أن يؤدي إلا إلى تفاقم التوترات القائمة. ومع تدهور الوضع، أدرك العديد من الليبيين ان السبيل الوحيد للخروج سيكون تركيز الجهود في سياسة مشتركة للقضاء على القوى الإرهابية القادمة من الخارج والتجمع وراء قيادة توافقية واحدة.
http://afrigatenews.net/node/132706