موسم الضجيج الفارغ في الحرب على سوريا
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
موسم الضجيج الفارغ في الحرب على سوريا
عقيل الشيخ حسن
لا قيمة للقرارات الرسمية التي اتخذت مؤخراً بتسليح المعارضات السورية، لا سيما تلك التي اتخذت في مؤتمر الدوحة. فمنذ ما قبل بداية الأزمة السورية بسنوات كانت أجهزة الاستخبارات الغربية وأدواتها الإقليمية، العربية وغير العربية، قد بدأت بالإعداد، تمويلاً وتدريباً وتسليحاً، لضرب سوريا.
ومنذ الشروع بتنفيذ المؤامرة على سوريا، طلبت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، هيلاري كلينتون التي نحيت فيما بعد عن منصبها، وهي التي عرفت بإصرارها المفرط على تنحية الرئيس الأسد، طلبت من الجماعات المسلحة الناشطة على الأراضي السورية عدم إلقاء السلاح.
ثم إن هذه الجماعات التي سيطرت بسرعة على العديد من المناطق السورية، وتمكنت من إسقاط طائرات وتدمير دبابات واحتلال مطارات عسكرية وتفجير الكثير من المرافق والبنى التحتية بواسطة عبوات ناسفة منها ما يصل وزنه إلى أكثر من ألف كيلوغرام، لم تفعل ذلك ببنادق الصيد أو بالسلاح الأبيض.
ومن الأمثلة عن تسليح تلك الجماعات، ناهيكم عن استجلاب المقاتلين من عشرات البلدان القريبة والبعيدة عن سوريا وتدريبهم في معسكرات منتشرة في أكثر من بلد على أيدي عملاء المخابرات الأميركية والبريطانية والفرنسية وغيرها، أظهر تحقيق نشرته نيويورك تايمز في 26 آذار / مارس الماضي أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تزود المتمردين في سوريا بالأسلحة عن طريق جسر جوي في كل من الأردن وتركيا...
ولا قيمة للكلام عن الأسلحة "النوعية". فالورطة التي وقع فيها أعداء سوريا الذين كانوا يعدون بإسقاط النظام في أيام أو أسابيع قليلة قبل أن يكتشفوا عجزهم الفاضح أمام صمود سوريا لأكثر من عامين، كانت تجبرهم على أن يفعلوا كل ما بوسعهم من أجل تحقيق غرضهم الموهوم على مستوى التسليح بوجه خاص.
ولكن الهزيمة النوعية التي أحاقت بهم في القصير، والتي فتحت الباب واسعاً أمام استئصال آكلي لحوم البشر الناشطين داخل سوريا، وأمام انطلاق عصر إنهاء الهيمنة الأميركية ـ الإسرائيلية وأدواتها في المنطقة لا تبدو كافية لردعهم عن مواصلة العمل من أجل إلحاق الضرر بسوريا وبمعسكر المقاومة.
والواضح، في ظل الخوف الأميركي ـ الإسرائيلي من العواقب الوخيمة للتدخل العسكري المباشر، أن العدوان على سوريا لا يمكنه إلا أن يظل مقتصراً على الأساليب القديمة: توظيف أموال النفط الخليجي في التهويش الإعلامي والشحن الطائفي وتدريب المرتزقة والمتعصبين وتسليحهم للزج بهم في آتون الحرب السورية.
وبما أن هذه الأساليب قديمة وفاقدة للناجعية، فإن أصحاب القرار الذين يديرون الحرب على سوريا من واشنطن وتل أبيب يدركون جيداً أن من الضروري ضخ دم جديد في تلك الأساليب. لكن هذا الدم الجديد لم يعد بوسعه إلا أن يكون ضجيجاً فارغاً يدخل في إطار ما يسمى بحرب نفسية يعلمون جيداً أنها لن تفت في عضد سوريا بقدر ما يمكن لها أن توهم المغفلين من أعداء سوريا الاقليميين بأن الانتصار الذي كانوا يحلمون به قبل أكثر من عامين ما زال قابلاً للتحقيق.
وقد تمثل هذا الضجيج الفارغ خلال الأيام القليلة الماضية بجملة تحركات سبقت وواكبت قرارات تسليح الجماعات المسلحة. جولات بين العواصم قام بها، كل من جهته، وزير الخارجية الأميركي، والرئيس الفرنسي، ورئيس الوزراء التركي، والعديد من الزعماء العرب المتورطين في الحرب على سوريا. حملات تجييش طائفي بأساليب بدائية تم تنظيمها في العديد من البلدان العربية. مناورات وحشود عسكرية أميركية في الأردن، إضافة إلى إحاطة سوريا من الشمال التركي والجنوب الأردني بشبكات الباتريوت، وكلام عن فرض منطقة حظر جوي فوق جنوب سوريا، وخصوصاً، دخول هادر لمحمد مرسي على خط الأزمة.
وكل ذلك لإشاعة الوهم بأن التدخل الدولي لإسقاط الأسد بات وشيكاً، وفق ما حرصت وسائل الإعلام المأجورة على التبشير به، وأن من الضروري الاستمرار في ضخ أموال النفط وتجنيد المرتزقة وتسعير الشحن الطائفي.
مشكلة أميركا و"إسرائيل" وبعض القوى الأوروبية هي أنها باتت تدرك عجزها عن إخضاع العالم بالقوة العسكرية. فأساطير الإمبراطورية الأميركية العالمية، والشرق الأوسط الجديد ومملكة "إسرائيل" الممتدة من النيل إلى الفرات، كل ذلك قد تحطم على وقع الهزائم في حروب أفغانستان والعراق وغزة ولبنان. كما أن موازين قوى جديدة ورادعة قد فرضت نفسها مع عودة روسيا إلى المسرح الدولي، ومع ظهور قوى صاعدة ورافضة للهيمنة الأميركية في الصين والهند وجنوب إفريقيا وأميركيا اللاتينية.
لكن المعسكر الأميركي ما زال يمتلك ورقة فئة من العرب والمسلمين الذين يجمعون إلى قوة المال النفطي والتعطش إلى إحياء امبراطوريات الملك العضوض والجاهلية الأولى جهلاً بالسياسة يجعلهم يعتقدون بأن البطش المقترن بما تسميه أجهزة إعلامهم بـ "التحالف الاستراتيجي" مع الغرب كفيل بتحقيق أحلامهم. والواضح أن كل سياسات المعسكر الأميركي في المنطقة باتت تستند إلى استخدام تلك الورقة واستنزافها حتى احتراقها الكامل.
لا قيمة للقرارات الرسمية التي اتخذت مؤخراً بتسليح المعارضات السورية، لا سيما تلك التي اتخذت في مؤتمر الدوحة. فمنذ ما قبل بداية الأزمة السورية بسنوات كانت أجهزة الاستخبارات الغربية وأدواتها الإقليمية، العربية وغير العربية، قد بدأت بالإعداد، تمويلاً وتدريباً وتسليحاً، لضرب سوريا.
ومنذ الشروع بتنفيذ المؤامرة على سوريا، طلبت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، هيلاري كلينتون التي نحيت فيما بعد عن منصبها، وهي التي عرفت بإصرارها المفرط على تنحية الرئيس الأسد، طلبت من الجماعات المسلحة الناشطة على الأراضي السورية عدم إلقاء السلاح.
ثم إن هذه الجماعات التي سيطرت بسرعة على العديد من المناطق السورية، وتمكنت من إسقاط طائرات وتدمير دبابات واحتلال مطارات عسكرية وتفجير الكثير من المرافق والبنى التحتية بواسطة عبوات ناسفة منها ما يصل وزنه إلى أكثر من ألف كيلوغرام، لم تفعل ذلك ببنادق الصيد أو بالسلاح الأبيض.
ومن الأمثلة عن تسليح تلك الجماعات، ناهيكم عن استجلاب المقاتلين من عشرات البلدان القريبة والبعيدة عن سوريا وتدريبهم في معسكرات منتشرة في أكثر من بلد على أيدي عملاء المخابرات الأميركية والبريطانية والفرنسية وغيرها، أظهر تحقيق نشرته نيويورك تايمز في 26 آذار / مارس الماضي أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تزود المتمردين في سوريا بالأسلحة عن طريق جسر جوي في كل من الأردن وتركيا...
ولا قيمة للكلام عن الأسلحة "النوعية". فالورطة التي وقع فيها أعداء سوريا الذين كانوا يعدون بإسقاط النظام في أيام أو أسابيع قليلة قبل أن يكتشفوا عجزهم الفاضح أمام صمود سوريا لأكثر من عامين، كانت تجبرهم على أن يفعلوا كل ما بوسعهم من أجل تحقيق غرضهم الموهوم على مستوى التسليح بوجه خاص.
ولكن الهزيمة النوعية التي أحاقت بهم في القصير، والتي فتحت الباب واسعاً أمام استئصال آكلي لحوم البشر الناشطين داخل سوريا، وأمام انطلاق عصر إنهاء الهيمنة الأميركية ـ الإسرائيلية وأدواتها في المنطقة لا تبدو كافية لردعهم عن مواصلة العمل من أجل إلحاق الضرر بسوريا وبمعسكر المقاومة.
والواضح، في ظل الخوف الأميركي ـ الإسرائيلي من العواقب الوخيمة للتدخل العسكري المباشر، أن العدوان على سوريا لا يمكنه إلا أن يظل مقتصراً على الأساليب القديمة: توظيف أموال النفط الخليجي في التهويش الإعلامي والشحن الطائفي وتدريب المرتزقة والمتعصبين وتسليحهم للزج بهم في آتون الحرب السورية.
وبما أن هذه الأساليب قديمة وفاقدة للناجعية، فإن أصحاب القرار الذين يديرون الحرب على سوريا من واشنطن وتل أبيب يدركون جيداً أن من الضروري ضخ دم جديد في تلك الأساليب. لكن هذا الدم الجديد لم يعد بوسعه إلا أن يكون ضجيجاً فارغاً يدخل في إطار ما يسمى بحرب نفسية يعلمون جيداً أنها لن تفت في عضد سوريا بقدر ما يمكن لها أن توهم المغفلين من أعداء سوريا الاقليميين بأن الانتصار الذي كانوا يحلمون به قبل أكثر من عامين ما زال قابلاً للتحقيق.
وقد تمثل هذا الضجيج الفارغ خلال الأيام القليلة الماضية بجملة تحركات سبقت وواكبت قرارات تسليح الجماعات المسلحة. جولات بين العواصم قام بها، كل من جهته، وزير الخارجية الأميركي، والرئيس الفرنسي، ورئيس الوزراء التركي، والعديد من الزعماء العرب المتورطين في الحرب على سوريا. حملات تجييش طائفي بأساليب بدائية تم تنظيمها في العديد من البلدان العربية. مناورات وحشود عسكرية أميركية في الأردن، إضافة إلى إحاطة سوريا من الشمال التركي والجنوب الأردني بشبكات الباتريوت، وكلام عن فرض منطقة حظر جوي فوق جنوب سوريا، وخصوصاً، دخول هادر لمحمد مرسي على خط الأزمة.
وكل ذلك لإشاعة الوهم بأن التدخل الدولي لإسقاط الأسد بات وشيكاً، وفق ما حرصت وسائل الإعلام المأجورة على التبشير به، وأن من الضروري الاستمرار في ضخ أموال النفط وتجنيد المرتزقة وتسعير الشحن الطائفي.
مشكلة أميركا و"إسرائيل" وبعض القوى الأوروبية هي أنها باتت تدرك عجزها عن إخضاع العالم بالقوة العسكرية. فأساطير الإمبراطورية الأميركية العالمية، والشرق الأوسط الجديد ومملكة "إسرائيل" الممتدة من النيل إلى الفرات، كل ذلك قد تحطم على وقع الهزائم في حروب أفغانستان والعراق وغزة ولبنان. كما أن موازين قوى جديدة ورادعة قد فرضت نفسها مع عودة روسيا إلى المسرح الدولي، ومع ظهور قوى صاعدة ورافضة للهيمنة الأميركية في الصين والهند وجنوب إفريقيا وأميركيا اللاتينية.
لكن المعسكر الأميركي ما زال يمتلك ورقة فئة من العرب والمسلمين الذين يجمعون إلى قوة المال النفطي والتعطش إلى إحياء امبراطوريات الملك العضوض والجاهلية الأولى جهلاً بالسياسة يجعلهم يعتقدون بأن البطش المقترن بما تسميه أجهزة إعلامهم بـ "التحالف الاستراتيجي" مع الغرب كفيل بتحقيق أحلامهم. والواضح أن كل سياسات المعسكر الأميركي في المنطقة باتت تستند إلى استخدام تلك الورقة واستنزافها حتى احتراقها الكامل.
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» فلسطينيو سوريا: موسم «الـترانسفير» إلى الشمال
» سوريا: من هم مجرمو الحرب الحقيقيون؟
» المكاسب التركية من الحرب على سوريا
» سوريا.. بين الحرب عن بعد والحرب عن قرب
» سوريا.. بين الحرب عن بعد والحرب عن قرب
» سوريا: من هم مجرمو الحرب الحقيقيون؟
» المكاسب التركية من الحرب على سوريا
» سوريا.. بين الحرب عن بعد والحرب عن قرب
» سوريا.. بين الحرب عن بعد والحرب عن قرب
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد