إصرار سوري وتراجع غربي
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
إصرار سوري وتراجع غربي
نور الدين الجمال
مؤتمرات ما يسمى بـ«أصدقاء سورية» وهم في الحقيقة أعداء هذا البلد وشعبه ومؤسّساته إلى تراجع على الصعيدين المعنوي والسياسي. فنظرة أولية لانطلاقة هذه المؤتمرات التي كانت تجمع أكثر من مئة دولة في العالم ووصلت اليوم إلى إحدى عشرة دولة تظهر مدى التراجع والتقزّم الذي أصاب الحلف العالمي ـ العربي ـ الإقليمي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية نتيجة الصمود السوري البطولي على صعيد القيادة والشعب والمؤسّسة العسكرية وملحقاتها الأمنية.
ترى مصادر دبلوماسية أن مؤتمر ما يسمى بـ«أصدقاء سورية» الذي عقد في مشيخة قطر أظهر إفلاساً حقيقياً لناحية تحقيق انتصار ولو إعلامي على سورية خصوصاً عندما تحدّث رئيس وزراء هذه المشيخة عن قرارات سرية اتخذت بهدف إيجاد إجراءات لتحقيق توازن عسكري على الأرض لمصلحة المجموعات الإرهابية المسلحة وكأنه لا تزال هناك أسرار بعد كل الذي قامت به دول وزراء الخارجية الذين اجتمعوا في قطر من تقديم جميع أنواع الدعم المالي والسياسي والعسكري والإعلامي والمخابراتي واللوجستي والتدريبي. وهذا ما ظهر خلال معركة القصير.
وتعتبر المصادر الدبلوماسية أن كلام حمد بن جاسم الذي اعترف بوجود خلافات بين وزراء الخارجية حول عملية التسليح لـ«المعارضة» السورية يشير إلى خلاف أعمق بكثير فلقد زعم أن بعض الدول تريثت في اتخاذ قرارات نهائية في موضوع التسليح بانتظار مراجعة برلماناتها وهذا الكلام هو لتبرير عدم رغبة بعض الدول الأوروبية في تقديم أسلحة متطوّرة إلى المجموعات الإرهابية. ولذلك فإن المؤتمر المذكور كان فاشلاً بامتياز من وجهة نظر المصادر الدبلوماسية مع التأكيد أن كلاً من فرنسا وبريطانيا بدأتا بحسب معلومات شبه مؤكدة تحذوان حذو ألمانيا في كيفية التعاطي مع الملف السوري بمعنى أن الحكومة الألمانية فتحت حواراً وسلّمت الملف السوري إلى الاستخبارات الألمانية التي قطعت شوطاً مهماً في التواصل مع الاستخبارات السورية حيث بقيت نقطة عالقة في هذه الاتصالات تتمثل في إصرار القيادة السورية على أنه إذا كانت لدى الحكومة الألمانية رغبة أكيدة في فتح حوار مع الحكومة السورية فلا يكفي إذاً التواصل بين أجهزة المخابرات في البلدين لأن المطلوب هو أن يكون الحوار على المستوى السياسي من خلال المؤسّسات الدبلوماسية.
ويبدو أن فرنسا وبريطانيا تتجهان إلى المنحى نفسه بتسليم الملف السوري إلى أجهزة الاستخبارات للتواصل مع الاستخبارات السورية مع الإشارة إلى أن المعلومات المؤكدة تفيد بأن الاستخبارات الخارجية الفرنسية منذ بداية الأحداث في سورية تنصح المسؤولين الفرنسيين بتغيير سياستهم حيال الأزمة في سورية.
وتشير المصادر الدبلوماسية إلى أنه في ظل تراجع مؤتمرات ما يسمى بـ«أصدقاء سورية» وفشلها في التوصّل إلى خطة واحدة ومشتركة في الحرب على سورية فإن التواصل الروسي ـ الأميركي هو الذي سيحدد بوصلة الحل السياسي في سورية وهذا ما بدا جلياً في مؤتمر الدول الثماني الذي عقد في إيرلندا الأسبوع الماضي حيث تبيّن أن الموقف الروسي لن يتراجع لناحية التمسّك برؤية القيادة الروسية في تطبيق جنيف الأول كما أن ألمانيا ميّزت نفسها عن الدول الأخرى وظهرت بأنها الأقرب إلى الرؤية الروسية حتى إن إيطاليا كانت داعمة للحل السياسي في سورية على أن يكون المنطلق هو مؤتمر جنيف.
وأوضحت المصادر الدبلوماسية أن هناك نقطتين أساسيتين في البيان الصادر عن اجتماع الدول الثماني في بلفاست: الأولى تتناول التأكيد على المرحلة الانتقالية في أي صيغة سياسية مستقبلية وضرورة الحفاظ على المؤسّسة العسكرية والأمنية ومؤسّسات الدولة ككل والنقطة الثانية دعوة الدولة السورية و«المعارضة» أن تتعاونا على ضرورة ضرب قوى الإرهاب ومحاربتها من «جبهة النصرة» والقاعدة وبعض التنظيمات الإرهابية الأخرى المنضوية تحت لوائها. كما أن المجتمعين في إيرلندا أبدوا قلقهم حيال تنامي الإرهاب في سورية وأكدوا على ضرورة التعاون في ما بينهم لمكافحته.
والأهم من كل ذلك ظهور منطق أساسي في بلفاست يشدّد على أهمية الحلّ السياسي وإعطاء روسيا والولايات المتحدة التفويض للعمل على الإعداد لمؤتمر جنيف الثاني. هذه المعطيات تشير بوضوح إلى أن جوهر الحل للأزمة في سورية ينطلق من التفاهم الروسي ـ الأميركي في الدرجة الأولى إذا كانت النوايا صادقة لدى الإدارة الأميركية وكل المؤتمرات التي تعقد هنا وهناك تحت مسميات مختلفة لن تكون إلا نوعاً من الفلكلور السياسي والإعلامي في محاولة لإبقاء صفوف المجموعات الإرهابية و«المعارضات» المتنوعة تشعر بأنها ما زالت مدعومة من تلك الدول التي أعلنت الحرب على سورية من خلالها مع العلم أن الصراع القائم بين هذه المجموعات وتلك «المعارضات» يزداد يوماً بعد يوم لأن كل مجموعة تحاول أن تنفّذ أجندة الدولة التي تدعمها وتموّلها خدمة في نهاية المطاف للمشروع الأميركي ـ الصهيوني في المنطقة والذي سيتحطم على صخرة سورية وشعبها وجيشها وقيادتها وحلفائها في دول المقاومة والممانعة في المنطقة والعالم.
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» إصرار غربي على "شرعنة" الإرهاب في ليبيا
» عدوان غربي انطلاقاً من الأردن أم حسم سوري للجبهة الجنوبية ؟
» تحذير روسي أم إصرار على المشاركة؟
» يا سوري.. عمل مشترك سوري – عراقي أكثر من رائع
» خمسون يوما على عمليات الغوطة.. وتراجع الهاون أبرز النتائج
» عدوان غربي انطلاقاً من الأردن أم حسم سوري للجبهة الجنوبية ؟
» تحذير روسي أم إصرار على المشاركة؟
» يا سوري.. عمل مشترك سوري – عراقي أكثر من رائع
» خمسون يوما على عمليات الغوطة.. وتراجع الهاون أبرز النتائج
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 3:51 pm من طرف منتجع التدريب الدولي ITR
» دورات تدريبية:دورة صيانة المنظومات الكهربائية - مستوى متقدم|الهندسة الكهربائية:مركزITR
أمس في 3:48 pm من طرف منتجع التدريب الدولي ITR
» دورات تدريبية:دورة تشغيل وصيانة الشبكات الكهربائية|الهندسة الكهربائية:مركزITR
أمس في 3:46 pm من طرف منتجع التدريب الدولي ITR
» الحكومة الليبية تفرض الحجاب وتمنع الموضة والإختلاط بين الجنسين وتعلن : لاحريات شخصية بدءا من اليوم
أمس في 2:13 pm من طرف larbi
» حزب الله يستهدف عكا وكريات شمونة ومحيطها والاحتلال يعلن عن إصابات وأضرار في المباني
أمس في 2:10 pm من طرف larbi
» كتاب عن النسوان ممنوع في جميع الدول العربية
أمس في 11:23 am من طرف larbi
» الديانة الابراهيمية وحكم الردة في الاسلام - الشيخ محمد بن زايد نموذجا
أمس في 11:21 am من طرف larbi
» مقاتلو حزب الله يوجّهون رسالة لأمينهم العام الجديد "نعيم قاسم"
أمس في 11:18 am من طرف larbi
» الفصائل العراقية تقصف اهداف عسكرية في العمق الاسرائيلي
السبت نوفمبر 09, 2024 9:09 pm من طرف larbi
» حزب الله يقصف قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية ويكثف استهدافه لصفد ونهاريا وتجمع الكاريوت
السبت نوفمبر 09, 2024 9:08 pm من طرف larbi