رسالة من إسماعيل الكرامي رئيس جهاز مكافحة المخدارت الأسبق الى أهالي مصراتة

وجه العقيد إسماعيل الكرامي رئيس جهاز مكافحة المخدارت الأسبق اليوم الأحد رسالة مفتوحة إلى أهالي مدينة مصراتة، ننفرد بنشر نصها الكامل
"يا مصراته بالعقل، بسبب لوم أغلب الليبيين واستغرابهم في غياب صوت العقل وأهل الحكمة في مصراته، رأيت أن أتوجه اليكم أنا إسماعيل الكرامي بهذا النداء لعله يجد في قلوبكم وبين حنايا صدوركم صدى وقبول للتعاطي معه بعين العقل، وبنظره ثاقبه بعيده الأمد من أجل أولادنا ومن أجل أن يسجل التاريخ صفحه ناصعة البياض لمصراته ورجالها .
وحتى أقطع خط الرجعة أمام المزايدين والمعاندين في مصراته الذين لا يحسنون التصرف ومواجهة الصعاب ويعانون من عقدة النقص والعجز، ومن عدم القدرة على الاعتراف بالذنب والعفو عند المقدرة والذين لا تهمهم مصراته وشبابها وتاريخها بقدر ما يهمهم الإساءة للآخرين مستغلين سطوة السلاح وقعقعته لتهديد من يقف في طريقهم؛ أقول لهم إنني بهذا النداء لا أعنيكم ولا اقصدكم .
مصراته أنا ابنها، دماً ولحماً وعظماً، وبناء عليه أخاطب رجال مصراته شيباً وشباباً وحرائر، المنحدرون من أصول مصراتيه وأرحاماً طاهره والباحثين عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمؤمنين بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام قولاً وعملاً، والوطنيين الذين يتألمون لآلام أبناء الوطن ويشعرون بما يشعرون من عذاب العيش وقسوة الحياة التي اصبحت لا تطاق .
اقول لكم كما اجتمع رأيكم وأمركم بكل بطوله ورجولة على مواجهة عدو الوطن داعش ودفعتم فيه أغلى ما عندكم ! أبناؤكم فلذات اكبادكم بدون تردد أو انتظار لشكراً من أحد إلا رضا الله وطلباً وحباً في الشهادة لأبنائكم مع الأنبياء والصديقين والذي تجاوز فيه عدد الشهداء أكثر من خمسمائة شهيد ناهيك عن الجرحى والاصابات الأخرى وتحوّلت فيه قرى وشوارع مصراته الى خيام تستقبل العزاء ..هذا العطاء وهذا الأمر الجلل ، أبهر الأبصار وألهب المشاعر وأدهش الجميع بدون تخصيص !!فما أسهل أن يجتمع أمركم ورأيكم مرةٍ أخرى على ما أمر ألله به لتكتمل الصورة والصفحة الجهادية التي سطرّها أبناؤكم في قتال أهل الشرك والعصيان والتطرف الدواعش ومن على شاكلتهم .. والاقتداء برسول الله صلى ألله عليه وسلم في العفو والصفح والتسامح والتصالح، يا لها من لحظه إنسانيه وتاريخيه تكتب لمصراته بأحرف من نور إذا اجتمع أمركم على فتح أبواب السجون والإفراج عن الأسرى وتتحوّل مقرات السجون إلى حدائق ومنتزهات يستنشق فيها عبير الحرية والهواء النقي بدلاً من كآبة وظلام السجون، وأن تمدوا يد الصفح والتسامح للجيران والاعتذار لمن أساء إليه أي أحد من أبناء مصراتة، وأن تدفعوا وتقدموا اصحاب الحكمة والرأي السديد ليتقدموا الصفوف ويتولوا قيادة مصراته في تضميد الجراح ومسح دمعة اليتيم، يا لها من مبادرة تحوّل الاحزان الى أفراح وتفتح فيها أبواب الرحمة والصفح بين الليبيين، يا له من موقف مشرف يكتب لأبناء مصراته أن يعود شبابها الى مصراته ويتركون السلاح وهمه وغمه ويتفرغون لدنياهم ودراستهم وشؤون عائلاتهم ويفوضون كبارهم وعقلائهم وحكمائهم في التفاهم مع بقية أهل الوطن في المدن والقرى لوضع حداً نهائي للفوضى والضياع وانفلات الامن والعودة ببلادنا الى بر الأمان والاستقرار والعز والفخار، من  يعرفني في مصراته يعرف جيداً إنني صادق فيما أقول