ماذا بقي ليفعلوه .. كي يفعلوه ؟.

نكبة فبراير المفلسة لم تجلب سوى المآسي و المصائب إلي ليبيا شعبا و دولتا و نظاما ، فماذا بقي لهم أن يفعلوه في ليبيا كي يفعلوه ..؟
منطقيا هم فعلوا كل شيء للوصول إلي السلطة و فعلوا بعدها كل شيء للبقاء في السلطة فماذا بقي لهم من فعل حتى يفعلوه ..؟
في خمسة سنوات الأولى من ثورة الفاتح إستطاع الشهيد " معمر القدافي " أن يطرد القواعد الأجنبية " إنجاز أمني " و أن يؤمم النفط " إنجاز إقتصادي " و أن يشارك في حرب أكتوبر " إنجاز عسكري " و أن يضع القطار علي السكة الصحيحة لخدمة المواطن الليبي " إنجاز سياسي " و بين كل إنجاز و آخر يمكننا الحديث عن التفاصيل الأخرى ، و السؤال ماذا قدم هؤلاء الأوباش في خلال خمسة سنوات من بعد نكبة فبراير ؟
واقعيا هم وصلوا إلي مرحلة ما بعد الإفلاس و هي مرحلة الفناء أو الإنتحار ، و لأن الأسياد تنبهوا للوضعية المزرية التي وصل إليها العبيد الأتباع إجتمعوا في لندن و قرروا الإنسحاب بما خف وزنه و غلى ثمنه .
هذا يعنى أن القادم سيكون عسير علي كل أبناء الشعب الليبي و أن الوضعية الإقتصادية ستتدهور أكثر فضلا عن الوضعية الأمنية المتدهورة أصلا ، و سيتأزم الوضع السياسي عما عليه حاليا بفعل الصراع علي السلطة و رفض طرفي النزاع المثول للتوافقات الدولية و الإقليمية .
هذا يعني أيضا أن ليبيا تُركت لليبيين ليحلوا مشاكلهم الداخلية بأنفسهم بشرط البقاء ضمن دائرة المُخطط القائم ، لذلك أوعزوا لدواعش " مصراتة " كي يقضوا علي دواعش " سرت " في محاولة أخيرة لهم لسحب كل الدواعش التي أصابها السعار و الإبقاء فقط على دواعش الكلاب الضالة التي تعيث في أرض الجماهيرية الفساد منذ نكبة فبراير.
أمنيا سيبقى الصراع قائم بين ميلشيات فبراير لأنها تتغدى على العنف ، سياسيا سيبقى الصراع قائما بين تيار الإسلام السياسي الذي تمثله جماعة المقاتلة و مصراتة و القاعدة و التيار الأخر الذي تمثله جماعة حفتر و برلمان طبرق لأنها ترفض تقاسم السلطة ، إقتصاديا سترتفع الأسعار و ستزداد الندرة و تقل القدرة الشرائية للفرد الليبي و ستحدث كل أنواع التضخم بفعل السياسات الإقتصادية الفاشلة و سينتعش الفساد المالي أكثر و ستزداد السرقات و النهب و سندخل في أزمة إجتماعية كبيرة قد تكون نتائجها كارثية علي جميع الليبيين ؟
كل الظروف أصبحت مُهية كي يحدث التغيير الذي طال إنتظاره ، هي فرصة تاريخية لن تتكرر .. و ستكون الفرصة الأخيرة للخضر كي يكونوا أو لا يكونوا في هذه المرحلة الحساسة من عمر الأزمة الليبية ، و إذا تركوا هذه الفرصة تمر فلن تكون هنالك فرصة ثانية .
صدقوني .. إنها الفرصة الأخيرة .