من الرماة الأفارقة إلى جنرالات الأحداثيات

مايقارب نصف مليون أفريقي عبروا البحر للالتحاق بالقوات الفرنسية ضمن محور الحلفاء التي تقاتل لتحرير فرنسا من الأحتلال الألماني في الحرب العالمية ، وأطلق عليهم ( الرماة الأفارقة ) .. أستخدمتهم القوات الفرنسية كدروع بشرية في المقدمة حتى إذا خفت النيران تقدم الفرنسيين للأمام .. حيث مات مايقارب 300 ألف منهم وبترت أطراف بعضهم ، وتعرض بعضهم للأسر والتعذيب ، وعاشوا ظروف قاسية للغاية ..
وبعد أنتهاء الحرب أهملتهم فرنسا بل قتلت بعضهم ، حيث قام شارل ديغول بتسريح المقاتلين الأفارقة وتعويضهم بمقاتلين فرنسيين في تعبير على سياسة النكران تجاه هؤلاء .. ورجع بعضهم لبلاده ولم ينجو حتى هناك من النيران الفرنسية .. حيث سجلت في 1944 مجزرة في السنغال عندما أحتج بعض هؤلاء العائدين أمام مقر القوات الفرنسية للحصول على تعويض خسائرهم وضحاياهم في تلك الحروب ، فواجهتهم القوات الفرنسية بإطلاق النار وقتل المئات منهم .
* اليوم يقام حفل كبير في فرنسا بمناسبة مئوية الحرب العالمية يحضره العديد من الرؤساء الأفارقة ، والجميع كان مبتسم بطقوس الحفل دون أن يتطرق أحدهم لذلك الإستغلال الأوربي عامة والفرنسي خاصة للأفارقة ، وسياسة النكران تجاه قوات أفريقية كانت العمود الرئيسي في تحرير فرنسا .
* اليوم أيضا .. قد لاتحتاج فرنسا لمرتزقة يقومون بتحريرها .. لكنها تحتاج مرتزقة يمهدون الطريق لنهب خيرات أفريقيا .. وعلى نهج الرماة الأفارقة سار بعضنا للغناء بفزعة ساركوزي والتكبير لغزوة الرفال وإعطاء الأحداثيات لجنودها ، لتحصل شركة التوتال الفرنسية على النفط الليبي ، ويرسم الأليزيه خارطة الوصاية لعملاء الرفال في الرجمة وأبوستة .. وكنهاية الرماة الذين تناستهم فرنسا وتنكرت لهم ، كذلك رحل ساركوزي وهولاند كما سيرحل ماكرون ولن يتذكر ألاف القتلى والمبتورين والمصابين بعقد نفسية من الحرب ، والذين هدمت بيوتهم ، والذين أصيبوا وسيصابون بالسرطان نتيجة اليورانيوم المخصب .
* أبتسم السراج وحرمه في المنصة بباريس وكأنه يسطر مجدا تاريخيا ، وأحتضن حفتر ماكرون وكأنه يكتب نصرا وطنيا .. بينما فرنسا تشتم المهاجرين الأفارقة ، وتتهم ليبيا بالإتجار بالبشر ، دون أن تقول ولو على حياء أنها كانت سبب دمار ليبيا وقتل عشرات الألاف ، رغم أن ماكرون قال على حياء ان التدخل كان خاطئ