في معركة حلب الكبرى .. الحسم هل بدأ .. هل تأخر .. أم هل فشل ؟

اياد الجاجة : الجغرافيا :
تنقسم حلب إلى ثلاثة أقسام ، القسم الجنوبي الغربي والمكوّن من "الوضيحي، خان طومان قسمها الغربي ،وخان العسل قسمها الغربي ،والزربة ثم اورم الكبرى والصغرى تحت سيطرة المسلحين ، تتصل اورم الكبرى والصغرى بحي الراشدين الذي يتواجد في قسمه الجنوبي مجموعات من المسلحين ، في الشمال بستان القصر قسمه الشمالي ،وبني زيد ثم أقسام من الصاخور والشعار من الجهة الشرقية الجنوبية أيضا تحت سيطرة المجموعات المسلحة.
الجيش يفرض سيطرتها على باقي المناطق ، وفي هذه المناطق تقع بعض العمليات الأمنية أو التفجيرات من المسلحين ولكن بالشكل العسكري تعتبر هذه الأماكن أماكن محرره.
مناطق القتال :
تدور الأعمال القتالية في مناطق " الليرمون ، السجن المركزي، مشفى الكندي ،وهذه المناطق هي بالقسم الشمالي الشرقي، في القسم الشرقي هناك اشتباكات متكررة في الصاخور والشعار ،في الجهة الجنوبية الغربية تدور المعارك في منطقة خان العسل وفي بلدة الوضيحي وفي القرى والبلدات المتبقية "اورامات، والزربة ،وايضا بعض القرى والمزارع.
وحقيقة ما جرى في خان العسل أن هناك ثلاث مجموعات لا يتجاوز عدد كل منها 70 مقاتل كانت تعمل بالتوازي ولكن فجأة خرجت من المعركة احد هذه المجموعات دون سابق إنذار والسبب هو غياب القيادة التي تنسق الأعمال وتقودها،ودخلت مجوعات مسلحة اشتبكت مع المجموعة التي تشكل الجوار للمجموعة وتم محاصرة هذه المجموعة ومفاجأتها نتيجة الخطأ الفادح الذي ارتكب وسببه عدم انسجام القادة مع بعضهم وتضارب التبعية القتالية للوحدات وقد وقع عدد من الشهداء في الهجوم الأول لخان العسل ولكن في اليوم الثالث وعندما تجمع المسلحون بالمزارع المجاورة وفي الساعات التي تسبق محاولتهم للانقضاض على حواجز أخرى استهدفته المدفعية والصواريخ ولم يتبقي منهم إلا القليل.
الحسم هل بدأ ؟هل تأخر هل فشل؟
يعتبر مشروع أمريكا مشروعا منفصلا وهو يستند على نقاط رئيسية يتم تطويرها لتتماشى مع الأهداف الأمريكية ،قام هذا المشروع على النقاط المركزية التالية :
- منطقة درعا ومحيطها.
- المنطقة الوسطى حمص.
- المنطقة الشمالية حلب.
- المنطقة الشرقية الرقة.
كانت الولايات المتحدة تسعى جاهدة للوصول إلى استقلال لهذه المناطق على غرار ما هو قائم الآن في الرقة ،وعندها تطلب أمريكا وقف إطلاق النار وتثبيت الوضع كما هو قائم يلي ذلك تطوير الانقسام وتشجيع انفصال هذه المناطق عن سوريا.
إن فشل درعا تقبلته أمريكا واستبدلت سيناريوهات وبدل تقسيم سوريا إلى أربعة أو خمس دول قبلت بتقسيم سوريا إلى قسمين شمالي شرقي وحلب ضمنا وباقي سوريا ،كان هذا القبول نتيجة لفشل أمريكا في الانتصار بالقصير .
عندما صرح كيري وزير الخارجية الأمريكي بضرورة إنشاء التوازن على الأرض والادعاء باستخدام الجيش السوري الأسلحة الكيميائية حدث ما يلي:
1ـ بدأ الجيش بالمراقبة وحشد القوات .
2ـ بدأت قوات جبهة النصرة بالتحشد في مناطق حلب وخاصة الغربية.
3ـ بدأت الدولة بإعادة الارتباط بالسكان وقدمت الحكومة مساعدات كبرى وشيئا فشيئا استعادت الدولة وجودها في حلب.
بدأت المفاوضات مع مجموعات من المسلحين بإلقاء السلاح والانتقال إلى الحالة الطبيعية.
وتحول الصراع إلى حالة سكون ما لبث أن فجر حالات من الصراع بين بعضهم وبدأت جبهة النصرة بتصفية بقية المرتزقة وفرض سيطرتها على الميدان .
في إحصائيات بعض من كتب وهو من المرتزقة ومن مواقع العداء أن مئات من المسلحين يدخلون إلى الميدان من دول متعددة وعبر تركيا الممر الوحيد وان الأعداد تجاوزت 100000 مسلح .
الجيش العربي السوري :
يتواجد في حلب أعداد كبيرة جدا من التشكيلات المقاتلة ومن قوات الدفاع الوطني وقد تم التحضير لمعركة حلب بشكل كبير ، وذلك من خلال فتح الطرق البرية ومحاصرة المرتزقة في الأماكن المفتوحة بالطيران والمدفعية مما اضطر المرتزقة إلى التمركز بين البيوت والمناطق السكنية .
سيناريو الحرب المتوقعة :
عندما تقول أمريكا أنها لن تتدخل فهذا يعني أنها ستتدخل وعندما تنادي بالحل السلمي للازمة السورية كما تدعي فهذا يعني أن احتمال الحرب هو القائم ،وانطلاقا من هذه القراءة تم استكشاف العدو بعدة عمليات بالنيران وبالمداهمة وبالاشتباكات والهدف دائما هو استطلاع عدة وعتاد وقوات ، وطبعا من لم يحط بهذا الأمر يشعر وكأن هناك تقدم وتراجع ولكن الحقيقة تخاض الحرب ليس بغية التقدم ولكن إن كان ممكن فستتقدم القوات ولكن تخاض هذه العمليات لأهداف إستراتيجية.
في سيناريو الحرب أخذت القيادة كامل احتياطاتها للقضاء التام على المجموعات المسلحة ونحن نعرف أن هؤلاء مدربين وأنهم يقاتلون وهم سكارى ومهلوسين ، وتم وضع الخطط الكاملة لذلك ،والخطة تتضمن إطباق تام على كل المحاور واستخدام أسلحة ذات إمكانية هائلة يمكنها الإصابة بالشلل المؤقت من خلال الوميض النار الرهيب جدا أو من خلال القذائف الصوتية.
إن فكرة المحاصرة ثم القيام بضربات بالصواريخ والمدفعية على أماكن التجمعات للمسلحين نجحت في حمص "وهي تطبق في الرستن وتلبيسة والغنطو والحولة "وقد أثبتت هذه الطريقة نجاعتها وفرضت ظروفا استثنائية على العدو يمكن من خلاله زيادة الضغوط للاستسلام .
في معركة حلب التي لم تبدأ بعد هناك محاولة أخيرة وهي قبول استسلام المنشقين والمسلحين السوريين وتنظيم هؤلاء بشكل يكفل قيامهم بمقاتلة "جبهة النصرة" والمرتزقة من خارج البلاد ، وهناك تفاوض بأعداد كبيرة للاستسلام من قبل هؤلاء وربما المفاجآت قادمة بشكل كبير.
النتيجة :
لقد أعطى الجيش مهلة أخيرة بناء على تدخل الدول الصديقة التي تقوم بدور الوسيط لقبول الاستسلام للمسلحين "تنتهي بانتهاء العيد" وان بقي الأمر على ما هو عليه الآن فلن يطول عودة معظم المسلحين السوريين إلى رشدهم وإلقاء سلاحهم ووضع أنفسهم تحت تصرف القضاء في حال ارتكاب جرائم من قبل هؤلاء، إن شعور أمريكا بالهزيمة المركبة وهي فشلها في إنجاح حكم الإخوان بسوريا وفشلهم في حمايته في مصر وفي تونس يجعل الأمريكي يزداد شراسة ويزداد حقدا وكراهية ،وربما هذا الأمر دفع العصابات في البيت الأبيض إلى قيادة حرب لاي مكن أن تتهرب منها وإذا وقعت هذه الحرب ستنسف اتفاقيات التآمر الاستعماري من زمن سايكس بيكو إلى عصبة الأمم ،والنصر بإذن الله تحقق وما الأيام القادمة إلا أيام تثبت الانتصار لشعب سوريا الذي استطاع بصموده أن يفشل حلقات التآمر التي تمركزت في مصر وتونس ،ويقود حركات التحرر العربي في الوطن العربي بالكامل .

عندما رفع ذو الفقار إشارة النصر هو

رفع السبابة للشهادة

ورفع الوسطى لليائسين والجبناء والانهزاميين والخونة والمرتزقة

والاثنتين للشعب بأن ثقوا بالنصر

بقلم آرام السوري

اللهم انصر سوريا العروبة نصرا مؤزرا