تصعيد يسبق التسوية أم يمهّد لحرب سوريّة أعنف؟
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
تصعيد يسبق التسوية أم يمهّد لحرب سوريّة أعنف؟
طارق ترشيشي
أنظار العالم كلّه مشدودة اليوم إلى قمّة الدول الثماني في بلفاست، وخصوصاً إلى القمّة المرتقبة على هامشها بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، وينتظر كثيرون "دخاناً ما" يتصاعد من هذه القمّة، فإمّا دخان أبيض يُعلن انطلاق عملية الحلّ السياسي للأزمة السورية، أو دخان أسود يعطي إشارة إلى جولة جديدة من الحرب قد تكون أعنف من كلّ سابقاتها.
يرى بعض المراقبين أنّ كلّ العواصف والتهديدات التي تشهدها المنطقة هذه الأيام هي أوراق يحاول اوباما استخدامها في مفاوضاته مع بوتين الذي في المقابل يريد استخدام ورقة التقدّم الميداني للجيش السوري، وكذلك ورقة مكافحة الإرهاب التي لا يستطيع الغرب إلّا أن يتجاوب، ولو جزئيّاً، معها.
ويتوقّف المراقبون عند الخطاب الناريّ الأخير للرئيس المصري محمد مرسي في "ستاد" القاهرة، في حضور عشرات الألوف من أعضاء التيار الاسلامي بـ"إخوانه" وسلفيّيه والذي خرج به عن سياسة مصر "المعتدلة" تجاه الأزمة السورية وعن سعيها الى قيادة حلّ سياسيّ لهذه الأزمة الدامية.
ويعتقد هؤلاء المراقبون أنّ الهدف من تصعيد مرسي قد يكون استعادة وحدة التيار الاسلامي في مصر لمواجهة استعدادات ضخمة للمعارضة في كلّ أنحاء البلاد من أجل أن يكون يوم انتخاب مرسي (في 30 حزيران من العام الماضي) هو يوم التحرّك الشعبي لإسقاطه هذه السنة.
ويذكّر المراقبون في هذا السياق بأنّ ثورة 25 يناير، انطلقت يوم عيد الشرطة المصرية الذي يصادف اليوم نفسه، فكانت الشرطة وكلّ أجهزة وزارة الداخلية آنذاك أوّل ضحايا تلك الثورة.
لكنّ المراقبين يعتقدون انّ هذا السبب وحده ليس كافياً، بل ليس كافياً ايضاً ما يقال من أنّ مرسي يريد صرف الانظار عن عجز حكومته في مواجهة أزمة "سدّ النهضة" الذي تقيمه أثيوبيا على منابع النيل، بل يرون انّ تصعيد مرسي والمهرجان الذي خطب فيه قد حصلا بفعل "أمر عمليّات ما" قد صدر في المنطقة للضغط على النظام السوري وتجويف إنجازاته الميدانية.
ويربط المراقبون هنا بين هذه التحرّكات وبين تفجيرات ذات بُعد مذهبي حصلت في العراق، وحوادث ذات طابع مماثل في لبنان، وتحريض مذهبي استنكره امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ومجلس الأمّة الكويتي قبيل حلّه.
وهدف "أمر العمليات" هذا هو الفتنة المذهبية في المنطقة ورأس المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله. كذلك يربط المراقبون ما تشهده المنطقة من تطوّرات بقطع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز زيارته للمغرب وعودته الى الرياض، وكذلك تصريحات ملك الأردن عبدالله الثاني التي تحمل تهديدات تترافق مع حديث عن استعدادات عسكرية لفرض منطقة حظر جوّي في شمال الاردن وجنوب سوريا، وهو ما ترفضه روسيا.
لكنّ مراقبين آخرين يعتقدون أنّ ما يجري هو التصعيد الذي يسبق التسوية، ويشيرون الى انّ انتخاب الشيخ حسن روحاني رئيساً لإيران خلفاً لمحمود أحمدي نجاد سيعيد الروح الى احتمالات التسوية في العلاقات بين إيران والغرب، وكذلك بين إيران ودول الخليج العربي، والتي لا يمكن فصلها عن جذور الأزمة السورية.
وفي أيّ حال، وكما يقول المثل اللبناني: "الخبر الذي تشتريه اليوم بمال يأتيك غداً بالمجان"، وستظهر النتيجة على وجهي بوتين وأوباما، وربّما على وجهي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يبدو أنّ حكومته هي أكثر المتحمّسين لاستمرار الأزمة السورية، بل إنّها، مثلما قال وزير خارجية فرنسا الأسبق رولان دوما لإحدى محطات التلفزة الفرنسية، "إنّ لندن كانت تخطّط للحرب في سوريا وعليها قبل عامين من بدء الأحداث".
ولذلك لم يكن من قبيل المصادفات ان يجتمع بوتين بكاميرون قبل اجتماعه بأوباما، فإذا استطاع تذليل "العقبة الكاميرونية" فإنّه لن يواجه صعوبات تُذكر مع اوباما المحاصر بألف كاميرون وكاميرون في إدارته...
أنظار العالم كلّه مشدودة اليوم إلى قمّة الدول الثماني في بلفاست، وخصوصاً إلى القمّة المرتقبة على هامشها بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، وينتظر كثيرون "دخاناً ما" يتصاعد من هذه القمّة، فإمّا دخان أبيض يُعلن انطلاق عملية الحلّ السياسي للأزمة السورية، أو دخان أسود يعطي إشارة إلى جولة جديدة من الحرب قد تكون أعنف من كلّ سابقاتها.
يرى بعض المراقبين أنّ كلّ العواصف والتهديدات التي تشهدها المنطقة هذه الأيام هي أوراق يحاول اوباما استخدامها في مفاوضاته مع بوتين الذي في المقابل يريد استخدام ورقة التقدّم الميداني للجيش السوري، وكذلك ورقة مكافحة الإرهاب التي لا يستطيع الغرب إلّا أن يتجاوب، ولو جزئيّاً، معها.
ويتوقّف المراقبون عند الخطاب الناريّ الأخير للرئيس المصري محمد مرسي في "ستاد" القاهرة، في حضور عشرات الألوف من أعضاء التيار الاسلامي بـ"إخوانه" وسلفيّيه والذي خرج به عن سياسة مصر "المعتدلة" تجاه الأزمة السورية وعن سعيها الى قيادة حلّ سياسيّ لهذه الأزمة الدامية.
ويعتقد هؤلاء المراقبون أنّ الهدف من تصعيد مرسي قد يكون استعادة وحدة التيار الاسلامي في مصر لمواجهة استعدادات ضخمة للمعارضة في كلّ أنحاء البلاد من أجل أن يكون يوم انتخاب مرسي (في 30 حزيران من العام الماضي) هو يوم التحرّك الشعبي لإسقاطه هذه السنة.
ويذكّر المراقبون في هذا السياق بأنّ ثورة 25 يناير، انطلقت يوم عيد الشرطة المصرية الذي يصادف اليوم نفسه، فكانت الشرطة وكلّ أجهزة وزارة الداخلية آنذاك أوّل ضحايا تلك الثورة.
لكنّ المراقبين يعتقدون انّ هذا السبب وحده ليس كافياً، بل ليس كافياً ايضاً ما يقال من أنّ مرسي يريد صرف الانظار عن عجز حكومته في مواجهة أزمة "سدّ النهضة" الذي تقيمه أثيوبيا على منابع النيل، بل يرون انّ تصعيد مرسي والمهرجان الذي خطب فيه قد حصلا بفعل "أمر عمليّات ما" قد صدر في المنطقة للضغط على النظام السوري وتجويف إنجازاته الميدانية.
ويربط المراقبون هنا بين هذه التحرّكات وبين تفجيرات ذات بُعد مذهبي حصلت في العراق، وحوادث ذات طابع مماثل في لبنان، وتحريض مذهبي استنكره امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ومجلس الأمّة الكويتي قبيل حلّه.
وهدف "أمر العمليات" هذا هو الفتنة المذهبية في المنطقة ورأس المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله. كذلك يربط المراقبون ما تشهده المنطقة من تطوّرات بقطع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز زيارته للمغرب وعودته الى الرياض، وكذلك تصريحات ملك الأردن عبدالله الثاني التي تحمل تهديدات تترافق مع حديث عن استعدادات عسكرية لفرض منطقة حظر جوّي في شمال الاردن وجنوب سوريا، وهو ما ترفضه روسيا.
لكنّ مراقبين آخرين يعتقدون أنّ ما يجري هو التصعيد الذي يسبق التسوية، ويشيرون الى انّ انتخاب الشيخ حسن روحاني رئيساً لإيران خلفاً لمحمود أحمدي نجاد سيعيد الروح الى احتمالات التسوية في العلاقات بين إيران والغرب، وكذلك بين إيران ودول الخليج العربي، والتي لا يمكن فصلها عن جذور الأزمة السورية.
وفي أيّ حال، وكما يقول المثل اللبناني: "الخبر الذي تشتريه اليوم بمال يأتيك غداً بالمجان"، وستظهر النتيجة على وجهي بوتين وأوباما، وربّما على وجهي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يبدو أنّ حكومته هي أكثر المتحمّسين لاستمرار الأزمة السورية، بل إنّها، مثلما قال وزير خارجية فرنسا الأسبق رولان دوما لإحدى محطات التلفزة الفرنسية، "إنّ لندن كانت تخطّط للحرب في سوريا وعليها قبل عامين من بدء الأحداث".
ولذلك لم يكن من قبيل المصادفات ان يجتمع بوتين بكاميرون قبل اجتماعه بأوباما، فإذا استطاع تذليل "العقبة الكاميرونية" فإنّه لن يواجه صعوبات تُذكر مع اوباما المحاصر بألف كاميرون وكاميرون في إدارته...
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» كونفديراليّة لبنانيّة ــ سوريّة ـــ إسرائيليّة
» "ديلي تلغراف": الضربة العسكرية لسورية ستكون أعنف مما خطط سابقا
» هل يمهّد صمود سورية لعسكرة التحالفات دولياً؟
» اتصال بين «ضابطيْن» يمهّد لمصالحة و تسوية في جــوبر
» عمان : سقوط 3 صواريخ سوريّة على الأراضي الأردنية؟
» "ديلي تلغراف": الضربة العسكرية لسورية ستكون أعنف مما خطط سابقا
» هل يمهّد صمود سورية لعسكرة التحالفات دولياً؟
» اتصال بين «ضابطيْن» يمهّد لمصالحة و تسوية في جــوبر
» عمان : سقوط 3 صواريخ سوريّة على الأراضي الأردنية؟
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
أمس في 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi
» كلمة مندوب الجزائر في مجلس الأمن بعد الفيتو الأميركي ضد قرار وقف الحرب على غزة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:32 pm من طرف larbi
» مقتل جندي و إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 7:00 pm من طرف larbi
» مقتل جندي إسرائيلي و جرحى من لواء غولاني بمعارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:48 pm من طرف larbi
» بيان المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بشأن استهداف سفينة في البحر الأحمر
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:37 pm من طرف larbi