هيكل جديد معارض مكان الائتلاف السوري المعارض

نضال حمادة


بدأت التأثيرات الفعلية لسقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر تظهر على المعارضة السورية تباعا، وإن بشكل سري وخفي، كما توقعنا في مقالتنا (تأثيرات سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر على مراكز النفوذ في المعارضة السورية) بتاريخ 4 تموز/يوليو والذي كان موقع العهد السباق من خلاله بالإعلان عن التوجه لانتخاب احمد عاصي الجربا، وتوقعنا أيضا ان يؤدي هذا الأمر في النهاية الى القضاء على نفوذ الإخوان المسلمين في الائتلاف المعارض حتى ولو انحنوا أمام العاصفة وأدوا الطاعة في ديوان بندر بن سلطان آل سعود الموجه الفعلي لميشال كيلو، وأن هذا الانحناء لم ينفع وسرعان ما بدأت في الخفاء استعدادات لإعلان موت "الائتلاف الوطني المعارض" وإنشاء هيئة معارضة بديلة تمثل المعارضة السورية بقيادة سعودية هذه المرة!.

وفي المعلومات أن كلاً من (ميشال كيلو، عاصي الجربا، فايز سارة) يحضرون لإنشاء هيئة معارضة، تكون الحزب الممثل للمعارضة السورية في أية مفاوضات مستقبلية مع النظام أو في حال سقوط النظام كما يردد كيلو، وهذه الهيئة سوف تكون بديلة مستقبلية عن "الاتلاف المعارض" وسوف يطلق عليها اسم (التجمع الديمقراطي السوري أو تجمع الديمقراطيين السوريين). وحسب مصادر مطلعة في المعارضة السورية، فقد جرى الاتصال بكافة أطياف المعارضة لهذا الغرض، وبدأ إرسال طلبات الانتساب الى الهيئة الجديدة منذ عدة أيام.

ويجري التحضير لعقد مؤتمر في اسطنبول في منتصف الشهر المقبل على أبعد تقدير من أجل الإعلان عن تشكيل هذه الهيئة، وقد دعيت كافة الأحزاب والهيئات المعارضة للحضور بما فيها الأحزاب الكردية وعلى رأسها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يمكن ان يتمثل برئيسة المجلس المشترك في الحزب (هفال سينام) بسبب عدم قدرة رئيس الحزب صالح مسلم محمد على دخول تركيا.

ووجهت الدعوات للجميع على أساس فردي وليس حزبي، وهذا الإجراء يهدف الى القضاء على نفوذ الإخوان المسلمين كليا في هيئات المعارضة، وهم الذين يتمثلون بغالبية الأعضاء في "المجلس السوري" و"الائتلاف السوري" المعارضين.

ويبدو من تحديد مكان الاجتماع في اسطنبول أن الحدث المصري تجاوز بتشظيه الحدود المصرية ليصل الى سوريا وتركيا وكامل الدول التي صعد فيها الإخوان المسلمون خلال العامين الماضيين حيث إن قبول اردوغان بهذا الاجتماع الذي يهدف بالأساس للقضاء على نفوذ الإخوان المسلمين عبر تأسيس هيئة بديلة للائتلاف الذي يسيطرون عليه، يشكل ظاهرة تراجع تركية كبيرة واستراتيجية لها ما بعدها في الملف السوري على وجه الخصوص...