سوريا في أتون مشاريع الغاز العملاقة

الدكتور المهندس فهد أندراوس سعد


لم يعد امتلاك السلاح المتطور مصدر قوة اللاعبين الكباربقدر امتلاكهم لمصادر الطاقة الأساسية : حالياً النفطومع حلول عام 2030سيكون الغاز هو الوقود رقم 1بحسب توقع خبراء الطاقة.

ولعل خلفية الصراع الروسي – الأمريكي تفوح برائحة الغاز!.

المقال بأجزائه الثلاثة محاولة لإلقاء الضوء على التشابكات المعقدة والتضارب في المصالح بين التحالف الروسي – الصيني - الإيراني -السوري من جهة وبين الأمريكي- الأوروبي - التركي –السعودي - القطري من جهة أخرى فيموضوع استخراج الغاز ونقله ودور ذلك في افتعال الحرب وتأجيج الصراع في سوريا.

أوروبا تتنفس بالغاز,,,

يُقدر استهلاك أوروبا من الغاز المسيل ب 500 مليار م3 سنوياً تُغطى بشكل أساسي من قبل روسيا وقطر. تغطي قطرحاليا حوالي ربع احتياج أوروبا ولكنه يتوقع حتى عام 2020 تزايد اعتماد أوروبا على الغاز الروسي لتصل نسبته الـى50% من احتياجاتها الشيء الذي يجعل ارتباط المصالح الأوروبية بروسيا شديداًإلى درجة الخطورة الشيء الذي تقاومه أمريكا وأوروبا.

هناك خمسة مشاريع غاز استراتيجية أساسية موجهة نحو الفوز بالسوق الأوروبية.

المشروعان الأولان روسيان: السيل الشمالي والسيل الجنوبي ويعتمدان على الاحتياطي الهائل للغاز الروسي.

بموجب السيل الشمالي تنشئ روسيا خط غاز إلى ألمانيا مباشرةً عبر بحر البلطيق حيث ترى روسيا في ألمانيا أهمية خاصة كنقطة انطلاق استراتيجية الى القارة الأوروبية.

وبموجب السيل الجنوبي تنشئ روسيا خط غاز يمر من البحر الأسود وبلغاريا ليتعرج إلى اليونان فجنوب ايطاليا إلى هنغاريا والنمسا ويوفر هذا الخط كمية 60 مليار م3سنوياً.

المشروع الأمريكي نابوكو: حيث مصدر الغاز تركمانيا وأذربيجان ويمر عبر تركيا إلى أوروبا عبر بلغاريا ورومانيا وهنغاريا والتشيك وسلوفاكيا وايطاليا.

أخرت بعض الظروف التقنية المشروع الأمريكي إلى ما بعد عام 2017 بدلاً من عام 2014 مماجعل السباق محسوماً لصالح روسيا.

تخضع معظم آبار الغاز التركمانية إلى سيطرة المجموعات الإسرائيلية مثل "مرهاف" التي يديرها يوسف ميمون عميل الموساد وأحد أقوى الرجال النافذين في إسرائيل. طاقة المشروع 31 مليار م3 سنوياً بتكلفة إنشاء قد تصل إلى 21 مليار دولار بسبب تأخير تنفيذه. ويعتمد بشكل أساسي على المخزون الغازي الفائض لتركمانستان المرتبطة بمشروع آخر مع باكستان والصين وعلى حقل أذربيجان بعد أن تراجع الإيرانيون عن المشاركة في المشروع لصالح خط العراق سوريا.

سارعت تركيا لحجز حصتها في مشروع نابوكو المتوافق مع مصالحها كلياً إذ تحولها لدولة عبور هامة إلى جانب تأمين جزء من حاجتها من الغاز حيث وقعت عقداً مع أذربيجان لشراء ستة مليارات م3 عام 2017.

ج- المشروع الرابع هو الخط الإيراني- العراقي- السوري حيث وقعت الدول الثلاث في حزيران عام 2011 على مذكرة تفاهم لاستجرار الغاز الإيراني عبر العراق إلى سوريا طول الخط يقارب 1500 كم، (إيران 225 كم. العراق 500 كم سوريا 500-700 كم) وبعدها يمكن متابعته عبر قعر البحر الأبيض المتوسط إلى اليونان دون المرور بتركيا !، كما يلحظ المشروع امكانية تزويد أوروبا بالغاز عبر المرافئ السورية.

تقدر كلفة المشروع بعشرة مليارات دولار ويجب أن يبدأ الاستثمار بين الأعوام 2014-2016 باستطاعة تصميمية 110 مليون م3 يومياً وهو ما يقارب 40 مليار م3 في العام وقد أعلنت الدول المشاركة في المشروع عن طلباتها من الغاز: العراق 25- 30 مليون م3 يومياً وسوريا 20- 25 مليون م3 ولبنان 5- 7 مليون م3 حتى عام 2020 وجزءمن هذا الغاز سيجر إلى الأردن عبر الخط العربي أما حصة أوروبا فتقدر بخمسين مليون م3 يومياً (تقارب عشرين مليار م3 سنوياً) وبذلك ينافس مشروع نابوكو (31 مليار م3 سنوياً) ويمكن أن يكون بديلاً عنه وما يجعل المشروعمستقراً هو الاحتياطي الهائل للحقل الإيراني والذي يُقدر بـ 16 تريليون م3 مايكفيلعدة قرون.

د- المشروع الخامس: هو الخط القطري وبحسب جريدة الأخبار فان هناك موافقة أمريكية على مد خط غاز جديد لنقل الغاز القطري إلى أوروبا بمشاركة تركيا وإسرائيل حيث يبدأ الخط من قطر عبر السعودية فالأردن دون المرورمن العراق ماراً من سوريا وفي منطقة حمص- القصير يجب أن يتفرع الخط إلى ثلاثة اتجاهات: اللاذقية على الشواطئ السورية، طرابلس شمال لبنان وتركيا.
استطاعة الخط غير معروفة تماماً ولكنها تفوق نابوكو وينافس السيل الجنوبي الروسي ويعتمد على الاحتياطي الهائل لحوض الشمال القطري الذي يُقدر بـ 13.8 تريليون م3.

اكتشافات البحر الأبيض قد تقلب المعادلة الجيوسياسية,,,

انً الاكتشافات المؤخرة لطبقات كبيرة من الغاز والبترول في البحر الأبيض المتوسط (بين اليونان وتركيا وقبرص وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر) قد تغير بشكل جذري المعادلة الجيوسياسية في المنطقة ومن شأنها أن تجعل المنطقة خليجاً جديداً ويكون سبباً قوياً لفتنة رهيبة فيها.

استناداً للمعهد الأمريكي USGS واعتماداً على معطيات التنقيب والدراسات الجيولوجية فإن الاحتياطيات في هذا الحوض تُقدر 9.7 تريليون م3 من الغاز إلى جانب 3.4 مليار برميل نفط ومع أن الأرقام مشُكك فيها من ناحية المبالغة في تقارير الاحتياطيات فقد بدأ التنافس والصراع الحاد بين البلدان المُتشاطئة حول توزيع الحصص، ولم تنتظر إسرائيل انتهاء حل المشاكل قانونياً إذ أجرت عقوداً مع شركات أمريكية وأوروبية للبدء في الاستثمار في حوضي "تامار" و" لوياتان" غربي حيفا وبحسب تقديراتها فإنها ستغطي معظم احتياجاتها وستصدرالجزء الفائض للغرب وهناك شكوك كبيرة بإمكانية تحقيق ذلك على خلفية الصراع القائم وتضارب المصالح.

المصالح الغازيةالقطرية,,,

الجميع يعلم أن إمكانية قطع عبور الغاز القطري عبر مضيق هيرمز لا يشكل صعوبة لإيران ولهذا فإن قطر وبمساعدة الغرب تسعى للتحرر من هذه التبعية بإحداث "معبر مرور" بري لتصدير غازها. وهذا المعبر يجب أن يمر عبر سوريا فأوروبا.

مثل هذا المشروع كما تريده قطر وأمريكا بوجود الرئيس بشار الأسد وعلاقته الوثيقة مع موسكو وطهران لا يمكن أن يُنفذ وقطر التي وظفت ما يقارب 8 مليار دولار في سوريا حتى عام 2011 بمافيها قطاع السياحة لم تحصل على الشيء الأساسي وهو أن يكون خيار سوريا الخط الغازي القطري ولهذا اُتخذ القرار بحفر "معبر المرور" عبر سوريا بالخراب والدمار وتوظيف رؤوس الأموال للمجاهدين على أمل أن يحققوا ما عجزوا عن تحقيقه بالترغيب.

مقتل 28 مسلحاً باستهداف الجيش السوري صهاريج نفط مهربة لتركيا

أفادت روسيا اليوم بأن الجيش السوري استهدف رتلاً من السيارات التابعة لمجموعات من مقاتلي المعارضة المرافقة لصهاريج تقوم بتهريب النفط السوري إلى تركيا في قرية الصعوة بالريف الغربي لدير الزور، ما أدى إلى مقتل 28 مسلحاً وحرق 4 صهاريج.

كما اشتبك الجيش مع مجموعة تابعة لـ”جبهة النصرة” حاولت السيطرة على حقل المهر للغاز شرق حمص. وأضافت روسيا اليوم نقلاً عن مصادر عسكرية مطلعة قولها إن اشتباكات دارت بين قوات الجيش ومسلحي المعارضة حاولوا الهجوم على المشفى العسكري في حي الوعر بحمص، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المسلحين، مع تواصل المعارك في أحياء الخالدية والقصور والقرابيص وباب هود.

أما في حلب فقد احبط الجيش محاولة أفراد مجموعة تابعة لـ”جبهة النصرة” التسلل إلى منطقة الشيخ سعيد بالمدينة. فيما يخص جنوب البلاد أن المسلحين اعتدوا على عدد من النقاط العسكرية في منطقة البكار وعين دكر في ريف درعا الغربي. من جانبهم قال نشطاء إن اشتباكات عنيفة اندلعت في حي الوعر والخالدية بحمص، حيث يسعى الجيش السوري إلى السيطرة على معاقل المعارضة المسلحة هناك. كما تحدث النشطاء عن اشتباكات عنيفة دارت أمس الجمعة بين القوات السورية ومقاتلي المعارضة في محيط المشفى الوطني بمدينة درعا، وسط قصف على المنطقة. أما في ريف دمشق، فقد تعرضا بلدتي الدير خبة ودروشا بريف دمشق للقصف ما أدّى لسقوط جرحى وتضرّر بعض المنازل.

*روسيا اليوم