أرض الثورة والشهداء في عين المؤامرة

* أتصال هاتفي من خفر السواحل الإسبانية للجزائر كشف حمولة بسبعة قناطير من الكوكايين في طريقها إلى الجزائر على متن سفينة ليبيرية قادمة من البرازيل ، حادثة هزت الداخل وأطاحت بمدير الأمن الوطني اللواء عبد الغني الهامل الذي كان أحد المرشحين لخلافة بوتفليقة ، وأظهرت تورط عدد من القضاة والمسئوليين .
* هبوط أسعار النفط الذي يمثل 95% من الصادرات مما أدى لإنخفاض الإيرادات ، وفقدت الجزائر خلال خمس سنوات أكثر من 100 مليار دولار من احتياطها النقدي ، الذي تراجع من 193 مليار دولار نهاية 2013 إلى 90 مليار دولار بنهاية مايو الماضي ، وتوقعات أنخفاضها إلى 85 مليار مع نهاية 2018 .
* العملة المحلية فقدت 20% من قيمتها أمام الدولار خلال العام الماضي ، والعجز في ميزانية 2017 يقدر بنحو 11 مليار دولار .
* خلال الأسابيع الماضية تم تسريب من داخل قاعة الصحفيين بمقر الاتحاد الأوروبي ، مقطع مصور مسيئ للرئيس عبد العزيز بوتفليقة أنتقد صحته والوضع السياسي للبلاد ، مما دفع الجزائر لإستدعاء سفير الاتحاد الأوربي للأحتجاج .
* تأجيج إعلامي عقب دعوة رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى لرجال أعمال بلاده للتعاون مع (الأقدام السوداء)، وهم المستوطنون الذين ولدوا في الجزائر خلال فترة الاستعمار الفرنسي ، حيث تورط الكثير منهم في أعمال قتل الجزائريين خلال فترة الثورة من خلال تنظيمات إرهابية أشهرها منظمة (اليد الحمراء) ومنظمة (الجيش السري) . وأحدثت الدعوة جدل بين من أعتبرها دعوة صريحة للتعاون مع أعداء الثورة الجزائرية ، وبين من أعتبرها ذات بعد اقتصادي بحكم أن الأقدام السوداء لهم شبكة علاقات واسعة في فرنسا ، ويمكن للجزائر أن تكون لوبي أقتصادي قوي للتغلغل في أوروبا .
* محاولات أسرائيلية عدة للتجسس داخل الجزائر ، أخرها محاكمة المدون مرزوق تواتي والحكم عليه 10 سنوات سجن بعد تحريضه على مواقع التواصل لسكان بجاية للاحتجاج على قانون المالية ، وإجرائه مقابلة على يوتيوب مع متحدث باسم وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي ، وتأتي هذه عقب واقعة مماثلة شهدتها محافظة غرداية قبل عام حينما كشفت المخابرات الجزائرية شبكة تجسس تضم مجموعة من المهاجرين من ليبيريا ولبناني بحوزتهم أجهزة تجسس وأتصال متطورة على علاقة بالموساد الأسرائيلي . وأتهامات للموساد في أحداث غرداية قبل ثلاث سنوات بين المنتمين للمذهب المالكي والإباضي أسفرت عن مقتل 38 شخص .
* الجزائر بمساحتها الشاسعة وحدودها الطويلة ، فمع موريتانيا 460 كم ، ومع مالي 1300 كم ، ومع النيجر 950 كم ، ومع ليبيا 1000 كم ، ومع تونس 960 كم ومع المغرب 1600 كم . ومعظمها أما متوترة كما المغرب أو تشهد فوضى مثل ليبيا أو هشة مثل مالي والنيجر وتونس . وتحتاج أمكانيات كبيرة لرقابتها ، مما جعلها تتحول لممر عبور رئيسي للهجرة ، فقد كشفت تقارير أن أكثر من 100 ألف مهاجر دخلوا إلى الجزائر خلال السنوات الأخيرة قادمين من جنوب الصحراء . قامت الجزائر مؤخرا بترحيل 27 ألف منهم إلى بلدانهم .. والمثير هو الحملة الغربية على الجزائر عن طريق المنظمات الحقوقية التي كالت تهم إساءة معاملة المهاجرين وتركهم يموتون في الصحراء وتحت درجات حرارة عالية .
* هذه بعض المحطات فقط . تؤكد أن الجزائر بتاريخها التليد وموقعها الحيوي ومواردها الكبيرة هدف للتأمر الغربي الذي يعبث بشكل ممنهج لتمهيد الأرضية لفوضى مماثلة لما حصل في ليبيا ، ونحن نعول على وعي الشعب الجزائري الذي قدم التضحيات الجمة في مواجهة الإستعمار الفرنسي وأبان العشرية السوداء .. حمى الله الجزائر العظيم ... الفارس الليبي