ولتصنع على عيني ... ( فجر كرامة ، برلمان رئاسي ، أسلاميين ليبراليين ، أخوان سلفية جهادية )

ولتصنع على عيني ...
( فجر كرامة ، برلمان رئاسي ، أسلاميين ليبراليين ، أخوان سلفية جهادية ) لاتصدقوا خلافاتهم ومواقفهم وحروبهم ، فجميعهم صناعة غربية ، يجمعهم ويخرس أصواتهم بصافرة كالتي أطلقتها ديبورا لإسكات أصوات المدافع في طرابلس .
الفوضى الخلاقة تحتاج صراع ، والصراع يحتاج خلق أطراف مدعومة أقليميا ، وإدارة الأزمة تحتاج الإمساك بطرفي الصراع وتوجيهها بما يتوافق مع المخطط الغربي وتحقيق المصالح .
هكذا يتم في كل الدول التي تدخلت فيها أمريكا ، من أفغانستان وأوكرانيا حتى سوريا وفلسطين واليمن والعراق وليبيا ، وما يخطط للبقية مثل مصر والجزائر .
( ولتصنع على عيني ) ، هكذا صنع كبير الرئاسي في الصخيرات ، وكبير الكرامة في فرجينيا ، وصنع أمراء المقاتلة في بيشاور ، وقادة جبهة الإنقاذ الليبراليين في واشنطن ، وصنع أخوان المرشد في لندن ، وشهود العيان ونشطاء الربيع في الدوحة ،
وهكذا تجتمع في الدوحة ( القاعدة الأمريكية وسفارة طالبان وجماعة الإخوان والمكتب الإسرائيلي وقناة الجزيرة ومؤسسات الديمقراطية ) ونحن بغباء نصدق أكاذيب الثورة والربيع ومكافحة الإرهاب والسلام والديمقراطية وأبراج دبي .
وهكذا بعد كل فصل دامي يؤذن بلقاء يسكن الألم حتى جرح أخر ، فألتقى حفتر والسراج بباريس بزغاريد المغفلين ، وعقيلة والسويحلي بروما بإبتسامات المخدوعين ، والمشري وعقيلة بالصخيرات بسراب الأغبياء .
وللأسف رغم إنكشاف معظم التفاصيل ، ووجع عديد الصفعات ، مازال البعض يصر على تعاطي المسكنات واللهث خلف السراب ، بالإعتصام بكرامة أحداثيات ، أو وفاق وصاية ، أو برلمان تجار ، أو مصالحة عرجاء ، أو أوهام تلد خيبات ...
يقول حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر الأسبق في لقاء مع صحيفة فايننشال تايمز ( دعمت قطر والإمارات فصيلين متناحرين في ليبيا وفي النهاية كان هناك الكثير من الطباخين ولذلك أفسدت الطبخة )
ويقول أيضا ( اتفقنا على الطبخة في البداية مع السعوديين في سوريا بالتنسيق مع القوات الأمريكية والأتراك ، وبعدها تهاوشنا على الصيدة وأفلتت الصيدة )
...
أتفقوا على الطبخة لكنها شيطت ، وتهاوشوا على الغنيمة لكن الصيدة طارت ، ونحن مازلنا نحلم بوليمة تسد رمقنا بكل الغباء والسذاجة ...