مكافحة ارهاب أم قواعد هيمنة ؟

وزيرة الدفاع الإيطالية إليزابيتا قالت في يوليو الماضي أنها طلبت من مستشار الأمن القومي الأميركي بولتون، خلال لقائهما في روما، الدعم في إطلاق مهمة عسكرية إيطالية في النيجر ، للمساعدة في محاربة الهجرة . وأثر ذلك طالعتنا الأخبار هذه الأيام بنشر ثلاث فرق عسكرية بمايقارب 400 جندي في شمال النيجر على مشارف الحدود مع ليبيا .
* أمريكا أنشأت قاعدتين جويتين في النيجر ، أحداهما في ضواحي مدينة أغاديس تسمى ( إيه بي 201 ) يشرف البنتاغون على إدارتها ، وتمثل هذه القاعدة أكبر قواعد القوات الجوية الأمريكية ومخصصة للطائرات من دون طيار ، حيث قدرت تكلفة بناء هذه القاعدة 280 مليون ، بها 650 جندي ضمن 1200 جندي منتشرين في النيجر ، والقاعدة الثانية في منطقة ديركو بالقرب من الحدود الليبية تشرف عليها وكالة الاستخبارات المركزية ، وهي المسئولة عن قصف مواقع في مدينة أوباري في يوليو الماضي حسب ما ذكره مسؤول أمني نيجيري .
ونظرا لرفض الشعب النيجيري للتواجد العسكري الغربي الذي أنعكس في مظاهرات خرجت للشوارع وتم قمعها من قبل الأمن ، لذلك تم التعتيم الإعلامي على هذه القواعد العسكرية وأدوارها .
* فرنسا اللاعب الأبرز كونها المحتل القديم الذي مازال يحتفظ بنفوذ كبير عبر قواعد عسكرية وشركات تجارية ، أنشأت قوة تدخل سريع في الساحل الأفريقي قوامها خمسة آلاف عنصر كمرحلة أولى ، سميت G5 شاركت فيه بوركينا فاسو والنيجر ومالي وتشاد وموريتانيا ، بالأضافة للقاعدة الفرنسية العسكرية الرئيسية في ماداما في شمال النيجر قرب الحدود الليبية ، وفي منطقة ديفا بأقصى جنوب شرق النيجر . كما زار الرئيس ماكرون بديسمبر الماضي القاعدة الجوية الدائمة في نيامي وتناول العشاء بصحبة 500 جندي .
* ألمانيا أيضا لها موقع عسكري في العاصمة نيامي به عشرات الجنود تحت ذريعة دعم قوة بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام .
* أمام كل هذه القواعد والقوات الغربية المنتشرة ، تم أستدعاء حفتر في أغسطس الماضي للنيجر حيث ألتقى بقائد الجيش النيجيري ، للحديث عن أنتشار القوات الغربية وتنفيذ بعض العمليات داخل المدن الليبية ، وترتب عليه خفض وتيرة تصريحات المشير حول الجنوب الليبي الذي يعاني الجريمة والتهريب والأنفلات الأمني .
* أمام هذه الأنتشار العسكري الغربي في النيجر وحدها ، وهكذا في دول الجوار ، هل يمكننا تصديق أن مايقارب مليون مهاجر عبروا للوصول لشواطئ إيطاليا ، وحركة أرتال السيارات المسلحة من دارفور حتى الكفرة والقطرون وحتى حدود الجزائر ، ونشاط أرهابي غير مسبوق من جنوب ليبيا حتى بوركينا فاسو ، أم أن لتلك القواعد الغربية أهداف أخرى ، كما قال المؤرخ الأمريكي تشالمرز جونسون ( إن جيشنا ينشر أكثر من نصف مليون جندي وجاسوس وتقني ومعلم وموظّفين ومتعاقدين مدنيّين في دول أخرى ، من أجل الهيمنة على محيطات العالم وبحارِه )
ويضيف ( لقد أنشأنا نحو ثلاث عشرة قوّة بحريّة على متن حاملات الطائرات التي تحمل أسماء تلخص إرثنا الحربي ، ندير العديد من القواعد السرية خارج أراضينا لمراقبة ما تقوم به شعوب العالم ، بمن فيهم مواطنونا ، وما يقولونه وما يرسلونه بالفاكس أو البريد الإلكتروني إلى بعضهم البعض ، الحرب على الإرهاب ليست أكثر من شعار، فالولايات المتحدة ترفعه كي تخفي طموحها الإمبريالي ، لكن الحرب على الإرهاب هي في أفضل حالاتها جزء صغير من الأسباب التي تقف وراء كل تخطيطنا العسكري ، فالسبب الحقيقي لبناء هذه الحلقة من القواعد الأمريكية على مدار خطّ الاستواء هو لتوسيع إمبراطوريّتنا وتعزيز هيمنتنا العسكريّة على العالم ) 
 

من أسفار المجيدة التي لاتقبل الشك والطعن والجدل ،، أن مجلس الأمن وذراعه الناتو تدخلوا بسرعة البرق لحماية المدنيين المسلمين العزل من ( مرتزقة اليهودي الكافر ) ،، بينما أخذوا الحياد أمام القصف العشوائي على مليون مواطن مدني بطرابلس من ( كتايب الثوار الحقيقيين ) بالجراد والمدفعية الثقيلة والدبابات الذي أسقط أكثر من مائة قتيل مدني ..
ماتت سعاد وأبنائها الثلاثة مع قافلة من المدنيين والجتث المحترقة المجهولة ، ولم يجدوا بواكي لهم في مجلس الأمن ، ولا تعاطف معهم في جامعة العرب ، ولا ترحم على أرواحهم في مجلس خليج النفط .. ولم يهرول أبوالغيط لطلب أقفال قنوات الدم والتحريض التي دفعت عشرات ألاف الشباب لساحات الموت بفتاوي الحوريات وأنهار الخمر ..
ولم تنزل الدموع بكحلها الفاخر من عيون خديجة بن قنة ، ولم تظهر علامات الأسى على مكياج نجوى القاسم ، ولم يتلعثم بحرقة حتى أحمرت خدوده في قراءة الأخبار نبيل الحاج ، ولم يصرخ من الحمية والغضب خالد عثمان ، ولم تسرد أسماء وسيرة حياة الضحايا مع موسيقى أمازيغية حزينة هدى السراري ، ولم يعلن الحداد مجلس عقيلة الذي تحررت نعاجه وأبقاره بالتبن الأماراتي ، ولم يرسل قوائم للجنايات مجلس السراج الذي شد الرحال فاتحا ومبشرا ونذيرا بفرقاطة فاشية من زقاق أزمير حتى ركابة ميزران ، ولم يخرج مشير الرجمة الذي أكد أن 90% من ليبيا تحت قبضته وقواته الخفية على مشارف العاصمة برتل فرنسي ليحمي الليبيين من المرتزقة اليوغسلاف والأفارقة ، ولم تتنازل سرقيوة عن راتب 16 ألف وتقف على بقايا ركام الصابري لتصرخ بيحرقونا كتايب "القنباليات" الصفراء و"اللسانات" الممدودة و"الكانتريات" الوردية و"شباشب الصبع" الملونة ، ولم يتسلل الفيلسوف ليفي الحاصل على الجنسية و الرقم الوطني بدل الطاغية المحروم منه ، بأرث أقدم قبيلة في التاريخ ليكتب الجزء الثاني من يومياته بقسم طبرق الثاني ..
الثورة الفرنسية مستمرة حتى تدمير كل منجزات الكافر جاليلو وإعادة زمن الملك الصالح بأحياء الأكواخ وملكات الجمال وحانات الخمر وبيوت كندي لجهاد النكاح المفروض شرعا في غزوات الربيع ، وفتح مكة لن يتوقف حتى عبور جبل طارق بملايين الأعتمادات أو في قوارب الهجرة من سبتة ومليلة ، والتحرير لن يتوقف حتى تقام هولوكست لكل الطواغيت المرتدين عن دين المجيدة المنصورة ، والثوار الذين أذهلوا العالم بإحداثيات هاتف البيلة ، وقعاد الرز في أجدابيا ، وقعاد البازين في بئر الغنم ، والتنافس على شرف الزواج بإيقونة النضال التي نقلت المعركة من الريكسوس عبر الأطلسي لزنزانات واشنطن ، سينتصرون كما أنتصروا في بنغازي على كتييبة الفضيل بجيلاتينة ، وفي مصراتة على اللواء 32 بصدور عارية ، وفي الزنتان على كتيبة سحبان بالتكبير ، وفي طرابلس التي سلمها البراني الذي تاب وعاد لرشده بعد أن زاره القديس ليفي في منامه ، ونزلت عليه قصاصات الأبابيل التي تدعوه لحقن دماء أنصار الشريعة العائدين من تحرير قندهار وتورا بورا من غزو السوفييت الملحدين .