هل تصمد مسكنات الرأسمالية الجشعة أمام غضب الجياع ؟

( حراك ) .. تصفه الحكومة الفرنسية بالعار أمام التاريخ .. ويراه الفقراء ثورة جياع أمام رئيس الأثرياء .. ويراه المراقبون أنه مأزق الرأسمالية برمتها .. ونراه نحن بوادر مرحلة تاريخية جديدة ..
على قناة فرانس 24 ( التابعة المخابرات الفرنسية ) وخلال حلقة نقاش .. ومع محاولة المذيع توجيه دفة الحوار بوصف السترات الصفراء بالمخربين والمتشددين ، لدرجة تهديد بعضهم إذا حاولوا التواصل والحوار مع الحكومة .. ورغم تحفظ الضيوف لكن كشفت عمق الأزمة ، في نقاط نورد أهمها ::
* مجئ ماكرون للرئاسة من خارج الأحزاب التقليدية هو أشارة إلى رغبة الناس في التغيير وليس حبا في ماكرون ..
* مايحصل هو نتاج الثورة الرقمية والأتصالات ، وتجاوز للأحزاب التقليدية ، فالناس لم تعد محتاجة لأحزاب ونقابات رسمية ، أصبح ممكن أن تنتظم خارجها .
* هناك مأزق اقتصادي في فرنسا منذ 2008 حيث لم يتجاوز النمو 1% .
* الحراك ليس سياسي بل جاء من ناس جوعى لم تجد ما تأكل ، وجماعة فرنسا الأطراف والضواحي يشعرون أن هناك من يتقصدهم ويعاقبهم بالزيادات .
* أوروبا أصبحت تشكل عبء على فرنسا .. وتضطر أن لايكون هناك عجز في موازنتها لإرضاء بروكسل .. وأكثر من ذلك فعندما دخل الرئيس ماكرون في أشتباك مع الرئيس الأمريكي ترامب حول الجيش الأوربي الواحد ، جاء الرد من ألمانيا عبر مستشار ميركل ، بالقول أننا نريد أن نتقاسم مقعدكم في مجلس الأمن .. ونتقاسم معكم الردع النووي ..
..
أما وزير الداخلية كريستوف كاستانير قال عبر مؤتمر صحفي بالأمس ( تم تدمير رموزنا .. وهذا يولد لدينا شعور بالعار .. أعمال العنف أصابت قوس النصر ، وتم تهديد النواب ، ومقرات الشرطة ، والمقرات الحزبية تم نهبها .. وأضرام النار في أحد مراكز الشرطة وهم بداخله .. ماحدث هو محط عار ولايليق بتاريخنا )
رغم ما قاله رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب اليوم من تعليق قرار رفع الضرائب .. لكن الأزمة قائمة بإنخفاض القوة الشرائية لشرائح واسعة ، والمطالب تمتد من رفع الحد الأدنى للأجور إلى حل البرلمان وإعادة الإنتخاب ، والبعض يطالب حتى بإسقاط الرئيس .. فهل يصمد مسكن الحكومة أمام الملايين الجائعة ؟
يقول الكاتب بشير البكر ( لم يتوقع الرئيس ماكرون وفريقه أن يتلقوا صفعة قوية من شارعٍ يقع خارج النقابات والأحزاب ، وأن تتمكّن حركة مجهولة نشأت فقط منذ ثلاثة أسابيع على وسائل التواصل الاجتماعي أن تهز البلد ، وتفسد على ماكرون أحلامه التي يرفل بها ، منذ وصل إلى الحكم في مايو 2007. وأكثر من ذلك أن تحصل على نسبة تأييد في استطلاعات الرأي (75%) ، في حين أن شعبية ماكرون كانت بلغت قبل الإعلان عن هذه الحركة 25% ، وهي أدنى نسبة بلغها رئيسٌ في تاريخ الجمهورية الخامسة التي تأسست قبل 60 عاما ) .
ويضيف ( جاءت حركة السترات الصفراء من وسائل التواصل الاجتماعي. ولذلك لم تجد الحكومة حتى يوم السبت من تحاوره من أجل الحصول على قرارٍ بالتهدئة ، واللافت أن معالجة الدولة بقيت في نطاق تقليدي ، من خلال التلويح بإعلان حالة الطوارئ التي تعني الإخفاق الأمني والسياسي )