من قتل أطفال الشرشاري هو ذاته من قتل بلقيس الكعيمي بإعتبارها ( قناصة من يوغسلافيا ) وسلام جمعة بوصفها ( كتائب القذافي ) وخالدة الخويلدي بوصفها ( هدف عسكري ) .

من قتل أطفال الشرشاري هو من كتب بوعود الديمقراطية ، تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة والأمومة "يونيسيف" الذي قال ( إن 378 ألف طفل ليبي في حاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة خلال العام 2018 )
من قتل أطفال الشرشاري هو من كان شاهد عيان للجزيرة والعربية وأبوظبي ونقش بشهادته تقرير اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان الليبية 2017 ، الذي قال ( الصراع المتواصل في ليبيا أوجد نحو 30 ألف طفل في مختلف مناطق البلاد يعانون أزمات إنسانية وصحية قاسية )
من قتل أطفال الشرشاري ، هو من أجتهد في إعطاء الإحداثيات لغرف الناتو ، فأنتج تقرير اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان الليبية 2017 الذي قال ( عدداً كبيراً من أطفال ليبيا يعانون من سوء التغذية ، ويعيشون صدمات نفسية من جراء الحرب ، لا سيما في بنغازي وسرت، اللتين تهدد فيهما مخلفات الحرب والألغام حياة الأطفال )
من قتل أطفال الشرشاري هو من قال لكم نوضي نوضي يابنغازي ، ومن قال لكم مصراتة الصمود والزنتان الأسود ، ومن غنى شكرا قطر ولولا فزعة ساركوزي ، ومن هتف أرحل لأعود لمدرستي ، ومن ملئ الجذران رسومات ساخرة ، ومن مازال يعتبر فبراير ثورة مباركة والنظام الجماهيري كافر ، فساهم في صياغة تقرير الأمم المتحدة الذي قال ( نحو 279 ألف طفل في سن الدراسة محرومون من الحصول على التعليم ، وأن 558 مدرسة في مناطق متفرقة باتت تصنف على أنها معطلة عن العمل ، نتيجة الأضرار الجزئية أو الكلية التي لحقت بها، جراء الصراعات المسلحة في ليبيا )
هكذا يموت مئات ألاف الأطفال جوعا وخوفا وقهرا وجهلا وخطفا
...
أطفال الشرشاري لم يقتلهم المحجوبي وعصابته ، بل قتلتهم فبراير ، الفتنة التي أهدرت الدم ، وفتحت أنهار الدمع ، وراكمت أكوام الوجع والفقد ، وزرعت بذور الحقد ، فكان نتيجة ذلك وجود قتلة وقتلى ، طغاة ومقهورين ، أثرياء ومتسولين ، مسلحين وعزل ، حكام ومحكومين ، عملاء ومعتقلين ، شهود زور ومفقودين ... الفارس الليبي