بازار سعودي – قطري لشراء الأصوات في الائتلاف السوري

بدأت المعارضة السورية في الخارج جولة جديدة من “التناتش” على المناصب و”الغنائم” التي تعرضها دول خليجية مهتمة بـ”مستقبل” الوضع السوري.
واستباقاً للموقعة الكبرى التي حصلت في اسطنبول، بدأت مراكز القوى داخل “الائتلاف” المعارض معركة شراء أصوات على نطاق واسع لصالح التيارين الأساسيين فيه، وهما التيار السعودي، والتيار القطري الذي يبدو أنه عائد بقوة إلى الساحة عبر أمين عام الائتلاف المعارض مصطفى الصباغ، الذي تردد أنه وضع موازنة قدرها 50 ألف ليرة تركية لكل من يصوت لبقائه في منصبه خلال الاجتماع، أي ما يقدر بـ30 ألف دولار أميركي، وفي المقابل يقدم المرشح المنافس أحمد عاصي الجربة، المدعوم من السعودية، وعداً بـ”عمرة مجانية” لكل من يصوّت له، وبالتالي رضا السعوديين على هؤلاء.
وفي حين يقول معارضون سوريون إن الانتكاسات العسكرية الكبيرة التي مني بها المسلحون كانت سبباً رئيسياً في إعادة تشكيل السلطة في قطر، التي تعرضت للكثير من النقد على خلفية إدارتها الملف، يبدو أن ملف انتقال السلطة داخلها باتجاه الإدارة السعودية بالكامل ما يزال متعذراً في الوقت الراهن، بسبب الممانعة التي تبديها قطر. وتقول مصادر سورية معارضة إن الوفد الموسع من المعارضة السورية الذي زار قطر والتقى أميرها الجديد، سمع كلاماً “مطمئناً”، لكن المخاوف بين أعضائه لم تختف جراء معلومات متوترة عن استعداد الأمير الجديد لتعامل مختلف مع الأزمة بضغط أميركي واضح.
ويسعى السعوديون بقوة لإمساك الملف السوري وانتزاعه من اليد القطرية التي كان يتولاها مباشرة وزير الخارجية القطري الجديد عندما كان وزيراً للدولة للشؤون الخارجية، وأشارت مصادر سورية معارضة إلى أن السعوديين أفردوا لهذه العملية مبلغاً مالياً كبيراً يتم به شراء أصوات المعارضين، كما يضغطون من خلال “هيئة الأركان”، التي تسير في الركب السعودي بقيادة العقيد المنشق سليم إدريس، من أجل تحويل مسار السلطة إلى “الحالة السعودية”.
وأفادت المعلومات أن شخصية لبنانية على صلة بمسؤول لبناني سابق انتقلت مجدداً إلى تركيا للعمل على تسهيل المهمة السعودية، مزوَّدة بدعم سعودي مالي كبير، من أجل الظفر بالأصوات اللازمة لتولي مرشحي السعودية المناصب الكبرى في “الائتلاف”.
وقالت المصادر إن هذه الشخصية تقيم في الفندق نفسه الذي سيقام فيه المؤتمر في اسطنبول، وأوضحت أن التنسيق جار بين هذه الشخصية وقيادات بارزة في جماعة “الإخوان” السورية من أجل تحقيق هذه المهمة.
وتقول المصادر نفسها إن النتائج التي سيسفر عنها مؤتمر المعارضة في اسطنبول ستحدد الوجهة المقبلة لإدارة الصراع في الملف السوري بين القيادة القطرية أو السعودية.. أو استمرار التجاذب الحالي الذي يفقد المعارضين السوريين ما تبقى من دعم خارجي.