هل يختلق الاميركيون ذريعة الاسلحة الكيميائية في سوريا للتفاوض ام للتصعيد؟
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
هل يختلق الاميركيون ذريعة الاسلحة الكيميائية في سوريا للتفاوض ام للتصعيد؟
ليست المرة الاولى التي تختلق فيها الولايات المتحدة الاميركية ذريعة الاسلحة الكيميائية لتمرير اجنداتها او لتنفيذ مخططاتها، فاجتياحها للعراق - على خلفية امتلاكه اسلحة دمار شامل - ما زالت تداعياته وتاثيراته الكارثية على الشرق والعالم،
واعتداءاتها المتكررة على الكثير من الدول، وخاصة على سوريا مؤخرا وفي اكثر من توقيت، لم تكن تجد مبررا لها الا عبر اختلاق استعمال الجيش السوري السلاح الكيميائي ضد مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية، وحيث كانت تجد دائما في هذا السلاح الحجة الجاهزة لاستهداف من تريد وفي المكان والتوقيت الذي تريد، اصبحت مفاعيل اتهام خصومها باستعمال السلاح الكيميائي اكثر ضررا وتأثيرا من استعماله، ولكن ما الذي يميز اختلاقها الان لهذه الذريعة في سوريا؟
بالعودة الى مقارنة العناصر والمعطيات التي رافقت الاعتداء الصاروخي الاميركي على مطار الشعيرات في نيسان ( ابريل ) الماضي، مع ما تحضر وتروج له الان من اعتداء مماثل قد يطال المطار نفسه او قاعدة جوية اخرى او حتى غير جوية ربما، يمكن استنتاج العديد من العناصر والمعطيات المشتركة وذلك على الشكل التالي:
ميدانيا
1 – في الاعتداء السابق على مطار الشعيرات، وبعد ان ثبت الجيش العربي السوري سيطرته على مدينة حلب بالكامل مع اقسام مهمة من اغلب اريافها، كان حينها ومدعوما من حلفائه، يستكمل سيطرته على مدينة تدمر ومحيطها، ويتحضر للتقدم شرقا في البادية نحو الخطوط الاستراتيجية التي تربط سوريا بالعراق، وحيث كان تنظيم داعش يعاني من ضغوط في ارياف الرقة والموصل ومحيط تلعفر وفي اغلب مواقعه في نينوى، وبدا واضحا انه فقد وسيفقد قدرته على المدافعة الناجحة بمواجهة الجيش العربي السوري، جاءت المناورة الاميركية باختلاق موضوع استعمال الجيش السوري للاسلحة الكيميائية، ومباشرة استغلت ذلك لقصف مطار الشعيرات، والهدف احداث صدمة عسكرية ومعنوية تؤخر او تعيق او تشتت جهود الجيش الاخير في ملاحقة داعش، من خلال استهداف القاعدة الجوية الاكثر نشاطا وتدخلا ودعما لصالح معركة البادية وشرق حلب.
ردا على هذا الاعتداء، والذي تم استيعاب تأثيراته واضراره، خصوصا وان الجيش العربي السوري قد اعتاد مواجهة الاعتداءات الاميركية المباشرة او غير المباشرة عبر المسلحين، تابع الاخير تقدمه شرقا نحو العمق اكثر في البادية، مستعيدا الكثير من المواقع الحيوية لداعش، ومحررا الكثير من مكامن الثروة الوطنية من حقول الغاز والنفط، وايضا، وفي خطوة ميدانية لافتة، وبعد ان تصدى لهجوم عنيف على مواقعه في ريف حماه الشمالي، استعاد السيطرة على العديد من مواقع المسلحين في الريف المذكور وتقدم مثبتا خطوط مدافعته على تخوم ريف ادلب الجنوبي.
2 – اليوم، وعلى خلفية اختلاقها استنتاجا وهميا حول نية الجيش العربي السوري استعمال السلاح الكيميائي، وحيث تحضر الولايات المتحدة الاميركية اعتداءً قد يكون اوسع واكبر من الاعتداء على مطار الشعيرات، مع تهديد واضح للروس وللايرانيين، يبدو ايضا ان تطورات الميدان الضاغطة على المجموعات المسلحة وعلى تنظيم داعش دفعتها للمناورة نفسها، ويمكن تلخيص هذه النقاط الضاغطة على من تدعمهم الولايات المتحدة الاميركية على الشكل التالي:
- في البادية شرقا، من المنتظر ان تصل قريبا وحدات الجيش العربي السوري وحلفاؤها، وفي اندفاعة لافتة، الى مدينة دير الزور والى الخط الممتد على نهر الفرات بين مدينتي الميادين والبوكمال، وحيث يعتبر هذا الخط المعقل الاساسي الاخير لداعش في سوريا بعد ان حاصرت قوات سوريا الديمقراطية مدينة الرقة، يبدو ان الولايات المتحدة الاميركية بدت عاجزة عن تأخير تلك الاندفاعة، من خلال داعش مباشرة، او من خلال مناورة الدفاع عن وحداتها وعن المسلحين المعارضين الذين تدعمهم، كما ناورت في التنف، وحيث لا يمكنها التصريح مباشرة وعلنا لوقف تقدم الجيش العربي السوري كون المستهدف هو داعش فقط، جاءت فكرة اختلاق تحضير استعمال الاسلحة الكيميائية، لخلق مشكلة دولية تسبب بعض الضياع والتشتت في مناورة ملاحقة التنظيم، ريثما تجد بديلا يسبق الجيش العربي السوري على انتزاعه اغلب مواقع داعش المرشحة للانهيار.
- على المحور الجنوبي في ريفي درعا والقنيطرة، وبعد ان تصدى الجيش العربي السوري وحلفاؤه للهجمات الشرسة من مسلحي النصرة وغيرهم، والمدعومين مباشرة وبطريقة وقحة من العدو الاسرائيلي، وبالاخص مؤخرا في المعركة الاستراتيجية في مدينة البعث شمال القنيطرة، وقبلها بالامس القريب في احياء درعا الجنوبية، حيث صمدت وحدات الجيش المذكور وحلفاؤه بطريقة بطولية لافتة، فان الولايات المتحدة الاميركية، وبعد ان رأت ايضا فشل مخطط انتزاع تلك المواقع من الدولة السورية وافراغها من سلطتها تحضيرا لفرض منطقة آمنة، تحلم بها "اسرائيل" ولا ترفضها الاردن، ترسّخت ايضا فكرة اختلاق موضوع استعمال الاسلحة الكيميائية واستعجلت تركيب الفيلم الكيميائي القديم الجديد.
واخيرا ... يبقى السؤال الذي يفرض نفسه: هل تعي الولايات المتحدة انها تلعب الان بالنار لناحية التسبب بتطور عسكري دراماتيكي، لن يكون بعيدا عن صدام دولي، تشترك فيه وتتواجه اكثر من دولة غربية واقليمية، وبالتالي تخطط لهذه المواجهة الجهنمية، ام انها وكعادتها، تتقن اللعب على حافة الهاوية، من خلال الذهاب بعيدا حتى ملامسة الخطوط الحمر دون اجتيازها، وبالتالي تكون كمن يستدعي الاطراف الاخرى وعلى راسهم روسيا، الى ملعب التفاوض الذي تسمح لنفسها من خلال هذه المناورة وهذه التهديدات الواسعة بان تحدد ابعاده وحدوده ومناطق النفوذ فيه؟
العهد
واعتداءاتها المتكررة على الكثير من الدول، وخاصة على سوريا مؤخرا وفي اكثر من توقيت، لم تكن تجد مبررا لها الا عبر اختلاق استعمال الجيش السوري السلاح الكيميائي ضد مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية، وحيث كانت تجد دائما في هذا السلاح الحجة الجاهزة لاستهداف من تريد وفي المكان والتوقيت الذي تريد، اصبحت مفاعيل اتهام خصومها باستعمال السلاح الكيميائي اكثر ضررا وتأثيرا من استعماله، ولكن ما الذي يميز اختلاقها الان لهذه الذريعة في سوريا؟
بالعودة الى مقارنة العناصر والمعطيات التي رافقت الاعتداء الصاروخي الاميركي على مطار الشعيرات في نيسان ( ابريل ) الماضي، مع ما تحضر وتروج له الان من اعتداء مماثل قد يطال المطار نفسه او قاعدة جوية اخرى او حتى غير جوية ربما، يمكن استنتاج العديد من العناصر والمعطيات المشتركة وذلك على الشكل التالي:
ميدانيا
1 – في الاعتداء السابق على مطار الشعيرات، وبعد ان ثبت الجيش العربي السوري سيطرته على مدينة حلب بالكامل مع اقسام مهمة من اغلب اريافها، كان حينها ومدعوما من حلفائه، يستكمل سيطرته على مدينة تدمر ومحيطها، ويتحضر للتقدم شرقا في البادية نحو الخطوط الاستراتيجية التي تربط سوريا بالعراق، وحيث كان تنظيم داعش يعاني من ضغوط في ارياف الرقة والموصل ومحيط تلعفر وفي اغلب مواقعه في نينوى، وبدا واضحا انه فقد وسيفقد قدرته على المدافعة الناجحة بمواجهة الجيش العربي السوري، جاءت المناورة الاميركية باختلاق موضوع استعمال الجيش السوري للاسلحة الكيميائية، ومباشرة استغلت ذلك لقصف مطار الشعيرات، والهدف احداث صدمة عسكرية ومعنوية تؤخر او تعيق او تشتت جهود الجيش الاخير في ملاحقة داعش، من خلال استهداف القاعدة الجوية الاكثر نشاطا وتدخلا ودعما لصالح معركة البادية وشرق حلب.
ردا على هذا الاعتداء، والذي تم استيعاب تأثيراته واضراره، خصوصا وان الجيش العربي السوري قد اعتاد مواجهة الاعتداءات الاميركية المباشرة او غير المباشرة عبر المسلحين، تابع الاخير تقدمه شرقا نحو العمق اكثر في البادية، مستعيدا الكثير من المواقع الحيوية لداعش، ومحررا الكثير من مكامن الثروة الوطنية من حقول الغاز والنفط، وايضا، وفي خطوة ميدانية لافتة، وبعد ان تصدى لهجوم عنيف على مواقعه في ريف حماه الشمالي، استعاد السيطرة على العديد من مواقع المسلحين في الريف المذكور وتقدم مثبتا خطوط مدافعته على تخوم ريف ادلب الجنوبي.
2 – اليوم، وعلى خلفية اختلاقها استنتاجا وهميا حول نية الجيش العربي السوري استعمال السلاح الكيميائي، وحيث تحضر الولايات المتحدة الاميركية اعتداءً قد يكون اوسع واكبر من الاعتداء على مطار الشعيرات، مع تهديد واضح للروس وللايرانيين، يبدو ايضا ان تطورات الميدان الضاغطة على المجموعات المسلحة وعلى تنظيم داعش دفعتها للمناورة نفسها، ويمكن تلخيص هذه النقاط الضاغطة على من تدعمهم الولايات المتحدة الاميركية على الشكل التالي:
- في البادية شرقا، من المنتظر ان تصل قريبا وحدات الجيش العربي السوري وحلفاؤها، وفي اندفاعة لافتة، الى مدينة دير الزور والى الخط الممتد على نهر الفرات بين مدينتي الميادين والبوكمال، وحيث يعتبر هذا الخط المعقل الاساسي الاخير لداعش في سوريا بعد ان حاصرت قوات سوريا الديمقراطية مدينة الرقة، يبدو ان الولايات المتحدة الاميركية بدت عاجزة عن تأخير تلك الاندفاعة، من خلال داعش مباشرة، او من خلال مناورة الدفاع عن وحداتها وعن المسلحين المعارضين الذين تدعمهم، كما ناورت في التنف، وحيث لا يمكنها التصريح مباشرة وعلنا لوقف تقدم الجيش العربي السوري كون المستهدف هو داعش فقط، جاءت فكرة اختلاق تحضير استعمال الاسلحة الكيميائية، لخلق مشكلة دولية تسبب بعض الضياع والتشتت في مناورة ملاحقة التنظيم، ريثما تجد بديلا يسبق الجيش العربي السوري على انتزاعه اغلب مواقع داعش المرشحة للانهيار.
- على المحور الجنوبي في ريفي درعا والقنيطرة، وبعد ان تصدى الجيش العربي السوري وحلفاؤه للهجمات الشرسة من مسلحي النصرة وغيرهم، والمدعومين مباشرة وبطريقة وقحة من العدو الاسرائيلي، وبالاخص مؤخرا في المعركة الاستراتيجية في مدينة البعث شمال القنيطرة، وقبلها بالامس القريب في احياء درعا الجنوبية، حيث صمدت وحدات الجيش المذكور وحلفاؤه بطريقة بطولية لافتة، فان الولايات المتحدة الاميركية، وبعد ان رأت ايضا فشل مخطط انتزاع تلك المواقع من الدولة السورية وافراغها من سلطتها تحضيرا لفرض منطقة آمنة، تحلم بها "اسرائيل" ولا ترفضها الاردن، ترسّخت ايضا فكرة اختلاق موضوع استعمال الاسلحة الكيميائية واستعجلت تركيب الفيلم الكيميائي القديم الجديد.
واخيرا ... يبقى السؤال الذي يفرض نفسه: هل تعي الولايات المتحدة انها تلعب الان بالنار لناحية التسبب بتطور عسكري دراماتيكي، لن يكون بعيدا عن صدام دولي، تشترك فيه وتتواجه اكثر من دولة غربية واقليمية، وبالتالي تخطط لهذه المواجهة الجهنمية، ام انها وكعادتها، تتقن اللعب على حافة الهاوية، من خلال الذهاب بعيدا حتى ملامسة الخطوط الحمر دون اجتيازها، وبالتالي تكون كمن يستدعي الاطراف الاخرى وعلى راسهم روسيا، الى ملعب التفاوض الذي تسمح لنفسها من خلال هذه المناورة وهذه التهديدات الواسعة بان تحدد ابعاده وحدوده ومناطق النفوذ فيه؟
العهد
الاسد السوري- مشرف
-
عدد المساهمات : 3599
نقاط : 9832
تاريخ التسجيل : 17/08/2015
رد: هل يختلق الاميركيون ذريعة الاسلحة الكيميائية في سوريا للتفاوض ام للتصعيد؟
تهديد ترامب لسوريا: لا تسألوا عن الخلفيات!
لا يزال تهديد دونالد ترامب الأخير لسوريا المستند إلى «رصد تحضيرات لهجوم كيميائي» يطرح علامات استفهام حول أسبابه ومعانيه وتبعاته... هل الأمر جدّي أم أنها «الفوضى الدبلوماسية»؟
لمجرّد صدور بيان مؤلّف من ٨٧ كلمة عن البيت الأبيض يقول إنه تمّ «رصد تحضيرات لهجوم كيميائي من قبل النظام السوري» وأن «نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد وجيشه سيدفعان ثمناً باهظاً في حال نفّذوا الهجوم»، سارع بعض المسؤولين والمحللين الأميركيين الى تبنّي فرضية امتلاك النظام السوري أسلحة كيميائية، ليعود الحديث عن «إمكانية وجود مخزون كيميائي استطاع النظام السوري إخفاءه عن مراقبي الأمم المتحدة»، كما الحديث عن «الفرع ٤٥٠» التابع لـ«مركز الدراسات والبحوث العلمية» الذي «رصد الأميركيون تحركات مشبوهة لبعض العاملين فيه ممّن زاروا مواقع يشتبه باستخدامها لتصنيع أسلحة كيميائية».
لكن أسلوب تعميم الإعلام الأميركي السائد لما يصدر عن البيت الأبيض والتسليم به كحقيقة مهما كانت خطورة الأمر ودقّته (الأسلوب ذاته منذ كذبة امتلاك العراق أسلحة دمار شامل)، سجّل هذه المرّة بعض الحذر سببه غموض تصريح الرئيس دونالد ترامب وعدم تسريب البيت الأبيض معلومات واضحة حول أسباب البيان أو حول الخطوة التالية. لذا، كادت معظم المقالات الصحافية الأميركية تخلو، خلال الأيام الماضية، من أي معلومة واضحة تفسّر للرأي العام بعض جوانب الإعلان ــ التهديد وخلفياته. هكذا، بلَعَ الإعلام سيناريو البيت الأبيض كما هو، أي أن «نظام الأسد كان يحضّر لهجوم كيميائي... ثم تراجع بسبب تهديد واشنطن له».
لم يخفِ عدد من المسؤولين العسكريين «تفاجؤهم» بالبيان التصعيدي
رغم تسليم الإعلام الضمني، تضمّنت بعض المقالات تصريحات تطرح أسئلة كثيرة حول شكل بيان ترامب ومعانيه. إذ لم يخفِ عدد من المسؤولين العسكريين «تفاجؤهم» بالبيان التصعيدي وعدم درايتهم بظروفه أو أسبابه، الأمر الذي سارع البيت الأبيض إلى نفيه، مؤكداً عِلم البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية بالأمر. البعض قال إن معلومات خطيرة كرصد تحضير لهجوم كيميائي في خضمّ حرب مستعرة بين قوى متعددة «تبقى سرّية في العادة وتُرسل إلى المعنيين بالقنوات الدبلوماسية ولا تُكشف للعلن»، ليردّ آخرون أن «الرئيس الأميركي هو الذي يقرر ما هي المعلومات التي يريد كشف السرّية عنها وإعلانها». من جهة أخرى، ذكر بعض المسؤولين أن قضايا حساسة كهذه طرحت للنقاش الداخلي وفي مجلس الأمن قبل إصدار أي تهديد رسمي بشأنها، كما حصل في عهدي جورج بوش الابن وباراك أوباما، وهو ما لم يحصل هذه المرّة. بعض المعلّقين قالوا أيضاً إننا أمام «اختبار ثقة بين ترامب وأجهزة الاستخبارات التي شكّك الرئيس بعملها في قضايا سابقة عدّة واتهمها بالعمل ضده»، فيما رأى محللون أن كلّ ما تلى بيان البيت الأبيض من تشكيك واتهامات بين المسؤولين العسكريين والإدارة «أفقد اللحظة جدّيتها».
تصرّف ترامب الأخير، أضافه البعض إلى سلسلة التصرفات «المتسرّعة التي لا يمكن التنبّؤ بها» كما يُنتقد الرئيس منذ تسلمه الحكم. لكن النقاش حول التهديد الرسمي لسوريا تخطّى البحث في «أسلوب ترامب» وانتقل سريعاً إلى التقييم السياسي ــ الاستراتيجي لما صدر عن البيت الأبيض وتبعاته في عزّ حرب طاحنة بمواجهة دول كبرى كروسيا وإيران. معظم التقييمات لم ترحّب بفكرة استفزاز واشنطن لموسكو حتى في بعض الممارسات الميدانية التي سبقت بيان ترامب، والبعض حذّر من «تعميق انغماس الولايات المتحدة بالمستنقع السوري، رغم تصريحات رسمية بعدم وجود نيّة للتدخّل أكثر هناك والاكتفاء بمحاربة داعش».
«السعي لإنجاز مهمة طموحة ضد إيران والأسد والروس في سوريا هو أمر خطير ومتهوّر وغير ضروري لحماية مصالح أميركا الأمنية» يقول بوضوح مقال في مجلة «ذي ناشيونال إنترست»، ويعطي خمسة أسباب لذلك وهي: «أن واشنطن لا تستطيع وحدها القضاء على تنظيم داعش، وأنه لن يكون هناك وضع مستقرّ في سوريا حتى لو أزيح الأسد عن السلطة، ولأننا لا نريد حرباً مع إيران والمخاطرة بإلغاء الاتفاق النووي معها، ولأن التصعيد بوجه روسيا سيصعّب التوصل إلى أي اتفاق من شأنه أن يرسي استقراراً في سوريا والمنطقة بعد سقوط الرقّة، وأخيراً لأن مصالح الولايات المتحدة في سوريا ليست بأهمية مصالح خصومها هناك».
ماذا عن غموض التصريحات واعتماد المفاجأة في السياسة الخارجية إذاً؟ هل سيكون ذلك نهج إدارة ترامب؟ «أن تخمّن الحكومات الأجنبية باستمرار وتتساءل عن النيات الأميركية ولا تستطيع التنبّؤ بها لهو أمر جيّد وقد ساعدَنا كثيراً في المفاوضات» اعترفت مندوبة واشنطن في الأمم المتحدة نيكي هالي خلال شهادتها أمام الكونغرس أول من أمس، مشيدة بمنافع «أن تبقى الدول متأهّبة تجاه سياسات الولايات المتحدة الخارجية وخطواتها». بعد فوضى المعارك، يبدو أن واشنطن في عهد ترامب ستنتهج، أيضاً، الفوضى الدبلوماسية.
صباح أيوب- الاخبار
لا يزال تهديد دونالد ترامب الأخير لسوريا المستند إلى «رصد تحضيرات لهجوم كيميائي» يطرح علامات استفهام حول أسبابه ومعانيه وتبعاته... هل الأمر جدّي أم أنها «الفوضى الدبلوماسية»؟
لمجرّد صدور بيان مؤلّف من ٨٧ كلمة عن البيت الأبيض يقول إنه تمّ «رصد تحضيرات لهجوم كيميائي من قبل النظام السوري» وأن «نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد وجيشه سيدفعان ثمناً باهظاً في حال نفّذوا الهجوم»، سارع بعض المسؤولين والمحللين الأميركيين الى تبنّي فرضية امتلاك النظام السوري أسلحة كيميائية، ليعود الحديث عن «إمكانية وجود مخزون كيميائي استطاع النظام السوري إخفاءه عن مراقبي الأمم المتحدة»، كما الحديث عن «الفرع ٤٥٠» التابع لـ«مركز الدراسات والبحوث العلمية» الذي «رصد الأميركيون تحركات مشبوهة لبعض العاملين فيه ممّن زاروا مواقع يشتبه باستخدامها لتصنيع أسلحة كيميائية».
لكن أسلوب تعميم الإعلام الأميركي السائد لما يصدر عن البيت الأبيض والتسليم به كحقيقة مهما كانت خطورة الأمر ودقّته (الأسلوب ذاته منذ كذبة امتلاك العراق أسلحة دمار شامل)، سجّل هذه المرّة بعض الحذر سببه غموض تصريح الرئيس دونالد ترامب وعدم تسريب البيت الأبيض معلومات واضحة حول أسباب البيان أو حول الخطوة التالية. لذا، كادت معظم المقالات الصحافية الأميركية تخلو، خلال الأيام الماضية، من أي معلومة واضحة تفسّر للرأي العام بعض جوانب الإعلان ــ التهديد وخلفياته. هكذا، بلَعَ الإعلام سيناريو البيت الأبيض كما هو، أي أن «نظام الأسد كان يحضّر لهجوم كيميائي... ثم تراجع بسبب تهديد واشنطن له».
لم يخفِ عدد من المسؤولين العسكريين «تفاجؤهم» بالبيان التصعيدي
رغم تسليم الإعلام الضمني، تضمّنت بعض المقالات تصريحات تطرح أسئلة كثيرة حول شكل بيان ترامب ومعانيه. إذ لم يخفِ عدد من المسؤولين العسكريين «تفاجؤهم» بالبيان التصعيدي وعدم درايتهم بظروفه أو أسبابه، الأمر الذي سارع البيت الأبيض إلى نفيه، مؤكداً عِلم البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية بالأمر. البعض قال إن معلومات خطيرة كرصد تحضير لهجوم كيميائي في خضمّ حرب مستعرة بين قوى متعددة «تبقى سرّية في العادة وتُرسل إلى المعنيين بالقنوات الدبلوماسية ولا تُكشف للعلن»، ليردّ آخرون أن «الرئيس الأميركي هو الذي يقرر ما هي المعلومات التي يريد كشف السرّية عنها وإعلانها». من جهة أخرى، ذكر بعض المسؤولين أن قضايا حساسة كهذه طرحت للنقاش الداخلي وفي مجلس الأمن قبل إصدار أي تهديد رسمي بشأنها، كما حصل في عهدي جورج بوش الابن وباراك أوباما، وهو ما لم يحصل هذه المرّة. بعض المعلّقين قالوا أيضاً إننا أمام «اختبار ثقة بين ترامب وأجهزة الاستخبارات التي شكّك الرئيس بعملها في قضايا سابقة عدّة واتهمها بالعمل ضده»، فيما رأى محللون أن كلّ ما تلى بيان البيت الأبيض من تشكيك واتهامات بين المسؤولين العسكريين والإدارة «أفقد اللحظة جدّيتها».
تصرّف ترامب الأخير، أضافه البعض إلى سلسلة التصرفات «المتسرّعة التي لا يمكن التنبّؤ بها» كما يُنتقد الرئيس منذ تسلمه الحكم. لكن النقاش حول التهديد الرسمي لسوريا تخطّى البحث في «أسلوب ترامب» وانتقل سريعاً إلى التقييم السياسي ــ الاستراتيجي لما صدر عن البيت الأبيض وتبعاته في عزّ حرب طاحنة بمواجهة دول كبرى كروسيا وإيران. معظم التقييمات لم ترحّب بفكرة استفزاز واشنطن لموسكو حتى في بعض الممارسات الميدانية التي سبقت بيان ترامب، والبعض حذّر من «تعميق انغماس الولايات المتحدة بالمستنقع السوري، رغم تصريحات رسمية بعدم وجود نيّة للتدخّل أكثر هناك والاكتفاء بمحاربة داعش».
«السعي لإنجاز مهمة طموحة ضد إيران والأسد والروس في سوريا هو أمر خطير ومتهوّر وغير ضروري لحماية مصالح أميركا الأمنية» يقول بوضوح مقال في مجلة «ذي ناشيونال إنترست»، ويعطي خمسة أسباب لذلك وهي: «أن واشنطن لا تستطيع وحدها القضاء على تنظيم داعش، وأنه لن يكون هناك وضع مستقرّ في سوريا حتى لو أزيح الأسد عن السلطة، ولأننا لا نريد حرباً مع إيران والمخاطرة بإلغاء الاتفاق النووي معها، ولأن التصعيد بوجه روسيا سيصعّب التوصل إلى أي اتفاق من شأنه أن يرسي استقراراً في سوريا والمنطقة بعد سقوط الرقّة، وأخيراً لأن مصالح الولايات المتحدة في سوريا ليست بأهمية مصالح خصومها هناك».
ماذا عن غموض التصريحات واعتماد المفاجأة في السياسة الخارجية إذاً؟ هل سيكون ذلك نهج إدارة ترامب؟ «أن تخمّن الحكومات الأجنبية باستمرار وتتساءل عن النيات الأميركية ولا تستطيع التنبّؤ بها لهو أمر جيّد وقد ساعدَنا كثيراً في المفاوضات» اعترفت مندوبة واشنطن في الأمم المتحدة نيكي هالي خلال شهادتها أمام الكونغرس أول من أمس، مشيدة بمنافع «أن تبقى الدول متأهّبة تجاه سياسات الولايات المتحدة الخارجية وخطواتها». بعد فوضى المعارك، يبدو أن واشنطن في عهد ترامب ستنتهج، أيضاً، الفوضى الدبلوماسية.
صباح أيوب- الاخبار
الاسد السوري- مشرف
-
عدد المساهمات : 3599
نقاط : 9832
تاريخ التسجيل : 17/08/2015
مواضيع مماثلة
» الاسلحة الكيميائية السورية.. ترسانة غامضة
» ماذا يحوي أكبر مخزون من الأسلحة الكيميائية في سوريا؟
» بوتين يرى ان ازالة الاسلحة الكيميائية "على المسار الصحيح" ولافروف يتحدث عن محاولات لعرقلة "جنيف 2"
» المعلم: سورية ترحب بوضع الاسلحة الكيميائية تحت الرقابة الدولية حرصاً على أرواح مواطنيها
» عاجل: مستشار اوباما واشنطن مستعدة لبحث موضوع الاسلحة الكيميائية السورية مع موسكو .
» ماذا يحوي أكبر مخزون من الأسلحة الكيميائية في سوريا؟
» بوتين يرى ان ازالة الاسلحة الكيميائية "على المسار الصحيح" ولافروف يتحدث عن محاولات لعرقلة "جنيف 2"
» المعلم: سورية ترحب بوضع الاسلحة الكيميائية تحت الرقابة الدولية حرصاً على أرواح مواطنيها
» عاجل: مستشار اوباما واشنطن مستعدة لبحث موضوع الاسلحة الكيميائية السورية مع موسكو .
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد