الدعم.. يبقى أم يلغى وبأي شروط؟
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات الإدارية :: منتدى الترحيب بالأعضاء الجدد و التهاني
صفحة 1 من اصل 1
الدعم.. يبقى أم يلغى وبأي شروط؟
يعد موضوع الدعم من أكثر الموضوعات التي أثارت جدلاً واسعًا على المستويين الاقتصادي والشعبي في ليبيا، من حيث تأثيره على تحسين نوعية حياة شريحة من الشعب المستهدفين به على الموازنة العامة وأعبائها على التضخم.
كما أثار الدعم جدلاً أيضًا حول كيفية وصوله إلى مستحقيه، وكيفية الفصل بين المستحق للدعم وغير المستحق.
وحول مفهوم الدعم وهل يقدم بشكل نقدي أم عيني! فهناك من يقصر مفهوم الدعم على السلع الأساسية، ومنهم من يمد المفهوم ليشمل الضمان الاجتماعي وأعباء المعاشات، ودعم العملية التعليمية والصحية.
ويتعرض برنامج الدعم في ليبيا لنقد دائم بسبب مساهمته في عجز الموازنة العامة للدولة، وكذا منظومة الفساد المرتبطة به؛ إذ يقدر دعم السلع والمحروقات بحوالي 11 مليار دينار.
يجدر الذكر أن تشخيص المشكلة بمعزل عن الإطار العام للسياسات الاقتصادية يجعلها مشكلة قاصرة، أي أننا لا يجب أن نناقش الدعم من دون ربط الأجور بالأسعار، وضمان حد أدنى لتكاليف المعيشة من خلال تقدير واقعي يتغير سنويًا.
كما يقتضي رفع الدعم أجورًا كافية لمعيشة كريمة ورقابة فعالة؛ لضمان تحقيق معدلات إنتاجية أعلى حتى لا يؤدي الأمر إلى تضخم وتدخل حكومي لضبط الأسواق والسيطرة على الأسعار، عن طريق إظهار إشارات إيجابية توحي بقدرتها على فرض سيطرتها على الأسواق وضبط الأسعار من خلال آليات المنافسة ومنع الاحتكار.
وذلك مع ضرورة أن تضمن الحكومة وفرة في السلع، ولا سيما الغذائية بأسعار مناسبة وبآليات محددة، سواء عن طريق تحديث المجمعات الاستهلاكية أو تشجيع القطاع الخاص على الالتزام بذلك.
إن التساؤل الأساسي للكثير من المتخصصين والناس، هو عن مستقبل الدعم في ليبيا خاصة مع الإشارة إلى خطوات الحكومات المتوالية، وما يمكن القيام به لترشيد وتعظيم العائد من الإنفاق عليه وتحقيق الأهداف المرجوة منه.
والإجابة عن ذلك ليست بالبساطة التي يتصورها البعض لأنها ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالتشابكات السعرية في المجتمع، فبعض أسعار المنتجات المدعمة يمثل مدخلاً لإنتاج سلع أخرى، وبالتالي فإن رفع قيمة المدخلات سيؤثر بالضرورة على أسعار المنتج النهائي.
وبالتالي فإن أي قرار اقتصادي في هذا الشأن يجب أن يأخذ بعين الاعتبار جميع هذه التشابكات وهي مسألة ليست بسيطة.
الخلاصة: رفع الدعم على المحروقات (التي تقدر بحوالي 8.5 % من الناتج المحلي الإجمالي GDP) أمر في غاية الأهمية، وتتوقف فاعلية هذه الخطوة على رسم خريطة طريق نحو نموذج يزيد من الإيرادات ويخفض النفقات.
ــــــــــــــ
باحث وخبير اقتصادي ليبي
كما أثار الدعم جدلاً أيضًا حول كيفية وصوله إلى مستحقيه، وكيفية الفصل بين المستحق للدعم وغير المستحق.
وحول مفهوم الدعم وهل يقدم بشكل نقدي أم عيني! فهناك من يقصر مفهوم الدعم على السلع الأساسية، ومنهم من يمد المفهوم ليشمل الضمان الاجتماعي وأعباء المعاشات، ودعم العملية التعليمية والصحية.
ويتعرض برنامج الدعم في ليبيا لنقد دائم بسبب مساهمته في عجز الموازنة العامة للدولة، وكذا منظومة الفساد المرتبطة به؛ إذ يقدر دعم السلع والمحروقات بحوالي 11 مليار دينار.
يجدر الذكر أن تشخيص المشكلة بمعزل عن الإطار العام للسياسات الاقتصادية يجعلها مشكلة قاصرة، أي أننا لا يجب أن نناقش الدعم من دون ربط الأجور بالأسعار، وضمان حد أدنى لتكاليف المعيشة من خلال تقدير واقعي يتغير سنويًا.
كما يقتضي رفع الدعم أجورًا كافية لمعيشة كريمة ورقابة فعالة؛ لضمان تحقيق معدلات إنتاجية أعلى حتى لا يؤدي الأمر إلى تضخم وتدخل حكومي لضبط الأسواق والسيطرة على الأسعار، عن طريق إظهار إشارات إيجابية توحي بقدرتها على فرض سيطرتها على الأسواق وضبط الأسعار من خلال آليات المنافسة ومنع الاحتكار.
وذلك مع ضرورة أن تضمن الحكومة وفرة في السلع، ولا سيما الغذائية بأسعار مناسبة وبآليات محددة، سواء عن طريق تحديث المجمعات الاستهلاكية أو تشجيع القطاع الخاص على الالتزام بذلك.
إن التساؤل الأساسي للكثير من المتخصصين والناس، هو عن مستقبل الدعم في ليبيا خاصة مع الإشارة إلى خطوات الحكومات المتوالية، وما يمكن القيام به لترشيد وتعظيم العائد من الإنفاق عليه وتحقيق الأهداف المرجوة منه.
والإجابة عن ذلك ليست بالبساطة التي يتصورها البعض لأنها ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالتشابكات السعرية في المجتمع، فبعض أسعار المنتجات المدعمة يمثل مدخلاً لإنتاج سلع أخرى، وبالتالي فإن رفع قيمة المدخلات سيؤثر بالضرورة على أسعار المنتج النهائي.
وبالتالي فإن أي قرار اقتصادي في هذا الشأن يجب أن يأخذ بعين الاعتبار جميع هذه التشابكات وهي مسألة ليست بسيطة.
الخلاصة: رفع الدعم على المحروقات (التي تقدر بحوالي 8.5 % من الناتج المحلي الإجمالي GDP) أمر في غاية الأهمية، وتتوقف فاعلية هذه الخطوة على رسم خريطة طريق نحو نموذج يزيد من الإيرادات ويخفض النفقات.
ــــــــــــــ
باحث وخبير اقتصادي ليبي
رتل العز- عضو فعال
-
عدد المساهمات : 624
نقاط : 1744
تاريخ التسجيل : 07/10/2016
مواضيع مماثلة
» القضاء الأوروبى يلغى عقوبات فرضت على "أحمد قذاف الدم"
» البرلمان الليبى يلغى تفويضا ممنوحا لرئيسه بمهام القائد الأعلى للجيش
» لم يبقى الا القليل
» هل يبقى امن لبنان تحت السيطرة ؟
» الداعشي عادل المشيطي ...لم يبقى هنا
» البرلمان الليبى يلغى تفويضا ممنوحا لرئيسه بمهام القائد الأعلى للجيش
» لم يبقى الا القليل
» هل يبقى امن لبنان تحت السيطرة ؟
» الداعشي عادل المشيطي ...لم يبقى هنا
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات الإدارية :: منتدى الترحيب بالأعضاء الجدد و التهاني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 2:49 am من طرف عبد الله ضراب
» كتائب القسام تعلن قتل عشرين جنديا إسرائيليا في عمليتين شرقي رفح
أمس في 10:12 pm من طرف larbi
» دورة دراسة الجدوي الاقتصادية للمشروعات باستخدام برنامج - دورات تدريبية معتمدة
أمس في 5:21 pm من طرف نانسي منتجع التدريب
» دورة دراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع-افضل دورات فى التجارة الخارجية ودراسة الجدوي
أمس في 5:11 pm من طرف نانسي منتجع التدريب
» دورة أنواع التجمعات الاقتصادية الدولية-ورشة عمل فى التجارة الخارجية ودراسة الجدوي
أمس في 5:02 pm من طرف نانسي منتجع التدريب
» دورة إعداد دراسات الجدوى الإقتصادية وتقييم المشروعات-دورات معتمدة فى التجارة الخارجية
أمس في 4:50 pm من طرف نانسي منتجع التدريب
» دورة إعادة دراسة جدوى المشروع فى ضوء نتائج تشغيله الفعلية-دورات التجارة الخارجيةمركزITR
أمس في 4:35 pm من طرف نانسي منتجع التدريب
» كتائب القسام تكشر عن أنيابها وكأننا نبدأ 7 أكتوبر جديدا.. قراءة مع محسن أبو رمضان
الجمعة مايو 17, 2024 11:05 pm من طرف larbi
» وزير إسرائيلي يعترف: لم نقض على ألوية حماس.. قادتنا كذبوا علينا
الجمعة مايو 17, 2024 11:02 pm من طرف larbi
» كتائب القسام تقنص جنديا إسرائيليا بمحور التقدم شرق مدينة جباليا
الجمعة مايو 17, 2024 10:58 pm من طرف larbi