صالح مسلم: الأتراك أخبرونا أنهم مع أكراد سوريا ضد النصرة

كشف الزعيم الكردي السوري المعارض، صالح مسلم، الاحد٢٨/٧/٢٠١٣، أن المسؤولين الأتراك الذين التقاهم في اسطنبول ابلغوه بأن “جبهة النصرة”، المتحالفة مع تنظيم القاعدة والناشطة في سوريا، تمثّل خطراً على بلادهم وعلى منطقة الشرق الأوسط ويتعين مكافحتها.

وقال مسلم، الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، وعضو الهيئة الكردية العليا في سورية، لوكالة "يونايتد برس انترناشونال" إنه ناقش مع المسؤولين الأتراك خلال الزيارة المفاجئة التي قام بها إلى تركيا يومي 26 و27 تموز/يوليو الجاري، الاشتباكات الدائرة في المناطق الكردية في سوريا بين “الجماعات السلفية ووحدات حماية الشعب”، وأكد لهم بأن “هذه الوحدات ليست ضد تركيا، وطلب منهم التوقف عن تقديم الدعم لهذه الجماعات لكون غالبيتها تدخل إلى سوريا عبر أراضي بلادهم”.


وأضاف مسلم أن المسؤولين الأتراك “أكدوا له أن لا علاقة لبلادهم بجبهة النصرة، وأنها تمثّل خطراً على تركيا ومنطقة الشرق الأوسط، ويتعيّن مكافحتها، مشيرين الى أنهم سيتخذون إجراءات بهذا الشأن”، وتابع “أبلغناهم من طرفنا بأن أمن المناطق الحدودية بين سورية وتركيا يهمنا، وطلبنا منهم تقديم المساعدة بشأن فتح المنافذ التركية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الكردية”.

وأوضح أن زيارته “جاءت بناءً على طلب من وزارة الخارجية التركية لعقد لقاء في مدينة اسطنبول مع مسؤولين من المرتبة العليا في الوزارة، وكانت لدينا من قبل لقاءات مباشرة وغير مباشرة مع مسؤولين أقل مرتبة في الخارجية التركية”.

وتابع “أوضحنا خلال المباحثات مع مسؤولين من وزارة الخارجية التركية بعض الأمور الغامضة وسياستنا حيال تطورات الأوضاع في سورية، بعد أن تكوّن لديهم فهماً خاطئاً بشأن الإدارة المدنية التي أعلنا عن إقامتها في المناطق الكردية القريبة من الحدود التركية في محافظة الحسكة الواقعة شمال شرق سورية، وأكدنا لهم بأن هذه الإدارة مؤقتة وتغطي المرحلة الإنتقالية إلى أن تستتب الأمور في سوريا، وليست دعوة للإنفصال كما تم الترويج لها”.

وأشار مسلم، الذي يشغل أيضاً منصب نائب المنسّق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة، إلى أن مسؤولي وزارة الخارجية التركية “اقتنعوا بطروحاته خلال اللقاء”، لكنه لم يكشف عن هوياتهم بناءً على رغبتهم، نافياً أن يكون التقى أيضاً رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان, وقال “لمسنا تفهّماً من قبل المسؤولين الأتراك لحقوقنا ومطالبنا كقوة فاعلة موجودة على الأرض في سورية، وللجانب الإنساني وعمليات الإغاثة وجبهة النصرة، التي تغزو المناطق الكردية بمفاهيم الفتوحات الإسلامية”، وشدّد على أن زياته إلى اسطنبول “لم تتطرق إلى أية وساطة بين دمشق وأنقرة”.

وكانت صحيفة (زمان) التركية نسبت إلى رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، قوله يوم الجمعة الماضي، إن مسؤولي الاستخبارات الأتراك “سيحذّرون زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم من أي خطوة أحادية لإنشاء كيان كردي مستقل في شمال سورية بالقرب من الحدود التركية”.

وردّاً على سؤال حول موقف الحكومة السورية من زيارته إلى اسطنبول، أجاب مسلم “نحن كأكراد أحرار في سياستنا وجزء من الثورة وننسّق مع هيئة التنسيق الوطنية وباقي فصائل الثورة لخدمة سورية الوطن، لكننا نرفض أن نكون جزءاً من القتال الأعمى الذي يدور في شوارعها، ونرى أن الحل في سوريا سياسي وليس عسكرياً، ونريد أن تكون سوريا المستقبل ديمقراطية تعددية يشعر فيها الكردي بعزة النفس وبكرامته ويملك جميع حقوقه المشروعة من لغة وثقافة وسياسة واقتصاد ضمن مفهوم اطار سورية واحدة”.

وقال “يتعيّن على النظام في سوريا النظر بشكل طبيعي لهذه الزيارة انطلاقاً من معرفته بحقيقة ما يجري في المناطق الكردية والمعاناة التي فرضتها الجماعات السلفية على شعبنا فيها”. وأضاف الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي وعضو الهيئة الكردية العليا في سوريا “ستكون هناك اتصالات خلال الفترة القريبة المقبلة بين الهيئة الكردية العليا والائتلاف السوري المعارض بعد انتخاب أحمد الجربا رئيساً جديداً له، في إطار جهود توحيد المعارضة السورية”.