خواطر ليبي · مُفارقات ليبية (1)...

مُفارقات ليبية (1)...
...
هل أنتَ ليبي؟
هل تُعاني الفقر وقلّة المال؟
هل تسكن في بيت من صفيح أو بالايجار؟
مرحباً بكم في بلد لا يتجاوز عدد سكّانه الـ 7 ملايين مواطن يعيش بعضهم حياة أسوأ مما يعيشها المواطن الهندي في بلده الذي يتجاوز عدد سكّانه الـ 1300 مليون مواطن، مرحباً بكم في بلد نفطي وصلت طاقته الانتاجية لما يزيد على المليون ونصف المليون برميل يومياً بجودة عالية وقُرب لموانئ المستهلك.
...
تُرى...
هل بدأت تُفكر من الآن في متى سـ ينزل مُرتّبك القادم، وهل بدأت أيضاً في رسم الطرق الملتوية للحصول عليه، وكيف ستنصب له الشباك لتصطاده قبل أن تصطادك العازه والحاجة؟ هذا يعني أنك في بلد الثلاث حكومات وعشرات الميليشيات وآلاف الثوار وملايين الغلابة.
...
هل أنتَ ليبي؟
هذا يعني أن لك الحق في مُرتّب بالمواطنة وقبل حتى أن تَخرج أسنانك اللبنية، وهذا يعني أن يستمر مُرتّبك التقاعدي حتى بعد أن تصبح عظامك رفاتاً وتُنادىَ بالمرحوم، وهذا يعني أنه لا تنطبق عليك كل قوانين السير ولا نُظم الطوابير ولا تعليمات أي مدير ولا حتى كلمة صباح الخير.
...
نعم أنا ليبي...
مُدير كبييييير ولم أدرس علم الادارة يوماً بل لا أدري ما طحاها، أقود سيارتي بلا تأمين أو ترخيص أو حتى لوحات تسجيل، ليبي أقولها بكل فخر ولا تسألني بماذا أفتخر، أفتخر بقبيلتي التي ورثتها وسيّارتي التي غنمتها وشهاداتي التي اشتريتها، أعيش في بلد هو كالبحر ترقد في أعماقه اللآلئ وتعلو على سطحه الجيـ.... فـ مرحبا بكم يا سادة في بلد المليون حافظ، وإياك أن تسألني ماذا يحفظون.