لأجل الله إكذبوا علينا ... سنسامحكم

سمير الفزاع

تقولون إن النظام السوري " وهم يقصدون سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد تحديداً " ليس نظاماً مقاوماً ، بل هو حليف لأمريكا و " إسرائيل " ولكن من " تحت لتحت " . وأن سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد يحكم سوريا الآن فقط لأنه إبناً للمرحوم الخالد حافظ الأسد . لن أقول أنكم كاذبين ، وأبناء لكذبة كبرى إسمها " قادة يحكمون دول مستقلة " ، وأن نقطة دم تسري في عروق بشار حافظ الأسد تساوي مجموعكم مضروب بمجموعكم . لكن سأرجوكم أن تكذبوا علينا وتخدعونا ببعض من هذه الكذبات والخدع التي يمارسها علينا بشار حافظ الأسد . فهل ستجرؤن ؟
* إكذبوا علينا ولا تزحفوا في كل عام مرتين ، في رحلة الشتاء والصيف الى البيت الأبيض ، مثل كلاب الأثر التي تشتم الطريق الى بيت سيدها وولي نعمتها .
* إكذبوا علينا ولا تساوموا على فلسطين ، ولا تستجدوا " تسوية " مغمسة بالذل والعار والسمسرة والعريّ الفاحش ، فتزيل علم الإحتلال عن أرضنا وتبقي له السيادة عليها وتديم والغصة في قلوبنا .
* إكذبوا علينا ولا تصافحوا صهيونياً ، ما زالت يداه تقطر دماً حاراً من وريد طفل تشظى للتو أو ثدي أم إنتزعة القذائف من مرقده .
* إكذبوا علينا وأديروا ظهوركم لأولمرت ونتن ياهو وليفني ، وكل تلك الزمرة المجرمة القاتلة من قادة الكيان المجرم الغاصب .
* إكذبوا علينا ولا تدنسوا أرض العرب والعروبة بأقدام الصهاينة ، يأتون إليها جهاراً منتشين مثل الفاتحين والمحررين ، ونصبح نحن الغرباء والأعداء في أرضنا .
* إكذبوا علينا وأحضنوا فصائل المقاومة الفلسطينية " التي ما زالت مقاومة حقاً " والتي عجزت الأربعة عشر مليون من الكيلومترات المربعة العربية عن إحتضانهم وإيوائهم .
* إكذبوا علينا وقولوا لأمريكا ولو لمرة واحدة " لا " ، وأبقوا ثابتين صامدين على " لائكم " هذه وتحملوا تبعاتها ونتائجها .
* إكذبوا علينا وأغضبوا نظام مصر ، كما أغضبته سوريا بالأمس ، وأرسلوا السلاح لمقاومي غزة ومجاهديها رغماً عنه وعن كل الدنيا .
* إكذبوا علينا وسلحوا وأدعموا المقاومة الإسلامية والوطنية في لبنان بوجه الكيان المتوحش . والتي قال " فينوغرادها " لا الإعلام السوري " إننا خسرنا الحرب مع حزب الله والصواريخ السورية " .
* إكذبوا علينا ومدوا أيديكم للشعب العراقي العظيم كما فعلت سوريا . وأسألوا " بيكر وهاملتون " ماذا فعل الشعب العراقي العظيم بجنود المارينز بدعم سوري ، وماذا فعلت سوريا من أجل هزيمة أميركا ودحرها هناك .
* إكذبوا علينا ولا تكدسوا السلاح الأمريكي بمئات المليارات من الدولارات ، والذي يأتي ويذهب دون أن يستخدم . اللهم إلا من أجل تفجير فتنوي في العراق ، أو غارة وإقتتال في اليمن ، أو قمع في البحرين ، أو إنتقام وتخريب في سوريا .
* إكذبوا علينا ولا تمنحوا غازكم ونفطكم ومائكم وأموالكم للكيان الصهيوني وأم العهر أمريكا وأذنابها الغربيين ، فأمة العرب وجياعها وفقرائها أحق وأولى .
أرجوكم إكذبوا علينا من مثل هذا النوع من الكذب والخداع ، وسأصلي والملايين من أمة العرب لله ركعتين ، وسأقف طويلا بين يدي سيدتي العذراء البتول ، وسنسأل الله لكم العفو والمغفرة . فنحن راضين بكذبكم وخداعكم ، وأضمن لكم عفو ربي وغفرانه .
وأما عن قولكم " أن سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد يحكم سوريا الآن فقط لأنه إبناً للمرحوم حافظ الأسد " . فأقول لكم كما قلت سابقا ، كونوا مثله ولكم القلوب والرقاب . وأما إن كان خلافكم مع المبدأ أي " إستمرارية الحكم " ، ففي الأمس القريب إحتفلت عائلة مالكة كبرى بمناسبة مرور مئة عام على حكمها المتواصل . كان روح الله المسيح عليه السلام قد قال يوماً " يا مُرائي قبل أن تقذف أخوك بالقذى إنزع الخشبة التي في عينيك " . وقديما قالوا " ايها الطبيب أشف نفسك " . وصدقوني كما أنا مصدق ومتيقن من نصر سوريا ، فأنا متأكد بإن سوريا ستشهد في العام 2014 إنتخابات لم يشهد الوطن العربي مثيلاً لنزاهتها وشفافيتها . وسوف يفوز فيها سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد فوزاً يذهلكم ، وستكون العيون العربية والغربية حاضرة ومراقبة لنتائج ، ستخرج هذه العيون من محاجرها كمداً وغيضاً وستسّود وجوه تحملها ، ويتكسر حلمها ، ويطعن مشروعها في الصميم . ولكن يبقى السؤال المطروح ، بعد هذه الإنتخابات في سوريا ، من منكم سيجرؤ على القيام بمثلها ؟ .
عرض ختامي ، إكذبوا علينا بهذه الطريقة ولا نريد منكم انتخابات لقرن آخر من الزمان .

تحياتي للكاتب لقد مس كبد الحقيقة
تحياتي لك