جورج بوش .. وطريق الموت

في 25 فبراير 1991 وبينما القوات العراقية تنسحب من الكويت بعد أن تم الإعلان عن وقف إطلاق النار ، وإعلان الحكومة العراقية موافقتها على خطة الاتحاد السوفيتي بالإنسحاب تحت أشراف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة .. وتأكيد الرئيس الأمريكي جورج بوش بعدم مهاجمة القوات العراقية المنسحبة .. وتصور العالم حينها أن الأزمة أنتهت ..
حلقت الطائرات المقاتلة التابعة للتحالف فوق قوافل الجيش العراقي المنسحب .. وما إن وصلت خارج مدينة الكويت .. حتى قصفت بداية ونهاية الرتل .. ثم أنهالت على القوات المحاصرة لساعات متواصلة بقنابل محرمة دوليا منها العنقودية .. وبعضها يخترق الدروع .. وبعضها قنابل نيوترونية تفتل كل شئ ..
أسفرت هذه المجزرة عن ما يقارب 2000 عربة عراقية مفجرة ، وما يقارب 10 آلاف جثة محروقة ومبتورة الأطراف ملقاة على أطراف الطريق على امتداد عشرات الكيلومترات ، فيما أصبح يعرف ( طريق الموت ) ..
ليس هذا فقط .. بل أنقضت القوات الأمريكية على العزل الذين حاولوا الخروج والإبتعاد عن القصف والإستسلام وتمت إبادتهم جميعا بدم بارد .. فأوامر اليهودي الأصل شوارزكوف ( لاتتركوا أي شخص يخرج من مدينة الكويت ) في إشارة للإبادة الجماعية ، وبرر ذلك لاحقا بالقول أن الرتل كان يحوي أسلحة ثقيلة وأردنا تدميرها ..
علق الجنرال رويال مور قائد الجناح الثالث الجوي للمارينز على ذلك ( كان مثل صيد البط حتى أصبح الجو بلون السواد ) ، وعلق أحد الضباط الأمريكيين بالقول ( لم يكن سوى الخراب منثورا في كل مكان ، من خمس إلى سبعة أميال مركبات مدمرة ، وأعطى أمر للقوة الجوية بقصف كل مايتحرك ) .. والمراسل مايكل كيلي علق قائلا ( على أمتداد 50 ـ 60 ميل شمال الجهراء إلى الحدود العراقية ، كانت المركبات المتفجرة والأجساد المتفحمة متناثرة على الطريق ، وقوة الإنفجارات أذابت الملابس على الأجساد المتحجرة والملتوية ) ، أما الرائد بوب نوغنت علق ( لم نر أمرا كهذا يحدث حتى في فيتنام ، إنه مثير للشفقة ) ..
سأل رئيس هيئة الأركان كولن باول عن عدد قتلى الجيش العراقي حينها فأجاب ( لافكرة عندي .. وليس في نيتي أن أعرف ) وهو صاحب الخطاب الكاذب الشهير في مجلس الأمن بإخراجه زجاجة تؤكد إمتلاك العراق أسلحة دمار شامل ، و الذي عبر عن ندمه لاحقا في كتابه الذي أصدره مؤخرا " دروس في القيادة والحياة " ، بالقول ( كان خطاب سيئ السمعة ووصمة عار تلاحقني وتصيبني بالإنزعاج والحالة النفسية والغضب الشديد عندما يتهمونني بالكذب ) ..
* هذه ليست الحادثة الأسثتناء في التاريخ الإجرامي الأمريكي عامة ، وجورج بوش بصفة خاصة ، ورغم التقرير الذي نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية العام الماضي، بتواجد قوات أمريكية في الكويت 16.592 ألف ، وقطر 10 ألاف ، والإمارات 4.240 ألاف ، والبحرين 9.335 ألاف ، والسعودية 850 .. ومع ذلك وبدون خجل ، تعلن الكويت حالة الحداد على موت بوش ، ويتسابق أمراء قطر والبحرين والسعودية للتعزية ، ويحاول نشطاء الربيع أمثال البويصير والشمام أن يقنعوننا بأنه لاتوجد أسباب موضوعية للعداء مع الغرب الرائع

الى جهم وبئس المصير هو ومن كان على شاكلته وكل من اعتدى على العراق سواء كان بطريقة مباشرة وغير مباشرة