ما هو الهدف العسكري القادم للجيش السوري بعد حمص؟

تستمر العمليات العسكرية للجيش السوري في محافظة حمص، أحدى أكبر المحافظات السورية على الاطلاق التي تصل بحدودها لبنان بالاردن وايضاً تلامس العراق عبر الصحراء، تلك المحافظة الاستراتيجية التي ستغير وجه الحرب الدائرة في سوريا في حال سيطرة الجيش عليها بالكامل.

مصدر عسكري سوري أكد في حديث خاص للــ “الحدث نيوز”، بأن “الجيش السوري ينجز تقدماً محكماً وحذراً في أحياء حمص القديمة، وهو يعمل وفق إستراتيجية “القضم” في أحيائها خصوصاً حيي الخالدية وباب هود، حيث يُسيطر الجيش بشكل يومي على كُتل أبنية في الحيين ما يزيد حصار المسلحين أكثر وأكثر وتطويقهم في بقعة صغيرة، وهو سيعمل على إنهاء المظاهر الارهابية في ريف حمص الشمالي ايضاً عقب الانتهاء في حمي المدينة”، فيما لم يعطي المصدر وقتاً محدداً لانجاز العملية.

ورداً على سؤال حول الهدف القادم للجيش السوري بعد حمص، قال المصدر بأن “الهدف القادم هو ريف دمشق، حيث سيعمل الجيش على تطهيره من الارهابيين بشكل كامل، ما سيؤدي لسيطرة الجيش على المنطقة الوسطة السورية، وبالتالي السيطرة على قلب المعارك وقلب البلاد وعزل مسلحي المعارضة نحو الشمال، وهذا من النظرة الاستراتيجية سيشكل نقطة قوة للدولة وقطعاً لخطوط الامداد إنطلاقاً من هذه المناطق نحو المناطق الاخرى خصوصاً في الشمال، إضافة لابعادها خطر المعارك عن العاصمة كلياً، وبالتالي توجيه ضربة قوية للمسلحين”.

وأضاف بأن “سيطرة الجيش السوري على حمص المحافظة اليوم بعد القصير هو هدف تضعه القوات المسلحة على سلّم اولوياتها، وهي ستتجه فور تحقيق ذلك إلى مناطق ريف دمشق التي ستنجز تنظيفها بشكل كامل، خصوصاً مع حصار وسيطرة الجيش إستراتيجياً على مناطق الغوطة الشرقية، وما سيعزّز قوة الجيش في المعارك القادمة هي عملياته العسكرية الجارية اليوم في مناطق دمشق الجنوبية”.

وأشار المصدر العسكري السوري في حديث للــ “الحدث نيوز”، بأن “عمليات الجيش العسكرية في جوبر، القابون، زملكا، وبرزة، هي أساسية في أي معركة قادمة في ريف دمشق، حيث أن نتائج هذه المعارك الدائرة اليوم في هذه المناطق في مفصلية نسبة للمعركة الشمالة القادمة في الريف”، قائلاً بأن “المناطق هذه تعتبر بالنسبة لمناطق الريف الدمشق قاعدة إنطلاق وإسناد ودعم للعصابات الارهابية التي يجب قطعها لتحقيق الانجاز القادم في ريف دمشق وتأمين خطوط إمداد الجيش السوري وزيادة الحصار والضغط على المسلحين”.

وأعاد المصدر تكرار أن “معركة حمص مفصلية، وان ما يجري في بعض مناطق دمشق والغوطة من عمليات عسكرية تأتي في السياق العسكري لمعركة حمص، وفي سياق خطة الجيش للسيطرة على وسط سوريا التي وعزل المسلحين نحو الشمال”، قائلاً بما حرفيته: “ذاهبون لسحق الارهابيين في الشمال وفي كل زاروب يختبؤون فيه”.