نفتقد ملذات الدنيا ورغد العيش ، لكننا نمتلك تخمة العز والمجد ..

نفتقد ملذات الدنيا ورغد العيش ، لكننا نمتلك تخمة العز والمجد ..
نفتقد الأمن والمستقر ، لكننا نمتلك الحق والحقيقة بقبضة من ثقة ..
نفتقد الأهل والرفاق ، لكننا نمتلك الوعي والإيمان بقلب من حديد ..
نفتقد الفراش الوثير والحلم الجميل ، لكننا نملك رصيد التاريخ أوسمة لنا ولمن بعدنا ..
نحمل ألم جغرافيا مقدسة ، وفقد أحبة ملئوا حياتنا فرحا وصخبا ، وحنين أربعينية الموقف والمشروع أمسا وغدا .. لكن قلوبنا عامرة بالطمأنينة والرضا ، لأننا نجحنا في امتحان غواية شجرة الخلد ، ووسوسة أبليس بملك لايبلى ، وطمع النفس الأمارة بقضمة من موزة الحرام .. فأخترنا الموقف العسير على مال قارون الدوحة ، وأخترنا الوطن الجريح على سلطة فرعون الأليزيه ، وأخترنا الحق المغيب على قوة هبل البيت الأبيض ..
كنا نتبادل التهاني ونحن نمشي بكبرياء ، وجيوب لاتفرع ، وفرح لاينضب ، وقامات لاتنحني ، وحلم لاينطفئ ، وحماس لايفتر ، فاصبحنا نتبادل التهاني على صمود أسطوري ، ووفاء تاريخي ، وصبر الأنبياء ، ويقين الصالحين بغدا نعبده بتضحيات جمة ، ونرسمه بريشة الإنتصار المبين ..
للمهجرين قسرا بلا ذنب إلا قولهم ربنا الله .. لسكان الخيام بلا ذنب إلا كفرهم بعبادة هبل ومناة الثالثة في عواصم الصقيع .. للمعتقلين في زنازن الظلام بلا ذنب إلا حفظ العهد الذي كان مسئولا .. للأرواح التي غادرتنا بلا ذنب إلا الإنحياز لثرى الوطن ..
إلى الأمة المكلومة من جبل قاسيون الذي يرفض الركوع لكعب أيفانكا .. مرورا ببغداد التي يتاجر بها القادمين على دبابات بريمر .. وصنعاء التي تقاوم بعزيمة سبأ ثلاثية الموت ، الفقر والكوليرا والعدوان .. حتى غزة التي تزف قوافل من أطفالها ونسائها وشبابها قربانا لمسرى النبي .. وطرابلس التي عجز الحلف الأربعيني وأذياله عن ترويضها فظلت كفرس جامح تطيح بغربان الربيع يوما بعد أخر ..
إلى المقدسات التي تباع في وضح النهار .. من القدس التي يمنع فيها الآذان وتمنح هدية لعصابات الفلاشا .. حتى مكة التي يرقص فيها السامري بسيف الرسالة بعد أن أخذ كل ما في خزائنها .. بمرجعيات عمائم خذلت الحق بصمت الشياطين الخرساء .. من الحرم المكي الذي يقنعنا بأن السامري رسول السلام والرخاء .. مرورا بالأزهر الذي يقنعنا بالسلام وهو يتفرج على حمم اليورانيوم المخصب يسقط على أطفال الفلوجا وماجر والحديدة .. حتى الزيتونة التي تحتضن رسول الفرنكفونية بجلباب جماعة المرشد والأمير والخليفة ..
إلى الثابتين بعقيدة ناصر .. والمقاومين ببندقية القذافي .. والثائرين بروح بن بله .. والمؤمنين بقلب الشقاقي .. والصابرين بإيمان الشويرف .. والشهداء الأحياء بعزيمة المختار والخطابي والجزائري وزهرالدين والمعتصم بالله .. والماجدات بإرادة محيدلي وبوحريد والمغربي والعلاقي وبنيران والعتري والمقرحي ..
اليكم جميعا .. كل عام وأنتم تحملون راية الحق .. كل عام وأنتم تسطرون صفحات ناصعة بمداد الدم .. كل عام وأنتم تعطون درس خير أمة أخرجت للناس .. كل عام وأنتم توسمون الأمة بأوسمة المجد .. كل عام وأنتم منتصرون .. كل عام وأنتم بخير .. فما ضاع حق خلفه ثائر ...