الرأسمالية أمام الثورة ..

صحيفة "لوبوان" الفرنسية نشرت عنوان بالخط العريض ( السترات الصفراء في باريس .. يبدو أنها الثورة ) ..
صحيفة "ليبراسيون" وضعت صورة للرئيس الفرنسي ماكرون محاطة باللون الاصفر وكتبت عنوان ( الحمى ) ..
صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية ( الحوار المستحيل بين الحكومة الفرنسية والسترات الصفراء.) ، وقالت ان معظم الممثلين عن السترات الصفراء الذين دعاهم رئيس الوزراء ادواد فيليب أمس الى قصر ماتينيون للحوار لم يلبوا الدعوة ، وحضر اثنان من أصل ثمانية ، الأول وصل متأخرا وخرج قبل بدء اللقاء بسبب رفض الحكومة ان يتم تصوير اللقاء ، والثاني دخل من باب خلفي ولم يرغب في الكشف عن هويته مخافة ردود فعل غاضبة او عنيفة من أصحاب السترات الصفراء .
وكتبت اليوم ( أن باريس كانت أمس مسرحا للفوضى ولعنف منقطع النظير ضرب عدة مدن فرنسية من بينها افينيون وليل ومرسيليا ، حيث أُحرقت السيارات والمطاعم والبنوك ونُهبت المتاجر في عدة احياء راقية من العاصمة الفرنسية )
* سقوط قتيل فرنسي قرب حاجز أقامته مجموعة من السترات الصفراء فى باريس ، والرئيس الفرنسي ماكرون يتوجه إلى قوس النصر بعد عودته من الأرجنتين .. وبالتأكيد شاهد وقرأ وأستمع .. المتظاهرين كتبوا على قوس النصر ( السترات الصفراء ستنتصر ) ، وكتبوا على دار الأوبرا ( ماكرون = لويس السادس عشر ) ، في إشاره لسقوطه كونه كان آخر ملوك فرنسا قبل الثورة ، و رفعوا لافتات كتب فيها ( الناس تعيش في ضائقة .. لنقتل البورجوازيين ) ، وهتفوا ( انهضي يا باريس ) ..
وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير يقول ( الذين تواجدوا في باريس لم يكونوا من السترات الصفراء ، بل أشخاص قدموا للتكسير ، وللسرقة ، وللاعتداء على الآخرين ، وحتى للقتل ) ، المتحدث باسم الحكومة الفرنسية يقول ( أن باريس تدرس فعليا ، فرض حالة الطوارئ ) ..
أحد المتظاهرين يقول للصحفيين ( السترات الصفراء كانت بداية لشىء أكبر من ذلك بكثير، ونريد لهذه الحركة أن تنتشر ، لقد بدأت في فرنسا ، ونريدها أن تستمر في ألمانيا وهولندا حتى إلى بريطانيا ) .. ومئات المحتجين بالسترات الصفراء في بلجيكا وهولندا مع حملات أعتقال واسعة ..
* تجاهل الإعلام لحالة الفقر والغلاء والبطالة ، وأختصار الحدث في مظاهرات وأعمال عنف قد يهدئ الوضع مؤقتا .. لكن حالة الإحتقان لم تعد تحتمل الصمت أكثر .. فالرأسمالية برمتها أمام مواجهة خطيرة ، وربما سيطرتها على الإعلام والسينما والثقافة لن ينجح هذه المرة بعد أن وصلت الملايين لحافة الموت أمام تغول لصوص المال وشركات الاحتكار ، وبعد تضارب الطموحات والأهداف داخل المنظومة الغربية بين الهيمنة أمريكية والإنفصال عنها .. وبين الإتحاد الأوربي والخروج منه .. وبين قبول الأخر واليمين الشعبوي المتطرف .. وبين القطبية الواحدة وتنوع المصالح 

هذا هو بداية خريف دول الناتو اللعينه ، نسأل الله عز وجل ان يضربهم ببعضهم البعض انتقاما الى ارواح الابرياء التي قصفتهم طائرات الناتو في ليبيا ونساله عز وجل ان يلحق بهم الدمار والخراب التشريد وان يتذوقوا كؤووس من المراره والحنظل انه على كل شيء قدير