منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي


منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أنت ماسونيّ دونَ أن تدري/ الجزء الرابع... وطني مازلت أدعوك أبي

اذهب الى الأسفل

أنت ماسونيّ دونَ أن تدري/ الجزء الرابع... وطني مازلت أدعوك أبي Empty أنت ماسونيّ دونَ أن تدري/ الجزء الرابع... وطني مازلت أدعوك أبي

مُساهمة من طرف السهم الناري الإثنين يونيو 24, 2013 3:36 am

أنت ماسونيّ دونَ أن تدري/ الجزء الرابع... وطني مازلت أدعوك أبي 87932

في تسعينيّات القرن الماضي اشتريتُ صنبورَ ماء بـ 75 ل.س من تاجرٍ أعرفهُ , وبعدَ شهرين تقريباً ذهبتُ لشراءِ صنبورٍ من نفسِ النوع فباعني إيّاهُ نفسُ البائع بـ 95 ل.س بحجّةِ أنّ البضاعة أجنبيّة والدولار ارتفع , وبعد ذلك بثلاثةِ أشهرٍ تقريباًَ اشتريتُ صنبوراً من نفسِ النوع ومن نفسِ المحلّ بـ 125 ل.س فاستغربتُ وقلتُ للبائع : لقد انخفضَ الدولار ! فأجابني : لقد ارتفعَ اليورو

هذهِ هي طريقةُ التفكير الماسونيّةِ التي تجدُ دائماً مبرّراً لأفعالها وأرباحها , وبحكمِ كونها منظّمةً سريّةً قليلةَ الأفراد تعتمدُ على النُخَب , فهيَ لا تستطيعُ أن تحكمَ العالم عدديّاً , لذلكَ تحكمهُ عن طريقِ التلاعبِ بطريقة تفكير الشعوب وهي تأتي بصيَغٍ مختلفةٍ تتناسبُ مع واقع حالِ كلّ دولةٍ , ففي إفريقيا الغنيّةِ بثرواتها نجدُ أشدَّ وأقسى أنواعِ الفقر والمجاعاتِ والأمراض , وكذلكَ نجدُ المنظّماتِ الإنسانيّةَ المتعدّدةَ التي تهتمّ بإنقاذِ كلّ شيءٍ حتّى الحيوانات , ورغم كلّ تلكَ المدّةِ الطويلةِ من المساعداتِ لم يتغيّرِ الواقعُ بلِ ازدادَ سوءاً , ودائماً تحذّرُ منظمّاتُ الأممِ المتحدةِ من الأخطارِ والكوارثِ في إفريقيا وتجتمعُ الدولُ العظمى لاتخاذِ إجراءاتٍ لمكافحةِ الفقرِ والمجاعةِ فيزدادانِ باضطراد , ودائماً تمرُّ الشعوبُ الفقيرةُ بمنعطفاتٍ تاريخيّةٍ حتّى أصبحَ المنعطفُ مستديرةً والشعوبُ تدورُ حولها , أمّا نحنُ فقد أَقلَقْنَا العالمَ حتّى قُضَّ مضجعهُ ليجدَ حلاًّ للسلامِ بينَ فلسطينَ الغاصبةِ وإسرائيلَ المُغْتَصَبَةِ بينَ قوسين , وأصبحَ سياسيوّ الغربِ ومفكّروه يُعانونَ الأرقَ من هذا الداءِ العضالِ .

عندما كتبتُ سلسلةَ ( أنتَ ماسوني دونَ أن تدري ) كنتُ أناقِشُ الماسونيّة كطريقةِ تفكيرٍ أكثرَ من كونها تنظيماً , فهناكَ معلوماتٌ متوفّرة بكثرةٍ لمن أرادَ أن يعرفها كتنظيم , ولكنّ المشكلةَ لا تكمنُ في الماسونيّةِ بل بطريقةِ تفكيرنا وفسادنا وطريقةِ حلّنا للمشكلاتِ والمعضلاتِ التي تواجهنا فنحنُ بارعونَ دائماً بلعبِ دورِ الضحيّةِ والماسونيّة كالحرباءِ تتلوّنُ حسبَ البيئةِ التي تريدُ استغلالها , ولو كنّا في المدينةِ الفاضلةِ ( لجاءنا الثعلبُ يوماً في ثيابِ الواعظينَ ) .

ونتيجةَ سريّةِ هذا التنظيمِ وقلّةِ عددِ أعضائهِ يعتقدُ البعضُ أنّهُ نسجٌ منَ الخيالِ أو ضربٌ منَ الجنون أو كما يُسمّى في علمِ النفسِ ( أهلاس سمعيّة وبصريّة ) ومن بابِ التذكيرِ فقط ففي يومِ الاثنين 13/5/2013م التقى الكاتبُ الأمريكيّ دان براون مؤلّف روايتي شيفرة دافنشي والرمز المفقود بمحبّيهِ ومعجَبيهِ في قاعةِ Free Mason Hall في لندن ببريطانيا وشكرَ منَظّمة الماسونيّة على الشرف الرفيع الذي أوْلَتْهُ إيّاه بدعوتهِ للانضمامِ إليها , وأودّ أن أذكرَ أيضاً أنّني لم أشاهدْ سلسلةَ ( القادمون ) The Arrivals ولكنّي سمعتُ بها ولم أستطع الحصولَ عليها , ولا أعرفُ تفاصيلها , ولكنّ التوافقَ والانسجامَ الفكريّ بينَ ما كتبتُ وبينَ ما قيلَ لي عن هذهِ السلسلةِ جعلني مُتَأكّداً تماماً أنّني على الطريقِ الصحيح , وأنا لم أضخّم الماسونيّة ولم أهوّل أفعالها ولكنّني أردتُ أن أسَلّطَ الضوءَ على بعضِ أساليبها المُتَعدّدةِ كي يتجنّبها الناس , وأخطرُ ما وجدتُ كانَ تلاعبَها بعقولِ الأطفالِ وطريقةِ تربيتهم وتعليمهم , وأذكرُ هنا قولَ عالمِ النفسِ السلوكيّ واطسن : ( أعطوني عشرةَ أطفال أصحّاءَ أسوياءَ التكوين فسأختارُ أحدهم جزافاً ثمّ أدرّبهُ فأصنعَ بهِ ما أريدُ طبيباً أو فنّاناً أو لصّاً ....... ) فالتربيةُ الصحيحةُ أساسُ المجتمعِ السويّ والتعليمُ الجيّدُ هو الذي يُخرّجُ العُلماءَ والقادةَ و..... ولا بدَّ أن أشيرَ إلى أنّ بعضَ الأشخاصِ عندنا يُعَلّمونَ أطفالهم الصغارَ السبّ والشتمَ بحُجّةِ أنَّ كلّ ما يخرجُ من فمِ الطفلِ جميلٌ جدّاً وتتعالى الضحكاتُ عندَ سماعهِ , وعندما يكبرُ الطفلُ قليلاً يتفاجَأ بالصَّفعاتِ والشتائمِ من نفسِ الأشخاصِ الذينَ كانوا يُقهقهونَ في السابقِ مُتّهمينَهُ بقلّةِ الذوقِ والأدبِ وعدمِ احترامِ وتوقيرِ الكبار , وفي الجانبِ الآخرِ يوجدُ أشخاصٌ يربّونَ أطفالَهم على الأدبِ ويقومون بتحفيظهم بعضَ المعلوماتِ كأسماء عواصمِ الدولِ وبعضَ القصائدِ , وكلّما زارَهم ضيفٌ يتباهونَ بأطفالهم أمامهُ بان يطلبوا منَ الطفلِ ترديدَ ما حفظهُ ليُصفّقَ لهُ الجميعُ ويسمعُ جملةَ ( برابوووو يا بطل ) ويُصبحُ فيما بعد طلبُ الرضى هاجساً مرضيّاً لديهِ دونَ أن يشعرَ وترتبطُ البطولةُ لا شعوريّاً عندهُ برضى الآخرين , علماً أنّ طلبَ الرضى من المجتمعِ أمرٌ سويٌّ ولكن بشرط أن لا يكونَ هدفَ عملِ الإنسانِ , وعلى المرءِ أن يُنجزَ عملهُ بإتقانٍ , أمّا رضى المحيطينَ بهِ إن تحقّقَ فهوَ تحصيلٌ حاصلٌ , هاتانِ الطريقتان في التربيةِ تُسبّبانِ شرخاً في شخصيّةِ الطفلِ وهما قمّةُ الحماقةِ التربويّةِ التي أعيت من يُداويها , وعلينا أن ننتبهَ ألاّ نفرِّغَ نزواتنا النفسيّةِ التربويّةِ والجنسيّةِ في أطفالنا أو أطفالِ غيرنا بحجّةِ المحبّةِ .

أبو النصر محمّد الفارابي ولِدَ في فاراب (تركستان) وتوفّيَ في دمشق سنة 950 م كانَ من أعظمِ فلاسفةِ العرب درسَ في بغداد وحرّان ثمّ أقامَ في حلب في بلاط سيف الدولةِ الحمدانيّ , ولُقِّبَ بـ المعلم الثاني بعدَ أرسطو , وكانَ مُتَضلّعاً في الرياضياتِ والموسيقى (قاموس المنجد في الأعلامِ) وقد اشتُهرَ عنهُ أنّهُ عزفَ لحناً في بلاط سيفِ الدولة أضحك الحاضرينَ ثمّ عزفَ فأبكى ثمّ عزفَ فأنامَ , وهذا مثلٌ على طريقةِ الماسونيّةِ في الاستفادةِ من كافّةِ أنواعِ العلومِ الموجودةِ في الكتبِ القديمةِ المخزونةِ بعنايةٍ فائقةٍ في المتاحفِ الغربيّةِ وتطبيقِ نتائجِ الأبحاثِ على البشرِ , وأذكرُ هنا كمثالٍ على تأثيرِ الموسيقى في سوريا أنّهُ في تسعينيّاتِ القرنِ الماضي اجتاحتِ الموسيقى والأغاني اللبنانيّةُ والمصريّةُ الساحةَ السوريّةَ وطغت على الفنّ السوريّ وتغيّرَ نمطُ الموسيقى السوريّةِ عمّا كانت عليهِ في الثمانينيّاتِ التي غلبَ عليها الطابعُ الوطنيّ وبعضُ الأغاني ذاتِ الكلماتِ المُعبّرةِ والألحانِ العذبةِ , وبعدَ عام 2000م طغى الطبلُ والزمرُ (الأغاني الشعبيّة) بشدّةٍ في سوريّا متزامنةً مع حالةٍ من الفوضى الماديّةِ والأخلاقيّةِ وهبطت الموسيقى اللبنانيّة والمصريّة كلماتٍ وألحاناً , نعم إنّ الموسيقى لغة الشعوب وتُعبّرُ عن ثقافتها , وبعضُ علماء الغرب درسوا استخدامَ الموسيقى للشفاء منَ الأمراض مستعينينَ بالخبراتِ الشرق أسيويّة والعربيّة القديمة بينما استخدمناها لهزّ الأكتافِ والأرداف .

عندما كنتُ يافعاً كنتُ أحلمُ أن أدرسَ في أوروبّا لِمَا سمعتهُ من الخرّيجين السوريينَ العائدينَ من جامعاتها عنِ الصدقِ (المُتوفّرِ بكثرةٍ) وعن عدمِ الغشّ والانضباطِ في الوقتِ والالتزام بالعملِ قيَماً وأخلاقاً حتّى أنّ أحدهم روى لي أنّهُ استأجرَ مع زميلهِ غرفةً في منزلٍ تملكهُ سيّدةٌ تعيشُ وابنتها الوحيدة , وقد طلبَ صديقهُ من البنتِ مُمازحاً أن تحزرَ القبضةَ التي فيها حبّةُ السكاكرِ بحضورِ الأمّ , وكانت كلتا قبضتيهِ خاليتين , فطردتهُ ربّةُ المنزلِ لأنّهُ علّمَ ابنتَها الكذب , كلّ هذا جعلني أنظرُ للبلدانِ الأوروبيّةِ أنّها مدينةُ الديمقراطيّةِ والأخلاقِ الفاضلةِ , وعندما كبرتُ واتسعت تجربتي في الحياة صرتُ أرى الأمورَ من جوانب عدّةٍ بشكلٍ أفضل , فقارنت بينَ بلدي والدولِ الغربيّة وتفاجأتُ بعدّةِ معلوماتٍ سأورِدُ بعضَها : مثلَ أنَّهُ في مُعظمِ البلدانِ الغربيّةِ إن لم يكن جميعها كفرنسا مثلاً لا يبيعونَ حليبَ الأطفالِ المُجفّفِ بل الطازجُ المُبستر خالي الدسمِ , وإذا سألتَ عن حليبِ أطفالٍ مُجفّفٍ ينظرُ إليكَ البائعُ شذراً ويقول : إذا كنّا نستطيعُ أن نعطيَ أطفالنا حليباً طازجاً وهو الأفضلُ فلماذا المجفّفُ ؟! بينما نحنُ مشغولونَ بدعايةِ المُدعّمِ والبعضُ يتساءلُ متذاكياً : لماذا نربّي البقرَ ما دامَ الحليبُ متوفّراً في السّوق ؟! , وقد أمعنتُ في السخريّة من أخلاقِ الغرب الذين يتباكونَ على ذبح النعاج عندَ الحرم المكيّ ولا يرفُّ لهم جفن وهم يذبحونَ أبناءنا كلّ يومٌ ولماذا هذهِ الدعاياتُ المُستمرّةُ للمُجَفّفِ ماداموا صادقين ؟! أم أنّ هذهِ التجارةَ الممنوعةَ عندهم مشروعةٌ في بلداننا التي عندما وجدوا أنّها أقلّ من أن تكونَ بلدانَ عالمٍ ثالثٍ وضعوها في خانةِ اللاتصنيف تحتَ مُسمّى البلدان النامية أي المُتخلّفة , فهل نحنُ قطعان ماشيةٍ أم فئرانُ تجاربٍ أم أنّ شربَ الحليب المُجفّفِ يجعلُ عجولَ هولندا أخوالاً لأطفالنا ممّا يرفعُ مستوى ذكائهم فالعجولُ الغربيّةُ أشدُّ وعياً وانتظاماً من العجولِ العربيّةِ التي اعتادت النطاحَ والذبحَ اللارحيم وربّما هم لا يقدّمون الساعة ولا يؤخّرونها حرصاً على راحةِ أبقارهم وسعادتها وإفراطاً في دلالِها فلا يختلفُ عليها موعد الإطعام , كما أنّ مُعظمَ المسالخِ الغربيّةِ تستخدمُ الغاز المُنوّمَ كي لا تتعذّبَ الحيواناتُ عندَ ذبحها .

أمّا في مجالِ السياسةِ فقد انتُخِبَ ساركوزي رئيساً لفرنسا مكافأةً لتفوّقهِ في استخدامِ أشدّ أنواعِ العنفِ في قمعِ متظاهري الضواحي يومَ كانَ وزيراً للداخليّة والذين أغلبهم مهاجرون ومُعظمهم من بلدانٍ كانت ولا تزالُ فرنسا تمتصّ ثرواتها , ولا بُدَّ من ذكرِ جزرِ المارتينيك في أمريكا اللاتينية التي لا تزالُ مستعمرةً فرنسيّةً ولكن على الطريقةِ الحديثةِ , وهي فرنسا نفسها التي تدعمُ جبهةَ البوليساريو لتنالَ استقلالها بين قوسين في صحراء موريتانيا الشمالية وجنوب المغرب , أمّا نحنُ فنسينا المليون ونصف المليون شهيداً في الجزائر لأنّ القضيّةَ حُلحِلَت باعتذار , بينما لا تزالُ ألمانيا تدفعُ 300 مليون دولار سنويّاً للكيان الصهيوني تعويضاً عن المحارقِ الهتلريّة المزعومة , وتعملُ إسرائيلُ على فرضِ تعويضاتٍ ماليّة بقوّةِ القانون الدوليّ لليهود الذي تركوا بلدانهم وجاؤوا من أصقاع الأرض ليقتلوا ويهجّروا ويشرّدوا شعباً بأكملهِ من وطنهِ ودياره , أمّا هولاند فقد ادّعى أنّ وزراء حكومتهِ يعيشونَ على رواتبهم ولكنّ قصرَ حبلِ الكذب تسبّبَ في كشفِ الملايينِ التي لدى بعضهم , وفي فرنسا أمّ الحريّةِ والديمقراطيّة نجا ميتيران بالموت من المحاكمةِ فيها ولكنّهُ لم يسعف شيراك وساركوزي ولن يسعف هولاند ربّما , وهذا يُفضي إلى أحدِ أمرين أحلاهما مُرّ : فإمّا أنّ الشعبَ الفرنسيّ بكلّ ذكاءاتهِ وعراقتهِ وخبرتهِ بالديمقراطيّة والحقوق والقانون الدوليّ التي حصدنا ونحصدُ بفضلها ومنها شهاداتِ الدكتوراه والدراسات العليا هو شعبٌ مغفّل , أو أنّهُ شعبٌ يعيشُ الكذبَ المُقنّعَ بالصدقِ كما نعيشُ نحنُ بطالتنا المُقنِعَةَ وليسَ المُقَنَّعةَ فالقناعةُ كنزٌ لا يفنى .

وكي لا ننسى تمثالَ الحريّةِ الفرنسيّ المتأهبِ أسداً في أمريكا سأُذكّرُ بقضيّةِ مونيكا لوينسكي التي تمحورت أخبارُ العالمِ عن تحرّشِ الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون بها في تسعينيات القرن الماضي , ومن قبيل الصدفةِ لم تُفتحِ المشكلةُ إلاّ في دورةِ رئاستهِ الثانية إذ لا دورةَ ثالثة لهُ , وقد انتهى مُسلسلُ مونيكا الطويل بأنّهم حاكموا الرئيس الأمريكيّ وغضبَ الشعبُ منهُ لأنّهُ كذبَ تحتَ القسم وأنكر تحرّشهُ بها , والجميعُ قالوا أنّ بيل الطيّب كانَ أفضلَ رئيسٍ عرفوه , وهذا صحيح من وجهةِ النظرِ الاقتصاديّةِ لدافعي الضرائب الأمريكيين , أمّا نحنُ فتمّت تعميتنا وإشغالنا بمونيكا عن حقيقةِ أنّهُ دُمّرَ معملُ أدويةِ الخرطومِ بمعدّاتهِ وعلمائهِ بأمرٍ منهُ ولم يسمع المجتمعُ الدوليّ المشغول بأخبار مونيكا مناشدات السودان ولم يستجب لإرسالِ لجنةِ تحقيقٍ دوليّةٍ , ولم يلتفت أحد لمعرفةِ الحقيقةِ ( حئيئة مين أتل الحريري السوداني ) فأمريكا هي الخصم والحكم , وكذلكَ بأمرٍ من بيل الطيّب رُفِعَ الحظرُ الجويّ عنِ العراق ليتسنّى للرئيس العراقي السابق صدّام حسين إخمادَ ثورةِ الشعبِ العراقي بالسلاحِ الكيميائي على مرأى ومسمع من العالم أجمع حيث تمّت إبادة ما يتراوحُ بينَ 250 و750 ألف شخصٍ بمدّةٍ لا تتجاوزُ نصف ساعةٍ حسب مُنَظّمةِ حقوق الإنسان ولم يُحدّد الرقم بدقّةٍ , أمّا جورج بوش الإبن والذي فازَ برئاسةِ أعظمِ دولةٍ في العالم لدورتين متتاليتين قالت عنهُ أمّهُ لحظةَ فوزهِ الأوّل : (من يأخذُ هذا الولد إلى البيتِ الأبيض ؟! ) فهو كما قال عنهُ خبراءُ سياسيّون أمريكيّون ( يملك عقلَ دجاجة ) وهو منِ ادّعى أنّ الله قد أوحى لهُ ليقودَ حروباً صليبيّةً شعواءَ ضدَّ محورِ الشرّ وذلكَ ليسَ إلاّ لحمايةِ مصالحِ أمريكا في مُخدّراتِ أفغانستان ونفط العراقِ وطرقِ مرورِ أنابيبِ النفط , ولن أذكرَ أوباما فهو حاضرٌ في السوق ومن حضرَ السوق باعَ واشترى , ولن أذكرَ بقيّةَ الدولِ الغربيّةِ فالسلسلةُ طويلةٌ معَ التأكيدِ على البراءةِ الطفوليّةِ للشعوبِ الغربيّةِ , فالشعوبُ على دينِ حكّامها مثلٌ لا ينطبقُ إلاّ على البلدانِ العربيّةِ وفيها فقط !! والعدد القليلُ من الطيّبين والشرفاء الداعمين للقضايا العادلة لا يكفي ليُضربَ مثلاً فهو لا يُسمنُ ولا يغني من جوع .

ولمن يُشكّك بهيمنة اليهود على الماسونيّة ما عليهِ إلاّ أن يتذكّر أنّه مسموحٌ لكَ في الغرب أن تتهجّم على الأديان والأنبياء وتسيء إليهم كما تريد لا بل سيتبنّونك بإعلامهم ويوسدونكَ على كبريات الصحف وفي الصدارة ولكن إن فكّرت أن تسيءَ إلى اليهود أو أن تشكّك بقصص الهولوكست فمصيرك كمصير الكاتب روجيه غارودي إلى المحاكم فالسجون .

أمّا في مجالَي الزراعةِ والصحّة ونظراً لتشابكهما وارتباطهما الوثيق فقد تفوّقت البلدانُ الغربيّة في صناعةِ الأمراضِ وتطويرها وأظهرت أنّ صناعتها للأدويةِ فضيلةٌ ما بعدها فضيلة وفتحٌ علميّ لا يُدانيهِ ولا يضاهيهِ فتح , فالنيماتودا التي خرّبت الكثير من أراضينا الزراعيّة وأمحلت مواسمها هم من صنعها وطوّرها وهم من يصنعُ الأدويةَ المُعقّمةَ المسكّنةَ لها ( وليسَ العلاجيّة ) ذاتِ التأثيرِ الأشدّ تخريباً وسرطنةً لنستمرَّ باستيرادِ أدويةِ الأرض والجرعاتِ الكيميائيّةِ للبشر , وإنفلونزا الطيور طوّروها وصنعوا لقاحاتها , والأنسولين لمرضى السكّري كانت الشركاتُ الصهيونيّةُ الموجودةُ في أوروبا بأسماء أوروبيّة أوّلَ من استخرجهُ من الخنازيرِ ليُصارَ إلى تصنيعهِ فيما بعدُ من مصادرَ أخرى , أوليسَ غريباً أيضاً أنّهُ بعدَ أن سرَقت الثورةُ المزعومةُ في بلدنا العيّنات الإستراتيجية لأصنافِ القمحِ السوريّةِ الشهيرة المخزونةِ في مستودعات المؤسّسةِ العامّة السوريّةِ لإكثارِ البِذار أن نسمعَ خبراً عن علماءَ بريطانيين يكتشفونَ أنواعاً قديمةً من بِذار القمحِ تمتلكُ خصائص عالية المقاومةِ للأمراضِ وإنتاجيّةً مرتفعة , وطبعاً في حالِ فقدانِ هذهِ الأصناف من بلدنا سنضطرُّ لاستيرادِ البذار المُهجّنِ العقيم كما نستوردُ بذارَ الخضراواتِ العقيمة التي لا تعطي إلا موسماً واحداً والتي لا يمكننا استخلاصُ البذارِ منها كما كانَ أجدادنا يفعلون , علماً أنّ أضخمَ مستودعاتِ تخزينِ البذورِ الإستراتيجيّةِ توجدُ في بلجيكا بإدارةٍ صهيونيّة وقد عرضت قناةُ Majestic Cinema فيلماً وثائقيّاً عن عالمٍ صهيونيّ يرأسُ مُختبرَ تخزينٍ استراتيجيّ للبِذار وذلكَ على غير عادة هذهِ القناة المختصةِ بعرض الأفلام السينمائية , ولن ننسى أنّهُ عندما تمّت مُساءلةُ كوندليزا رايس مستشارة الأمن القوميّ الأمريكي في عهدِ جورج بوش الإبن عن سببِ عجزِ فريقها عنِ السيطرةِ على سوريا احتجّت بأنّ بلداً ينتجُ قمحهُ بنفسهِ تستحيلُ السيطرةُ عليهِ .


أمّا في مجالِ الاقتصادِ فنُلاحظُ الاتفاقَ الماسونيّ على تكاملِ الصناعةِ والتجارةِ وتقاسمِ الأسواقِ والمصالحِ الغربيّة بدونِ مضاربةٍ حقيقيّةٍ فمثلاً جميعُ الدول الأوروبيّةِ تقريباً تشتركُ في صناعةِ طائرةِ الإيرباص وهولندا مثلاً يقومُ اقتصادها على تربيةِ الأبقار وزراعةِ وتصدير الزنبقِ وتجارةِ الحليبِ المُجففِ الذي يُصدّرُ إلى دولٍ كثيرةٍ بحجّةِ صعوبةِ نقلِ الحليبِ الطازجِ والحقيقةُ أنّ ارتفاعَ كلفةِ نقلهِ تجعلهُ عاجزاً عن مُنافسة الحليب المحليّ في الأسواقِ العالميّة , علماً أنّ الشاورما التركية يتمّ تصدير أسياخ لحومها النيئةِ الطازجةِ والجاهزةِ للشَّيِّ يوميّاً إلى دول أوروبيّةٍ عديدةٍ في البراداتِ دونَ أن تجدَ صعوبةً فأيّهما أسرعُ فساداً ؟! ومعنى الكلام أنّهُ تمَّ تقسيمُ الدول الأوروبيّة إلى أخويّاتٍ ماسونيّةٍ متكاملةٍ ( ولايات متحدة ) تُحافظُ على مصالحِ بعضها البعضِ وتحاربُ مُجتمعةً المنافسينَ لها وتقضي عليهم اقتصادياً وحتّى عسكريّا وسياسيّا واجتماعياً إن لزم الأمر مستعينةً بهيمنتها واحتكارها لمنظّمةِ التجارةِ العالميةِ وصندوقِ النقد الدوليّ وسوقِ المصارفِ اليهوديّة السويسريّة ذات السريّة التي لا تكشفُ عورتها إلا للمخابراتِ الأوروبيّة والأمريكية .

ولا بُدّ في معرض الكلامِ أن نذكرَ كيفَ سيطر قلّةٌ منَ اليهود الروس وفي مدّةٍ لا تتجاوزُ ثلاثَ سنوات على نفطِ وغازِ وإعلامِ وكافيارِ روسيا بعدَ انهيارِ الاتحادِ السوفييتي ليتحوّلوا إلى مافيا قضى عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بذكائهِ الحادّ , فكيفَ تمّ ذلك لو لم يكن وراءَ الأكمةِ تنظيمٌ يدعمُ أفرادهُ وعملاءَ مصالحهِ ؟ ومَن أبرعُ منَ الماسونيّةِ في حياكةِ الدسائس ونسجِ المؤامرات ؟

وفي مجالِ مكافحةِ المخدّرات فقد وجدتُ أن الحربَ على المُخدّرات إنّما تدورُ حولَ السيطرةِ على إنتاجها وتسويقها والقضاءِ على كلِّ مَن يُنافِسُ المخابراتِ الغربيّةَ في تصنيعها والاتجارِ بها فالـ CIA كانت تشتري الـ كغ الواحد من الكوكائين النقي بـ 500 دولار من أفغانستان قبلَ الحربِ عليها لتبيعهُ بـ 10000 دولار وتموّلَ بأرباحهِ عملاءها وعمليّاتها القذرةِ على مستوى العالم فلا تمتدُّ يدها إلى أموالِ دافعي الضرائب ( الشعب ) وبالتالي لا يوجدُ من يستطيعُ مُحاسبتها إن فشلت بتهمةِ هدرِ المالِ العام والفسادِ حسبَ ديمقراطيتهم , ولا بدّ أن ننوّهَ إلى أنّ ظهورَ المخدّراتِ الصناعيّةِ كالكبتاغون وغيرهِ وفّرَ لها أرباحاً هائلةً , وهذهِ المخدّراتُ يحتاجُ تصنيعُ بعضِ أنواعها إلى مخابرَ عاليةِ التقنية وموادَّ أوليّة عاليةِ الجودةِ والنقاء لا تتوفّرُ في السوقِ بيدِ الناسِ العاديين ممّا يؤكّدُ مصدرَها بما لا يقبلُ الشكّ كما أنّ زراعةَ الأفيونِ ازدهرت في أفغانستان بعدَ أن ( حرّرتها ؟! ) أمريكا التي بدأت بمفاوضاتٍ علنيّة مع طالبان بعدَ أن فتحت للحركةِ مكتباً رسميّا في قطر التي تحوي أكبر قاعدةٍ عسكريّةٍ أمريكيّة في الشرق الأوسط وربّما خارج أمريكا , وهي طالبان نفسها التي احتضنت وتحتضنُ القاعدةَ المتّهمةَ بتفجيرات 11 أيلول والتي قامت الحربُ على أفغانستان والإرهاب بسببها .

بعدَ عام 2000م نشطت تجارةُ الآثارِ بشكلٍ فاضحٍ وعلنيّ على مستوى الوطنِ العربيّ عامّةً وفي سوريا أمّ الآثارِ خاصّةً ونشطَ معها البحثُ عنِ الزئبقِ الأحمر وتحضير الجنّ , وبغضّ النظرِ عن كلّ ما قيلَ عن استخدامات الزئبقِ الأحمر النوويّة والعسكريّة وعن وجودهِ في الأجهزةِ الكهربائيّةِ القديمةِ كانت الفكرةُ الأساسيّةُ هي ادّعاءُ وجودهِ في القبورِ الأثريّةِ بحجّةِ أنّهُ كان يُستخدَمُ في التحنيطِ للحفاظِ على المومياء سليمةً إلى يومِ القيامةِ , كما تزامنَ هذا الادّعاءُ معَ ادّعاءٍ آخرَ للمشعوذينَ وهو أنّ شُربَ ملكِ الجنِّ لغرامٍ واحدٍ من الزئبقِ الأحمر يعيدُهُ شابّاً ويُطيلُ عمرهُ مئة عامٍ على الأقلّ وبالتالي فهو مُستعدٌّ لأن يدفعَ ثمنهُ مئاتِ ملايينِ الدولارات التي ستهبطُ من سقفِ المنزل على بائعِ الزئبقِ الأحمر , فبدأ السعيُ المحمومُ والحفرُ وسرقةُ الآثارِ التي كانَ يُدفعُ ثمنُ بعض قطَعها مئات ملايين الدولارات الورقيّة , ويتمّ تهريبها إلى خارجِ البلاد عبرَ شبكاتٍ مُختصّةٍ , فهل كانت العمليّةُ لمجرّدِ أنّ بعضَ الهواةِ كانوا يجمعونَ الآثارَ مثلما تُجمعُ اللوحاتُ الفنيّةُ ؟! أم أنّها كانت تُؤخذُ وتُخَبّأ حتّى حين لتُطمَرَ في بلدانٍ أخرى ويكتشفَها مَن سيعيدُ صياغةَ التاريخِ وكتابتهُ مؤيّداً بالأدلّةِ القاطعة ؟! ومن لهُ مصلحةٌ بذلك إلا اليهود والماسون ؟!

وفي المجالِ الأخلاقي نلاحظُ نشاطَ إنتاجِ أفلامِ الدعارةِ الغربيّةِ حتّى أنّهم ابتدعوا جائزةً لأفضلِ ممثّلةٍ لتتمَّ السيطرةُ على الشعوبُ الغربيّة فممارسةُ الجنسِ لا تُعتبرُ زنا إلا إذا كانَ فاعلها متزوجاً والقانون عندها يُعاقبهُ إذا ادّعى أحد الزوجين , والمرأة لا يُعاقبها القانون إن أنجبت دونَ زواج أو تزوّجت بعد الحملِ أو الإنجاب حتّى بلغت نسبة الأطفال في بريطانيا ممّن ولدتهم أمّهاتهم دونَ زواج الـ 70% , كما أنّ الرجلَ إذا مارسَ الجنسَ مع زوجتهِ دونَ أن تسمحَ لهُ بذلك يُعتبرُ مُغتَصباً يُعاقبهُ القانون , أمّا المرأةُ إن مارست الجنسَ مع عدّةِ رجالٍ دفعةً واحدةً دونَ أجرٍ لا تُعتبرُ داعرةً بل شبقةً وتُنصَحُ بأن تُعالجَ نفسها عندَ طبيبٍ نفسيّ , ولن ننسى بيرلسكوني رئيسَ وزراءِ إيطاليا السابق الذي مارسَ الجنسَ مع عدّةِ نساءٍ ليلةَ رأسِ السنةِ مُدّعياً أنّهُ تقليدٌ إيطاليّ يجلبُ الحظّ , ولن ننسى صورَ زوجةِ ساركوزي وهي عارية وأنّ عدداًَ كبيراً منَ الفرنسيين عزفَ عن الزواج ليُمتّعَ نفسهُ بما لذّ وطابَ منَ الفتياتِ ممّا تسبّبَ بنقصٍ في الفئةِ العمريّةِ الشابّةِ في المجتمعِ الفرنسيّ ممّا اضطرّ فرنسا إلى استقدامِ الكثيرِ منَ المهاجرينَ لحاجتها لليدِ العاملةِ الشابّة وصعّبت شروطَ الإقامةِ والجنسيّةِ كي تطردهم بعدَ استهلاكهم , هذا بالإضافةِ إلى السماحِ بالشذوذِ الجنسيّ والزواج المثْليّ في بعضِ البلدانِ الغربيّةِ والمطالبةِ بتشريعهِ قانوناً في جميعِ الدول بحجّةِ احترامِ حقوقِ الإنسانِ وحريّتهُ في التعبير عن نفسهِ ورغباتهِ ليُطالعنا بينَ الحين والآخر أحد الشخصيّات المشهورة من برلمانيين وفنّانين وسياسيّين ليعلنَ على الملأ شذوذهُ مباهياً بنفسهِ , والحقيقةُ أنّ كلّ الشرائعِ السماويّة لم تستطع الحدّ منَ الشذوذِ والزنا كما فعلَ الخوفُ منَ الإيدز والأمراض الجنسيّةِ الأخرى , وبالنتيجةِ فقد تمّ تحويلُ القيم الأخلاقيّةِ في الغرب إلى موضةٍ يتمّ استبدالها وتغييرها حسبَ الموسم وتمّ فصلُ الأخلاقِ عن جذورها لتسهلَ السيطرةُ على المجتمعِ , فكلّ الأمورِ تتمحورُ حولَ السيطرةِ والتحكّمِ حتّى أصبحَ احتيالُ المرءِ في عملهِ واحتيالُ البنوكِ على عُملائها يُعتبرُ عملاً ( بزنس ) وليسَ أمراً شخصيّاً , أمّا نحنُ فقد دحضنا نظريّةَ أثرِ الفراشةِ Butterfly Effect Theory لإدوارد لورينتز ( التي تقولُ أنّهُ إذا رفّت فراشةً جناحيها في الصين قد يُسبّبُ ذلكَ فيضاناتٍ وأعاصيرَ ورياحاً هادرةً في أبعدِ الأماكن في أمريكا أو أوروبا أو إفريقيا ) وأخذنا ما يُناسبُ أهواءَنا ونسينا أنّ القلّةَ الشرفاءَ في بلادِ الغرب يعانونَ أضعافَ ما يُعاني القلّة الشرفاء عندنا ونسينا أن نأخذَ طريقةَ التفكيرِ العلميّةِ الحقيقيّةِ للمساهمةِ في بناءِ دولنا ومجتمعاتنا بشكلٍ أقوى وأصبحَ البعضُ مشغولاً بإقامةِ خلافةٍ إسلاميّةٍ تقودها القاعدة ( أي أمريكا ) بعيدةٍ كلّ البعدِ عن تعاليم الدين الحنيفِ وحضّهِ على العلمِ والتطوّرِ بشكلٍ أخلاقيّ في حين أنّ البلدانَ الغربيّة مشغولةٌ بالاختراعاتِ وأبدعت في تطبيقات النانو تكنولوجي التي تعتبر أحدث ثورة علميّة وإسرائيل وحدها تملكُ 32 مختبر نانو تكنولوجي بينما نحنُ ما زلنا نحلمُ بمختبَرٍ واحدٍ , ولمن أراد أن يأخذَ فكرةً عن هذهِ التقنيّةِ وكيفَ يحلمُ الغربُ بتطبيقها فيجبُ عليهِ أن يحضرَ فيلمَي G.I.JoE و Gamer ومن بابِ الذكرِ فقط فإنّ وكالةَNASA (National American Security Agency) أي وكالةُ الأمنِ القوميّ الأمريكيّ التي يُسمّونها أيضاً وكالةُ الفضاء استخدمت هذهِ التقنيّةَ بحقنها في أجسادِ روّادِ الفضاءِ لإطالةِ أمدِ بقائهم في الفضاء فهي ترمّمُ أجسادهم التي تتضرّرُ نتيجةَ انخفاضِ الجاذبيّةِ , والعلاقةُ بينَ الأمنِ القوميّ والفضاءِ سببها استخدامُ الأقمارِ الصناعيّةِ للتجسّسِ فهذهِ الوكالةُ أكبرُ وكالةِ تجسّسٍ عالميّةٍ لدعمِ المخابراتِ الأمريكيّةِ بالمعلوماتِ وبتقنياتِ النانو تكنولوجي في التجسّس وقرصنة المعلومات .

في المجالِ النوويّ لا بُدَّ للمرءِ أن يتساءلَ كيفَ غضّ الغربُ الطرفَ عنِ امتلاكِ الجارتين النوويتين أي الهند وباكستان وطبعاً إسرائيل للسلاحِ النوويّ في حين يتشدّدُ بالمطلق في امتلاكِ إيران للطاقةِ النوويّةِ للأغراضِ السلميّةِ ولم نسمع إلاّ النقاشات والمفاوضات , ولا بُدّ عندَ ذكرِ إيران من المرور على تزوير قصّةِ المعركةِ الأسطوريّة بينَ 300 مقاتل إسبارطي و 10000 مقاتل من أثينا وتحويلها إلى صراعٍ بينَ 300 مقاتل إسبارطي ومليون مقاتل بإمرة كسرى الفرس في فيلمي 300 و نسختهِ الكوميديّة Meet The Spartans ولاحظنا ظهورَ المُقنّعين السود المشوّهي الوجوه والغيلان في إشارةٍ لحزب الله والحرس الثوريّ الإيراني , طبعاً كلّ مَن يحترم إيران التي أصبحَ يُنجزُ فيها كلّ يومٍ تقريباً اختراعٌ جديد يُتّهمُ بأنّ هواهُ إيرانيّ ويُهاجمُ بشدّةٍ ويستهدفُ فعليّاً كما كانت تتمُّ مهاجمةُ أصدقاءِ الاتحاد السوفييتي بتهمةِ الشيوعيّة أي الكفر والزندقة , ولكن من يتعامل معَ الغرب لا يُتّهمُ بأنّ هواهُ غربيّ أو عميلٌ صهيونيّ وتتمّ أحياناً مهاجمتهُ باللسان فقط للتعمية , وهذا يدلّنا على أنّ هناكَ من يقودُ قطيعَ الناعقين بشكلٍ مُباشرٍ أو غيرِ مُباشر , فلماذا نستحي من حقّنا بينما لا يستحي الآخرون من زورهم وبهتانهم .

في ختامِ سلسلتي أودُّ أن أذكرَ أنّي كتبتُ عن مرحلةِ الثمانينيّات وما بعدها لأنّنا شعوبٌ كثيرةُ النسيان واعتمدتُ المقارنةَ لأنّني وجدتُ تشابُهاً كبيراً بينَ المرحلةِ السابقةِ والحاضرِ وتكراراً للأحداثِ ونمطها , ولكن بصيغةٍ عصريّةٍ أكثرَ تطوّراً وأشدّ قساوةً , وحسبيَ أن أذكرَ كمثالٍ أردنَ الملكِ حسين وأردن الملك عبد الله الثاني , ولا بُدَّ منَ التأكيدِ على أنّ الماسونيّةَ بكلّ أشكالها وأقنعتها كالرأسماليّة والصهيونيّة ومجلس الخمسين وغيرها كانت ولا تزالُ تعملُ بشكلٍ دؤوبٍ للسيطرةِ على العالمِ ولا يكفي وعينا لذلك بل علينا أن نعملَ لقلبِ الموازين فنحن على قول القائل : ( يجبُ أن نخرجَ رؤوسنا منَ التاريخ لا أن نُخرجَ التاريخَ من رؤوسنا ) وليسَ أخطر على الماسونيّة من دولةِ المؤسّسات الحقيقيّة لذلك نشهدُ هذه الحرب العالميّة على سوريّا وعلى شخص الرئيس بشار الأسد الذي عمل بكلّ جهدهِ منذ تولّيهِ سدّةَ الرئاسة على الوصول إلى نموذج لإدارة الحكم في البلاد يعتمدُ على تفعيل دورِ المؤسّسات واستنهاض الطاقات وتسخيرِ الموارد لتمتينِ أسسِ الاقتصاد الوطني بما يتلاءمُ مع واقعنا وحاجاتنا في إطارِ السيادةِ الوطنيّة الكاملة والقضاء على مافيات الفساد والعمالة التي زرعتها وموّلتها ودعمتها أجهزة استخبارات عربيّة وغربيّة خلال عقود , وقد أدركَ أعداء سوريا أنّهُ في حال نجحَ الرئيس الشاب في تحقيق طموحهِ لوطنهِ فسيتحوّلُ إلى أنموذجٍ يُحتذى وتجربةٍ خلاّقة تُهدّدُ مصالحَ الغرب في المنطقة التي يعتبرها شريان الحياة لاقتصادهِ ولا يستطيع الاستمرار في هيمنتهِ على العالم إلا بإبقائها رهينةَ مصالحهِ .

ولنعلم أنّ النجاحَ والفشلَ في بناء الوطن والإنسان يُقاسُ بالأجيالِ ولا يُقاسُ بفترةٍ زمنيّةٍ وجيزةٍ كما يعتقدُ البعضُ , ولكي نكون ناجحين علينا أن نؤسّسَ للأجيالِ القادمة منهاجاً قويماً تسير عليهِ وأن نتركَ لها إرثاً وطنيّا وإنسانيّا تفخرُ وتعتزُّ بهِ وتبني عليهِ .

الشكر الجزيل للسيّد نارام سرجون وللقرّاء الأعزّاء وأرجو أن أكونَ قد وفّقتُ في قولِ كلمةِ حقٍّ وأدّيتُ واجباً وطنيّا وأتمنّى الفائدة للجميع , معَ التأكيد على شكري وامتنانيَ العميق لكلّ من أغنى سلسلتي بتعليقٍ أو ملاحظة أو معلومة , وأعتذر عن ضعف الإمكانات وأتمنّى ممّن لديهم القدرة على الإضاءةِ في هذا الاتجاه أن يبذلوا ما بوسعهم .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الزنبقة السوداء
السهم الناري
السهم الناري
المراقب العام
المراقب العام

ذكر
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى